العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ

رفع الأصوات من وراء حجاب

بتول السيد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رفض "عمومية" جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أخيرا توصية تنص على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في العام ،2006 ورفضها أي تعاط إيجابي مع تلك الانتخابات "ما لم يحدث إصلاح دستوري يحصر التشريع والرقابة على أداء السلطة التنفيذية في الغرفة المنتخبة، ويكون مجلس الشورى للمشورة فقط، ويتم التوزيع العادل للدوائر الانتخابية"، يؤشر إلى منحى لا يدرك خطورته من يرفع الأصوات من وراء حجاب، ويظن أن استمرار البقاء خلف ستار "العدالة والإنصاف والحق والحقيقة" أكثر بركة من الولوج في معركة "المشاركة واللامشاركة" غير محمودة العواقب.

الجلي أن الجمعية لاتزال تتمسك بقرار المقاطعة وتعتبره قائما على الأرض، ما لم يستجد جديد، فيما تقر توصية أخرى بالتحول التدريجي من جمعية إلى حزب سياسي، وهي خطوة من العسير معرفة ماذا بعدها فقد يكون ذلك مجرد هراء قبالة توجهات يستبعد أن تحمل في طياتها توافقا مع عمل حزبي منظم في ظل هكذا نظام سياسي ومجتمعي. في حين كان على الجمعية وضع عدة سيناريوهات على طاولتها وإعداد دراسة علمية عن جدوى خيار المقاطعة وسؤال ذوي الشأن من أفراد الشعب المناصرين لها، لتفرز من كل ذلك السلبيات والايجابيات تجاه قرار المقاطعة من عدمه، كي تتدارك عدم وقوعها مجددا في مأزق كمأزق مجلس النواب الذي لم يتعد إنجازه الصفر كما هو متعارف عليه، أي كي لا يكون إنجازها هي صفرا أيضا، وكي لا تكون المعارضة سوى صوت يرفع فقط، لا يد تعمل، أو جسد يتحرك لنصرة من يترقب المناصرة.

وخصوصا أن هناك قرارا متفقا عليه بالمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، على رغم وجود إشكالات من ناحية الصلاحيات والدوائر الانتخابية لا تقل أهميتها عن الإشكالات المصاحبة للعمل النيابي، وعلى رغم ذلك فإن العمل البلدي يشارك فيه من جمعية الوفاق أكثر من عشرين عضوا من أصل خمسين عضوا، فيما هي مجالس لم يتعد مستوى إنجازها مستوى الصفر إلا بقليل، وبالتالي يبدو أن وضع علامة استفهام كبرى والتركيز عليها في هذا الجانب بات أمرا بالغ الأهمية.

ناهيك عن الأخذ في الاعتبار قول نائب رئيس الجمعية حسن مشيمع "ان هناك مساحة من الاستفادة من مشاركتنا في العمل البلدي، وعمل أعضاؤنا البلديون بقوة لتحقيق شيء ما على رغم الصعوبات وقلة الصلاحيات واستطاعوا ذلك"، بمعنى أن هناك تحديا، تحديا بلديا، فيما يغيب التحدي في دائرة العمل النيابي لأسباب لا تبدو "منطقية"، إذ إن "من يده في الماء ليس كمن يده في النار"، ومن يصرخ بغطاء لابسا الغطاء ليس كمن يصرخ وهو ينزعه

العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً