العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ

«تحولات الذاكرة» تفضح نضجا في الرؤى والأفكار

في معرض شبابي بالرواق

حينما تكون اللمسة شبابية، فإن جمالها يكون مستوحى من تلك الروح النشطة والتي ملؤها حب التعلم واكتشاف كل ما هو جديد حولهم في هذه الحياة، وحينما تقترن هذه الروح بعملية توثيق جمالي للمحيط الذي يدور المرئ في فلكه، فإن العملية الإبداعية تأخذ تقدما في أجمل وأحلى طرق الفن والجمال.

لقد عايشت مجموعة شبابية تجربتها الخاصة، والتي قدمتها لهم صالة الرواق للفنون التشكيلية، بتنظيمهم وتحت إشراف أستاذ التصوير الضوئي اللبناني كميل زكريا، وهم يتعلمون أسلوب التصوير التوثيقي، ويقدمون من خلال الورشة المعرض المتميز الذي افتتح الأحد الماضي في صالة الرواق تحت عنوان «تحولات الذاكرة».

تحولات الذاكرة هي التجربة التي تجلت فيها حصيلة الدراسة الأكاديمية والتجربة العملية التي قامت بها المجموعة الشبابية التي خرجت بنتاج المعرض، والتي بدأت منذ نحو شهرين، واختتمت من حيث البداية في المعرض الذي المقام حاليا بالمقر الجديد لصالة الرواق في مجمع العالي، والذي سيستمر في عرض الأعمال لشهر كامل.

المدرب الذي أشرف على عمل الطلبة كميل زكريا، استعرض معنا ملامح التجربة حينما قال «الكل عالج قضية واحدة بطريقة مختلفة، ولكنها في النهاية أتت متلاحمة ضمن إطار ورشة العمل التي أقمناها طوال شهرين، وقدم المشاركون عددا من الأعمال الحديثة بالكامل».

وتأتي أهمية الورشة في اكتشاف المواهب وتشجيع الناس للنظر إلى ما هو حولهم بطريقة غير تقليدية، وزرع الثقة في روح من لديهم إلمام بالتصوير كما قال زكريا، الذي يضيف «كما للورشة من منافعها فإن للغاليري أهميته أيضا، حينما تعلق الأعمال على جدران أحد أجمل الغاليريات في الشرق كمكافئة على الجهد المبذول، إذ لا يكفي أن تأخذ ورشة عمل فقط، ولكن المهم أن تعطى لك مساحة لتعرض أعمالك على مستوى راقٍ، وتطبع الأعمال في كاتالوج على نفقة الصالة».

ويحكي كميل جزء من ذكريات الورشة والمراحل التي تمت خلالها بالقول «بدأت الورشة في أول يومين إجباريين في حضورهما، وتزامنا مع يومي الجمعة والسبت، واستعرضنا خلال تلك الجلسة مفهوم الصور التوثيقية، فيما كان الكثيرين غير متأكدين من المعلومة التي لديهم حول ماهية هذا النوع من التصوير؛ فدخلنا من خلال مقدمات تعريفية، واستعرضنا أعمال 40 مصور تمتد أعمالهم للفترة من عام 1850 إلى عام 2008، وهم ممن يعدون روادا في مجال التصوير التوثيقي، والكل كان مندمجا في هذه المرحلة، ويتجاوب مع المناقشات التي كانت تدور حول الصور المعروضة، والتي كانت تعكس الخلفية الحياتي التي يمر بها المصور لكي يخرج بهذا العمل».

وأوضح كميل «لو أخذنا مثلا فن البورتريه، الذي يهتم فيه الكثيرون، واستعرضنا فيه عددا من الأعمال التي تستخدم هذه التقنية، لوجدنا أن كل شخص بحسب خلفيته يختلف في طريقة معالجته وإخراجه للعمل الذي يقدمه، كما تحدثنا عن تجارب مختلفة وتقنيات مختلفة أخرى، وصرنا نجمع في آخر النهار الأفكار المطروحة، والتي كان أولها التغييرات في المساحة، والتي تمسك بها المصور نضال نوح وطورها من خلال صور الانعكاسات على المباني».

كميل أضاف «بعد ذلك أعطيناهم واجبا بالقيام ببحث عن فنان توثيقي وتقديم عشر صور مصورة خلال يوم واحد، على أن تكون كل الصور جديدة، وبدأ الكل بحماس في تقديم صورهم التي خضعت لجلسة تقييم، وترك المجال لهم بعد ذلك في البحث عن مواضيع وتصويرها، وكانت كلها تناقش في نهاية كل أسبوع».

المجموعة المشاركة قدمت ما لديها من فنون احتوتها الجدران وتفاعلت معها بتفاعل الفكرة والجهد المبذول لاحتواء هذا الموضوع، فبرز التنوع في أنماط التصوير والأفكار التي تدور حول محور واحد.

كميل أبدى ارتياحه الشديد مما قدمه الطلبة من جهد، وتحدث عن المشاركين وأعمالهم بالقول « لو أخذنا في البداية المصورة ميسم النصر، فقد كان عملها جميلا جدا، ويحكي عن خليج توبلي وبحر كرباباد وبحر البديع ومدى الدفان الذي امتد عليهما مع وجود كلمة بحر وكيفية تناقض الأفكار، وكان المصور جعفر الحلواجي قد استقر على تصوير الأولاد وهم يعلبون في منطقة تحيط بها أسوار المشاريع الإنشائية، وكيف تغيرت الألعاب التي يمارسها الأطفال بسبب نوعية المكان المتاح لهم»، ويضيف «قدمت نور البستكي عملا بعنوان «ما الذي يبقى، وهو يتكلم عن البيئة ويعالج هذا الموضوع، وقدمت زهرة خميس أعمالا مستوحاة من سورة مريم بعنوان عمتي النخلة، وهو عمل قوي جدا».

ويضيف كميل «حسن الحايكي قدم الذكريات التي تشغل بالنا اليوم، وهي متنوعة فيمن ينشغل بذكرى أولاده أو بالأموال أو بالتسلية والكماليات، وكأنما يفتح لك سقف الرأس ويستخرج منه الأفكار».

ضمن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة افتتح المعرض الفوتوغرافي الدولي «تحول الذاكرة « وذلك بمعرض الرواق للفنون التشكيلية بمجمع العالي.

تحول الذاكرة هي ورشة عمل تصويرية وثائقية قام بإعدادها وتنفيذها الفنان اللبناني الكندي كميل زكريا بالتعاون مع صالة الرواق، والهدف منها استكشاف صور وثائقية لمشاهد من الحياة اليومية لموضوع التمدن والعمران في البحرين. حيث يناقش المعرض الذي يشارك فيه 16 بحرينيا ومقيما طرق تعامل الفرد مع جوهره وآثار التمدن على الهوية، وتقدم انتقادا فني للموضوع بالصور الفوتوغرافية والعرض الأسبوعي للأفلام التي تركز على موضوع الهوية والتطور الحضري.

وتقول ميرندا شارب من صالة الرواق إن رؤية الصالة هي العمل بمثابة منصة للفن المعاصر لعرض الأعمال المحلية والدولية على حد سواء، فضلا عن إنشاء مركز لتبادل الأفكار، ومن خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمعارض وحلقات العمل واستضافة الفنانين، حيث تسعى الرواق إلى تعزيز الإبداع والفكر النقدي والإنتاج وتقديم كل من الفنانين المحليين والعالميين لمساحة غير خاضعة للرقابة والخطاب المعاصر.

وأضافت أن معرض تحول الذاكرة الذي أشرفت عليه مايسه فتوح هو الذروة لأقوى الأعمال الفنية لـ 16 مشاركا بالمعرض، وتم عرض تلك الأعمال الفنية إلى جانب أربع حقائب وثائقية للفنان زكريا الذي أوحى لهم بما قاموا به من أعمال فنية، وتتنوع أعمالهم في تناولها لأفكار ومواضيع متنوعة بداية من رسومات فنية للمهاجرين الماليزيين، ثم أعمال تعبيرية بمفاهيم متنوعة عن استكشاف ردم البحر وتسوية الأرض يصاحبها مؤثرات صوتية من البحرينيين إضافة إلى صور متحركة للتوضيح وجذب الانتباه ولكنها قليلة.

« تحول الذاكرة « شارك فيه كل من عبدالله العاني وهادي التمام وفرحات الحارثي وعيسى سوين وحسن يوسف الحايكي وجعفر الحلواجي وجاك هيغبي وميسم الناصر ولوريدانا مانتيلو ونويل دي جون ونضال علي نوح ورزامي أنور ونور البستكي ووحيدة مال الله وساجي انطوني و زهراء خميس محمد.

العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً