العدد 947 - السبت 09 أبريل 2005م الموافق 29 صفر 1426هـ

تضارب الإشارات بشأن بقاء قوات الاحتلال الأميركي في العراق

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

تتزايد الإشارات المتضاربة بشأن انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من العراق التي تصدر عن الكثير من المسئولين الأميركيين، ففي الوقت الذي ذكر فيه أن كبير القادة العسكريين في العراق الجنرال جورج كيسي سيبدأ إجراء تقييم لخفض القوات الأميركية في العراق في يونيو/ حزيران المقبل لتقرير عدد القوات المطلوبة هناك في العام المقبل، فقد تلقى الجيش الأميركي أوامر بتأخير خطط بدء الانسحاب من العراق وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إنه تم تنقيح خطط لبدء الانسحاب من العراق في موعد أقصاه نهاية العام الجاري وقالوا: "إن البنتاغون وهيئة رؤساء أركان القوات المشتركة توصلوا إلى استنتاج مفاده أن قوات الجيش والأمن العراقية لن تكون مستعدة لتحمل مسئوليات أمنية كبيرة في المناطق التي تشهد تصاعدا في أعمال المقاومة المسلحة لمدة عام آخر على الأقل". وتقول المصادر ذاتها إنه إذا سارت الأمور على ما يرام حتى يونيو المقبل فإنه يتعين على الجنرال كيسي أن يبدأ إعداد تقييمه لإعطاء الجيش الأميركي الوقت لتحديد وتدريب الوحدات. وكمثال على ذلك فقد ذكر أنه تم استبدال فرقة المشاة الثالثة بفرقة الفرسان الأولى في قطاع بغداد الشهر الماضي. فإذا كانت الحاجة تستدعي قوات أقل في العام 2006 فإن فرقة المشاة الأولى قد لا تحتاج إلى إعادة كل ألويتها أو دباباتها إلى العراق. وبدلا من ذلك فإن الجيش الأميركي أبلغ أن أي انسحاب رئيسي سيكون مشكوكا به حتى منتصف العام 2006 على الأقل. وقال المسئولون إن دراسة للقوات العسكرية والأمنية العراقية ستستكمل في نهاية العام الجاري. ويذكر أن عدد القوات الأميركية في العراق يصل إلى نحو 150 ألف جندي. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد: "ولذلك فإنه خلال الفترة المقبلة سنرى بعض التعديلات في الإعداد، ولكنني سأكون آخر شخص يفكر بأنني ذكي بما فيه الكفاية لكي أعرف ما هي تلك النسبة التي ستكون عليها الكفاءة والقدرات بالمقارنة مع جدية المقاومة، لأن من بعض الأمور التي تؤثر على المقاومة هو مدى رغبة الشعب العراقي على تقديم معلومات استخبارية واخباريات لصالح الحكومة". ورأت قيادة الجنرال كيسي ما وصفه أحد الضباط "نقصا مهما" في عدد هجمات المقاومة وعدد القتلى نتيجتها. وفي الوقت نفسه فإن قوات الأمن العراقية قد أخذت تقوم بمهمات أكثر. وهذه التطورات دفعت كبار ضباط الاحتلال الأميركي في العراق إلى التحدث بصورة علنية أكثر عن احتمال خفض مستويات القوات في العام 2006 إذا استمرت الظروف في التحرك لصالح الولايات المتحدة كما يعتقدون. ووصف مصدر عسكري في البنتاغون الجنرال كيسي وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جون أبي زيد بأنهما "مبتهجان". ووصف نائب هيئة رؤساء الأركان المشتركة الجنرال بيتر بيس الأسبوع الماضي الحال بين كبار الضباط الأميركيين بأنها "تفاؤل مقرون بالحذر". وقال الجنرال كيسي في تصريحات بثتها شبكة "سي إن إن" الأميركية يوم 28 من شهر مارس/ آذار الماضي إنه "في مثل هذا الوقت من العام الماضي بافتراض أن العملية السياسية تستمر بالسير بصورة إيجابية وتدخل السنة في العملية السياسية ويواصل الجيش العراقي التقدم والتطور، وهذا ما نعتقده، فسنكون قادرين على القيام ببعض التخفيضات في حجم قواتنا وأن الرقم المحدد سيرتكز على أوضاع قوات الأمن العراقية والوضع الأمني هناك". غير أن رامسفيلد قال الأسبوع الماضي ردا على سؤال بشأن قوة الدفع في العراق إنه من ناحيته حذر في أن يكون متفائلا أكثر من اللازم مؤكدا "انني من النوع الذي يحب الإنجاز بدلا من الوعود". وكان مكتب المحاسبة العام التابع للكونغرس الأميركي ذكر في تقرير الشهر الماضي أن المعلومات التي يقدمها المسئولون بشأن وضع قوات الأمن العراقية "ليست موثوقة ولا تقدم سوى القليل عن قدرات هذه القوات". وقال المكتب في تقريره إن وزارة الداخلية العراقية تقدم معلومات كاذبة بشأن عدد الضباط في مراكز الشرطة في مختلف أنحاء العراق. وأضاف "ان معظم قوات الشرطة دربت وسلحت من أجل أعمال تتعلق بتطبيق القانون والنظام في بيئة سلمية ولم تدرب من أجل محاربة المقاومة"

العدد 947 - السبت 09 أبريل 2005م الموافق 29 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً