العدد 996 - السبت 28 مايو 2005م الموافق 19 ربيع الثاني 1426هـ

يا بحر المالكية الحبيب... لن نقول: وداعا

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

شيء لا يصدق ما يجري على هذه البقعة! لا أعلم أين هو القانون؟ إلى متى سيبقى الناس يتحملون هذه المهازل؟ ننام نستيقظ وإذا بنا نقرأ أن الأوقاف الجعفرية ستعوض بـ 10 ملايين دينار على مدار 10 أعوام متقطعة كحنفية الماء. ذهبنا، سألنا وإذا بنا نسمع أن المبلغ من الأساس هو موازنة يراد رصدها للأوقاف، ولكن لكسب الجميل ولضرب عصفورين بحجر قيل المبلغ لأجل التعويض!

نام أهل باربار ذات ليلة واستيقظوا صباحا وإذا بهم يفاجأون بأن بحرهم في خطر، وهناك من ذهب إلى مشروع بناء فلل ليحرم الناس من البحر... صرخ الناس... جاءوا يستغيثون... يا حكومة ما الذي يحصل، من وراء كل ما يجري، أين هي البلدية؟ أين هي الوعود العسلية؟ بعض الأهالي بكى عندما أحس أن البحر سيودعه ولكن إرادة الأهالي وتكاتفهم حول موقف واحد "لا لاختطاف البحر" أوقف عملية الخطف... وبعد فترة ولما هدأ الناس بدأت المحاولات ذاتها وعلى رغم الوعود، فإن الأهالي كانوا يقظين، وفوتوا الفرصة مرة ثانية إلى أن كسبوا القضية بعد تعب ومعاناة، وها نحن نرى بحر باربار طليقا حرا في كل ليلة يلامس ذكريات الأهالي ويبتسم معهم كل ليلة إجازة... ذهبت قبل شهر إلى ساحل باربار مع عائلة من العوائل المحترمة هناك... كأن البحر يبتسم ويوزع على الحضور قبلاته الحارة على مواقفهم الأصيلة، وقبل يومين ذهبت إلى ساحل عراد قرب القلعة، وكان البحر ممتدا وخفت وأنا أستنشق الهواء أن يأتي أحد أو مؤسسة لتقطع البحر وتحرم الأهالي منه، لكن أنا على يقين أن لا أحد سيقبل باختطاف البحار.

للأسف عندنا حيتان وقروش ليس لديها ضمير ولا ذرة من المسئولية ولا يفكرون في عواقب الأمور. عقولهم لا تتجاوز أنوفهم. هم لا يفكرون في عاقبة الأمور. الآن المواطن البحريني ليس له متنفس إلا البحر، وإذا البحار صودرت وطوقت القرى من كل جانب بالأسوار الشخصية لمتنفذ هنا أو تاجر هناك، أين سيذهب الخلق؟ أنا لا أعلم هل هناك من يعمل إلى جر الناس إلى حيث الاحتقان المتعمد؟ وإلى متى تبقى هذه القطط السمان تأكل الأخضر واليابس حتى المقابر لم تنج من السطو، ولكم مثال في الجزء الشرقي لمقبرة بوري، وأتمنى من مدير الأوقاف الجعفرية أن يخرج في الصحافة ويعرض الأوراق التي اطلع عليها والتي تثبت فعلا أن مقبرة بوري صودرت بدلا من سب الصحافة؟ إذا كان هناك من جريء في الأوقاف فليخرج إلى الناس طارحا اسم من أخذ الأرض؟ لا نريد طرزانيات على الصحافة ولا انتفاخات وهمية؟ إذا كانت هناك من سوبرمانية فلتتحرك لما جرى لمدينة حمد. الناس بقيت أعواما طوالا تطالب بقطعة أرض لمسجد وملوا وهم يطالبون - وعندي الوثائق - وإذا بهم يفاجأون بعد كل التعب والمراسلات الرسمية، وبالأرض تؤخذ هنا أو هناك وبعد يومين سنرى في الصحافة أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، أين هي الأوقاف؟ سأطرح ملف مدينة حمد وقصة هذه الأرض مباشرة في الصحافة، وسأضع النقاط على الحروف، وسأسأل وزير الشئون الإسلامية مباشرة وسأكتب الأرقام. هل كثير على الناس لو حصلوا على هذه القطعة من الأرض لمسجد، وهل طلبوا المستحيل؟ من وراء العراقيل؟ سأطرح الأرقام والمراسلات وتواريخها وأسماء المسئولين الذين "طنشوا" كل المراسلات، وبعد ذلك أريد الحكم على الحدث من كل البحرينيين بلا استثناء... من وراء ما يجري؟ هل هم الناس الطيبون المتحابون، أم هم مسئولون ومتنفذون هنا وهناك؟ أما عن المالكية وساحلها فقد كتبت قبل عام 7 مقالات تقريبا عن خطورة أخذ البحر، ونقول للحكومة ونحن نثق في حكمتها: انظروا إلى المشكلة لتروا منطقة المالكية ليس عندها إلا هذا المتنفس. أين سيذهب الناس؟ في كل الدول، الحكومة تقوم بتنظيف السواحل وتهيئتها للمجتمع، زرت عشرات الدول وبعضها يعاني فقرا لكن لم نر دولة يتم استقطاع بحارها بهذه الطريقة التي تجري عندنا. هذه السياسات تقود حتى المعتدلين إلى الإحباط واليأس وفقدان الأمل

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 996 - السبت 28 مايو 2005م الموافق 19 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً