العدد 2907 - السبت 21 أغسطس 2010م الموافق 11 رمضان 1431هـ

أنموذج للحوار من الصحافة السعودية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تطرق الكاتب السعودي الدكتور عبدالله البريدي في صحيفة «الحياة»-النسخة السعودية، أمس السبت (21 أغسطس/ آب 2010) إلى موضوع مهم يتعلق بكيفية تعامل الصحافة في منطقتنا مع التقارير الدولية، والكاتب نشر عموده تحت عنوان «التقارير الدولية.... إما أن نأخذ بها كلها أو ندعها!»، ولهذا الموضع أهميته الكبيرة في كل مجتمعاتنا الخليجية. فالكاتب أشار إلى أن هنالك ظاهرة «مخيفة» تهدد أركاناً أساسية من الهندسة الاجتماعية الذكية لمجتمعاتنا العربية، بما يعيق العمل النهضوي الحقيقي، وتتمثل تلك الظاهرة في ممارسة انتقائية مكشوفة في «الاعتماد» أو «اللاعتماد» على التقارير الدولية التي من شأنها إعطاء توصيف أو ترتيب لأوضاع تخصنا في مجالات علمية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية.

وعقب البريدي بالقول: «صحافتنا تبادر -وفي صفحاتها الأولى في الغالب- بمعانقة كل تقرير يضعنا في مرتبة متقدمة، ونهيل إذ ذاك على وجوهنا أزاهير التقدم وورد النهضة، ونتغاضى عن تلك التقارير حتى لو تضمنت أخطاءً منهجية في التحليل أو التشخيص أو الخلوص إلى النتائج، فنحن نمرر ذلك من دون أي نقد يذكر، لأننا ظفرنا بمركز متقدم وقدح معلى دولياً... ومنا من يدعي دوماً «أننا مستهدفون من جهات مغرضة»، أما الجهات المعنية أو ذات العلاقة بتلك التقارير، فتبالغ في عملية توظيف تلك النتائج «الإيجابية»، وتصور ذلك على أنه «نصر وطني كبير»، ويدخل فيه تسويق للأشخاص بصورة غير مقبولة في بعض الأحيان وربما أكثرها». وبالنسبة للتقارير التي تعكس مراتب منخفضة ومستويات متدنية لأدائنا وأوضاعنا -يضيف البريدي- في أي مجال فنحن «نكفر» بها ونعتبرها غير موجودة، ولا تحظى بأي تغطية صحافية أو تلفزيونية، ونمارس تجاهلاً وتغافلاً كاملاً عنها، عدا في فرص محدودة، نعد العدة للرد والتفنيد، الذي يفترض من المشاركين التخطئة المطلقة لما جاء في هذا التقرير.

تناول الموضوع بهذا الشكل في الصحافة السعودية ليس غريباً، إذ إن الأعمدة الصحافية هناك راقية في تطارح الآراء وتبادل وجهات النظر، حتى أن المنتجات الفكرية والصحافية السعودية صعدت إلى مرتبات عالية في السنوات الأخيرة، وتجد أن هناك الكثير مما يتم مناقشته بشكل ناقد بصورة أكبر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن كل المجتمعات الخليجية تشهد حالياً حوارات فعالة تنعكس في صحافتها بشكل موضوعي وبناء. وقد أوردت جزءاً مما كتب في الصحافة السعودية أمس للإشارة إلى أن البحرين خطت خطوات كبيرة في مجال تفاعل وتبادل الآراء على صفحات الرأي، ويفرحنا أن نرى المجتمعات الخليجية تطور الحالة الإيجابية في هذا الجانب، ولكن علينا في البحرين أن لانفقد مستوى الحوار وتبادل الآراء في صحافتنا المحلية لكي لانلتفت في يوم من الأيام وإذا بمستوانا أصبح في أسفل سافلين عندما نقارن أنفسنا بالآخرين

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2907 - السبت 21 أغسطس 2010م الموافق 11 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 9:43 ص

      ولو مرة واحدة اسمعوا كلام الاحرار في الوطن

      ولكن علينا في البحرين أن لانفقد مستوى الحوار وتبادل الآراء ولو مرة واحدة ليشهد التاريخ بكل حسن نية وصدق وسنرى كيف الشعب الاصيل يرد التحية بأحسن منها وسيتكرر ما حدث في سترة الإبا وفي جميع ستر اوال و كذلك كما قال الدكتور العزيز لكي لانلتفت في يوم من الأيام وإذا بمستوانا أصبح في أسفل سافلين عندما نقارن أنفسنا بالآخرين ونضيف في جميع المجالات .

    • زائر 10 | 7:07 ص

      الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل في البلد

      هناك مشاكل كبيرة لا يمكن تجاهلها
      ويجب حلها بالحوار الهادئ

    • زائر 8 | 5:19 ص

      دور الصحافة....

      في حلقة من حلاقات طاش وكانت عن الصحافة بين اشلون كان بعض المستنفذين يحاول إسكات الصحفي عن النقد ولأخطاء المرتكبة من جهة تلك المؤسسة بالرشوة.
      ولكن لم يكن يرضى بذالك.
      هنا دور الصحافة والصحفي في النقد البناء وتقبل الراى الأخر لنرتقي بصحافتنا في المستقبل.

    • فواصل | 4:50 ص

      شعب راق

      شعب البحرين شعب راق ومتحضر وواع وفاهم ومثقف ومتعطش للنهوض بكل المجالات إلى أعلى المستويات، شعب البحرين دائما ما يتطلع إلى المراكز العليا اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعلميا، ولكن تنقصه الثقة والفرص وإعطاءه المجال للإنطلاق والإبداع، أنا أدعو المسؤولين لإلقاء الحجة علينا وفتح باب الحوار الجاد وسيرى مدى تلهف شعبنا للمشاركة في هذه المبادرة والسعي الدؤوب لحلحلة كل الملفات العالقة عبر هذا الباب وعبر وكل الطرق الحضارية السلمية. ولكن هل تملك الحكومة هذه الجرأة لفتح هذا الباب.

    • زائر 7 | 3:29 ص

      ما تخشاه وقع ......

      ماتخشاه وقع والدليل أين نحن من جيراننا ـ ولا نذهب بعيداـ في مجال الصحة ، والتعليم ، والاعلام ، وحرية التعبير ، والخدمات المقدمة للموطن ، وتطبق الموطنه على الجميع دون استثناء ، وفتح جميع الوظائف والوزارات أمام جميع المواطنين ، وعدم فتح باب التجنيس على مصراعية وتخريب النسيج الاجتماعي واضاعة الهوية ، وافساح المجال أمام الأقلام المأجورة المستوردة لا شاعة الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن ، والمحافظة على الممتلكات العامة وعدم تحويلها الى خاصة ، والاستماع الى النصيحة والكلمة الصادقة من الجميع ...

    • زائر 6 | 2:35 ص

      نون ميم

      علينا جميعاً حكومة وشعبا أن ننفتح على الآراء المعارضة لنا ودراستها بروية وتعقل وجدية تفضي إلى نتائج إيجابية من أجل الوطن وبعيداً عن التوتير الأمني والطائفي البغيض الذي يخسر منه الوطن كله والشعب كله.
      شكر من الأعماق للدكتور منصور على مقالاته الوطنية المخلصة.

    • زائر 5 | 12:38 ص

      قصه قصيره ثانيه

      رأيت في صغري احدى الصحف العربيه في الشارع وكانت مملوئه صور وصور وصور فحملتها وذهبت الى ابي وقلت له ما هذه الصور الكثيره والمتكرره ، رجال وسيارات وصفوف ولا ارى غير هذه امشاهد في هذه الصفحه وكأنها البوم حفل تكريم هذا في سنه تقريا(1960) ولم يعطيني جواب لان لا يوجد في الصفحه اي كلام يترجم معنى هذه الصور .

    • زائر 3 | 12:30 ص

      وبعد ظهور الرئيس الامريكي قائلا: ان الدين ليس له علاقه بالارهاب . فتغيرت .... فتغيرت رنه هذه الصحف فكانت تكرر ما قاله ريكان وكنها لسان حاله . الاسلام ليس له علاقه بالارهاب ... الاسلام ليس له علاقه بالارهاب .... الاسلام ليس له علاقه بالارهاب . بس الفرق أن ركان قال كلمته مره واحده وتلك الصحف كررتها الف مره ، ليش لان ريكان لم يعطي اشاره عدم التكرار.

    • زائر 2 | 12:20 ص

      لا يا منصور ألجمري فكلامك واقعي. إن مستوى الإعلام العربي كان في أسفل سافلين لولا أن تداركته قناة الجزيرة كأول قناة أخرجت المستوى التبعي والعبودي للاعلام العربي ولك قصتان قصيرتان تثبت ما اقول. ظهور براعم الإرهاب ما يزعمون كان في إحدى الدول العربية تحت اسم (الإرهابيين الإسلاميين) وكانت هذه الصحف ليلا ونهارا تردد مثل الببغاء الإسلاميين الارهابين .... والإسلاميين الارهابين .... والاسالميين الإرهابيين . فلم تكن أسماعنا تهدأ حتى ظهر الرئيس الأمريكي (ريكان) بعد تفجير المركز التجاري في اكلاهومى وقال

    • زائر 1 | 9:56 م

      "أكثرهم للحق كارهون".

      يعطيك العافية يا دكتور على هذه البلاغة . قد يكون هذا المثال من الصحافة السعودية مؤشر جيد لتوجه طالما انتظره الكثيرون، إلا أن الأمر الآخر والمتمثل في أن "أكثرهم للحق كارهون". وكما هو بين في تناقض الجزء الأول من المؤشر وما تبعه من كلمات أعلاه يتضح ظاهر المشكلة، أما ماهية المشكلة وحلها فيحتاج إلى بحث موسع يتناول هذا النوع من المشاكل.
      فليس العيب في الدراسات والبحوث العلمية الكثيرة والمتنوعة ولكن . . .

اقرأ ايضاً