العدد 2916 - الإثنين 30 أغسطس 2010م الموافق 20 رمضان 1431هـ

هل تكفي «المفاوضات المباشرة» مدة عام لحل القضايا الرئيسية؟

عند إعلانها نبأ المفاوضات قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون إنها تعتقد أن القضايا الرئيسية والتي تشمل الحدود والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين يمكن تسويتها خلال عام.

وينتظر واشنطن عام حافل تأمل أن تبرم خلاله اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني. وسيواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني وربما يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في العام 2012 بينما يلعب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في الوقت الضائع لأن ولايته انتهت بالفعل فيما يمكن أن ينهار ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو القائم على توازن دقيق في أي وقت.

ويبدأ العد التنازلي يوم الخميس المقبل حين يجتمع نتنياهو وعباس في واشنطن في أول محادثات سلام مباشرة منذ العام 2008.


أول اختبار للمفاوضات

وسيأتي أول اختبار للمفاوضات الجديدة في وقت مبكر في 26 سبتمبر/ أيلول حين ينتهي العمل بالوقف المؤقت والمحدود لأنشطة الاستيطان في الضفة الغربية.

وينتظر الجميع هذا التاريخ حين ينتهي العمل بقرار تجميد بناء المستوطنات على مدار عشرة أشهر والذي استثني نحو ثلاثة آلاف وحدة سكنية يجري تشييدها بالفعل في الضفة الغربية كما استبعد القدس الشرقية.

وهدد عباس بالانسحاب من المحادثات إذا استؤنف النشاط الاستيطاني، بينما يعتمد ائتلاف نتنياهو على دعم أحزاب صغيرة موالية للمستوطنين تحرص على التوسع في البناء.

وقال دانييل ليفي من مؤسسة أميركا الجديدة وهي معهد بحثي إن النتيجة الأكثر احتمالاً نوعاً من التحايل بين مد التجميد الحالي لتتقلص عمليات البناء في الضفة الغربية إلى صفر بينما يستكمل بناء ثلاثة آلاف وحدة بشكل تدريجي أو إلغاء قرار التجميد كلياً ما يؤدي لتخلي عباس عن المحادثات.

وألمح ليفي وغيره من المحللين لنتيجة أخرى وهي تعديل قرار التجميد الحالي بما يسمح ببعض عمليات البناء الإضافية في الضفة الغربية لإرضاء الشركاء اليمينيين في ائتلاف نتنياهو.

وسيكون من الصعب على عباس قبول مثل حل الوسط هذا نظراً لأنه صاحب الموقف الأضعف سياسياً.

ففي العام الماضي قررت منظمة التحرير الفلسطينية مد ولاية عباس التي انتهت رسمياً في 25 يناير/ كانون الثاني لأجل غير مسمى نتيجة الانقسام بين حركة فتح التي يتزعمها وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما يحول دون إجراء انتخابات. وكانت حماس فازت بالغالبية في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي جرت في العام 2006 وسيطرت على قطاع غزة في العام 2007 لتقلص نفوذ فتح في الضفة الغربية.

ويبرز الانقسام بين فتح وحماس ضعف عباس ومدى صعوبة التوصل لاتفاق سلام في ظل الانقسام العميق داخل المجتمع الفلسطيني وسعي رئيس الوزراء الإسرائيلي الدائم لحماية جناحه اليميني.

الغرض من تحديد الإطار الزمني

ومن غير الواضح ما إذا كانت محادثات الخميس ستتمخض عن شيء أو ما إذا كان الاجتماع رسالة في حد ذاته.

على الأقل سيرغب البيت الأبيض في تحديد موعد للمحادثات المباشرة المقبلة- ربما تعقد في المنطقة- قبل إثارة قضية المستوطنات بعد أيام من تجمع قادة العالم في نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.

وقاد تحديد الولايات المتحدة الإطار الزمني بعام واحد لحديث عن اختياره بذكاء كي تظل القضية مطروحة بعد انتخابات الثاني من نوفمبر في الولايات المتحدة والتي يتوقع أن يفقد خلالها حزب أوباما الديمقراطي سيطرته على مجلس النواب وأن يمنى بخسائر كبيرة في مجلس الشيوخ ما يتيح التوصل لنتيجة طيبة قبل أن يواجه أوباما حملة إعادة انتخابه في 2012 .

وقال السفير الأميركي السابق في إسرائيل ومصر ويعمل حالياً بجامعة برينستون، دانييل كيرتزر إن استثمار الولايات المتحدة وقتاً ومجهوداً في استئناف المحادثات يلمح «إلى أن الأمر ليس محسوباً سياسياً بل خضع لحسابات استراتيجية أكبر».

وقال الدبلوماسي المتقاعد «يبدو أن أوباما صاحب قرار تحديد الإطار الزمني بعام واحد ما يشير لاستعداده لأن تتداخل مع الحملة الانتخابية».

ويقول نائب رئيس السياسة الخارجية في معهد بروكينجز وأحد كبار معاوني الرئيس السابق بيل كلينتون، مارتن اندايك فيما يخص سياسة الشرق الأوسط إن الوقت ينفد حقاً بالنسبة لنتنياهو.

ونصب نتنياهو رئيساً للوزراء في مارس/ آذار 2009 ولن يخوض انتخابات حتى العام 2013. ولكن في ظل ما يطلق عليه اندايك «القانون الحديدي» للسياسة الإسرائيلية فإن الائتلافات تحاصرها المشاكل قبل عام من الانتخابات ما يحد من الوقت المتاح أمام نتنياهو للسعي لإبرام اتفاق سلام وإمكانية التوصل إليه.

وقال اندايك «أعتقد أن هذه أحد الأسباب التي تشعر بيبي (نتنياهو) بضرورة أن يبرم اتفاقاً في العام الثاني -أو نحو ذلك - من ولايته إذا كان له أن يفعل».

وذكر اندايك أن السبب الثاني لتعجل الاتفاق القضية النووية الإيرانية. وتخشى إسرائيل والولايات المتحدة أن تكون إيران تسعى لإنتاج أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني. وتقول إيران إن برنامجها النووي يهدف فقط لتوليد الكهرباء.

وتابع «الاحتمال الأكبر أن يكون الإيرانيون على أعتاب إنتاج أسلحة نووية خلال عام ويحتاج (نتنياهو) لأن يكون رئيس الولايات المتحدة إلى جانبه إذا جاءت تلك اللحظة».

ويقول اندايك إن نتنياهو أكثر قلقاً تجاه التهديد النووي الإيراني من قلقه إزاء تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وتابع «وضع إطار زمني لمدة عام يبين خلاله جديته أمر حيوي لضمان اتفاق أوباما مع ما قد ينبغي أن تقوم به إسرائيل أو ما قد ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة» في إشارة لهجمات محتملة على إيران.

والأهم هنا التوقيت التاريخي إذ قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن الوقت لن يكون لصالح أي جانب.

وقالت كلينتون في مارس «أرى أن ثمة اعتقاد بين كثيرين بإمكانية استمرار الوضع الحالي ولكن عوامل السكان والأيديولوجية والتكنولوجيا تجعل ذلك أمراً مستحيلاً».

وأضافت «لا يمكن أن يدوم الوضع الحالي بالنسبة للجميع».

العدد 2916 - الإثنين 30 أغسطس 2010م الموافق 20 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً