العدد 971 - الثلثاء 03 مايو 2005م الموافق 24 ربيع الاول 1426هـ

استطلاعات الرأي ترشح "العمال" للفوز المريح... وبلير يصر على هزيمة "المحافظين"

مهدي السعيد comments [at] alwasatnews.com

تجددت آمال مناصري حزب العمال بالانتصار الأكيد على خصومهم في المعارضة بعد أن نشرت الصحف استطلاعات الرأي التي أجرتها خلال أيام العطلة الأسبوعية، بما في ذلك الصحف المناصرة لحزب المحافظين التي اعترفت هي الأخرى بإمكان فوز العمال على الحزبين الآخرين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين.

ولكن بعض هذه الصحف واصلت حملتها المضادة لطوني بلير، فصحيفة " ذي اوبسرفر" حاولت استغلال الموجة المثارة ضد بلير والمتعلقة بالحرب على العراق وأشارت إلى أن بلير أخفى وبشكل متعمد خطط المشاركة في الحرب التي اندلعت في مارس/ آذار العام 2003 على أعلى القيادات العسكرية البريطانية.

أما صحيفة الأحد "ذي ساندي تايس" فقد كتبت أن بلير اتخذ قرار المشاركة في الحرب على العراق قبل تسعة أشهر من اندلاعها. وقد اتضح ذلك من محاضر اجتماعات الحكومة في يوليو/ تموز ،2002 إذ طرح بلير وبشكل مفضوح خطته لـ "تغيير النظام" في العراق.

وبحسب المراقبين، فإن هذه المعلومات الجديدة يمكن أن تؤثر على طبيعة التصويت في الانتخابات التي ستجرى يوم 5 مايو/ أيار الجاري، حتى وإن كان طوني بلير يرفض الاعتراف بأن الهجوم على العراق لم يكن مقررا من قبل، وإنما جاء بعد أن رفض صدام حسين آخر فرصة له للتخلص من أسلحة الدمار الشامل.

بيد أن الأوساط السياسية البريطانية المختلفة تعترف لطوني بلير بكفاءته السياسية وقدرته على إدارة الصراع حتى وان كان يراوح تحت حملة الضغوط المختلفة. فصحيفة "الاوبزرفر" نشرت حديثا لطوني بلير اعترف فيه بانخفاض شعبيته، ولكنه حذر الناخب البريطاني من رفض مبدأ الحرب على العراق من خلال رفضه انتخاب حزب العمال، وقال: "إن عدم انتخاب حزب العمال بسبب العراق سيكون بمثابة الهزيمة لأمور كثيرة منها السياسية والاقتصادية والصحية والتعليم وأيضا تثبيت الحد الأدنى للأجور".

وأشارت جميع الاستطلاعات التي نشرتها الصحف البريطانية التي جرت يوم الأحد الماضي، وهو اليوم الأخير من العطلة الأسبوعية التي تسبق الانتخابات إلى تفوق حزب العمال على الأحزاب الأخرى بفارق مريع، ما أشاع نوعا من الارتياح في أوساط مساندي حزب العمال. فصحيفة "الساندي تايمز" وضعت استطلاعها على الصورة الآتية: حزب العمال "36" في المئة، حزب المحافظين "33" في المئة، حزب الليبراليين الديمقراطيين "23" في المئة.

وتوصلت صحيفة "ذي أوبزرفر" إلى النتيجة نفسها التي توصلت إليها صحيفة "الساندي تايمز". أما صحيفة "انيدنبديت اون ساندي" فقد حصل استطلاعها على الآتي: "39" في المئة لصالح العمال، "31" في المئة لصالح المحافظين و"22" في المئة لصالح الليبراليين الديمقراطيين.

وهؤلاء جميعا يتنافسون على "646" مقعدا في البرلمان البريطاني، والتركيبة الحالية للبرلمان هي كالآتي: "411" نائبا للعمال، "166" نائبا للمحافظين و"53" نائبا لليبراليين الديمقراطيين.

وإذا استطاع بلير أن يحقق الانتصار المقبل، فإنه بذلك سيضرب رقما قياسيا ويتخطى المرأة الحديد مارغريت ثاتشر في قيادة الحكومة العمالية لفترة أطول لم تتكرر من قبل.

وعلى ضوء الحملة الانتخابية الجارية حاليا، انقسمت الصحف البريطانية بشكل واضح، بعضها مع بلير وحزبه وبعضها الآخر مع هيوارد وحزبه. فصحيفة "ساندي اكسبريس" و"ساندي تايمز" نشرت عناوين ومقالات منحازة إلى حزب المحافظين. أما صحيفة "ذي نيوز أو ذي وورلد" وصحيفة "بيوبيل" وصحيفة "ساندي ميرر" فقد اصطفت بجانب حزب العمال.

ولكن الموقف الأكثر إثارة هو موقف المجلة الأسبوعية الشهيرة "ذي إيكونوميت" التي نشرت عنوانا كبيرا مع صورة تدلل على بلير "لا يوجد خيار آخر مع الأسف"، إشارة إلى بلير، وقالت فيه: "لو ان الانتخابات تحولت إلى استفتاء بشأن طوني بلير ورئاسته للحكومة التي يقودها منذ العام ،1997 يمكن القول حينذاك إن من المعتاد إعطاءه أصوات الناخبين بصورة مباشرة، وهذا ما ينطبق علينا أيضا، ولكن الانتخابات هذه ليست استفتاء، إذ وجب علينا أن نختار بين ثلاثة أحزاب كبيرة، ومن هنا ليس أمامنا سوى المشاركة وإسناد الرئيس".

من هو طوني بلير؟

هذا السياسي عاش أوقاتا حرجة بسبب دخوله الحرب ضد العراق التي تسببت في انخفاض شعبيته، ولكنه في الواقع حقق لحزبه الانتصار تلو الانتصار منذ العام 1997 حتى العام .2001

أنطوني جاريس لينتون بلير، ولد في 6 مايو/ أيار 1953 في اسكتلندا من عائلة متوسطة الحال تنتمي إلى حزب المحافظين. ودرس في متوسطة خاصة ثم انتقل إلى دراسة الحقوق في جامعة اوكسفورد. وفي العام 1994 قاد الحزب بنجاح، بعد أن كان الحزب في عزلة المعارضة منذ 15 عاما. واستطاع بلير "52 عاما" تحديث الحزب تحت شعار "نيو ليبر" أي العمال الجديد. وفي عمر "43" أصبح أصغر رئيس حكومة بريطاني منذ نحو 185 عاما. وأظهر قدرة سياسية فائقة واستطاع اختبار طاقته ومعلوماته في فن السياسة.

من هو ميخائيل هيوارد؟

كان هذا السياسي متشوقا للذهاب إلى التقاعد، ولكن الذي يبدو أن حزبه، حزب المحافظين، لم يجد إلى الآن بديلا له في غمار الحملة الانتخابية الحالية، لذلك أجل هذا الأمر إلى ما بعد الانتخابات، وهيوارد ولد لعائلة يهودية في 1 يوليو .1941 وهيوارد يقود منذ العام 2003 حزب المحافظين بعد تقاعد ممثل الجناح اليميني في الحزب وتلميذ مارغريت ثاتشر إيان دورلكان سميث.

ولكن هيوارد الذي دخل الحملة الانتخابية تحت شعار: "الكفاح من أجل بريطانيا" ربما لا يختلف كثيرا عن سميث. فالشارع البريطاني لا يكن له المحبة بسبب مواقفه أثناء قيادته لوزارة الداخلية بعد أن عينه في هذا المنصب زعيم الحزب السابق جون ميجي في مايو/ أيار ،1993 إذ اتخذ الكثير من الاجراءات التي لم تعالج مشكلة الجريمة، واسمه الأصلي هيمنت ولد لأب روماني مقاتل هرب إلى بريطانيا وعاش في جنوب ويلز.

من هو جاريس كنيدي؟

هو زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، وهو من أشد المعجبين بالظهور على شاشات التلفزة أو أماكن اللهو، وهو معروف بوسائله التكتيكية التي تجعله سياسيا من طراز خاص.

احتل موقعا في البرلمان حال انتهائه من الدراسة وكان عمره آنذاك 22 عاما، واستطاع أن ينقل حزبه إلى الموقع الثالث بعد الأحزاب الكبرى وهو اسكتلندي الأصل. وانتقد الحرب على العراق.

ينحدر من ابن مزارع اسمه جارلس كنيدي، وولد في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1959 في انفرسي الاسكتلندية. ودرس علوم السياسة والفلسفة في جامعة كلاسكو. وانتمى في بداية حياته السياسية إلى حزب العمال، ثم أصبح فيما بعد عضوا في الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي غير اسمه إلى حزب الليبراليين الديمقراطيين. وفي أغسطس/ آب 1999 أصبح زعيما للحزب بعد بادي اشدون، وفي يونيو/ حزيران 2001 حقق نتائج جيدة في الانتخابات التي حملت حزبه إلى الموقع الثالث المؤثر في مسرح السياسة البريطانية منذ العام .192

العدد 971 - الثلثاء 03 مايو 2005م الموافق 24 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً