العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ

الاستراتيجية الأمنية الجديدة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في 2 رمضان المبارك 1431 هجرية (الموافق 12 أغسطس/ آب 2010 ميلادية) تغيرت الأجواء السياسية في البحرين بشكل ربما فاجأ الكثيرين، ولاسيما أن التغيير ارتبط باعتماد استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية المتمثلة في أعمال تخريب حوّلت الكثير من المناطق السكنية إلى بيئة مرتبكة في حياتها اليومية، وتضمن النهج الجديد خطة لمواجهة التحديات المنبثقة من معارضين يطرحون خطاباً سياسياً خارج العملية السياسية. وعلى هذا الأساس رأينا أن الاستراتيجية الأمنية الجديدة تسير بمسارين، أحدهما تتولاه «وزارة الداخلية» وهو المتعلق بمنع أعمال الحرق والتخريب، والآخر يتولاه «جهاز الأمن الوطني» وهو المتعلق بالمعارضين الذين يطرحون خطاباً سياسياً تعتبره الجهات الرسمية تحريضاً على أعمال العنف.

ولربما أن الساحة تعودت فيما مضى على كيفية تعامل وزارة الداخلية مع المهمات التي تضطلع بها، فالوزارة لديها دائرة إعلامية نشطة، ولديها مسئولها القانوني الذي يتواصل مع الصحافة والمحامين والجمعيات الحقوقية والسياسية، ويحرص كل مسئول على إيصال وجهة نظر الوزارة من الناحيتين الإعلامية والقانونية، ولذا فإن بيانات الوزارة تحتوي على إشارات تتحدث عن تحويل المتهمين إلى النيابة العامة بأسرع ما يمكن.

أما الملفات التي تقع تحت مسئولية «جهاز الأمن الوطني» فهي تسير بطريق غير واضحة، والتصريحات للصحافة تبعث عبر وكالة أنباء البحرين (بنا) على هيئة «صرح مصدر أمني مسئول»، كما أن البيانات لا توضح القانون الذي تمّت على أساسه عمليات التوقيف، ولا توضح متى سيعرض المتهم على النيابة العامة، ومتى يمكن للمحامين الالتقاء بموكليهم.

إن لدينا حالياً أكثر من جهاز يعمل في قطاع الأمن الداخلي، وهذا القطاع يسير منذ مطلع رمضان الجاري على استراتيجية جديدة للدولة، وهذه الاستراتيجية الجديدة ألغت الأساليب التي كانت معتمدة فيما سبق ، ولذا فإن مختلف قطاعات المجتمع مازالت تحاول تفهّم الأمور والأفق الذي يمكن ان تصل إليه.

وأعتقد أن على قطاع الأمن الداخلي أن يقوم بمراجعة شاملة للسياسات والعمليات المتبعة حالياً من أجل وضع خريطة طريق لتحقيق الأمن والاستقرار، ولكن من دون الإخلال بشكل مباشر بمنجزات الإصلاح التي تحققت خلال السنوات الماضية. إن من الإجحاف أن تقول أي جهة إن البحرين ليس فيها منجزات تحققت فعلاً على الأرض، لاسيما فيما يتعلق بالحريات العامة وكرامة المواطنين منذ 2001، كما أنه من الإجحاف أن يباشر قطاع الأمن الداخلي باستراتيجية جديدة تحتوي على ممارسات قد تخل بحكم القانون ونظام المؤسسات وقد تؤدي إلى الإضرار بالمنجزات التي تحققت، وكأنها بذلك تخدم المنتقدين اللاذعين الذين لم يؤمنوا بأن أي منجزات تحققت. وعليه، فإنني آمل أن يضع المسئولون في الدولة نصب أعينهم الحاجة إلى توضيح الاستراتيجية الأمنية الجديدة، مع توضيح المسئولية السياسية عن ما يجري، وأن يتم توضيح الجهات التي يمكن للمحامين والصحافة والجمعيات الحقوقية والسياسية الاتصال بها بهدف حفظ الحقوق، وإزالة الغموض الحالي وذلك لكي نعزز فكرة الإلتزام بدولة المؤسسات والقانون.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 8:37 ص

      الحايكي

      دكتورنا الفاضل بارك الله في قلمك قد أختلف معك في المنجزات التي تشير إليها منذ 2001!!

    • زائر 34 | 3:52 م

      تحديات أمنية داخلية وفي مواجهتها تم وضع استراتيجية أمنية جديدة ...... ام محمود

      شيء جيد اذا كانت الاستراتيجية فاعلة وستساهم في الحد من العنف المضاد وحالة الانفلات واذا عالجت الامور المتفجرة بشكل حضاري راقي وانساني بعيد عن استخدام الرصاص المطاطي والشوزن الخطير... لا نريد غموض ومتاهات وألغاز لتكن الرؤية واضحة لأفراد الشعب علشان ما يضيعون في الطوشة ويصيرون مثل الأصمخ في الزفة.

    • زائر 30 | 8:57 ص

      توفير العيش الكريم

      لا أظن أن السياسة الأمنية الجديدة ستحل المشكلة على الجهات المختصة أن تحل جذور المشكلة من الأساس وهي توفير العيش الكريم لكل المواطنين بدون تميز ( جعل الله هذا الوطن أمن واحفظ ملكه وشعبه من كل مكروه يارب العالمين )

    • زائر 29 | 7:37 ص

      توضيحات

      هذه توضيحات مهمة يقدمها كعادته المناضل الفذ منصور الجمري بارك الله فيه، نسال الله الا يحرمنا مما تتفضل به يادكتور منصور . شكرا لك.

    • Ebrahim Ganusan | 7:23 ص

      أجحاف رسمي واجحاف معارض يخلق الفوضى

      إن من الإجحاف أن تقول أي جهة إن البحرين ليس فيها منجزات تحققت فعلاً على الأرض، لاسيما فيما يتعلق بالحريات العامة وكرامة المواطنين منذ 2001،,,,,, ومن الأجحاف أستغلال الأنجازات بصورة تعود بنا للمربع الاول في فترة التسعينات,,,, ومن الأجحاف ان لا تبادر الجهات المسؤلة في الدولة للحفاظ على منجزات المشروع الاصلاحي بالحفاظ على ما تبقر من سواحل واسترجاع املاك الدولة وتفعيل مواد الدستور ,,,, ومن الأجحاف أستخدام لغة تهيجية تحريضية تستهدف ضغار السن والمراهقين للزج بهم في المحارق السياسية ,,,, من الأجحاف

    • زائر 28 | 7:20 ص

      الحق

      دعى عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد افبري حكومة المنامة الى التعامل المرن مع القضايا السياسية الداخلية ، وان استخدام القوة والبطش والتنكيل ترفضهم الاعراف الدولية والحكومة البحرينية خرجت عنها، والموقف يطالب بالمحاسبة لحكومة ضربت الاعراف عرض الحائط .. وقال هناك تعامل امثل مع هذة القضايا الداخلية وهو الحوار واستخدام لغة العقل لا لغة النار والحديد

    • زائر 27 | 7:02 ص

      هناك خربطة وليس خريطة

      كما يبدو جليا حجم الرعب الذي تعيشه المؤسسات والجمعيات. سيعود البرلمان الاعرج الى الحياة مرة واخرى وسنرى نفس العين الحمرة في وجه المشاركين كما رأيناها سابقا تصب جام غضبها على الوفاق حين نبس فيروز بكلمتين خارج البحرين وحين حاولت الوفاق زيادة ميزانية الاسكان والصحة. فقط انتظروا

    • زائر 26 | 6:54 ص

      هذه الأحداث محط اختبار

      نرى ان هناك بعض التحس في بعض المجالات وليس الكل ولكن ربما يعود لنا قانون امن الدولة بصورة آخرى الله لا يقول

    • زائر 25 | 6:33 ص

      كلام منطقي

      كلام منطقي وموزون الله يخليك يدكتور هذا الشبل منذاك الاسد

    • زائر 24 | 6:16 ص

      قمة الاتزان

      مقال عقلاني متزن نرجو من القياده الالتفات له برويه لان الحاصل الان مو من مصلحة الجميع .

    • زائر 22 | 5:59 ص

      .....

      شعب البحرين كبير وسمعته في العالي أقصد كانت في العلي .......

    • بوناصر | 5:25 ص

      لغت العنف لا تنفع

      لغت العنف لا تنفع من الشعوب بل لغت الحوار احسن يا حكومة

    • زائر 19 | 3:20 ص

      نحن في القرن الواحد والعشرين

      وهذا حالنا
      الله يعين

    • زائر 17 | 3:08 ص

      يتبع الموضوع الذي عن الخوف

      متابعة للموضوع السابق والله يادكتور لاندري ماذا نفعل من جانب الحرائق التي يقوم بها بعض الأفراد من فئة الشباب اليافع وتكون ردودها على جميع أهالي القرية سيئة وسلبية من ناحية الدخان الصادر منها ومن ناحية كيفية تصدي قوات الشغب لذلك وهو بأمطار القرية بمسيلات الدموع وبصوره كثيفة ويمكنك صماع صوت أطلاق الشوزن دكتور أسألك بالله ماذا نفعل فلا هذا يرضينا ولا ذلك الأستخدام المفرط للقوة يرضينا أين ذهب العقلاء منا ياترى ؟ حسين علي الديري

    • زائر 16 | 2:59 ص

      ابن المصلى

      الأستراتيجية الأمنيه الجديدة لم تغير ولن تغير شىء العصر ليس عصر القوة وستخدام القوة المفرطة قد تأتي بنتائج عكسية سلبية على الوطن والمواطن على حدا سواء لاسمح الله على الجميع ضبط النفس للخروج من عنق الزجاجة ووضع استراتجية لحل الملفات الساخنة ومعالجتها معالجة فاعلة الا وهي البطالة والسكن ورفع مستوى المعيشة للفرد والغاء الطائفية والتمييز واشعار المواطن ان له حقوق يجب ان يستلمها بدون منة وعليه واجبات عليه ان يؤديها تجاه وطنه

    • زائر 15 | 2:49 ص

      بالحب والورد تسعد الاوطان .....

      استبدلوا البندقية بوردة تقدم للمواطن يسعد الوطن والمواطن , لبوا حاجات المواطن المعيشية ينعم الوطن والمواطن بالامن والامان ,لم تقدم غيرنا من الدول أكثر من هذا وهاهي تنعم بالامن والامان والمحبة بين الجميع اذن لماذا لا نكون مثلهم وهل لديهم اكثر مما لدينا من حكمة ومحبة لاوطانهم ؟؟

    • زائر 14 | 2:44 ص

      ABEEM

      IF YOU TALKING TO NEXT YEAR NO BODY HEARING YOU

    • زائر 13 | 2:38 ص

      الله يفرج هموم بلادي

      أتمنى أن تنعم البحرين بالسلام والأمن
      وإعطاء كل ذي حق حقه
      ونبذ الطائفية التي تغلغلت في مؤسسات.. ومراكز الدولة العامة والخاصة.. وفي قلوبنا نحن أبناء البحرين

    • زائر 12 | 2:36 ص

      مبالغات غير مبررة

      البحرين تواجه تحديات اقتصادية صعبة وهي بحاجة لتظافر جهود الدولة والمواطنين لبسط الاستقرار وقد تقع المسئولية على الجمعيات السياسية أكثر من الأجهزة الأمنية التي فشلت في معالجة الأمور الأمنية

    • زائر 9 | 1:06 ص

      حجيك مظبوط

      حجيك مظبوط ،، بس ياترى جمعياتنا السياسية تفهم هالكلام؟؟؟ واذا فاهمين الكلام وش بيسوون؟؟ هم بعد بيغيرون استراتيجتهم تماشيا مع تغير الوضع والله سيواصلون زحفهم نحو المجهوووول ؟؟

    • زائر 6 | 11:17 م

      بهلول

      هناك فرق شاسع بين (وضع خريطة طريق لتحقيق الأمن) و بين (خربطة الطريق) ،
      لا أعتقد أنها إستراتيجية أمنية بقدر ما هي خربوطة امنية جديدة، لكي تحقق الأمن إستراتيجياً عليك أن تتجه لمعالجة جذور المشكلة و مسبباتها و ليس تداعياتها و عواقبها.
      أمنياتي للجميع بالأمن و الأمان والرحمة و الغفران.

اقرأ ايضاً