العدد 2901 - الأحد 15 أغسطس 2010م الموافق 05 رمضان 1431هـ

مؤتمر «في ظلال القرآن» يدعو إلى تفعيل «الرابطة القرآنية» والتطوير الإداري

أوصى بإنشاء مراكز قرآنية مكملة للمؤسسات الأهلية في مناطق البحرين

عقدت وحدة الثقافة والإعلام بمأتم آل شهاب بالدراز مؤتمرها القرآني «في ظلال القرآن»، تحت شعار «شركاء في تحقيق النهضة القرآنية» ضمن موسمها الثقافي الرمضاني الخامس، وذلك يومي الخميس والجمعة من شهر رمضان المبارك الموافق 12 و13 أغسطس/ آب الجاري، وحضره جمع من المهتمين وممثلي المؤسسات والمراكز القرآنية، وسط غياب ملحوظ لطلبة العلم ورجال الدين، بحسب المنظمين.

ويهدف المؤتمر إلى تدارس الحالة القرآنية في البحرين من قبل المؤسسات المعنية بتعليم القرآن وتدريس علومه، وذلك من خلال تقديم أوراق عمل تسلط الضوء على الإشكالات التي تواجه هذه المؤسسات وتحول دون تحقيقها لأهدافها التي من أجلها أسست، في مسعى للنهوض بالحالة القرآنية.

وخرج المؤتمر بعدة توصيات، منها: تفعيل دور المؤسسات القرآنية عبر استقطاب الكفاءات البشرية في مجال علوم القرآن كالبحث والتفسير وغيرها، وطرح برامج نوعية وفعاليات متنوعة على مدار العام بالتنسيق بين المراكز والمؤسسات القرآنية وبإشراف مؤسسة قرآنية مرجعية، وتفعيل دور رجال الدين والخطباء وطلبة العلوم الدينية لنشر علوم القرآن الكريم، وتنظيم حلقات دروس ثقافية وبرامج قرآنية.


خطة عمل قرآنية مشتركة

كما أوصى المؤتمر بتوجيه الاهتمام نحو قراءة منهجية للقرآن الكريم عبر الاهتمام الشامل بجميع الآيات القرآنية، وعدم الاقتصار على آيات الأحكام الفقهية فقط، والمسئولية موجهة للقائمين على الحوزات وطلبة العلوم ورجال الدين والخطباء بالدرجة الأولى، وتفعيل الرأي العام وصوغ الوعي الشعبي بالتركيز على خطاب الوحدة والعدالة الاجتماعية، وعدم الانشغال بالأمور السياسية فقط أو إثارة الأمور العصبية التي حاربها ديننا الإسلامي، وضرورة وجود منهج عمل موحد ورؤية واضحة ذات أهداف قابلة للتطبيق، والاهتمام بمجال البحث والتفسير القرآني وتنويع وسائل ترويج القرآن الكريم فنياً وتقنياً عبر المؤتمرات والمسابقات والفعاليات القرآنية داخل وخارج البحرين.

ودعا المؤتمرون كذلك إلى إنشاء مراكز قرآنية مكملة للمؤسسات الثقافية أو الرياضية في مختلف مدن وقرى البحرين، وضرورة وجود مناهج تربوية قرآنية موحدة ووسائل لتقييم مجالس الإدارة والمعلمين ومتابعة مستوى الطلبة في المؤسسات والمراكز القرآنية، وتفعيل دور اللجان العاملة لتنسيق العمل القرآني بين جميع المؤسسات القرآنية عبر خطة عمل وأهداف وبرامج قرآنية مشتركة، ولعل تجربة (الرابطة القرآنية) تكون بداية طيبة لتنسيق العمل بين جميع المراكز القرآنية.

وأخيراً ركز المؤتمر على ضرورة الاهتمام بدعم المراكز والمؤسسات القرآنية الموجهة للنساء والأطفال تحت سن الخامسة إدارياً وفنياً وإعلامياً، وتنويع برامجها طوال العام.

وسجل المنظمون للمؤتمر الشكر والتقدير للجهات الإعلامية الداعمة للمؤتمر والممثلة في قناة «الزهراء» التي قامت ببث فعاليات المؤتمر وصحيفة «الوسط»، وداعم المؤتمر شركة «رفيق السفر»، وإلى جميع ممثلي المؤسسات القرآنية المشاركة بالمؤتمر بأوراق عمل وهي (مشروع تعليم الصلاة والقرآن بالدراز، جمعية اقرأ، وجمعية الذكر الحكيم).


تسجيل إصدار قرآني للأطفال

وصرح عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر ياسر جعفر الشهابي بأن المؤتمر يأتي في «إطار عمل استراتيجي تتبناه وحدة الثقافة والإعلام بمأتم آل شهاب، وأعضاء اللجنة التحضيرية مشكورين لتسليط الضوء على الواقع القرآني في البحرين، وما تعتريه من معوقات تحول دون أداء الدور المنوط بالمؤسسات القرآنية، ويعتبر هذا المؤتمر فرصة سانحة لتلاقي الناشطين والمهتمين بالشأن القرآني في البحرين من أجل أن يتعاونوا جميعاً في الارتقاء بآليات عملهم، وصوغ أهدافهم بما يجعلهم جميعاً شركاء ومسئولين عن النهضة القرآنية التي ننشدها جميعاً».

وأضاف الشهابي أن وحدة الثقافة والإعلام بمأتم آل شهاب، وشركاءها في العمل لم يدخروا جهداً في تحويل الموسم الثقافي الرمضاني الخامس إلى بيئة قرآنية؛ حيث نشط الأخوة فيما مضى من الوقت لإصدار تسجيل قرآني للأطفال لجزء عم، واضعين في حساباتهم إصدار تسجيل كامل لأجزاء القرآن الكريم للمقرئ ميرزا العصفور. وكشف الشهابي عن إطلاق المسابقة القرآنية «مسابقة النبأ العظيم» في نسختها الثانية للحفظ والتلاوة، التي لاقت إقبالاً منقطع النظير في العام الماضي.

واطلع المؤتمر خلال جلساته التي استمرت يومين على الموضوعات المقدمة من المشاركين عن سبل الارتقاء بالواقع القرآني في البحرين، التي يمكن تلخيصها في أربعة محاور أساسية : (أولاً: الإشكالات والمعوقات التي تواجه مؤسسات تدريس القرآن وعلومه، ثانياً: معالجة الإشكالات وتحسين الحالة القرآنية في المجتمع البحريني، ثالثاً: النهوض بالحالة القرآنية، والارتقاء بالمؤسسات التي تعنى بتدريس القرآن وعلومه، رابعاً: القرآن بين التعلق العاطفي والتطبيق العملي).


معوقات تواجه المؤسسات القرآنية

وفيما يتعلق بالمحور الأول: الإشكالات والمعوقات التي تواجه مؤسسات تدريس القرآن وعلومه قدم ممثل مشروع تعليم الصلاة والقرآن بالدراز محمد صالح محمد حسين ورقة عمل تطرق فيها إلى أنواع المؤسسات القرآنية في مملكة البحرين، وأشار إلى أهم المعوقات التي تواجه المؤسسات القرآنية الأهلية (المسجلة وغير المسجلة بوزارة التنمية). فالمؤسسات الأهلية المسجلة - بحسب صاحب الورقة - تحظى بالرعاية والدعم المالي والقانوني والتحرك بحرية تامة على مختلف المستويات الثقافية والإعلامية خلافاً للمؤسسات القرآنية المستقلة، ولكنها تواجه إشكالية شرعية أو إشرافية تعوق حركتها الاجتماعية، بينما تواجه المؤسسات الأهلية غير المسجلة إشكالية توفر المقار وقلة الدعم المالي والإعلامي، ولكنها من جانب آخر تمتلك حريتها التامة في اختيار المنهج وطرق التنفيذ ووضع الخطط بحسب الرؤية الشرعية والظروف المادية والإدارية المتوافرة. وتلخص الورقة النتيجة إلى ضرورة وجود المؤسستين الأهليتين على رغم كل المعوقات.

وتطرقت الورقة أيضا إلى أبرز المعوقات التي تواجه تدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي معوقات تربوية تتمثل في: غياب دور المعلم القدوة، وضياع الأولويات التربوية لدى الأسرة، وهناك أيضاً معوقات إدارية تنظيمية تتمثل في: عدم التواصل بين المؤسسات القرآنية وضعف التنسيق الإداري، ومحدودية الإنجاز على رغم تشابه الأداء، وعدم وجود خطة تنفيذية مشتركة على مستوى البحرين تهدف لتغيير الوعي القرآني بمختلف الوسائل الممكنة، بالإضافة إلى نقص الخبرات والمعلمين والمناهج وعدم وضوح الرؤية أو التخطيط المبرمج، وهناك أيضا معوقات اجتماعية وشرعية تتمثل في: عدم وضوح دستورية القرآن للمجتمع المسلم، وتراجع الاهتمام باللغة العربية وتغير الحس الاجتماعي نحو حافظ القرآن الكريم، وانحصار الفعاليات القرآنية في أنشطة محددة. ولخصت الورقة رؤيتها لمعالجة الإشكاليات والمعوقات التي تواجه المؤسسات القرآنية بالعديد من الرؤى والحلول الممكنة. وفيما يتعلق بالمحور الثاني: معالجة الإشكالات وتحسين الحالة القرآنية في المجتمع البحريني قدم ممثل جمعية «اقرأ» لعلوم القرآن عبدالله أبوالحسن ورقة عمل أشار فيها إلى ضرورة معرفة أسباب المشكلة ولخصها في عدم وجود ثقافة قرآنية لدى أولياء الأمور، وأن المشكلة تكمن في ثقافة المجتمع وعدم وعيه بأهمية الارتباط بكتاب الله سبحانه وتعالى، وغياب الاهتمام بدراسة القرآن وغلبة التوجه نحو الدراسات الأكاديمية.

ومن أجل معالجة المشكلة يطرح أبوالحسن رؤيته عبر تفعيل الجهود الاجتماعية للأفراد والمؤسسات من أجل تغيير الواقع القرآني الحالي، وتغيير ثقافة المجتمع ليكون أولوية في حياتنا، وتعزيز الارتباط والحب بالقرآن الكريم، وتنويع الأنشطة والفعاليات القرآنية كالمؤتمرات والمسابقات وغيرها.

وأشارت الورقة إلى أهمية نشر أحاديث وروايات أهل البيت (ع) المبينة لفضل تعلم القرآن الكريم، مثل: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، «أشراف أمتي حملة القرآن»، «أهل القرآن هم أهل الله...»، بالإضافة إلى ضرورة إطلاق حملات ترويجية وثقافية لتعزيز الارتباط بالقرآن الكريم ونشر الأحاديث والصور والنماذج المعززة للارتباط بالقرآن الكريم ونشر التجارب الناجحة لحفظة القرآن والقراء المتميزين، وأن تكون تلك الفعاليات مستمرة طوال العام.

وختم أبوالحسن ورقته بمناشدة الحوزات والعلماء بحضور هذه الفعاليات ودعمها، وتفعيل المنابر وخطب الجمعة لنشر الثقافة القرآنية وضرورة تنسيق الفعاليات بين المؤسسات القرآنية على مدار العام.

وفيما يتعلق بالمحور الثالث: «النهوض بالحالة القرآنية، والارتقاء بالمؤسسات التي تعنى بتدريس القرآن وعلومه» قدم ممثل جمعية الذكر الحكيم حسن عبدالشهيد الصفار ورقة عمل تطرق فيها إلى العوامل الأساسية الواجب توافرها لنجاح أية مؤسسة قرآنية مثل اختيار وتوظيف الموارد البشرية: بأن تتوفر الرغبة الصادقة والكفاءة والاختصاص للراغبين بالعمل في مجالس الإدارة، وضرورة تكامل الأدوار والانسجام بين أعضاء مجالس الإدارة. وضرورة استقطاب الكوادر الفاعلة، ووجود المؤهلات الدراسية والنفسية للمدرس وكذلك ضرورة التواصل مع أولياء أمور الطلاب في اليوم المفتوح للوقوف على جودة التعليم ومعرفة مستوى تقدم الطلبة. ولفت الصفار إلى أهمية وجود إداري للمؤسسة القرآنية، والاستعانة بالمتطوعين والخبراء.

وأشار الصفار إلى أحد أسباب الارتقاء بالمؤسسة القرآنية وهو الحاجة لتحصيل الموارد المالية وضرورة وجود مقر دائم للمؤسسة وتنويع مصادر الدعم المالي لها. وصولاً إلى الحاجة لتطوير العمل الإداري بأن تكون الرؤية والرسالة والأهداف واضحة لدى الإدارة وكوادرها العاملة، وضرورة وجود خطة سنوية قابلة للمراجعة. ولفت إلى أهمية تحريك القرآن الكريم في الساحة (خارج أسوار الجمعية أو المؤسسة) من خلال الأمسيات والمسابقات واستهداف كافة شرائح المجتمع، والاستفادة من تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والعراق، وأي بلد آخر، والاتجاه نحو توسيع العمل عبر فتح فروع بعد دراسة نجاحها إدارياً وفنياً، وأشار إلى تجربة نسائية ناجحة عبر تأسيس فرع سترة باسم (مركز الغدير)، وفرع آخر لبراعم الذكر الحكيم وتأسيس فرقة الثقلين للتواشيح الإسلامية.

وفيما يتعلق بالمحور الرابع قدم السيد مطهر السيد قاسم ورقة بعنوان «القرآن بين التعلق العاطفي والتطبيق العملي» واستهلها بذكر بعض الأحاديث عن فضل القرآن الكريم، وبيّن أن للقرآن الكريم مكانة خاصة في المنظومة الإسلامية لأنه المصدر الأول للتشريع، وهو دستور الله الشامل للبشرية جمعاء؛ بالإضافة إلى أنّه الثقل الأكبر المنجي من الهلكات. سائلاً عن كيفية التمسك بالقرآن والارتباط به في ظل التقصير الاجتماعي في الأوساط المتدينة.

وذكر السيد أن الحالة الإيمانية هي حالة متجذرة في المجتمع البحريني بسبب حبهم لكتاب الله تعالى وارتباطهم بالإسلام، وأن هذا الارتباط العاطفي كحالة حب ومودة هي حالة عقائدية إيجابية، من الضروري أن تتكامل مع البعد العقلي، لذلك يمكن أن يقال: إنّ التعلق العاطفي ليس جوهراً وغاية في نفسه بل هو عرضٌ لازمٌ إلى إيمان الإنسان العقلي.

العدد 2901 - الأحد 15 أغسطس 2010م الموافق 05 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 8:53 ص

      شكرا مأتم آل شهاب

      نشكر القائمين على هذا المؤتمر القرآني متمنين لهم التوفيق والسداد وتحقيق أهدافهم النبيلة

    • زائر 1 | 3:36 ص

      تدريس القرآن

      نطالب وزارة التربية والتعليم ادخال تدريس مادة القرآن وعلومه في المناهج المدرسية بواقع حصة يومياً.

اقرأ ايضاً