العدد 2897 - الأربعاء 11 أغسطس 2010م الموافق 01 رمضان 1431هـ

بحرينية تقترح «نظاماً تمثيلياً» لتطويــــــر بيئة التعليم

لقضاء وقت ممتع، في أجواء غير اعتيادية، ولكسر الرتابة في كيفية القراءة للقصص والكتب، طرحت مبادرة «كلنا نقرأ» ضمن مهرجان تاء الشباب الثاني أسلوباً فريداً من نوعه وهو «النظام التمثيلي».

وأعلنت حملة «كلنا نقرأ» ضمن برنامج تاء الشباب الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة، عن تبنيها الأفكار الثقافية المبدعة للشباب وضعها في قالب التطبيق في صيف هذا العام، ومنها ورشة «النظام التمثيلي» لمناقشة الكتاب العالمي «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟»، الذي يمثل أهم كتب الإدارة والنجاح من خلال مجازات القصة والتعبير عن الأحلام وواقع الممارسات والبحث في مفاهيم إدارية واعية.

وأوضحت رئيسة الفعالية شيخة نجيب الشوملي بأن الأسلوب الجديد يقوم على توظيف تقنيات حديثة وتقنية الأنظمة التمثيلية التي جاء بها علم البرمجة اللغوية العصبية. وهي تقوم على أساس تقسيم الناس إلى ثلاثة أنماط: الشخص السمعي، الشخص البصري، والشخص الحسي على حسب تلقيهم للمعلومات الخارجية وتخزينها في الدماغ، ويندرج على ذلك أيضاً طريقة تفكيرهم واستخدامهم لتأكيدات لغوية مختلفة.

وأشارت الشوملي إلى أن النظام التمثيلي سيمثل نقلة نوعية للقراءة في أوساط الشباب البحريني، فهو يتمثل في التأكيدات اللغوية المستخدمة في صياغة الكلام، وقد تم اختيار كتاب «من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟» المترجم إلى العربية، للحث على أهمية المبادرة الشبابية بالتغيير الإيجابي (...) وقمنا في الفريق بإعداد هذا الكتاب وجعله مألوف للجميع وفقاً لنظامهم التمثيلي. باستخدام الصور للأشخاص البصريين، والأصوات المتباينة للأشخاص السمعيين، وإدخال الشخص في التجربة للأشخاص الحسيين.

وأضافت الشوملي بأنه يمكن الاستفادة من الأنظمة التمثيلية في مجالات متنوعة منها: في مجال التعليم وذلك بمعرفة النظام التمثيلي للمتعلم سواء كان طفلاً أم كبيراً واستخدام ما يلائم نظامه التمثيلي طبعاً مع إتقان الألفة وإرهاف الحواس والمعايرة. في مجال المبيعات، باكتشاف النظام التمثيلي للعميل تستطيع التعرف على الطريقة التي يفسر بها الشخص عالمه الخارجي، وبالتالي يمكننا من خلال هذا النظام التمثيلي أن نخلق نوعاً من الألفة، وبالتالي إقناع بشكل إيجابي. سوف تفهم كيف يدرك الناس عقلياً تجاربهم بملاحظة التأكيدات اللغوية التي يستخدمونها.

وقد أوضحت الشوملي أن «النظام التمثيلي» من الأنظمة الحديثة في علم البرمجة اللغوية العصبية، وهي تقوم على أساس تقسيم الناس إلى ثلاثة أنماط: السمعي، البصري والحسي. وذلك على حسب تلقيهم للمعلومات الخارجية وتخزينها في الدماغ. ويندرج في ذلك أيضاً طريقة تفكيرهم واستخدامهم لتأكيدات لغوية مختلفة. وانطلاقاً مما سبق يتعين على الكاتب أن يصل إلى القارئ عن طريق الألفة والنظام التمثيلي الجديد».

وتنادي الشوملي بضرورة «الانسجام والتفاعل بين المادة المطروحة في الكتاب من حيث كيفية التناول والتعامل، وبين القارئ المتلقي، فإذا كان القارئ من النمط البصري فإنه سوف يكون مستمتعاً ومصغياً للمعلومات التي أتت في الكتاب. أما عن النظام التمثيلي، فهو عن التأكيدات اللغوية المستخدمة في صياغة الكلام، فإذا كان الشخص سمعي مثلاً فيجب أن يستخدم الكاتب تأكيدات لغوية سمعية مثل: «اسمع لدي فكرة».

أما عن مزج النظام التمثيلي بالكتاب المطروح، أكدت الشوملي بالقول: «إن اختيارنا للكتاب الأجنبي المترجم إلى العربية جاء لما فيه من عبرة جميلة يحتاج إليها كل شاب في حياته الحالية والمستقبلية، ألا وهي: أن الإنسان يجب أن لا يقف مكانه، ولكن يجب أن يتحرك بين الحين والآخر بحثاً عن هدفه في الحياة بدون توقف وإضاعة الوقت»، وتم شرح كيفية استخدام هذه التقنية في الكتاب، وكيفية الاستفادة من الأنظمة التمثيلية في مجالات مختلفة في الحياة من خلال المناقشة.

وتابعت الشوملي: «فبتحويل الكتاب الذي بين يدينا من مجرد حبر على ورق إلى شكل حي مليء بالصور الكارتونية التي تبين أحداث هذه القصة، وإلى أصوات حقيقية تجسد شخصيات القصة منح فرصة تفاعل وتجاوب مع الجمهور بصورة أكبر، إلى جانب ذلك تم إدخال الحضور في التجربة التي أتت في الكتاب من خلال إجراء بعض التدريبات لهم، شريطة أن الذي يحوز على قطعة الجبنة، عليه ألا يقف إلى هذا الحد بل يجب الاستمرارية في تحقيق أهداف أخرى، أي الحصول على المزيد من قطع الجبن الموجودة. أما الذي لم يحصل على الجبنة والتي هي بمثابة الهدف لزمه ألا ييأس بل يواصل طريقه لتحقيق ما يريده والفوز بهدفه».

من خلال هذا التنويع في الطرح تمكنت الشوملي وفريق منظمي «كلنا نقرأ» بإيصال الكتاب وفكرته إلى كل الفئات، إذ استُخدمت الصور للأشخاص البصريين، والأصوات للأشخاص السمعيين، وتم إدخال الجمهور في التجربة الحية للأشخاص الحسيين. مؤكدة: «إذا أتينا إلى النظام التمثيلي، فيجب على الكاتب أن يغير صياغة بعض الكلمات لتناسب الأنماط الثلاثة، وفي هذا الجانب جعلنا إحدى شخصيات القصة بصرية من خلال المدعو «هاو»، والآخر شخصاً حسياً ويدعى»هيم».

ولمعرفة أنماط الجمهور المشاركة في الفعالية، ذكرت الشوملي بأنهم قاموا بتوزيع مطوية على الحضور تحتوي على مجموعة من الأسئلة للكشف عن نظامهم التمثيلي، بالإضافة إلى شرح مبسط عن النظام باستخدام برنامج «البور بوينت». إلى جانب ذلك، تم عمل بعض التدريبات الحية للمشاركين في الفعالية، ليتذوقوا أثر النظام عليهم، وللتأكيد على ضرورة معرفة كل فرد لطبيعته، مما يساعده في تحديد المجالات الواجب صقلها، وإعطاء الآخرين فرصة لسماع أفكاره. كما أفسح ذلك مجالاً لأن يفهم كل الحاضرين المقصود بالأنظمة التمثيلية وكيف يمكن التواصل مع كل نظام تمثيلي.

وبشأن الخطط المستقبلية للفريق القائم على المشروع قالت الشوملي: «نسعى من خلال هذا النظام التمثيلي المقترح تطوير طريقة التعليم في المدارس والمؤسسات التعليمية، من خلال استخدام الأنظمة التمثيلية للتعليم، واستخدام الصور للبصريين، وتدريب المدرسين على معرفة الأشخاص البصريين والسمعيين والحسيين، وتيسيير طريقة عرض الكتب وشرح الدرس، ويمكن أن تشكل نقلة نوعية في النظام التعليمي في المدارس، أتوقع أن تكون جزءاً من تحسين أداء المدارس، لأن إحدى المدارس استخدمت هذه الأنظمة فعلاً، وحققت نجاحاً كبيراً، وقلّ عدد الراسبين، لأن أغلب الطلبة الذين كانوا يرسبون كانوا من الحسيين، وبعد تغيير نمط عرض الموضوعات تغير أداء الطلبة نحو الأفضل، مؤكدة أن «هذه الطريقة سهلة وبسيط طرحها في المدارس، ولا تتطلب سوى تدريب المدرسين في الطريقة».

أما الأمر الآخر فهو القيام بورش مماثلة في قضايا مختلفة، ومن أهمها تنمية وتطوير الذات، عبر اختيار موضوعات معينة والقيام بدراستها وطرحها بطريقة ممتعة وجاذبة للشباب، ومثل هذه المجالات، مثل تطوير قدرات الشباب في الثقافة، وفي المجالات الاجتماعية. وحتى في مجال تعليم اللغات، لأن الكثير من الشباب يأخذون شهادات ولكن يحتاجون لتطويرها من خلال استخدام الأنظمة التمثيلية.

وتؤكد أن النظام التمثلي يتناغم مع مطالب رؤية البحرين 2030 التي تسعى لتطوير التعليم والاقتصاد، فالهدف الرئيسي هو تطوير الذات وتدريب الشباب من خلال استثمار هذا النظام التمثيلي (...) نعلم الشباب على تهيئتهم لسوق العمل في المقابلات ويطورون أداءهم في وظائفهم. ويتماشى كذلك مع برنامج «أصيل» الذي طرحته» تمكين» لتطوير أداء الموظفين في مجال العمل. ويمكن استخدام هذا النظام أيضاً في مجالات الخطابة والقيادة وإدارة المشروعات.

وتطمح الشوملي في تحويل»APK عالم ممتع» لنشاط استثماري لتقديم الخدمات في مجالات التعليم وتنمية وتطوير القدرات ومجالات الخطابة والقيادة وإدارة المشروعات. ونحن في الحقيقة بحاجة إلى مساعدة مادية وعينية من صندوق العمل «تمكين»، وبنك التنمية ومن وزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة للشباب والرياضة».

وعن المقترحات الموجهة لتطوير «تاء الشباب» الذي احتضن الورشة؟ تقول الشوملي: «في البداية لابد أن نتقدم بخالص الشكر إلى وزارة الثقافة و»تاء الشباب» الذي احتضن هذه الإبداعات وخصوصاً لجنة «كلنا نقرأ»، والتي أتاحت لنا فرصة تقديم هذه الورشة، ونشكرهم على كل مساعدة ودعم وفَّروه لنا. ولا ننسى الجهود الكبيرة التي بذلتها وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على دعمها لهذا المشروع. ولكن نقترح التركيز على تطوير التنظيم، وتشكيل لجنة للنظر في احتياجات الشباب. وأن يكون المشرفون على «تاء الشباب» متواجدين في جميع الفعاليات، وتوفير مستلزمات الورش والفعاليات التي يحتضنها المشروع».

من جانبه، أشار رئيس مبادرة «كلنا نقرأ» محمد جناحي إلى أن «استخدامنا للنظام التمثيلي الجديد يعتبر خطوة إيجابية للانتقال لخطوة مغايرة عن القراءة التقليدية، أي مناقشة كتاب بشكل ورشة تجمع فيها مختلف القراء السمعيين، البصريين والحسيين تحت سقف البرمجة اللغوية العصبية». متمنياً: «أن تكثر مثل هذه الأساليب لجذب الشباب للقراءة، ومن ثم تقديم عدة أساليب تصويرية للقراءة للأطفال أيضاً». وشارك في الورشة بجانب رئيستها شيخة الشوملي ثلاثة شباب آخرين هم: طلال محمد وعبدالله الخان وأحمد منصوري.

العدد 2897 - الأربعاء 11 أغسطس 2010م الموافق 01 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً