أبوظبي - أ ف ب
وقف الشاعر العراقي مظفر النواب السبعيني النحيل يشع ببياض ما تبقى من شعره أمام المئات الذين غصت بهم قاعة الظفرة في المجمع الثقافي بأبوظبي مساء الأحد الماضي يلقي أشعاره التي شكلت شعارات سياسية لكل المتمردين والثائرين من شباب العالم العربي في السبعينات. كل المقاعد امتلأت خلافا لأيام المهرجان الأولى وعندما أطل الشاعر الذي لم يوفر أحدا من القادة العرب وقف الحاضرون والتهبت الأكف تصفيقا داخل القاعة وخارجها أمام الشاشات الكبيرة في الهواء الطلق والتي أعدت لمن لا يجدون مكانا في الداخل. بدأ النواب برائعته المكتوبة باللهجة العراقية الدارجة "الريل حمد" التي اشتهرت في السبعينات وتحولت الى أغنية حملت كل أحزان الجنوب العراقي، ثم ألقى قصيدة "ثلاث لقطات لكاميرا خفية" صفق الجمهور لها طويلا وهو يقول: جمعت مساحات بعض السجون تجاوزت حاصل جمع البلاد حيرني الأمر حتى اكتشفت مساحة خوف العباد ثم انتقل إلى إلقاء قصيدة "تروح وتجي الأيام" التي يصف فيها المتغيرات التي رافقت تجربته ارتباطا بالمتغيرات والهزائم السياسية والشخصية إذ يقول: في طريق الليل ضاع الحادث الثاني وضاعت زهرة الصبار لا تسألوني لماذا جنتي في النار. وألقى قصائد اخرى مثل "حمام سيدة شامية" و"ضوضاء" و"أميرة" و"خافية الاقحوان" وبعض مقاطع من قصيدته الشهيرة "سفينة السفائن" قبل أن يعود إلى قصائد متعددة من شعره المكتوب باللهجة العراقية في الغزل والسياسة. واختتم الأمسية بمقاطع من ديوان "وتريات ليلية" وبينها مقطع "القدس عروس عروبتكم" تلك التي لم يوفر فيها أحدا من زعماء العرب، مشددا على أنه "لا يستثني أحدا". وأجبره مئات الحضور على العودة إلى مكبر الصوت ليلقى قصيدته الشعبية العراقية "براءة" التي تغنى بها الآلاف من الشباب العربي ممن التحقوا بالعمل السياسي في السبعينات والثمانينات. وتحرض القصيدة الابن على ألا يخون رفاقه في الحزب "الشيوعي" وألا يعترف على أي منهم في حال اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية لأن كرامته ومستقبله يكمنان في حماية الحزب. وكان حضور الشباب كثيفا في الأمسية وحرص الكثير منهم على حجز مقاعدهم قبل وقت طويل من الأمسية المميزة التي أعادت ألق الجيل الذي طبعه مظفر النواب في السبعينات، جيل التمرد والثورة وجيل الهزائم أيضا. وكانت الدورة الخامسة عشرة لمعرض أبوظبي للكتاب بدأت الخميس الماضي وشارك فيها 520 ناشرا قدموا خلالها 250 ألف عنوان.
يستعد الفنان الفرنسي كريستوف بيتي "35 عاما" لعرض 100 نسخة من أشهر اللوحات العالمية في تظاهرة "فن المزيف" أو فن التقليد التي ينظمها من 9 الى 17 ابريل/ نيسان في فندق برج العرب بدبي، تبلغ قيمتها 280 ألف دولار. ويقول الفنان الفرنسي: "إنه المكان الذي يتحول فيه الحلم إلى واقع وأين يمكن لأشد الأمور غرابة أن تحدث". وأبدى إعجابه بالواجهة المقامة من الألياف البلورية للفندق الذي أقيم فيه مطار للمروحيات على ارتفاع 200 متر ومقابلة استعراضية بين بطلي رياضة التنس اندريه اغاسي وروجيه فيدرير. وينظم معرض الرسام الفرنسي في الطابق 18 من الفندق، وأعد اللوحات مستعينا بفريق من 82 مختصا في رسم اللوحات المزيفة التي لا يبيع إلا نسخة واحدة من كل منها. وقال الفنان بلهجة لا تخلو من فخر: "سيتم عرض نسخ من لوحات انطباعية وكلاسيكية وعصرية وشرقية لرسامين بينهم رينوار ومانيه وموني وديغا وبوتشلي وميرو وبوتيرو وبيكاسو". وأضاف أنه بدلا من دفع ملايين من الدولارات فإنه سيكون بإمكان هواة فن الرسم اقتناء نسخة فريدة من رسومات فنانيهم المفضلين بأسعار تتراوح بين نحو 1300 إلى 26 ألف دولار. وأوضح بيتي "تم تحديد الاسعار باعتبار الوقت الذي استغرقه رسم اللوحة وإطارها. ولم يؤخذ في الاعتبار السعر الحقيقي للوحة الأصلية". ويروي الفنان الفرنسي كيف أن مولعا سويسريا بالرسم اشترى 40 نسخة من لوحات فان جوغ ليضيفها إلى 60 لوحة أصلية لهذا الفنان زين بها جدران منزله قرب جنيف، مضيفا أن "البعض يفضل لدواع أمنية إخفاء اللوحات الأصلية في خزائنه وعرض النسخ المقلدة". يشار إلى أن بيتي مسجل في كتاب غينيس للأرقام القياسية العالمية منذ سنة ،2000 وذلك لكونه يملك "أكثر من 2500 لوحة مقلدة تمثل أشهر اللوحات في تاريخ فن الرسم".
الشارقة - عباس يوسف في إطار الاستعدادات للدورة السابعة لـ "بينالي الشارقة" نظمت ورشة عمل تحضيرية لطلاب كلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة قدمها الفنان المصري حسن خان وذلك بهدف تطوير مستوى الوعي النقدي للفنون المعاصرة لدى الطلاب قبيل انطلاق الحدث يوم غد الأربعاء 6 أبريل/ نيسان الجاري، والذي يطرح مفهوم "الانتماء" بمشاركة أكثر من 70 فنانا من 36 بلدا. ويهدف بينالي الشارقة في دورته الحالية بشكل أساسي إلى اندماج وتفاعل الفئة الشبابية والطلاب من مختلف المستويات من خلال برنامج تعليمي مصاحب يتضمن ورشة تمهيدية نظمت حديثا على مدار أربعة أيام وأدارها الفنان حسن خان إذ تناولت الوعي النقدي وسلطت الضوء على وسائط متنوعة مثل المواد الفيديوجرافية ووسائط الاتصال المتعددة إلى جانب النصوص المكتوبة. وتستكمل المرحلة الثانية من البرنامج بعيد انطلاق البينالي تتم فيها مناقشة خلاصات تجربة الطلاب خلال البينالي. وفي هذا الإطار عقب الفنان خان على الورشة قائلا: "يمثل تعريف الطلاب وتعزيز قدراتهم على التفكير من منطلقات نقدية حيال الأعمال الفنية التي تشكل فهمنا للعالم أمرا بالغ الأهمية". وتابع: "هذه الورشة لم تصمم للتعليم أو التلقين بقدر ما تسعى إلى حفز الطلاب على التعامل مع العمل الفني بروح استكشافية ونقدية بالدرجة الأولى لوضعها في سياق يواكب الفنون المعاصرة والمحلية". وشملت الورشة التمهيدية محاضرات نظرية صباحية في حين خصصت فترات ما بعد الظهر إلى ورش عملية لتطبيق النتاج النظري، اذ مثلت الورشة فرصة مهمة للطلاب للتعرف على ديناميكية الفنون المعاصرة من منظور نقدي مغاير. وتقول الطالبة مريم الغرير تعقيبا على مشاركتها في الورشة: "في السابق كنا نتعامل مع الفنون الجميلة على أنها مجرد لوحات، ومن ثم تبادر لنا أن الرسالة التي يحملها الفن يمكن إيصالها من خلال طرق تتجاوز الكنفة التقليدية والألوان الزيتية". وأضافت "فنون التركيب Installation Art التي بدأت في الظهور مع الدورة الماضية لـ "بينالي الشارقة" مثلت حال دهشة بالنسبة إلى متابعي المشهد الفني المحلي، وما خرجنا به من خلال هذه الورشة هو احترام الأعمال الفنية بالدرجة الأولى وتحليل واستيعاب مضمونها". من جانبها أبدت الطالبة إيمان السيد رضاها عن الورشة التي اعتبرتها إضافة نوعية على تحصيلها الأكاديمي وقالت: "من يعلم لربما نكون ضمن المشاركين في الدورة المقبلة من البينالي بعيد تخرجنا من كلية الفنون الجميلة كفنانين محترفين". من جهة أخرى يؤكد منظمو بينالي الشارقة أن الحدث يمثل تظاهرة نوعية للفنون المعاصرة تختلف عن المعارض والملتقيات الفنية التقليدية، اذ يسعى البينالي لتجاوز دائرة متابعي الفنون والمهتمين بها من فنانين ونقاد نحو دائرة تشمل فئات المجتمع من خلال الوسائط الفنية التي تعبر عن مفاهيم واطروحات ثقافية واجتماعية وسياسية، بينما يسعى البرنامج التعليمي المصاحب ومن ضمنه ورشة الفنان حسن خان إلى تعزيز تفاعل واستيعاب الطلاب للأعمال والاستمتاع بصريا بهذا الحدث الفريد من نوعه على مستوى المنطقة. يذكر أن بينالي الشارقة يستمر حتى 6 يونيو/ حزيران المقبل وذلك في متحف الشارقة للفنون ومركز اكسبو الشارقة
