العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ

وأخيرا سنحتفل بدلمون!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تنطلق غدا فعاليات احتفالية مرور 50 عاما على اكتشاف حضارة دلمون على أرض البحرين. .. هذه الحضارة التي ظلت منسية لقرون طويلة من دون أن يلتفت إليها أحد إلا في منتصف القرن الماضي.

ولعل الفضل في اكتشافها يعود إلى علماء الآثار الدنماركيين مثل جيفري بيبي وغلوب، ولا ننسى طبعا بعض الرحالة البريطانيين والفرنسيين الذين كتبوا عن تلال البحرين الكثيفة "المدافن الدلمونية والتايلوسية" التي تصنف اليوم بحسب أسماء المناطق بعد أن طمر غالبيتها وإن كانت واقعا خربت قصدا بحجة الزحف العمراني كتلال قرية عالي ومدينة حمد وحتى ما هو موجود في قرى المحافظة الشمالية مثل الشاخورة وكرانة وكرباباد والدراز.

هذه الاحتفالية تعني الكثير لمحبي آثار البحرين من أبناء الوطن المخلصين والأجانب العاشقين لتاريخ لايزال يثير فضولهم لمعرفة المزيد على رغم محاولات التهميش بتاريخ حضارة يعود عمرها إلى 4000 عام قبل الميلاد وأخرى بتجاهل مقصود إلى أثر الحضارات الإنسانية الأخرى التي أثرت في البحرين ما قبل الإسلام مثل حكم الساسانيين الذين وجدت أثارهم مع أساسات الطبقة الثانية بما يسمى اليوم بالقلعة الإسلامية المطلة على الساحل المقابل لموقع قلعة البحرين الذي كان مركزا وميناء لتجارة "الدبس" من البحرين إلى الأقاليم القريبة مثل وادي الرافدين وفارس والصين وذلك في مراحل وقرون مختلفة.

لقد نجحت حملة "الوسط" في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 بوقف الردم للساحل المقابل لموقع قلعة البحرين ولولا هذه الحملة التي تعاون معها أصدقاء الآثار من البحرينيين والأجانب من الفرسيين وعلى رأسهم خبيرة الاثار مونيك كارفران والباحثة مي آل خليفة لما حفظ هذا الموقع من خراب قادم وان شوهت ملامح هذا الموقع في وقت سابق بسبب اعمال الترميم غير المدروس علميا او تحديدا على شكل القلعة التي تحمل في أساساتها وطبقاتها ست مراحل من حضارات البحرين القديمة.

اليوم نحن فرحون لأننا سنحيي احتفالية طال انتظارها... شاركنا فيها جميعا، وشاركت شخصيا برسم جدارية دلمونية مع فناني جمعية المرسم الحسيني التي ليس غريبا عليها ان تخطو هذه الخطوة الوطنية والفنية في آن واحد اضافة إلى النصب التذكاري لجمعية الاسكافي لتجميل البحرين وما قام به فريق الفنان الكبير عباس الموسوي من رسم جدران بيوت قرية القلعة التي أصبحت اليوم مزدانة برسوم رائعة عبر فيها الجميع عن فرحتهم من الصغير إلى الكبير... لكن الفرحة لن تكتمل إلا عندما تفي البحرين بشروطها كاملة لمنظمة اليونسكو وتعلن المنظمة الموقع تراثا انسانيا في تقريرها الأخير في يوليو/ تموز المقبل... حينها يكون احتفالا أكبر عندما يسجل الموقع على قائمة التراث الإنساني... فهل يتحقق حلم طال انتظاره؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 963 - الإثنين 25 أبريل 2005م الموافق 16 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً