ارتفع عدد المصابين بأمراض استنشاق الغاز الخانق الذي انتشر في قرية المعامير الجمعة الماضي إلى 15 مصابا معظمهم من الأطفال، و نقل أمس الطفل نضال عبدالله "سبع سنوات" إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج بعد اكتشاف ذويه التهابات في ساقيه وانتشار بثور غريبة في أنحاء جسمه.
وفيما سارعت وزارة الصناعة إلى إجراء تحقيق بشأن موضوع الغاز الخانق الذي اثارته "الوسط" على مدى الثلاثة ايام الماضية تحرك أمس فريق متطوع من أهالي القرية مكون من 40 شخصا لتوثيق الحالات المصابة بالسرطان جراء استنشاق الغازات و الأدخنة التي تبثها المصانع المحيطة بالقرية و تسجيل بيانات من توفوا من هذا المرض في وقت تشير فيه تقارير طبية إلى أن 20 من الأهالي توفوا بأمراض سرطانية من أصل 70 يعانون المرض ذاته منذ العام .1997
"البيئة" تلزم "بابكو" بتغيير أجهزة قديمة للحد من التلوث
ارتفاع المصابين بالغاز الخانق... و"الصناعة" تعد بتصحيح "الأوضاع"
المعامير - عبدالجليل عبدالله
ارتفع عدد المصابين بأمراض استنشاق الغاز الخانق الذي انتشر في قرية المعامير الجمعة الماضي إلى 15 مصابا معظمهم من الأطفال، ونقل أمس الطفل نضال عبدالله "7 سنوات" إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج بعد اكتشاف ذويه التهابات في ساقيه وانتشار بثور غريبة في أنحاء جسمه.
وفيما سارعت وزارة الصناعة بتوجيه من الوزير حسن فخرو إلى إجراء تحقيق بشأن موضوع الغاز الخانق الذي اثارته "الوسط" على مدى الأيام الثلاثة الماضية تحرك أمس فريق متطوع من أهالي القرية مكون من 40 شخصا لتوثيق حالات إصابات الاهالي بأمراض السرطان جراء استنشاق الغازات والأدخنة التي تبثها المصانع المحيطة بالقرية وتسجيل بيانات من توفوا من هذا المرض في وقت تشير فيه تقارير طبية إلى أن 20 من الاهالي توفوا بأمراض سرطانية من أصل 70 يعانون المرض ذاته منذ العام .1997
وتوافد على القرية حتى يوم أمس مندوبون عن جمعيات معنية بشئون البيئة وقاموا بجولة تبينوا خلالها معاناة الأهالي من التلوث البيئي.
في غضون ذلك كشف رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ أن الهيئة العامة للبيئة قامت في فترة ماضية بفحص أجهزة مهمة في شركة نفط البحرين "بابكو" تختص بالسيطرة على الغازات الناتجة عن عمليات التصنيع وبثها إلى الحد المسموح به، وذكر أن الهيئة اكتشفت عدم فاعلية هذه الاجهزة وطالبت بابكو بتغييرها للسيطرة على الغازات والأدخنة التي تتعدى المعدل حفاظا على حياة المواطنين، وقال المحفوظ أيضا إن الهيئة منحت الشركة مهلة لتعديل أوضاعها حتى العام 2007 موضحا في الوقت ذاته ان بابكو رصدت 25 مليون دينار لتغيير الاجهزة القديمة.
من جانبها أجرت "الوسط" على مدى اليومين الماضيين عدة اتصالات بالمسئولين في بابكو للاستفسار عن هذا الموضوع، وتعذر الحديث معهم كما أرسلت استفسارها عن طريق الفاكس للحصول على إجابة.
من ناحيته قال مدير إدارة المناطق الصناعية عصام عودة إن وكيل وزارة الصناعة نادر المؤيد توجه مع وفد من الوزارة صباح السبت الماضي إلى قرية المعامير بأمر من وزير الصناعة حسن فخرو للتحقيق في حادثة انتشار الغاز الخانق، وأضاف عودة الذي رافق الوكيل أن الجولة تضمنت الاطلاع على حال القرية وما تعانيه من ملوثات، وتم البحث عن مصدر انبعاث الغاز يرجح أنه تسرب منه، ولاتزال الوزارة تحقق في الموضوع.
وذكر أن الوزارة ستتجه إلى الاتجاه الصحيح بتنظيم المنطقة الصناعية من جديد لإصلاح ما هو خاطئ لكنه تدارك بقوله إن ذلك لن يحدث في أيام قليلة إذ تحتاج العملية إلى فترة طويلة.
وتحدث عودة عن اجتماع عقدته الوزارة أمس مع وزارة البلديات لتنظيف قرية المعامير والمنطقة المحيطة بها.
إلى ذلك قال الناشط البيئي عمار مختار إن 700 من أصل 800 من الاهالي اتفقوا في استبانة بشأن قضية التلوث البيئي في المعامير أن القرية تحولت إلى منطقة منكوبة ينتشر فيها الموت وأمراض السرطانات والاعاقات والتشوهات الخلقية بسبب ما تبثه المصانع التي تحيط بها من غازات وأدخنة سامة.
وذكر مختار الذي أعد أخيرا دراسة عن المعامير وما أحدثه التلوث البيئي من أضرار في الناس أن الاستبانة تعبر عن حال واقع يعانيه الجميع ويخشون استمرار الكوارث الانسانية.
ويواصل "الصغير قبل الكبير هنا يحلم أن يأتي يوم يستنشق فيه هواء نقيا يبعد هواجس المرض وينهي سلسلة الموت بسبب ملوثات المصانع... يريدون أن يعيشوا فقط في بيئة صحية كباقي المواطنين بعيدا عن السرطانات والأوبئة".
وبشأن ما إذا بينت الفحوصات الطبية نوعية الالتهابات والبثور التي انتشرت في أجساد المصابين الـ 15 جراء الغاز الخانق الذي استنشقوه قال: "لم يتضح بعد نوعية هذه الأمراض، أو كونها عوارض لأمراض خطيرة وسيتسنى معرفة ذلك بعد إخضاعهم لفحوصات مكثفة... معظم المصابين من الأطفال كانوا يسبحون في البحر أو يقفون امام الساحل حين انتشار الغاز. وتوجهوا مساء إلى منازلهم واكتشف ذووهم في الصباح إصابتهم بالتهابات وانتفاخات في الأرجل مع بثور حمراء كبيرة الحجم تنتشر في أنحاء أجسادهم إضافة الى حساسية شديدة.
وأردف أن مهتمين بالوضع البيئي باشروا العناية بالمصابين إذ نقلوا إلى المستشفى للعلاج، وأفاد مختار ان حالات أخرى تعاني من الاعراض ذاتها اكتشفت اخيرا وتخضع للمعالجة حاليا.
وأضاف: "ما تفرزه المصانع من ملوثات الحقت أضرارا بالأهالي... كثيرون خسروا حياتهم بسببها وآخرون يعانون آلام المرض على رغم ذلك، تعيش المعامير معاناتها اليومية وتشيع ابناؤها من دون أن تسارع الدولة لحماية الباقين على قيد الحياة، وكأن ما يحدث في دولة أخرى".
ونقل مختار أن أفرادا آخرين تعرضوا لهذه الأعراض في وقت لاحق ما استدعى مباشرة حالاتهم أيضا، داعيا الجهات الرسمية إلى إيقاف التلوث البيئي الذي أتى على الانسان في المعامير قبل السواحل.
وتناول مختار أن المسئولين في الحكومة يرفضون الاعتراف بالمشكلة القائمة عن طريق تجاهلهم لمعاناة الاهالي على رغم المعدلات المرتفعة للاصابة بالسرطان وموت كثيرين من هذا المرض، وحمل الدولة المآسي الانسانية التي تشهدها المعامير. داعيا إلى تشكيل لجنة بيئية تضم جميع الجمعيات البيئية تلقي الضوء على أبعاد مشكلة التلوث وما أوقعته من ضحايا وتدفع بها إلى أصحاب القرار في المملكة لوضع حد للكوارث البيئية
العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ