العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ

مسلسل تلفزيوني كويتي يجسد الإمامين الحسن والحسين

قررت شركة إنتاج فنية كويتية إنتاج مسلسل تلفزيوني، يروي سيرة حفيدي الرسول (ص) الحسن والحسين باسم «الأسباط»، من تأليف الكاتب محمد اليساري، وإخراج عبدالباري أبو الخير، ورصدت له موازنة 3 ملايين دولار.

وجاءت ردود الفعل سريعة إذ حذّر تجمع ثوابت الشيعة في الكويت من الاستمرار في تنفيذه، وأشار وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت محمد باقر المهري إلى تجسيد المعصومين فيه إساءة وإهانة لشخصهم.

بينما كانت ردود الفعل الرسمية في سوريا؛ مكان تصوير العمل أكثر حزما إذ صرح وزير الأوقاف السوري محمد السيد، بأن وزارته لن تسمح بتصوير العمل في الأراضي السورية لو عرض وجهي الإمامين الحسن والحسين!.

وذهب علماء آخرون إلى الإفتاء بمنع تنفيذ المسلسل درءا للفتن، برغم ما صرح به منتج العمل محمد العنزي، وتبادلته الصحف من كون المسلسل محاولة للتوفيق بين السنة والشيعة من خلال الوقوف على فترة تاريخية امتازت بقاعدة حسن الظن بين الصحابة، واحترام أهل البيت، إذ تذهب التوقعات إلى أن المسلسل الذي يحكي تفاصيل الفترة التي صنعت الفرقة القاصمة في تاريخ المسلمين، المثيرة للجدل.

وبدا واضحا حرص صناع العمل على إثارة الضجة منذ اللحظة الأولى للتفكير في تنفيذ المسلسل؛ إذ توالت تصريحات المنتج مع تداول الأخبار عن الممثل الذي سيجسد دور الحسين لتتلقفها وسائل الإعلام المختلفة، وتصنع منها مقدمة مناسبة لظهور المسلسل، تحشد ضده أو له الأصوات، ولا تعني كثيرا لدى صناع العمل ما دام سيتحقق الغرض، وهو الدعاية القوية للمسلسل.

هذه الدعاية التي تحشد الملايين، سواء كانوا مشاهدين أو دولارات تساهم بقدر كبير في التحفيز السلبي لمتلقي العمل التليفزيوني، الذي يسمح عرضه على فترة طويلة (المقرر أن يكون شهر رمضان القادم) على استمرار حملة الهجوم ضده، وربما يلاقي ذات مصير سابقيه، رغم أن هذا الاحتمال ضعيف بالنظر لتحمس المنتج، ورصده لموازنة ضخمة لإنتاجه.

وهو المبرر القوي للمغامرة التي دخلها، فهو على الرغم ردة الفعل الرسمية من قبل وزارة الإعلام السورية للعمل، ومن قبل علماء المسلمين من الطرفين الشيعي والسني، إلا أن فريق العمل انتهى فعلا من تجهيز ديكوراته في قرية سورية تقع قرب دمشق؛ حيث تبنى مدينة كاملة تمثل المدينة المنورة، وفي تدمر والرقة.

أما المخرج عبدالباري، فهو سوري الجنسية، ويتولى للمرة الأولى إخراج عمل درامي تلفزيوني؛ إذ عمل في السابق كمساعد مخرج للمخرج السوري حاتم علي في عدد من المسلسلات التاريخية، وقد حرص على اختيار ممثل حسن السلوك والسمعة للقيام بدور الحسين في محاولة للتقليل من الهجوم المتوقع من قبل المسلمين على اختلاف طوائفهم فكان «سامر المصري» الذي جسد مؤخرا دور العقيد في مسلسل «باب الحارة»، بينما كان دور معاوية بن أبي سفيان من نصيب الممثل السوري أيضا سلوم حداد.

وكان للمخرج المسرحي كرم مطاوع تجسيد النصين المسرحيين اللذين كتبهما عبدالرحمن الشرقاوي «الحسين ثائرا والحسين شهيدا» في عرض مسرحي بعنوان «ثأر الله» على المسرح المصري، وذلك في سبعينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يتمكن من افتتاح المسرحية، والتي استمر عرضها مدة 30 يوما على أساس أنها بروفات، وجاء قرار الأزهر بالمنع ليلة الافتتاح، بالرغم من أن العرض لم يكن يقدم شخصية الحسين إنما كان من المقرر أن يروي الممثل عبدالله غيث دور الحسين.

وعاد مرة أخرى المخرج المسرحي جلال الشرقاوي في العام 2001 ليحاول عرض المسرحية بنفس أسلوب الراوي لشخصيتي الحسين بن علي وزينب، غير أن الأزهر أبدى اعتراضه على العرض الجماهيري للمسرحية خوفا من فتح الباب للخلاف الطائفي والمذهبي في وقت حرج تعاني منه الأمة الإسلامية من بذور الشقاق، ويظل تجسيد الصحابة على الشاشة محل خلاف كبير بين أهل الفتوى، بالرغم من أنه قد تم إنتاج أعمال خالدة كما في فيلم «الرسالة» للمخرج السوي الراحل مصطفى العقاد، وشارك في كتابته كل من توفيق الحكيم، وعبدالحميد جودة السحار، والذي منع من العرض في سبعينيات القرن الماضي، لأنه يظهر شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله (ص)والذي عرض مؤخرا على الشاشات الفضائية العربية، وعلى شاشة التلفزيون الرسمي.

كما ظهر منذ عامين المسلسل السوري «خالد بن الوليد»، والذي واجه عاصفة هجوم هادرة، إلا أنه تمكن من جذب المشاهد العربي لمتابعة حلقاته التي عرضت خلال شهر رمضان المبارك، والمسلسل من إخراج محمد عزيزية، ومن تأليف عبدالكريم ناصف.

العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً