العدد 942 - الإثنين 04 أبريل 2005م الموافق 24 صفر 1426هـ

جامعة كولومبيا تقر بـ "التجسس على الأساتذة الفلسطينيين في غرف التدريس"

جماعات "إسرائيل" تلاحق الأكاديميين الفلسطينيين في الجامعات الأميركية

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

أقرت إدارة جامعة كولومبيا الأميركية في نيويورك وضع فصول التدريس لمراقبة بواسطة كاميرات فيديو في سياق تحقيق قامت به لجنة فرعية أكاديمية في شكاوى من طلبة مؤيدين لـ "إسرائيل" زعموا أنهم تعرضوا لمضايقات من أساتذة أميركيين من أصل عربي، وقال التقرير الذي صدر يوم الخميس الماضي إن اللجنة وجدت مثالا تجاوز فيه أحد الأساتذة "الحدود المقبولة بصورة عامة" للسلوك عندما غضب على طالب اعتقد أنه كان يدافع عن سلوك الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة". وأكدت اللجنة أنها "لم تجد دليلا على وجود بيانات أدلى بها أساتذة يمكن أن تعتبر بصورة معقولة مناهضة للسامية". لكن التقرير وصف فعلا بيئة أوسع من الفظاظة في حرم الجامعة بقيام طلبة موالين لإسرائيل بعرقلة المحاضرات الخاصة بدراسات الشرق الأوسط وأن بعض الأكاديميين يشعرون بأن هناك من يتجسس عليهم. وقال ناشطون بارزون في المجلس الوطني للعرب الأميركيين، وهو منظمة جديدة معنية بالدفاع عن الحريات المدنية والدستورية للجالية العربية الأميركية، ستعقد مؤتمرها الأول في شهر مايو/ أيار المقبل بالعاصمة الأميركية "واشنطن" إن تقرير اللجنة يمثل فعلا مشكلة للأكاديميين العرب الأميركيين في الجامعات الأميركية ولا يطول فقط ثلاثة من المدرسين في كولومبيا وهم جوزيف مسعد، رشيد الخالدي وجورج صليبا. وقال إلياس رشماوي من مؤسسي المجلس الوطني للعرب الأميركيين إن قرار جامعة كولومبيا يمتد تأثيره إلى الكثير من الجامعات الأميركية، مضيفا أن تقرير لجنة جامعة كولومبيا يضع سابقة من شأنها أن تخلق جوا من التخويف في أوساط العرب الأميركيين العاملين في العمل الأكاديمي في الجامعات، ودعا رشماوي في هذا الصدد إلى شن حملة لدفع جامعة كولومبيا على التراجع عن قبول توصيات اللجنة بـ "التجسس على الأكاديميين" وهو الأمر الذي يلبي أحد مطالب الجماعات الإسرائيلية التي تعمل في إطار لجنة مراقبة أنشطة الطلبة والمدرسين في الجامعات الأميركية. وأكد التقرير أنه على رغم وجود بعض المشادات الكلامية بين الأساتذة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية والطلاب المؤيدين لإسرائيل، فإن الطلاب لم يحصلوا على درجات أقل مما يستحقون بسبب آرائهم. وقد أجرت اللجنة تحقيقها إثر حملة قام بها عدد من الطلاب اليهود الأميركيين الموالين لإسرائيل اتهموا فيها عددا من الأساتذة بتخويفهم. وقد شنت الحملة بدفع من الجماعة الصهيونية المعروفة باسم "مشروع ديفيد" و"مراقبة الجامعات" الذي يتزعمه المناهض للقضايا العربية دانيال بايبس، وأيضا من الكثير من المنظمات اليهودية الأميركية إذ قام مارتين كريمر الذي يعمل مع مركز موشيه دايان في تل أبيب بإلقاء خطاب في بداية شهر مارس/ آذار الماضي في مؤتمر ضم العشرات من قادة الطائفة اليهودية الأميركية دعا فيه إلى مواجهة مراكز دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأميركية التي زعم أن "الأكاديميين الراديكاليين المؤيدين للفلسطينيين" يسيطرون عليها. وقالت اللجنة إنها بعد لقاءات عقدتها مع 26 من طلاب الجامعة وأساتذتها وإدارييها وخريجيها، وبعد أن اطلعت على الادعاءات التي قدمها أكثر من 60 شخصا آخرين - وجدت أن هناك بعض الحوادث التي قد تعتبر خطيرة. مضيفة أن أخطرها تم تقديمها شكوى كتابية وشفهية، ووقعت هذه الحادثة بحسب التقرير في ربيع العام 2002 عندما كان مسعد يلقي محاضرة تتعلق بالسياسات الفلسطينية والإسرائيلية. وقالت الطالبة دينا شانكر للجنة التحقيق، إن مسعد كان يناقش موضوعا بشأن غارة إسرائيلية على الضفة الغربية وغزة، ولكنها لا تتذكر بالضبط ما قاله في المحاضرة. وقالت إنها سألت إن كان صحيحا أن "إسرائيل" أعطت في بعض الأحيان تحذيرات قبل أن تقوم بعملية قصف حتى لا يؤذى الناس، وأضافت أن مسعد اغتاظ وقال لها "إذا كنت ستنكرين أعمال الظلم التي ترتكب ضد الفلسطينيين فباستطاعتك أن تغادري غرفة الدرس". وقالت إنها لا تتذكر بالضبط كيف كان رد فعلها، غير أنها قالت: "لا، أنا لا أنكر شيئا". غير أن مسعد رد مثل تلك الادعاءات في مذكرة مطولة قدمها في الرابع عشر من شهر مارس الماضي إلى لجنة التحقيق، نفى فيها بشكل قاطع وقوع هذا الحادث وأبلغ اللجنة أنه لن يطلب من طالب مغادرة صفه. وقالت اللجنة في تقريرها إن آخرين في ذلك الصف "المقرر بصورة خاصة" اختلفوا إن كان مثل هذا الحادث الذي لم يبلغ عنه رسميا قد حدث. غير أن اللجنة قالت في تقريرها إنها وجدت أن الرواية لها صدقية. وخرجت باستنتاج مفاده أن "الرد اللغوي للأستاذ على سؤال الطالبة تجاوز الحدود المقبولة بصورة عامة بالقول إن سؤالها يستحق نقدا عاما قاسيا". وقال مسعد في حديث معه إنه قد انتهى لتوه من قراءة التقرير ومازال يحاول أن يجد ما الذي يعنيه وقال "إن من الواضح أنني أختلف مع ما توصل إليه، وأنفي المزاعم، ولا أدري على أي أساس وجدوا هذه الصدقية" وقال إن الأمر هو أنه قال وأنها قالت. وأن من غير الواضح معرفة الأسس التي استندت إليها اللجنة في تقرير أن ادعاء شانكر وهي يهودية أميركية أكثر صدقية من الادعاء الآخر. وهناك رواية أخرى تتعلق بطالب إسرائيلي يدعى طومي سكونفيلد أبلغها إلى اللجنة عن محاضرة لمسعد خارج حرم الجامعة قال إنه بعد أن عرف نفسه بأنه جندي إسرائيلي سابق، سأله مسعد مرتين كم عدد الفلسطينيين الذين قتلهم. وقالت اللجنة إن مسعد قال إنه لا يتذكر الحادث وانه لم يقابل هذا الطالب. وهناك حادثة أخرى تتعلق بدرس "مقدمة للحضارة الإسلامية يدرسها جورج صليبا. وقال تقرير اللجنة إن طالبة تدعى ليندسي شرير ادعت أن صليبا أبلغها بعد الدرس أنها ليست سامية لأن لها عينين زرقاوتين ولذلك "ليس لديها حق ادعاء بأرض إسرائيل" وقال صليبا للجنة إن الطالبة ربما أساءت فهم رأيا يقوله دوما عن سخافة الادعاءات التاريخية المستندة إلى فرضيات دينية. وقال جورج صليبا في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه سينشر قريبا رده على تقرير اللجنة التي يؤكد ناشطون عرب أميركيون انه سيلحق ضررا بمسعد وخصوصا أنه الأكثر استهدافا من جماعة "إسرائيل" في الجامعة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن تركيبة لجنة التحقيق غير منصفة وخصوصا أن رئيستها محسوبة على جماعة "إسرائيل". فقد ضمت اللجنة كلا من جين هاوارد، وفرح غريفن، أستاذي اللغة الإنجليزية والأدب المقارن بالجامعة، وليسا أندرسون، عميدة كلية الشئون الدولية، ومارك مازووير، أستاذ التاريخ بالجامعة، وترأست اللجنة إيرا كاتزنلسون أستاذة العلوم السياسية والتاريخ بالجامعة، بينما كان المحامي، فلويد أبراهام وهو محامي التعديل الأول "حرية التعبير" مستشارا للجنة. وكانت اللجنة تشكلت خلال فصل الشتاء الماضي، بطلب من رئيس الجامعة، لي بولينغر، بعد أن نشر عدد من الطلاب المؤيدين لإسرائيل في كولومبيا وبارنارد شريط فيديو قالوا فيه، إنهم تعرضوا للتخويف داخل وخارج الفصول الدراسية من قبل أساتذة في دراسات الشرق الأوسط، وقصد من الشريط إثارة قلق واسع النطاق بين المجموعات اليهودية والخريجين ومجلس محافظي الجامعة والنشطاء المهتمين بالحرية الأكاديمية. وأورد التقرير حادثتين أخريين وقعت إحداهما في منتدى عقد خارج الحرم الجامعي. وذكر أن فشل جامعة كولومبيا في معالجة شكاوى مختلف الطلبة كان له "أثر سلبي عميق" على الجامعة ككل وأدى إلى "تآكل حاد في الثقة بين الهيئة الأكاديمية والطلبة، وترك كولومبيا عرضة للانتقاد من مجموعات خارجية لها أجندتها الخاصة بها. وزعم الطلاب اليهود الأميركيون الموالون لـ "إسرائيل" انهم قاموا بتصوير هذا الفيديو لأنهم لم يستطيعوا منذ عدة أعوام إقناع المسئولين بالجامعة بأخذ شكواهم بعين الاعتبار. ودعمت جماعة مشروع ديفيد الموالي لـ "إسرائيل" ومقرهم بوسطن بولاية ماساشوسيتس تصوير الشريط. ووصف بولينغر التقرير بأنه "كامل وشامل" وقال إنه أخر محتوياته وأنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيعلن الخطوات التي ستتخذها الجامعة ردا على ذلك. وأضاف "من الدروس المستفادة مما حدث، أنه إذا لم يكن لدى الجامعة نظام تظلم مناسب، فإن المشكلات البسيطة التي تحدث داخل الجامعة غالبا ما تتفاقم"، وأضاف، "أما الدرس الثاني فهو أن الخلاف بين الطرفين لم يكن حول قيام طرف بتهديد الطرف الآخر فقط، ولكن الخلاف الرئيسي كان حول قضية الشرق الأوسط". وقد استغلت "الجماعات اليهودية - الإسرائيلية" الخلافات حول "الشرق الأوسط" في جامعة كولومبيا إلى الضغط لإنشاء كرسي للدراسات الإسرائيلية في الجامعة، إذ ستجتمع لجنة بحث لأول مرة هذا الأسبوع برئاسة أستاذ التاريخ اليهودي، مايكل ستانيسلوسكي لتعيين أستاذ لملء كرسي يوسف حاييم يروشالمي للدراسات الإسرائيلية واليهودية. وسيكون هذا التعيين الأخير في سلسلة أساتذة في الدراسات الإسرائيلية تم تعيينهم في الجامعات الأميركية خلال السنوات الماضية. فإلى جانب جامعة كولومبيا فإن من المتوقع أن تقوم جامعة ويسكونسن وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والجامعة الأميركية بتعيين أساتذة للدراسات الإسرائيلية قريبا. فيما قامت خلال العامين الماضيين كل من جامعات نيويورك وبرانديس وكالغاري من بين جامعات أخرى بتعيينات مماثلة

العدد 942 - الإثنين 04 أبريل 2005م الموافق 24 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً