العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ

«أرابيسك»...مهرجان يواجه الصور النمطية بنكهة عربية

زاره أكثر من عشرة آلاف أميركي

زار عشرات الآلاف من الأميركيين لمدة ثلاثة أسابيع في واشنطن العاصمة مركز كينيدي للفنون الأدائية لحضور مهرجان أرابيسك، وخبروا غنى الآداب وتنوع الثقافة العربية. هذا الاحتفال الذي لم يسبق له مثيل، فالموسيقى والرقص والمسرح والأفلام والأدب والفن والصور والنحت والمطبخ والتصميم والحرف اليدوية والأزياء بل وحتى السوق الذي يبيع الفن والحرف اليدوية في الدول العربية، أحضر نكهة العالم العربي إلى المشاهد الأميركي.

وصرّحت نائبة رئيس مركز كينيدي لشئون البرمجة العالمية أليشيا أدامز، قائلة: «لقد قدّمنا العديد من المهرجانات العالمية في مركز كينيدي عبر السنوات، ولكنني أردت بشكل خاص أن أقدّم جمال وإنسانية الثقافة العربية. أعتقد أن الفنون هي أفضل الأدوات التي نملكها للمشاركة في أرضية مشتركة».

شكل العمل عبر السياسة والأمور اللوجستية لمهرجان أرابيسك مهمة هائلة امتدت عبر أكثر من خمس سنوات. أتى المهرجان، الذي شاركت في رعايته جامعة الدول العربية، بأكثر من 800 فنان وفنانة من 22 دولة عربية إلى المدينة. وقد أشارالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أنه لم يحصل من قبل أن اجتمع فنانون من جميع الدول العربية الاثنتين والعشرين تحت سقف واحد في مهرجان واحد.

الأرقام هائلة دون شك. 800 فنان و800 تأشيرة دخول، 40 مجموعة أدائية، ثمانية معارض، ستة مخرجي أفلام، 26 كاتبا، عروض في نفس الوقت في خمسة مسارح، 300 متطوع، أطنان من المواد المشحونة، 47 ثوب عرس، 400 قطعة خزفية، مكالمات هاتفية عبر عشر خطوط زمنية، 2900 ليلة فندقية، 175 فني مسرح.

أوجد المهرجان فرصة للأميركيين لأن يروا ويسمعوا ويتذوقوا نكهات الثقافة العربية. كذلك أعطانا الفرصة لمواجهة أية صور نمطية ثقافية قد تكون في مخيلتنا، وتحطيمها، ثم إعطاء تعريف جديد لأن يكون الإنسان عربيا. كان التركيز خلال 21 يوما على نقل روايات حقيقية عن أناس حقيقيين. وقد قال المخرج الفلسطيني جورج إبراهيم «نأتي ومعنا قصصنا الخاصة. نأتي هنا لنخاطب الناس».

كان رئيس دائرة الكتّاب العرب الأميركيين خالد المطوع، مستشارا للمهرجان، وهو يأمل أن يكون هؤلاء الذين حضروا العروض قد «خرجوا بتفهّم أوسع وأصحّ للمجتمع، وكذلك بتبجيل متجدد لعملية الخلق الأساسية العالمية لإنسانية الشخص الكاملة، تبرزها وتضاعفها فنونهم».

عكست بعض الأعمال المسرحية النزاعات التي ابتليت بها المنطقة ولكن، بحسب قول السيدة أدامز، «الأمر يتعلق أكثر بالناحية الإنسانية لها، الكلفة البشرية. ماذا يحدث للمحبّين عندما يجري التفريق بينهم؟ ماذا يحصل عندما يموت شخص ما؟ تنظر هذه الأعمال إلى التساؤلات النفسية والفلسفية».

تنظر الفنانة اللبنانية لارا بلدي إلى المهرجان على أنه «خطوة أولى مهمة. يقول المهرجان، الحقوا بنا، نحن عرب، نحن فنانون». وهي تأمل أن يكون المهرجان قد ساعد على «إيجاد جسر مازال بحاجة لأن يوجد».

قمت بزيارة مركز كينيدي مرات عديدة أثناء المهرجان، ولفت نظري عدد الأسر التي أتت بأطفالها الصغار، الذين جلس بعضهم على أرضية القاعات الواسعة، في نزهة عائلية قبل بدء العروض. كانوا صغارا وكبارا، شيبا وشبانا، ذكورا وإناثا، أميركيين من أصول عربية ومن خلفيات عرقية أخرى.

وعلى رغم أن الجو كان احتفاليا، بدا وكأن هناك تفهما غير مذكور بأن شيئا مهما يحدث، وكنا هناك نشارك به.

تركزت الأخبار لفترة طالت في الولايات المتحدة على النزاعات والعنف. نتيجة لذلك أصبح العرب هم الأشخاص ذوو الشخصية أحادية البعد التي نراها على التقارير الإخبارية المتلفزة وفي صور الصحف.

ولكن مهرجان أرابيسك غيّر ذلك. أذابت ابتسامات الأطفال السوريين المئة وأربعين الذين يشكّلون فرقة الفرح الإنشادية التي أسسها الأب إلياس زحلاوي في كنيسة سيدة دمشق، على سبيل المثال، القلوب بأدائها. شعرنا بفخرهم، وبالمقابل شعرنا بالفخر لوجودهم بيننا.

العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً