انتقد إمام جامع «فرح» ورئيس مبادرة قرطبة الإمام فيصل عبدالرؤوف استمرار الإعلام الغربي، والأميركي تحديداً، في نقل الصور النمطية السيئة عن المسلمين والعرب، وانتقد في الوقت ذاته تركيز وسائل الإعلام العربية على نقل الصور السيئة عن المجتمع الأميركي واشتراك كلا الإعلامين في تجاهل الصور الإيجابية والإنسانية والثقافية التي تجمع شعوب العالم من مختلف الحضارات.
وأكد الإمام عبدالرؤوف في لقاء استضافه فيه مجلس عائلة الجودر بالمحرق أن زيارته لمملكة البحرين «تعد من الأهمية بمكان بدءاً بالحالة الحضارية للتعايش بين أتباع مختلف الأديان والمذاهب من الناس، بالإضافة إلى أننا نريد من خلال هذه الزيارة أن نؤكد حتمية التواصل وخصوصاً أن العالم يعيش فترة حرجة للغاية بسبب بروز بعض الصور الرجعية التي تهدد استقرار المجتمعات الإسلامية من جهة، وتقطع التواصل مع باقي الشعوب والأديان، والحال أننا في أمس الحاجة إلى التواصل وتبادل الأفكار».
وفيما يتعلق بالوسائل التي يمكن من خلالها تجاوز العقبات الكبيرة التي ليس من السهل تجاوزها ولاسيما فيما يتعلق بتحسين صورة العلاقة بين الأميركيين والعرب والمسلمين بشكل عام أشار إلى أن «هناك العديد من الأدوات منها ما هو مرتبط بسوء الفهم الذي يعتري الكثير من المواطنين الأميركيين»، وزاد بسؤاله: «كم من الأميركيين يعلمون أن المجتمع البحريني مجتمع متعدد؟ كم منهم يعلم أن هناك يهوداً بحرينيين وأن سفيرة البحرين في أميركا هدى نونو هي من أصول يهودية؟ لذلك أقول إننا في حاجة إلى أن نعرف بعضنا بعضاً لتضييق المسافة، وهذا جزء كبير من أهداف زيارتي للبحرين».
وفتح الضيف المجال للحضور للنقاش، حيث قدم الشيخ صلاح الجودر نبذة تعريفية عن المحاضرة، كما فتح المجال للحضور لطرح أسئلتهم واستفساراتهم، ففيما يتعلق بمسار تحسين الصورة السلبية، توجه الإمام عبدالرؤوف بالشكر إلى كل من الشيخ صلاح الجودر ومبارك الجودر كما شكر السفارة الأميركية في البحرين وموظفيها الذين فتحوا المجال لهذه الزيارة، وأضاف «أنني اشعر بأن هناك نشاطاً للتواصل مع العرب والمسلمين»، واستدرك «لكن هناك مشكلات تحول دون إكمال التواصل ومنها ما يحمل طابعاً سياسياً، وآخر اجتماعياً، ولابد من القول إن هناك الكثير من المشكلات الصغيرة التي كانت تواجه المسلمين في أميركا ثم كبرت شيئاً فشيئاً مع الوقت وكبرت، لكننا نسعى اليوم إلى أن ننجح في التوجه نحو ربط المسلمين الأميركيين أو المقيمين داخل الولايات المتحدة الأميركية مع بعضهم بعضاً».
وأشار إلى أن هناك حاضنات للعنف والكراهية، وليست المسألة ثقافية أو فكرية، بل هناك مولدات تؤثر على الثقافة وتسبب في التباعد ومنها غزو العراق وأفغانستان وما تشهده الدول الإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط من مشكلات سياسية، فهذه المولدات يمكن اعتبارها كالوعاء الذي طفح ووصل إلى الأرض، وهنا يصعب على الإمام غلق هذه الهوة ما دام ليس هناك توجه لمنع تلك المولدات، وفي مقدورنا أن نعمل وننجز إذا استبدلنا ما خرج من الوعاء بمياه نقية نضخها على الأرض ونزيل مواضع التوتر من جانب أي طرف، كما يتوجب على المسلمين أن يعيدوا النظر في خطابهم، فحين يعيشون في المجتمع الأميركي، ويصبح الأميركي متعوداً على سماع عبارات من قبيل إقامة دولة إسلامية أو دولة خلافية من جانب أبناء المهاجرين، فهذا خطاب يرعب الأميركيين قطعاً».
العدد 2909 - الإثنين 23 أغسطس 2010م الموافق 13 رمضان 1431هـ