العدد 2405 - الإثنين 06 أبريل 2009م الموافق 10 ربيع الثاني 1430هـ

أوباما والمنجمون

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نشرت وكالات الأنباء تقريرا عن علماء فلك هنود، يتوقّعون فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية، لكن حياته ستكون في خطر.

التقرير احتفظت به على سطح الجهاز من باب الفضول، وليس إيمانا بما يقوله المنجّمون. اليوم عُدت لأقرأه لأن تلك النبوءات باتت أقرب احتمالا، مع التغيير الكبير الذي أدخله أوباما على السياسة الخارجية لبلاده، بما يشكل انقلابا على سياسات المحافظين الجدد التي قادت إلى نشر الفتن والإرهاب والحروب، خصوصا في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي.

من البديهي أن أوباما لم يأت لتقليص نفوذ بلاده عالميا، وإنّما لتعزيز مصالحها وإعادة الاعتبار لهيبتها بعد انتكاسة سياساتها العدوانية هنا وهناك. وستظل قضية فلسطين أكبر العقد التي تستعصي على الحل، في ظل الانحياز الكامل والثابت لـ «إسرائيل»، وعليه ليس من أبناء المنطقة من يخدع نفسه بأماني السلام المستحيل.

الدوائر الأخرى قابلة للحل، وقد بدأ أوباما ينسج خيوط ثورته التي وعد بها، حين قدّم للناخبين الأمل برفعه شعار: «نعم... نحن نستطيع التغيير».

وبمقدار ما تعرّضت المنطقة العربية والإسلامية من ضغوط وانتهاكات خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، فإننا نأمل أن تكون أول المناطق تحررا من هذه الهيمنة، بعد أن قاسينا وطأة الاحتلال الأميركي في العراق وأفغانستان، وما تبع ذلك من ارتدادات في فلسطين ولبنان، في حربين مدمّرتين على يد الوكيل الإسرائيلي. وفي كلا الحربين وقف العالم العربي عاجزا حتى عن ردّ الفعل، بل إن بعض الأطراف توّرطت في تأييد العدوان، وكم كانت تتحرّق لتصفية وإنهاء بؤر المقاومة المزعجة في قلب العالم العربي.

أوباما بدأ تحرّكه على عدة جبهات، فأرسل مبعوثيه إلى عدة دول، ليبرّد بعضا من الملفات الساخنة: السوري، العراقي، الإيراني، والسوداني، (والأخير أرسل لمعالجته مبعوثين اثنين على مستوى عالٍ خلال أقل من أسبوع). أمّا القفزة الكبرى فأرادها أن تكون في تركيا، البلد العلماني الذي تحكمه نخبةٌ «إسلامية:» فأعلن تأييد دخوله الاتحاد الأوروبي، رغم معارضة أوروبا. ومن «منتدى حوار الحضارات» تعهد ببناء شراكة حقيقية مع العالم الإسلامي، وأشاد بدور المسلمين في إثراء الحضارات.

قبل ذلك بيوم واحد، طرح في براغ رؤيته الحالمة بعالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية، وهو حلمٌ لم يتوقّع أن يتحقّق في حياته، ولكنه أعلن التزامه أمام الحشود الشعبية في جمهورية التشيك بتقليل ترسانة بلاده النووية، وفوق ذلك استعداده لـ «قيادة» الجهود العالمية في مجال مكافحة التغير المناخي، بعد أن كانت الإدارات السابقة تعلن رفض التوقيع على الاتفاقات الدولية.

والسؤال: ألن يكون لكل هذه التغييرات الكبيرة ردود فعل؟ ألا توجد جماعات وشركات ذات مصالح كبرى، متضرّرة من هذه السياسات الجديدة؟ وهل ستقف مكتوفة الأيدي؟ بكلمة أخرى: هل سيتركونه ينهي ولايته أم سينتهي كما انتهى سلفه الرئيس كينيدي أو ملهمه لوثر كينغ؟

يقول المنجمون الهنود أن أوباما من برج الأسد، وهو يتمتع بصفات الأسد كاملة، من سحرٍ خارقٍ وصفاتٍ قيادية، لكنهم يقولون إن حياته ستظل مهددة، ويجب عليه أن يتنبه كثيرا إلى أمنه الشخصي. ونصحه أحدهم بوضع ياقوتة، بينما أرسل له أحد أنصاره هناك تمثالا صغيرا للإله الهندوسي القرد هانومان ليبعد عنه الشياطين وسوء الطالع... وربما الرصاص!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2405 - الإثنين 06 أبريل 2009م الموافق 10 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً