العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ

يوم مولدي

المنامة-زينب فيصل الدلال 

تحديث: 12 مايو 2017

الوقت هو أكثر العناصر فعالية وتأثيرا في حياتنا. .. ووحده يمتلك الجرأة للتطاول على معاني الجمال المحيطة. أنا أدرك محاولات الكثيرين للفرار من قبضته والتملص من شروره بالاستسلام المبطن بالعزم مرة... وبالحيلة مرات أخرى! وأعلم أيضا أنني أحد هؤلاء... غير أنني اليوم تحديدا لا أجد في نفسي القدرة على طرده من واقعي... فلي عنده أمانة... وأراه يحمل لي على جناحيه شيئا من المفاجأة! إنه آت إلي بيوم مولدي... إنه يبشرني بفرحة يوم مولدي! فليتني ساعتها أقابله بالضحك!! هذا اليوم بالنسبة إلي خليط من القلق والرهبة والفرح! إنه التحام سريع بالقدر... ونقلة لا تتكرر ولا نملك الرجوع بها إلى الوراء... وهو القريب إلى نفسي والبعيد في آن! أحب فيه العفوية... وأهوى تذكيره لي بإمكان احتضان الطفولة من جديد وإن كان ذلك بالخيال وشبح الذكرى. فأن تكون طفلا يعني أن تكون سعيدا... حرا... طليقا... وأن تكون أنت من دون أن ينازعك في ذلك الهم أو الزمان أو المكان! الآن أرى داخل متاهات الذاكرة مقتطفات من أعياد مضت، وألمح بين ركامها صورا حية من ذاك الذي كان... كانت هناك رزمة من الهدايا... وحزمة من الشرائط والأوراق الملونة... والكثير من أشكال الزينة... ومزيج من الضحكات الطفولية الشقية... وشيء من الجد،، وفيض من الهزل! أكاد أسمع صدى كل ذلك الآن... وكأنه بالأمس توا قد حدث! لكنه يسكن الروح.. ويتباهى بسيطرته على الذاكرة... أنا من أملك شذى هذه الصور المتناثرة، وأنا أعيد تأريخها هنا بجرة قلم في صفحة فارغة! أنت هنا نصب العين يا يوم مولدي... أنت هنا تسمو بعليائك كاسحا رتابة الأيام عابرا بقدومك حاجزا من السأم اللحوح الممتد!! أترى كيف يصبر أحدنا الآخر عبر اصطناع الملل؟؟ أم أن ذلك الوجه الثاني للوجل؟ أراك تهم بسؤالي عن بهجة الماضي... ومعنى الحاضر... وقيمة الآتي... إلي بالإجابات إن كنت تملكها... وإلي بالغد كما أشتهيه أنا! قل لي: هل لك أن تنطق؟ هل لك أن تهبني ما أطلب من شروحات وتصقلها بروعة المنطق؟ أم هل لك أن تجمل آفاقي بترديد لحن الأمس في غفلة متعمدة عن قهقهات تشبه كثيرا دعاءك ساعة يتداخل مع ابتهالي الصامت الناطق! أنت الأعلم بما يجول في خلدي... وسرك يكمن في إصغائك السنوي لأمنياتي... أنت تذكر، وهذه تنسى هذا يغفل، وتلك تتناسى هؤلاء لاهون، وأؤلئك يشغلهم سعيهم نحو ما يزول وما يفنى! وحدك في كل عام تعود فلا تتلكأ... ولا ينثني عزمك... ولا تنكث وعدك بسرعة العود... وحدك والقلة تذكرون... ووحدكم بعذب التهاني تجودون... بدفئ أحضانكم سألوذ... وأطفئ شمعاتي وأستقبل غدي بقلب شغوف... أيام فقط يا يوم مولدي وتعود... أيام وأحتفي بلقياك يا يومي الموعود..





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً