العدد 1027 - الثلثاء 28 يونيو 2005م الموافق 21 جمادى الأولى 1426هـ

الفخ و"الوزير" المجنون

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

سئل أحد الصحافيين ممن يعملون في الصحافة البحرينية، وهو غير بحريني: لماذا تعمل ليل نهار على ممارسة أساليب استفزازية. .. تسب الناس وتمدح الوزراء، إلى درجة أن أحد الوزراء غضب من أسلوب المدح الزائد بطريقة هابطة؟ فقال: أنا جئت هنا لأمارس الدعارة الصحافية.

للأسف، الصحافة البحرينية في بعض مواقعها كلما أقفلت مجلة أو نشرة من نشراتها تزداد غضبا على صحيفة "الوسط" وعلى الناس، وتفجر مزيدا من القضايا لتجر الناس إلى الفتنة، وتعمل على خلط الأوراق وجر الناس إلى مواقع أكثر حدية لتوصل إلى صانعي القرار المحليين والعالميين أن هؤلاء جميعا بلا استثناء لا ثقة بهم، إذ هم يوما إلى العراق ويوما إلى إيران ويوما إلى الأميركان ويوما إلى "القاعدة"، وهكذا...

فإذا جاءت الموجة على التيار السلفي سينزل سوط التشكيك ليعم كل من في هذا التيار، ولو كان ليست له علاقة بالحادث الذي حصل "لاحظ ماذا فعلت الصحافة البحرينية من تجييش عند القبض على جماعة "الخلية"، وعملية التجييش التي تمت وانظر إلى موقف صحيفة "الوسط" في تعاطيها الحكيم مع الحادث ذاته".

وقبل هذا الحادث، انظر إلى الصحافة البحرينية ماذا فعلت بعد وقوع حوادث شارع المعارض، وكيف تم تناول الموضوع وأسلوب التجييش ومن الصحيفة ذاتها أخذ الموقف المسعور. ولكيلا نصاب بالذاكرة المثقوبة فلنرجع إلى الصحافة البحرينية وقراءة الموضوعات في: ملف شارع المعارض، ملف "الخلية"، تلوث المعامير، التقاعد والتأمينات، التجنيس، الكهرباء وسجناء غوانتنامو... وقس على ذلك.

كم من شخصية سياسية بحرينية تعرضت للتشويه وفبركة الأخبار والتصريحات عنها لتشويه صورتها، من عبدالرحمن النعيمي إلى الشيخ علي سلمان، إلى بعض النواب... فتقرأ في الصحيفة بالعنوان العريض شيئا، وإذا اتصلت بالمعني تجده يشكو من تحريف التصريح.

قبل أشهر استيقظنا ذات صباح وإذا بنا نلحظ أحد الرموز الإسلامية من السعودية ولا أتذكره تحديدا إما سفر الحولي أو سلمان العودة يتعرض لاتهام بأنه بحث عن ابنه فلم يجده، فلفق قول على أنه ذهب إلى العراق. فراح أبوه يشكو من ذلك، إلخ... وبدأ السيناريو وفبركة الخبر في الخارج وتم تلقفه في الداخل. وقبل تعرض الشيخ القرضاوي للعملية ذاتها، وإذا المنشورات الكتابية تأكل في جسده من أنه يدعو إلى الإرهاب، وهكذا. إلى الأمس فقط، كل المجتمع البحريني في جهة العمل اليومي الوطني للدفاع عن بحر المالكية من جهة، وجزء من الصحافة البحرينية يصب الزيت على النار لإجهاض الملف... إلى أن قام جلالة الملك بموقف كبير وهو إصدار أمر بهدم الجدار، فأصيب هؤلاء بالجنون على جنونهم، ولما فتح ملف ألبا بدأ تفجير ملف آخر لتشتيت الأنظار وخلق معارك من شأنها خلط الأوراق.

كاتب من الكتاب يوميا، يصف فئة كريمة من الشعب بأنها غير أصيلة، دينها ليس من منابعه الأصلية، والسب يومي. وخيرا فعل المجتمع بصمته، ولكن يجب أن يوصل إلى السلطة خطر سب الناس وسب دينهم عبر قنوات سلمية وطنية هادفة. بالأمس اتهم السيد السيستاني بأنه جنرال أميركي، وفي يوم آخر سب السيد الحكيم بأسلوب استفزازي، والآن السيد الخامنئي، وكلها أساليب قديمة وساقطة تهدف إلى جر الجميع إلى فخ التشكيك في الولاء ليوضع الجميع في سلة الاتهام، من الصغير إلى الكبير، ومن العالم إلى الوزير، إلى الوكيل، ومن المدير إلى الرئيس... وهكذا، ليشكل هؤلاء الصحافيون أو بعض الذين فشلوا في وزاراتهم فأصابهم الخبل من خروجهم، صورة نمطية من الجميع ليستأثروا هم بالعلاقة وبالغنائم الرسمية، فكلما ازدادت الهوة بين الناس والحكومة ازدادت فرصة هؤلاء في الاستئثار بعلاقة السلطة.

يجب أن نحذر من الفخوخ المنصوبة لتشويه السمعة، وكل الهدف أن توصل رسالة إلى الإدارة الأميركية وإلى السلطة في البحرين أن هذه الفئة بعلمائها، بتجارها، بوزرائها، بشارعها، بصغارها وكبارها، جميعا بلا استثناء، ليس لهم ولاء للوطن والأرض والسلطة... كلهم يكرهون أميركا، فهم على شاكلة مقتدى الصدر، وليسوا على شاكلة السيستاني والحكيم في وعيهم للواقع وذكائهم السياسي وحبهم للأرض والوطن. بعض الصحف أغلقت بعض مجلاتها وتعاني من تدهور في التوزيع، وسقوط مدو في الصدقية وخصوصا بعد انهيار جدار المالكية على رؤوس بعض مسئوليها، فلا عجب أن تتناول يوميا صحيفة "الوسط" بالسب والتشهير وتصنع الأزمات أملا في عودة الصدقية.

هذه الأساليب عشناها منذ أيام أمن الدولة، 30 عاما من فبركة الأخبار والتصيد على المجتمع... وجاء اليوم الذي ننعم فيه بصحافة حرة. كما قلت سابقا: بعض الوزراء فقد نصف عقله عندما دخل الوزارة، وفقد النصف الآخر عندما خرج منها، وبين أيديكم الن

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1027 - الثلثاء 28 يونيو 2005م الموافق 21 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً