بمناسبة مرور 50 عاما على اكتشاف حضارة دلمون في مملكة البحرين ستقام احتفالية مهمة تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إذ يحرص جلالته دوما على رعاية كل الفعاليات التي تبرز الأهمية التاريخية لمملكة البحرين وتلقي الضوء على التراث والتاريخ والحضارة البحرينية القديمة بحيث تتعرف كل دول العالم على الإرث الحضاري والتاريخي الذي تتمتع به المملكة.
ولعل اهتمام جلالة الملك بالإرث والحضارة البحرينية العريقة يرجع إلى ما يؤمن به جلالته من أهمية البعد الثقافي في مسيرة الإصلاح والديمقراطية، وأهمية ما تقوم به الساحة الثقافية في البحرين من خدمة الثقافة والتراث والآداب، وهو ما يسهم في إكساب هذه المسيرة الإصلاحية بعدا حضاريا وتاريخيا يسهم في تبوء مملكة البحرين لمكانة رفيعة ضمن البلدان الكبرى ذات الحضارات العريقة.
ومن المتوقع أن تكون هذه الاحتفالية المهمة، تظاهرة عالمية وإعلامية لإبراز الصورة الحضارية لمملكة البحرين ولوضع البحرين على الخريطة السياحية الدولية، لتكون البحرين مقصدا سياحيا في المستقبل.
وقامت اللجنة المنظمة للاحتفالية بتوجيه الدعوة لأكثر من مئة شخصية عالمية من علماء الآثار والتاريخ والخبراء والمنقبين ومديري الآثار في الدول العربية والأوروبية والأميركية ودعوة الكثير من الصحافيين لتغطية هذا الحدث الكبير، ومن ضمن الذين سيحضرون هذه الاحتفالية علماء وخبراء الآثار الدنماركيون والفرنسيون والبريطانيون الذين كانوا يعملون في التنقيب عن الآثار في البحرين، ومن أبرزهم مدير البعثة الدنماركية فليمينغ هويلميند ومدير البعثة الفرنسية بيير لومبارد ومدير البعثة البريطانية روبرت كليك.
وأتمت اللجنة المنظمة للاحتفالية كل الاستعدادات لتنظيم هذا الحدث المهم إذ تحولت أركان "قلعة البحرين" والأماكن المحيطة بها إلى جداريات فنية غاية في الجمال، تتناسب مع طبيعة الحدث ومكانة هذا الموقع الأثري الذي يحمل معه نحو 5 آلاف سنة من تاريخ البحرين.
وفضلا عن أن الاحتفالية تهدف إلى إبراز الأهمية التاريخية لمملكة البحرين عموما، فإنها تهدف خصوصا إلى إبراز وتسليط الضوء على قلعة البحرين الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين والتي أثبتت التنقيبات الأثرية أنها تتكون من عدة قلاع ترتبط ببداية حضارة دلمون، ومن المؤمل أن يتم تسجيل القلعة في سجل التراث العالمي، إذ سيقوم وفد من منظمة اليونسكو في منتصف العام الجاري بزيارة إلى مملكة البحرين لتقييم القلعة تمهيدا لتسجيلها في سجل التراث الإنساني.
وكان خبير الآثار الفرنسي بيير لومبارد أكد حديثا أن مملكة البحرين استوفت الشروط التي قامت منظمة اليونسكو بوضعها من أجل أن تكون قلعة البحرين الأثرية ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، وبالتالي من المتوقع أن تنضم إلى القائمة الجديدة للمباني التي ستسجل على قائمة التراث العالمي، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الاجتماع الذي ستعقده منظمة اليونسكو في جنوب إفريقيا في شهر يوليو/ تموز المقبل.
وأضاف إن حكومة البحرين قامت بترميم قلعة البحرين مع بيان كل المراحل التاريخية التي مرت بها القلعة مع الحفاظ على المواقع الأثرية المحيطة بالقلعة والتأكيد على أهمية التقيد بالشروط التي وضعتها اليونسكو من أجل تسجيل موقع قلعة البحرين ضمن قائمة التراث العالمي.
وقال: "إن موقع قلعة البحرين من وجهة نظره يستحق أن يكون ضمن قائمة التراث العالمي وخصوصا أن القلعة باتت تتمتع بالمعايير وكل الاشتراطات التي تضعها اليونسكو لتسجيل أي موقع على هذه القائمة".
ويذكر أن منظمة اليونسكو وضعت بالتعاون مع وزارة الإعلام البحرينية خطة تستهدف الوصول بقلعة البحرين إلى مستوى المعالم الأثرية العالمية والتي تحظى بمكانة ومستوى المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي نفسها الذي ترعاها منظمة اليونسكو بالإضافة إلى تسجيل التراث البحريني الثقافي المادي وغير المادي أي التراث الشفوي.
يشار إلى أن استعدادات مملكة البحرين للاحتفال بمرور 50 عاما على بدء التنقيبات الأثرية في قلعة البحرين الأثرية بدأت قبل أربعة أعوام بالتنسيق مع المستشارين والخبراء في البعثات التنقيبية الأجنبية التي زارت مملكة البحرين، ولم تكن هذه الاستعدادات خاصة بالاحتفالية فقط، وإنما أيضا لإدراج قلعة البحرين ضمن قائمة التراث الإنساني والعالمي من خلال منظمة اليونسكو. وستكون احتفالية دلمون على مدار 3 أيام سيخصص اليوم الأول منها للافتتاح الرسمي إذ سيتضمن كلمة لوزير الإعلام محمد عبدالغفار، تعقبها كلمة لممثل البعثة الدنماركية الذي كان رئيسا للديوان الملكي في الدنمارك سابقا، بالإضافة إلى عرض مسرحية تاريخية في موقع الاحتفال بعنوان: "أرض الملوك"
العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ