العدد 2912 - الخميس 26 أغسطس 2010م الموافق 16 رمضان 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

هل الحق يُعطى أم يُؤخذ؟

قيل إنَّ سارِقًا تَسَوَّرَ على جدار منزلٍِ، فعَلِمَ به صاحب المنزل فقالَ في نفسه: واللهِ لأهدأ حتى أنظُرَ ماذا يَصنَعُ ولا أُفزعه، فإذا بَلَغَ مُرادَهُ قُمتُ إليه فَنَغَّصتُ ذلك عليه، ثم إنَّه صبر عليه مما جَعلَ السَّارِقُ يتراود عدة مرات وطالَ في جَمعِ ما يَجِدُهُ، فغَلَبَ الرجلَ النُّعاسُ فنامَ وفَرَغَ اللِّصُّ مِمَّا أرادَ وأمكَنَهُ الذَّهابُ، واستيقَظَ الرجلُ فَوَجَدَ اللِّصَّ قد أَخَذ المَتاعَ وفازَ به، فأقبَلَ على نفسِهِ يلومُها وعَرَفَ أنَّه لم يَنتَفِعْ بعِلمِهِ باللِّصِّ إذ لم يَستَعمِلْ في أمرِهِ ما يجبُ. «من كتاب كليلة ودمنة».

الحق كتشريع سواء كان سماويا أم بشريا، لا يستلزم لتطبيقه سوى معرفته والإيمان به كمنظّم للحياة، يكفل التعايش مع الآخرين بأمان، وفق منظومة من القيم تُعرّف كل طرف ما له وما عليه، وحين يختلف الناس ويتنازعون في أمر ما، عليهم الرجوع والاسترشاد بالقانون الذي يفصل بينهم، ليعطي كل ذي حق حقه، على ضوء هدي العدالة، من دون الحاجة لانتزاع ما للغير بالقوة، إذ يكفي العاقل من الناس معرفة حدوده، ولا يتعدّاها لما لَيْسَ له بِحَقٍّ، فالمجتمع الذي يتسم بهذه الصفات حق عليه أن يكون راقيا، جديرا بالاحترام ويغلب عليه النظام وحفظ حقوق الآخرين.

أما إذ سادت مقولة بأن الحق يؤخذ ولا يعطى، فهذه المقولة دليل على تجاوز القانون، ويحتاج الحق إلى منطق القوة وتضحيات جسام، حتى يرجع الحق إلى أهله، وفي ذلك المسلك خلل كبير، إذ ليس من المتيسر لكل من أُخذ حقه إمكانية استرجاعه، إذا لم تتيسر له أدوات النصر على من سلب حقه، وخاصة إذا ما كان المسلوب أو المظلوم ضعيفا مستضعفا، لا يملك إلا العلم فقط بأن له حقا قد سلب، وأن من سلبه حقه استغل ظروفا خاصة، وأوضاعا ضعفت فيها النفوس، فأصبح منطق الغاب هو الحاكم، القوي يأكل الضعيف، دون أن يكون له رادع داخلي أو وازع ديني، أو حتى قوة يُرهبها ما دام هو أقوى من أي قوة.

«إسرائيل» هي النموذج الصارخ، والمثال الناطق في التعدي على كُلِّ التشريعات، سَوَاء كانت سماوية أم وضعية، وهي لن تُبْقِي وتذرَ شبرا واحدا للفلسطينيين إلا وسرقته، ولا كائنا حيا إلا وذلّته، أو نكلت به أو شردته أو سفكت دمه، فالانتظار لأن تكمل «إسرائيل» سرقاتها وتجاوزاتها، وذلك للذين مازالوا يتفاوضون معها، ويتنازلون عن حقوق الفلسطينيين، ويقفون سدا منيعا ضد المقاومين للمشروع الصهيوني، ومع كل تلك التنازلات إلا أن الصهاينة لم يزدهم ذلك إلا إصراراً على المضي قدما في سرقاتهم وتجاوزاتهم، رغم ذلك فلم يقتنع المهادنون بكل تلك السنوات العجاف من التفاوض، والتي خلفت الدمار والقتل والتشريد وسرقة الأراضي، فبأي دستور ذاك الذي يرى السارق يسرق بيته وهو ساكت عنه، أو أي حق مزعوم يراه من يتفاوض مع المجرم على جرائمه.

يجب أن نعي أن تبنيَّ مقولة الحق يؤخذ ولا يعطى، هو دليل على حاجة المسلوب إلى استرجاع حقه بطرق ليست اعتيادية ومتيسرة سهلة المنال، بل قد لا تتحقق الغاية إلا بالإيمان والإصرار على تحدي العقبات، والتسلح بالعلم والصبر وتحمل الألم والعذاب في سبيل استرجاع الحق السليب، لذلك لا يمكن إعطاء الفرصة لمن سرق الحق من أهله كفلسطين، أن يتصرف في كل تلك المقدرات وكأنه صاحب الحق أو شريك فيه، والتعامل معه وكأنه الصديق وليس العدو والخصم.

وجود الصهاينة في فلسطين كان مشروعاً استعمارياً، وليس صحيحاً أن فلسطين هي أرض الميعاد كما يزعمون، بل هو محض افتراء وتزوير مكشوف إذ لم يكن لدى «ثيودور هرتسل» مؤسس الحركة الصهيونية مانع أن تكون الدولة المزعومة في أوغندا، مما يشير إلى أن الصهاينة، ومن خلفهم الاستعمار الغربي كان هدفهم هذه الأرض بالذات لاعتبارات استعمارية، فوظفوا الحركة الصهيونية ليستولوا على فلسطين بمزاعم توراتية مزورة، استبدلوا فيها أسماء من مناطق أخرى وأسقطوها على فلسطين، ليبدوا للعالم وكأنها أرض أجدادهم وقد استرجعوها.

الحق كحق يجب أن يكون محكماً، ولا داعي لاستخدام القوة لاستحقاقه لأنه ليس ملفقاً كالباطل يحتاج إلى طرق ملتوية، كالنصب والاحتيال والتزوير لإحقاقه، ولكن إن ساد عدم الالتزام بالحق ولبسه بالباطل، وسلب حقوق الآخرين من دون وجه حق، فعلى صاحب الحق أن يطالب بحقه، وإن كانت مطالباته بطرق عسيرة على النفس ليست سهلة المنال، وإن طال المدى فالحق عند الغاصبين لا يعطوه طوعا وكرما، بل الواجب أخذه منهم كرها، لان العلم بالشيء لا ينفع صاحبه ما لم يعمل على تحقيقه، وحقيقة الحق استرجاعه إلى أهله، وهو عين العقل وتحمل المسئولية، وإلا فيجب أن يُؤخذ الحق فهو لن يعطى.

طاهر عبدالكريم


محطات فضائية تهين شهر رمضان ببرامجها الهابطة!

 

في كل عام تزداد الإساءات التي تقدمها محطات فضائية عربية إلى شهر الفضيلة والرحمة من خلاله برامجها ومسلسلاتها وأفلامها البعيدة تماما عن أخلاقيات هذا الشهر العظيم، لا أحد يستطيع أن يقول إنه يجهل قداسة شهر رمضان المبارك، كلنا نعلم أن الله تعالى كرمه وجعله أفضل الشهور، وجعل فيه ثواب الأعمال مضاعفاً، وأبواب الجنان مفتوحة، وأبواب النيران مغلقة، وأيدي الشيطان مغلولة، لم يجعل الله هذه المكانة والقداسة لهذا الشهر الكريم إلا من أجل أن تستثمرها أفضل استثمار، إن تعمد تقديم الإساءة تلو الإساءة من خلال ما تقدمه تلك المحطات الفضائية من برامج تبعد عن أخلاقيات الإسلام، إذا لم ننكر على تلك المحطات فعلها غير السوي، نكون شركاء في الإساءة، ولا أحد من العقلاء يرغب أن يكون مع من أساء إلى قداسة هذا الشهر العظيم، مما لاشك فيه ولاريب أن سكوتنا وصمتنا تستفيد منه تلك المحطات الفضائية في مواصلة إساءاتها في كل عام، متابعة البرامج المسيئة ليس عقلانياً، لو كانت ردود أفعالنا سلبية تجاه البرامج غير الأخلاقية، لما تجرأت تلك المحطات الفضائية على هذا الشهر الكريم، ولكن تعاملنا الفاتر مع تلك البرامج الهابطة أخلاقياً يجعل تلك الفضائيات تتمادى في فعلها المسيء بصورة واسعة، ما أعدته تلك الفضائيات من برامج ومسابقات ومسلسلات وأفلام يثبت بصورة قاطعة أنها تجتهد في تغيير الصورة المشرقة لهذا الشهر المقدس التي تغلغلت في نفوس الناس لا يمكننا أن نبرر فعل تلك الفضائيات التي لا تتقيد بأخلاقيات هذا الشهر الكريم، لأنها بممارساتها غير السوية أعطت الأطفال والشباب مفاهيم مغلوطة لمكانة شهر رمضان المبارك، وإباحتها كل ساقط ولاقط ليس بإمكاننا تبريره في كل الأحوال والظروف، ما أردنا قوله إن الأفعال المسيئة لا تستطيع أن تنتشر في المجتمعات الواعية التي تعي وتدرك أن حفاظها على قدسية ومكانة هذا الشهر العظيم، هو حفاظ على كيانها الإنساني والاجتماعي، والعبث بقدسيته عبث بالإنسانية جمعاء، لم نتحدث عن أمر لا يعلمه الناس فإننا نتحدث عن أمر يراه الصغير والكبير في كل يوم فلهذا نطلب من القائمين على تلك الفضائيات أن يحترموا مكانة هذا الشهر، ولا يحاولوا الإساءة إليه وإلى المسلمين الذين يقدرون ويحترمون هذا الشهر الكريم فلتحاول (الفضائيات) تغيير استراتيجياتها الإعلامية لتتواءم مع أخلاقيات الإسلام العظيم، إذا ما أرادت أن يكون عملها مقبولا عند الله جل شأنه، أما إذا كانت لا تضع لهذا الأمر وزنا، فلتتحمل الغضب الإلهي في يوم الحساب، فإن العبث بأخلاقيات الناس والتلاعب بمشاعرهم الإنسانية بهذه الصورة المزرية لا يخدمها إنسانياً.

سلمان سالم


القمح للإسرائيليين والقمع للبنانيين!

 

أكثر من 30 عاماً... قصة شعب مستضعف مساكنه آيلة للسقوط وأجواؤه منتهكة وسواحله محاصرة وجيشه أعزل، فلماذا؟ لأنه لم يبايع، ولم يصافح الحاخامات، ففي جميع الدول والبلدان هناك شعوب مستقرة ومساكن آمنة وجيش مسلح وبأحسن الترسانات العسكرية ومدرب بأفضل التدريبات بينما الشعب اللبناني نصفه مسيس لصالح الشياطين «إسرائيل» وأميركا، والباقي يعيش على كف عفريت وأما جيشه فهو أعزل لا يمتلك إلا بنادق صيد، وممنوع عليه التسلح والدفاع عن ترابه وهويته، وممنوع عليه استخدامه في وجه الصهاينة، هذا ما أفضت به شروط البيت الأبيض عندما ساوم على أسلحته التي قدمها للبنان وهي ألا يرفعها في وجه الجنود الصهاينة، بل يدعها في مخازنها ومستودعاتها، ويدع القوات الإسرائيلية يفعلون ما يشاؤون، لولا اشرف الناس وأطهر الناس مع ثلة من رجال المقاومة لصارت لبنان في خبر كان أو جزءاً لا يتجزأ من تل أبيب كفلسطين المحتلة.

الشعب إما مصادر أو مهود أو مسيس إلى جواسيس هنا وهناك في خدمة الصهاينة وليس بغريب فهو أسلوب من أساليب أميركا القديمة الحديثة التي أمركت نصف الكرة الأرضية وحولتهم إلى دمى، يعملون في فلكها وتحت وصايتها!

اليوم يحس الشعب اللبناني أن حقه مهضوم في الدفاع عن وطنه وفي الحياة الكريمة كغيره من بقية الشعوب فلا أمن ولا كهرباء ولا ماء ولا ولا طاقة ولا تكنولوجيا ولا منازل مناسبة يأوي إليها ومع ذلك أبى بمعنى الكلمة، إلا أن يسير مع سيده وقائده مرتديا كفنه ملبيا نداء وطنه، وشهداؤه كثر منهم الموسوي وراغب حرب وقائد الانتصارين مغنية ونجل نصر الله... أكثر من 30 عاماً والشعب محاصر ومن من. من نصف حكومته المؤمركة والمتآمرة عليه!

أكثر من 30 عاماً تمتع الصهاينة بشبعا اللبنانية الخلابة وبالقمح الأميركي الفاخر، والمياه اللبنانية الصافية، يشرب يومياً منها جرعات بإشراف من قوات اليونيفل، بينما شرب اللبنانيون كؤوس المياه الملوثة وذاق القمع الأميركي والإسرائيلي، الذي يصبان غضبهما ونيرانهما عليهما فماذا بعد؟ اليوم سمحت قوات اليونيفل للقوات الإسرائيلية أن يجولوا في الأراضي اللبنانية وأن يقطعوا ما أرادوا من الشجيرات (لعديسا) أنموذجاً وان يقطفوا الأوراق ويقتلعوا ما يعترض طريقهم التي تحجب عنهم الرؤية النهارية والليلية من قبل طائراتهم التجسسية يومياً أو من التحليق على الأجواء اللبنانية ولجواسيسهم أن يخترقوا كل ما أرادوا من الاتصالات وأن يدخلوا ما أرادوا من العملاء دون تأشيرة دخول.

اليوم يعيش لبنان من جديد صدمة أخرى من صدمات الأميركان والصهاينة، الوصاية الإسرائيلية الجديدة عليه بدءًا من تهويد الشباب اللبناني وتحويله لجواسيس وعملاء لـ «إسرائيل» وأميركا انتهاءً بغزو هذا البلد الآمن، فماذا ينتظر لبنان اليوم؟ سؤال تتبعه مئات الأسئلة، هل ينتظر مسرحية المحكمة الدولية الملفقة؟ وماذا ستفعل هذه المحكمة؟ هل ستحاكم «حزب الله» وتتهمه بقتل الحريري؟ بدلاً من محاكمة قتلته الحقيقيين؟ وما قتلة شهداء سفينة الحرية عنهم ببعيد، الذين لم تجف دماؤهم بعد، وهل حاكمت أصلا قتلة شهداء صبرا وشاتيلا، وهل بعد هذه المدة (الـ 30 عاماً) لايزال العرب يحلمون بمحاكمة عادلة تحاكم الصهاينة على جرائمهم التي اقترفوها والتي لا تعد ولا تحصى.

مهدي خليل


رمضانُ التوبة

 

ها هوَ شهرُ الله يُقبلُ علينا وسنكون قريباً في ضيافتهِ الرحمانية وعلى مائدته الكريمة حيثُ ستتغير كل معادلات وموزاين الحياة فيه، ستكون أنفاسنا فيهِ تسبيح ونومنا فيهِ عبادة ودعواتنا فيهِ مستجابة وأعمالنا مقبولة والشياطينُ مغلولة، ما أعظمكَ وأكرمكَ ربي على هذهِ الضيافة الكريمة تعطي الكثيرَ بالقليل وتفتحُ أبوابَ التوبة للمسرفين على أنفسهم والمذنبين وتعتقُ في ليالي شهركِ الكريم آلافَ الرِقابِ مِنَ النار، وتضاعفُ لنا فيهِ الأجرْ، وجعلتَ قراءةَ آيةٍ في هذا الشهر بمقدار ختمة للقرآن الكريم، وتتحببُ إلينا ونتبغضُ إليكْ كأنّك المحتاجُ إلينا لا نحنْ !

توّجَ الله سبحانه وتعالى شهرَ رجب الأصب بالرحمة وشهرَ شعبانَ بالمغفرة وجعلَ فيهما الكثيرَ مِنَ الأعمال والمستحبّات كصلاة ليلة الرغائب والإسراء والمعراج ومواليد الأطهار وشريك القرآن (ع ) تهيئةً منهُ إلينا لنستعّدَ ونستقبلَ شهرهُ الفضيل بالخيرِ والبركات والطاعة، وجعلَ في ليالي الجمعة بشهر رمضان الثوابَ مضاعفاً أضعافاً مضاعفة على ما هو عليه مِن مضاعفات في الشهر الكريم فالصلاة على الحبيب المصطفى (ص) بألف والصدقة بألف، شهرٌ نزَلت فيه جميع الكتب السماوية وجعلُ الباري في هذا الشهر ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألفِ شهرْ وفيها تُكتبُ وتُحسمُ أقدارُنا فإما نكتبُ فيها مِنْ ديوان السعداء أو ديوان الأشقياء، ولا ننسى في هذا الشهر الجريح شهادة أمير المؤمنين (ع ) في محرابِ صلاته ويُتمَ الحسنانِ والعباسِ وزينب (ع). فماذا أعددنا جميعاً لهذا الشهر؟! أليسَ مِنْ المعيب وسوءِ الأدب أن نتعاملَ معَ هذا الشهر كتعاملنا معَ بقية الشهور وكأنما هوَ روتين يومي! بَل وبعضنا يتعامل معهُ بأسوأَ مِن بقيّة الشهور، فترى السهر في المقاهي الشعبية وعبادة التلفاز والمسلسلات المنحّطة واستغلال هذا الشهر في ملء الفراغ بالمعاصي والذنوب! أينَ نحن مِن حديث أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه (مَنْ تساوى يوماه فهوَ مغبون، ومَنْ كانَ أمسه خيرٌ مِن غدِهْ فهوَ ملعون)! إذا كانَ هذا التوبيخ في تساوي الأيام ْ! فكيفَ بتساوي الشهور وكيفَ بالإعراض عن هذا الشهر الكريم لما فيهِ مِنَ فضائل ورحمة ومغفرة ومضاعفات أجور الأعمال! وأينَ نحنُ مِن حديث الرسول (ص) «مَنْ حسّن خلُقَهُ في هذا الشهر كانَ لهُ جوازٌ على الصِراطْ»! ونحنُ معَ تأثير الصيام يزداد خُلٌقنا سوءاً وتراجعاً ويتغير مِزاجُنا وتعاملنا معَ الآخرينْ فترى الوجوهَ عابسةً ومُكفّهِرة! رغمَ ما منّ الله علينا في هذا الشهر الكريم إلا أنّ البعض ينتهكْ حرمة هذا الشهر العظيم المسمى بشهر الله عزّ وجَل، أليسَ مِنْ دواعي الطرد من الرحمة الإلهية أن نستخّفَ بهذا الشهر رغمَ ما لهُ مِنْ العظمة والشرف وتفضيل على كافة الشهور! قيلَ أنّ النومْ فيه عبادة لِمَنْ جعلَ هذا النومْ راحةً يتقوّى بها للعبادة، وليسَ لمن سهرَ الليالي في المقاهي والمسلسلات حتى الصباح! أليسَ مِنَ المخجل أن نسهر الليالي في تصفح الإنترنت ولا نسهر ليلة واحدة لقراءة أدعية السَحَرْ كدعاء أبي حمزة الثمالي أو القيام لصلاة الليل! نضربُ كلّ هذا الأجرْ والثوابْ عرضَ الحائط ! وبعدها نكفر بالله في مقامِ العملْ! ونعاتب رب العالمين لعدم التوفيق لنا! والبعض يتساءل لما لا يبكي في مصائب الحسين وأهل البيت (ع)؟! أوليسَ هذا التفريط والتجاهل لهذا الشهر من أهم مصاديق القسوة في القلب! فقد جاءَ في الحديث الشريف: (ما عوقبَ العبد أشدّ مِنْ قسوة القلب)! وفي حديثٍ آخَرْ (ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب، ومن كثرت ذنوبه دخلَ النار)!

أقول هُنا لي أولاً ولكم ثانياً لنستغل هذا الشهر العظيم بكل لحظاته وساعاته ولياليه المباركة فهوَ أقربُ اللحظات لاستجابة الدعاء لما لهُ مِنْ الرحمة والمغفرة والرضوان وتنزّل الملائكة في لياليه الكريمة، وليُراجع كلاً منّا أعمال وصلوات وأدعية كل ليلة من هذا الشهر الفضيل علّنا نُعتَقْ مِنَ النار وننال الرحمة الإلهية بفضل ولاية أمير المؤمنين ورحمة رب العالمين.

الحزين


الدراز... ذكريات جميلة لا تُنسى

 

هناك العديد من الحكايات التي حدثت في قرية الدراز وهذه الحكايات التي سأذكرها مما يخص الأجداد وخصوصا كبار السن الذين عاصروا تلك الأيام والمراحل في زمن الأمية وتعليم القرآن الكريم.

كانت الدراز حسب ما ذكر أنها ملتقى الكثير من الناس وكالواحة الخضراء لوجود الكثير من النخيل الباسقة في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، فكانت الفترة جميلة تحتضن الكثير من المهن القديمة التي كان أهالي الدراز يزاولونها وسط العيون الحلوة كعين أم الحلو التي تقع في الدراز، التي تعتبر من أعذب العيون ويعتمد عليها أهالي القرية. أما عن قصه الرحى الكبيرة التي حكى عنها أحد المعمرين قبل رحيله فهي الرحى التي يعتمد عليها أهالي القرية وتستخدم في طحن الكثير من أنواع الحبوب المختلفة والأكلات الشعبية التي تستخدم في محليات المطبخ. ومن الحكايات الطريفة التي ذكرها المرحوم الحاج خليل إبراهيم المسموم الذي تميز بالشجاعة والعمل في عدة مهن ومجالات كالبناء وصيد الأسماك وكان يتحدث عن الراديو الذي قام بشرائه وكان سعره في تلك الفترة 3 دنانير. ويذكر في حديث شيق له أنه كان ذاهبا إلى سوق المقاصيص بمدينة المنامة فشاهد شيئا غريبا يتحدث فكان متخوفا فعلا، صندوق كبير من الخشب يتحدث وكان ذلك في فترة الخمسينيات وكان الراديو معروضاً للبيع وقام بشرائه، وبعد وصولي للمنزل حاولت أن أدير الزر وكان ذلك في وقت الليل عند الساعة التاسعة مساء وإذا بأحد المطربين يغني فانزعج أبناء الفريج وطرق بابي أحد الجيران وهو الحاج عبدالله وسمحت له بالدخول وأخبرته أن شيئاً غريباً من الخشب يتحدث ولا أعرف من الذي يتحدث بداخله هل هو انس أم جن. يقول الحاج: «احتفظت بالجهاز سنوات طويلة في حجرة خاصة استمع من خلاله إلى جميع البرامج وخصوصا إذاعة البحرين والإذاعة البريطانية، وكان الحاج عبدالله دائماً يطرق بابي من أجل الاستماع ويدور بيننا حديث شيق حول العمل والبحر والصيد، وفي وقت الصيف قمت ببناء أحد العرشان في المنزل وقمت بنقل الراديو لحرارة الجو وكان جارنا المكفوف يجلس في زاوية من منزله ليستمع إليه». أخيرا من حكايا الدراز حكاية صالح غانم وهو من أهم المسحرين في القرية ويذكر صالح غانم قبل رحيله كالعادة لإعلان وقت السحور في شهر رمضان في الساعة الثانية ليلا أنه يتنقل بين الفرجان ليوقظ النائمين وعند ما يسمع صوت الطبل يصحو الجميع، بينما اشتهر أبو عبود وهو أحد الشخصيات التي عرفت في قرية الدراز في فترة السعبينيات ببيع الخضراوات وبخفة دمه وبالابتسامة، وبطيب الأخلاق.

حميد أحمد الدرازي


شكر خاص

 

لا يسعني عبر هذه الأسطر إلا أن أسجل موقفاً أشيد به بكل فخر واعتزاز بالجهود التي يبذلها أي شخص ممن يجد نفسه قادراً على العطاء ولا يبخل في تقديمه للفئة التي يجدها بأمس الحاجة إلى المساعدة، وأبرز نموذج يحتذى به في هذا المسلك الكريم هي جهود نائب محافظة الشمالية جاسم أحمد الوافي الذي أتقدم له بخالص الشكر والامتنان على تعاونه الدائم والمستمر في حل مشاكل المواطنين الذين يتجهون إليه بعد الله سبحانه وتعالى في حل مشاكلهم «الخاصة والعامة»، جزاه الله ألف خير وإحسان وأطال الله في عمره لخدمة الوطن والمواطنين.

علي طاهر المرخي


مقدمة عن كتاب «بيت الغسرة»

 

يعد هذا النوع من الكتب الفريدة التي غالباً ما تكون نادرة الطرح من الناحية العلمية حيث يعتمد هذا الكتاب على أسس وقواعد في البحث في جذور الأنساب، أيضاً مما لاشك فيه هو اعتماد الباحث والكاتب الشيخ حسن الغسرة على النزول الميداني وهذا بحد ذاته أمر شاق ويحتاج إلى جهد كبير كما يحتاج إلى فريق عمل يباشر بإجراء المقابلات وأخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة ففي علم الأنساب لا تكفي المصادر الشحيحة الموجودة في الإصدارات الموجودة في المكتبات الحالية خصوصاً عندما تحتاج إلى توثيق ورسم شجرة كشجرة (بيت الغسرة) الحالية الموجودة في هذا الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه، أيضاً لا ننسى الطرق الجديدة المبتكرة التي اعتمد عليها الكاتب حسن الغسرة في هذا الكتاب وهي جعل هذا الكتاب مادة علمية من حيث المعنى حيث إنه في مستهل الكتاب تحدث عن معنى الغسرة في المفردات اللغوية، وما يدعو للدهشة أن مفردة (الغسرة) في الكتب اللغوية تحمل معنى الكلمة الدارجة (الغفصة)، قال ابن منظور في لسان العرب: (أصلها غسر، تغسر الأمر: أي اختلط والتبس. وكل أمر التبس وعسر المخرج منه فقد تغسر. وهذا أمر غسر أي ملتبس ملتاث. وتغسر الغزل: التوى والتبس ولم يقدر على تخليصه، قال الأزهري: وهو حرف صحيح مسموع من العرب).

وواصل بحثه متطرقاً لعدة نماذج تكلم فيها عن موطن الأسرة والحرف التي امتهنتها أسرة الغسرة وما أسسته هذه الأسرة العريقة كما تعرض لأهم الممتلكات التي تمتلكها أفراد الأسرة.

موطن الأسرة: آل الغسرة من الأسر العريقة الموجودة في قرية بني جمرة، وهي إحدى قرى البحرين، تقع غرب مدينة المنامة، وتبعد عنها بنحو 14 كيلومتراً تقريباً، وتقع في المنطقة الشمالية، وبيوتها مجاورة لقرى أخرى محاذية لها من جميع الجهات.

مأتم الغسرة: يقع في شرق بيت الحاج عبدالوهاب بن علي الجمري ومن جهة الغرب بيت الحاج محمد بن مهدي الغسرة ومن جهة الشمال بيت الحاج حسين بن أحمد آل سعد ومن جهة الجنوب بيت الحاج علي بن إبراهيم علي الأول الغسرة.

يعد مأتم الغسرة من أقدم المآتم بقرية بني جمرة حيث كانت المجالس الحسينية التي تقام باسم مأتم الغسرة تمثل جميع أهالي الديرة وكان القائمون الأوائل على هذا المأتم هم نواخذة غوص بالإضافة إلى كونهم صناع نسيج، وقد كانت المجالس الحسينية لمأتم الغسرة حتى عقد ونصف تقام في نفس مبنى المأتم الحالي.

الحرف التي امتهنتها أبناء العائلة الأوائل:

- الغوص: اشتهر أبناء الغسرة بمهنة الغوص حيث كانت هذه المهنة أهم مورد اقتصادي في البحرين آنذاك، وهذه المهنة كانت تمارس في فصل الصيف.

- النسيج: تعتبر هذه الصناعة من أقدم الحرف في القرية (بني جمرة) حيث كان معظم أهل القرية يمتهنون هذه الصنعة، وكانت صناعة النسيج معروفة في البحرين وبخاصة في قرية بني جمرة، ولازالت هذه الصناعة موجودة إلى الآن.

وواصل بحثه متطرقاً لعدة نماذج حديثة الطرح يُشكر عليها، وفي الختام نتمنى أن نرى مثل هذه الكتب التي تعزز النسب البحريني وتوثق العراقة والتاريخ البحراني كما هو معلوم لدى الجميع، فنحن بأمس الحاجة للتاريخ الصريح والنظيف الواضح.

عبدالله المسيح

العدد 2912 - الخميس 26 أغسطس 2010م الموافق 16 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:41 ص

      عاشق الحسين

      نشكر صحيفة الوسط على اتاحة الفرصة للقراء الكرام بالمشاركة في هذا الزخم الاعلامي الذي هو من اهم الركائز الوطنية لمدى التعبير والثقافة كما نشكر كم على نشر مقالم قدمة كتاب بيت الغسرة الذي هو من الفصائل النادرة لعشيرتنا بيت الغسرة تحياتي للغسراووين

    • زائر 2 | 7:11 ص

      سلمان سالم ،، معك حق

      أكثر من 55 مسلسل تلفزيوني يعرض على شاشات القنوات الفضائية منها الصالح واغلبها الطالح ، وكأن شهر رمضان شهر المسلسلات ويا ياليتها فيها الخير الا العري وانتهاك حرمة هذا الشهر الفضيل
      الله يجيرنا من تاليها

    • زائر 1 | 4:57 ص

      طائفة بيت الغسرة

      فعلا هذه الطائفة مشهورة بالأخلاق الفاضلة الرفيعة والسمات الحسنة رجالها ونساؤها ولم نر منهم الا كل خير وهم يقطنون قرية بني جمرة كما عرف عنهم صفة الجمال المميز لبنينهم وبناتهم ولكن الأهم من ذلك أخلاقهم الرائعة وحسن معشرهم بين الناس فبوركت من طائفة .

اقرأ ايضاً