العدد 968 - السبت 30 أبريل 2005م الموافق 21 ربيع الاول 1426هـ

الطفيلية العربية على الصناعة النفطية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلنت وزارة المعادن الاثيوبية اجراءها محادثات مع شركة سيل الأردنية العاملة في مجال تنقيب الغاز الطبيعي.

ومن المقرر أن تبدأ الشركة عملها في منطقة أوغادين الغنية بالغاز الواقعة جنوب شرق البلاد، وكان ممثلون عن الشركة الأردنية وصلوا حديثا بهدف التوصل إلى اتفاق يقضى بإكمال ما تم الاتفاق عليه منذ عامين.

يذكر أن شركات أميركية وروسية تعاقبت على أعمال التنقيب في المنطقة في عهود الأنظمة السابقة.

بغض النظر عما يمكن أن يثار بشأن هذه الصفقة من انتقادات وملاحظات، تبقى هي في نهاية المطاف خطوة إيجابية على صعيدين: شركة عربية من دولة غير نفطية تدخل الصناعة النفطية او الغازية، وشركة عربية تدخل منافسة في إحدى الأسواق العالمية الحساسة، وتفوز فيها على آخرين ممن تقدموا لنيل الصفقة.

هذا الخبر بقدر ما يفرح بقدر ما يثير الكثير من الشجون مصدرها علامة استفهام كبيرة: أين صناعة النفط العربية، وما هو الحيز الذي تحتله في خريطة الصناعة النفطية العالمية؟

ولكي لا تأتي التبريرات - كالعادة - ملقية التهم على الآخرين، ومبنية على تعقيدات تلك الصناعة وصعوبات اختراق أسوارها وأسوار أسواقها، تكفي الاستعانة بالحالة الهندية - والهند ليست دولة نفطية - كي نرى ما تحقق هناك من إنجازات على يد إحدى شركاتها العملاقة وهي شركة الهند للنفط "Indian Oil" فهي أكبر شركة تجارية هندية تبلغ قيمة مبيعاتها السنوية "السنة المالية 2003 - 2004" نحو 29,8 مليار دولار، بأرباح سنوية تربو على 1,6 مليار دولار.

وكانت الهند للنفط، الشركة الهندية الأولى في قائمة الـ 500 مؤسسة المميزة التي وقع عليها اختيار مؤسسة فورتشن الدولية للعام ،2004 بناء على أداء العام ،2003 واحتلت الشركة الموقع 189 في القائمة نفسها على النطاق الدولي. وتحتل أيضا المركز 19 بين أكبر الشركات النفطية العالمية، وهي أيضا الشركة الأولى بين شركات النفط العاملة في منطقة آسيا الباسفيكية في مجال التجارة النفطية.

وتدير الشركة 10 من بين 18 مصفاة تعمل في الهند بطاقة إنتاج مشتركة تربو على 54,2 طنا متريا في العام الواحد، أو مليون برميل يوميا.

وتولي شركة الهند للنفط موضوع البحث والتطوير أهمية خاصة تشهد لها بذلك التركيبات الجديدة التي توصلت لها لطرح الكثير من المنتجات النفطية في الأسواق، وسجلت براءات اختراع لما يربو على ،140 إلى جانب الـ 17 مركزا للتأهيل والتدريب في الصناعة النفطية المنتشرة في مناطق الهند المختلفة.

شركة الهند للنفط تعمل في دولة غير نفطية... تصنف ضمن الدول النامية... محاطة بمجموعة من المنافسين الكبار مثل الصين واليابان، والصغار مثل سنغافورة واندونيسيا وتحاذيها دول نفطية غنية مثل دول الخليج العربي... وعلى رغم كل ذلك نجحت الهند في بناء صناعة نفطية كفؤة على الصعيد الوطني ومتفوقة على المستوى الإقليمي ومنافسة على النطاق الدولي.

أما نحن العرب فبعد مرور ما يزيد على 70 سنة على اكتشاف النفط في بلادنا، وبعد ان أصبح في أراضينا نسبة عالية من إنتاج واحتياطي العالم من النفط، نجحنا بفضل نضالاتنا المتواصلة، فقط، في التحكم في مفتاح أنبوب إنتاج النفط نزيد من فتحته عندما تعاني موازنات دولنا من عجز، ولا ندري ما نفعله عندما تجتاح أسواق النفط أية أزمة. اما الصناعة النفطية - باستثناء بعض جوانبها المتعلقة بإنتاج الزيت الخام - فنحن لانزال نعد متطفلين عليها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 968 - السبت 30 أبريل 2005م الموافق 21 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً