العدد 2919 - الخميس 02 سبتمبر 2010م الموافق 23 رمضان 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الحق والحقيقة طرفا المعادلة المثلى في فكر علي (ع)

إن المستبصر المتأمل لمعطيات الحياة الواقعية بوجه دقيق يستطيع ان يكتشف بعضاً من قوانينها التي تسير سيرورة حركة الإنسان أنّى كان وبأي معتقد ينحو، كيف لا وهي قوانين شبه ثابتة لا يخالف عليها اثنان... إن تلك النظرة الثاقبة لتعليل ماهية الحياة وغرض الوجود وهدفية البقاء فيه لتستلزم في النهاية أن يجيد الانسان مواءمة التنسيق بين علاقاته الداخلية مع النفس في مختلف توجهاتها وأطرها الخاصة والعامة، ذلك أن تنظيم تلك الخيوط الداخلة والخارجة من النفس لها التماعات وثيقة بسلوكه الخارجي وبحركته الدائبة في دنيا الوجود، ومن النفس تنطلق الرؤى الإنسانية وتختلف وتتقارب أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى، وتتسق تارة، وتتضاد تارات أخرى نظراً لما يثور النفس من مكنونات فكرية أودعها الخالق سبحانه فيها لا تقل عقدة وخطراً من صنع الوجود بأكمله... لينطلق الإنسان من سجن الذات إلى رحاب المادة بمعطياتها المتنوعة ومشاربها واتجاهاتها حيث ينبغي عليه أن يكون على وعي بما يحيطه ومن هنا كان الفضل لله ان هدى الإنسان لمعايشة الطبيعة وإعادة اكتشاف قوانينها ومن ثم استلهم المدنية والحضارة كي يلقي في آخر المطاف بروحه المجهدة من جراء صراعها المستديم المزمن والتكرر في نقاط انفجارية هي ما تسمى بنقاط جوهر التحول، فمن أراد أن يبحث عن إنسانيته وكرامته الشامخة التي رزقها إياه الخالق فرض تحديه أمام ذلك الصراع... أما التائهون من البشرية والذين لم تتحمل ظروفهم مقاومة الصراع الايجابي بكل تفاصيله ومفاصله فإنهم أبوا الصراع فأبتهم الحياة... وتارة رفقت بحالهم ليعيشوا حياة لكنها دون المطلوب... والحكمة الحاصلة هنا تكمن في تحفيز الإرادة وتعميق الوعي ومناهضة الوجود بصورة جادة كي يبحث الإنسان عن إنسانية لتستحقه الحياة لا أن يستحقها هو... ومن هنا كانت عظمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لا لكونه إماماً مفترض الطاعة فحسب، ولا لكونه الخليفة في امتداد نور النبوة، وليس بولايته التكوينية والتشريعية العامتين كذلك فحسب بل لكونه معتمل الولاية وقطبها الحقيقي بصنع الله واجتبائه إياه كون علي المؤهل الاكمل والأشمل. فعلي الخليفة هو الممثل الحق لصفات المستخلف عنه «الله» وفي حكمه، لذا قال تعالى «وعلم آدم الأسماء كلها» وقال الإمام الصادق (ع) «الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق» وبذلك يكون علي (ع) هو قطب الزمان ومعلم الإنسان بعد الأنبياء والرسل. كان علي (ع) الاجدر لانه وعى وبكل عمق الحياة والإنسان والحقيقة والمعرفة وكل مدخلات الوجود ومخرجاته... عرف النفس والروح والمادة وعرف قبل ذلك الرب عز جلاله، وفهم علاقات الوجود... ووعى القرآن واهتدى بهدي محمد... ففهم الحقيقة الكاملة ومن هنا كان لزاماً على الإنسانية أن تنتهج نهجه؛ لأنه اختصر الزمن وقدم عصارة المعرفة في الحياة على بوتقة من ذهب، فمن أرادها أخذها ففاز بحياته الدنيا والاخرة. إننا في بحثنا السريع هذا نسطر كيف أن علياً (ع) اتخذ من محورين أساسيين مرتكزاً في فكره وفي سياسته وفي واقعه، آمن بهما ايما ايمان فكان بحق النموذج لأن يبحث الانسان عن السعادة وهل غاية الإنسانية إلا السعادة... إن هذين المحورين هما الحق والحقيقة فالحق لانه ميزان العدل وبه خلاص الإنسان من مشكلاتها الكأداء وآهاتها السوداء، فكل مشاكل الإنسانية تبعث بسبب تواري الحق، الحق في كل شيء، فالحق عندما يطبقه الإنسان على نفسه فيعطيها حقوقها ويعطي الآخرين ممن ترتبط بهم علاقاته بأسرته وبالاخرين من حوله وممن يتعامل معهم ويتعامل بحق مع الطبيعة من حوله ويتعامل بحق في افكاره وأعماله ورؤاه واتجاهاته وفي تقبل الآخرين... وهكذا ينبغي أن يلف الحق مجمل الخصوصيات والعموميات في جميع الاتجاهات والتفاصيل الدقيقة... فلا راحة للإنسانية إلا إذا اتسمت بالحق والتزمت به شعاراً وهاجاً وتلك مسألة ليست بالصعوبة بمكان بقدر ما هي مسئولية ووعي ومحاسبة ومراقبة وتشريع تطبيق... من هنا كان لزاما ان نستشعر في مكامننا وفي جوهرنا الحق دوما في تحركاتنا وفي علاقاتنا ابتداءً بعلاقاتنا بالذات العليا وانتهاءً بعلاقاتنا بالمنظومات الفكرية والايديولوجيات المختلفة وفي تعاملنا مع من هم في الوجود من إنسان وحيوان ونبات وأنهار وجبال وأرض وسماء وغيرها، أما جانب الحقيقة فالحياة في أصلها حقيقة ولا يمكن العيش فيها الا بعد معرفة كنه حقيقتها وطبيعتها... الحقيقة في المعرفة والعلم والحضارة وتهذيب السلوك والإيمان والمنظومة الأخلاقية والقيمية الإسلامية الشاملة التي هي الأصلح والاجدر بالتطبيق والرعاية، وتكمن عظمة علي في اكتشاف الأمرين... صحيح أن الأمرين عيان عند الناس. لكن الطرافة في الأمر أن عليا اكتشف الداء وأحكم الدواء في ربطه بين الحق والحقيقة وكيفية التعامل والتنسيق بينهما تنسيقا علويا منظما يفضيان في النهاية إلى أن تستقيم الحياة ويحبذ العيش فيها حياة هي الأولى كما تنبغي... ها هو علي يستحضر فينا حاضرنا الذي نعيش والاخلاق لنا من مشكلاتنا، لأن مصدر مشكلاتنا باق وهو عدم وعينا بالحقيقة الشاملة وعدم قبولنا بالحق حكماً بيننا وبين الآخرين وبيننا وبين الوجود.


وليد الكعبة علي

 

بين الصفا والمروة كما بين أبافضل ومرقد سبط النبي

ماء زمزم هاهنا وشهيدنا عطشان كيف بالكريم بلا كفن

وبقت مراسم الأكفان

كيف بالشهيد بلاغُسل على التراب ثلاثة أيام؟

بعدما مات رضيعه في يده من الحرمان

بعدما قضى الأنصار وصار الحزن أحزاناً

بعدما ودع نسل النبي كلهم أيتام

أليس الدفن حق يحق لأي إنسان؟

رُبّما ظنوه حيا فلم يدفن انه حي الاثر

بان النصر عندما الظلم انتشر

عليك أدمعت عين خير البشر

وصاهم النبي وللمصيبة ذكر

فسكبوا الدمع واطفأوا الشمع

بهم من تولى وكفر

لزين العابدين اسر

ترقبو السبط عند استار الكعبة

كمن للناقة قد عقر


... أصحاب الفيل ماتوا اذ تحدوا

 

افلا يموت عداك اذ على اهل النبي تعدوا؟

لابن وليد الكعبة فللخير بالسوء ردوا

عليهم اللعنة أبداً تزيد وتشتدُ

اندثر الكفار بآثارهم فبالظلم كدّوا

غدر في أولهم يزيد الغدار

فانتقم لك الباري في كل الاقطار

وبدا أول الثار وسينتقم لك ابنك المهدي البار

بأمر الباري يابن صاحبة الاذكار

فسلام عليك اينما كانت لك دار

وعلى آبائك وأخوانك واولادك الاطهار

بك نستشفع فأجرنا يارب بحبه من النار

ليتنا كنا معكم فنكون من الانصار

طبتم سيدي وفاز أنصارك الأبرار


طعنة السكين

 

يظلموني ويقولوا مسكينة

وأنا وقلبي المساكين

لا يشفق الظالم على منبت سكاكينة

ترى الله المُغني وحده المعين

حب ومذله تغلبه الضغينة

ماحتاج أنا لحب يبغي يهين

بغدو على البحر بسفينه

وببعد عن ظلّام الشواطي الحين

أشوف بموج البحر ذكرى حزينة

وأشوف بالقمر شوق وحنين

وأشوف بالشمس من طال بأنينه

وبدى الامل يشرق بحياته أحين

واشوف النجوم حاسدينه

والغيم يغطي على عذابه القديم

والمطر يغسل دمعات حزينة

ويغسل دم قلبه من على السكين

هذا الي صار مادري شره من زينه

وهذي تفاصيل عاشها قلبين

قلب عايش العمر برنينه

وقلب عاش بحقد مكين

انهى الزمان حب حاسدينه

وأحيان من صاحب الحب تحصل العين

لقت المودة أفعال مشينة

يوم انكروه وطالبو به أحين

خلهم يعيشوا صفحاته الحزينة

ويجرب الباجي طعنة السكين

خلهم مادامهم مفسدينه

خلهم يجربوا طعنة السكين

غفران محسن


سنوات الصبر مع وزارة الإسكان

 

لقد ضاقت بنا السبل يا وزارة الإسكان وسئمنا جميعا وعودا لن تتمحور حولها أبدا صفة الصدق، وعود كاذبة، وبهرجة إعلامية فارغة، ورقاب تمتد واثقة. تلك كلمات رددها الشعب طويلا ولن يتوقف،

الشعب يطالب بالشفافية والصراحة يا وزارة (الإسكات) وأنتم تغلفون الحقيقة بألف غطاء وغطاء، سنوات عمر هذه الأجيال تسحق تحت نعل الوعود التي تخط اليوم على صفحات الجرائد واللقاءات التي تعقد لكي يتم مسحها مستقبلا واستبدالها بموعد آخر وتمديده إلى أجل غير مسمى. نعم، الكثير من المواطنين الصابرين يعلقون آمالهم الكبيرة على هذه المشاريع التي لم تتعدَ مرحلة الكلام المنمق فكيف تنتقل إلى مرحلة التطبيق الواقعي؟ مازلنا في مخططات البيوت الذكية باعتبار أن الشعب غبي إلى أن رفضتها عقولهم المتيقظة ومازالوا يدرسون ويخططون لمشاريع لا نعلم مداها ولا مستقرها ومستواها فلن نتفاجأ حين يصلون إلى قرار أن يتحول بيت الإسكان إلى كوخ متنقل على أربع عجلات فذلك أسرع وأوفر، وكأنهم سيدفعون ثمنه.

أفراد الشعب يطالبون يا وزارة الإسكان، ويطالبون بأبسط الحقوق على أرضهم ألا وهو حق السكن الذي يدفعون ثمنه سنوات من الصبر والترقب مقدما، ومن ثم يتبعونها بسنوات عمرهم الباقية في تسديد ثمنه الذي يفوق مستواه، الشعب يصطف طابورا بانتظار الدور، الدور الذي يتسلم فيه المواطن مفاتيح بيته الذي يشتريه ولم يعطَ له هبة أو هدية، فلو كان كذلك لكان حق على الناس أن تنتظر، لكنه يشترى ويدفع ثمنه وان كان على دفعات صغيرة، فهل سمعتم عن حق مدفوع الثمن وينتظره صاحبه سنين طوال؟ لكل مواطن حق في أرضه، ولكل مواطن الحق في الحصول على مسكن، أم كان كلاما لمجرد الكلام؟ ففي النهاية تلك الأرض من حقه سواء تولت الوزارة بناء مسكنه أم قام هو بذلك، فلماذا تماطلون؟ أم أن المواطنين في عجلة من أمرهم؟ عجلة تجعلهم ينتظرون 10 و15 و20 عاما للحصول على مسكن لا يليق حتى بمقدار سنوات الصبر والعذاب التي تحملوها.

نريد وعدا صادقا يا وزارة الإسكان، نريد تقدما يتعدى مرحلة الكلام والاجتماعات وكلام الصحف، نريد مشاريع إسكانية حقيقية تطبق على أرض الواقع لا أن تكون شعارات زائفة لإسكات المواطنين وتسكين آلامهم بين الحين والآخر. أعلم بأن هذا الموضوع تكرر كثيرا وأصبح قديما قدم الطلبات الإسكانية المعلقة لكنه الألم الذي يعانيه الشعب في كل يوم، الألم الذي يجعلنا نخط هذه الكلمات مرات ومرات ومرات لعلهم وإن كانوا صماً يسمعون لعلهم يستشعرون طعم المرارة، ولكن كيف لهم ذلك وهم مسئولون وأصحاب كراسي ويمتلكون منازل تفوق في مساحاتها أربعة مساحة بيت الإسكان.

البحرين تمتلك كل المقومات والثروات والقدرات التي تمتلكها دول الخليج فلماذا هم يتقدمون ونحن نتراجع؟ لماذا هم يحصلون على حقوقهم الأساسية ونحن مانزال في مرحلة المطالبة المقيتة؟

ولكن عفوا، نحن لسنا مثلهم، نحن أرقى وأثرى منهم، ذلك أن التجنيس قائم على أشده في موطننا الحزين، وسرقات الأراضي والهيمنة عليها والأسوار التي تحيطها والأسرار التي تغلفها أصبحت عادة على أرضنا، وهذان الأمران لا وجود لهما في باقي دول الخليج، فيكفي أن تسمع عن معاناة (البدون) الذين يعانون للحصول على الجنسية في دول الخليج في حين أنها تعطى هنا بالمجان، لكننا في موطننا غارقون في مشاكل لا حصر لها، تزاحمنا الوفود المجنسة، وتغرقنا سرقات الأراضي في هم وبؤس وفقر، فكيف لنا وسط هذه الدوامة أن نحصل على أقل القليل من حقوقنا؟ ويتذرعون بشح الأراضي، نعم تلك حقيقة، نحن نعاني من شح الأراضي لأنه لم تبقَ أي أرض لصالح المواطن، فنصفها ابتلعتها السرقات المجهولة منها والمعلومة، ونصفها أصبحت للشعب المستورد ونحن تائهون بين هذه الضفة وتلك. حقوقنا تشترى وتباع أمام أعيننا. يا للسخرية يا من تنادون بحقوق الإنسان وحق المواطنة والمواطن أولا؟ لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي. تلك التي ضاعت وسط الزحام وفي عمق الظلام هي أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا، نحن أبناء هذه الأرض وجذورنا ضاربة في عمقها، وسنظل كذلك ولن ترعبنا أشباح الليل التي عبأتم بها البلاد في جنح الظلام. وسنطالب، ونطالب، ونطالب، أرجعوها... أرجعوها.

نوال الحوطة


«عالم بلا عمامة»

 

نقطة من الوفاء إلى بحر الفضائل

سيد جميل سيد كاظم البلادي

سيد جميل... شمسٌ مشرقة على بلاده

سخيٌّ في عطائه... شجاعٌ في آرائه

لا يختبئ خلف الباطل

صبورٌ

ساهرٌ على معاناة غيره

ثقافته واسعة... ونزاهته شاسعة

نذر حياته لخدمة المجتمع

فقضايا المجتمع قضيته... وآلامهم ألمه

وانفراجهم انفراجه

عالم بلا عمامة

النور يشع من وجهه... والتواضع يرفع من قدره

نهمٌ في القراءة... متابعٌ لما يجري في الساحة

عباديٌ حق عبادة

إيجابيٌ حق استجابة

عميقٌ في فهمه

بعيدٌ في نظره

مراجعاته حاضرة

في ذهنه واردة

إيمانيٌّ المنبت

عقلاني المسلك

ما تهاون يوماً عن مسألة... حتى توصل بالحل للمعضلة

أحمد العباسي


ذكرى وفاة ابني المرحوم

 

ساعات الزمن بحلوها ومرها تمر ولا تقف لأحد من الناس مهما كانت مكانته وهكذا مر عام على وفاة ابني الشاب الحنون المؤمن السيد رضي السيد أحمد الكامل وبالتحديد في اليوم الثامن من شهر رمضان المبارك لسنة 1430 هجرية الموافق 29 أغسطس/ آب 2009 يوم السبت قبيل صلاة المغرب من السنة الماضية بقرية القدم. نعم مر عام على وفاته ما انقطع فيه الحزن يوماً لا تمر ساعة من الزمن الا وخياله يتراقص امام ناظري وكيف أنسى ولداً باراً مطيعاً مرحاً خلوقاً لا تفارق الابتسامه شفتيه، عاش عمره القصير الذي لا يتعدى ستة وعشرين عاماً كان كافاً عافاً لم يؤذِ أحداً وملء قلبه الحنان والعاطفة والمحبة.

أيها المرحوم فقدتك وفقد الأحبة غربة بل هي حقاً كربة كيف اصف شعوري بعد فقدك، شعور ام ثكلى وهل رأيت ذا ثكل يكون سعيدا، اشعر بحزن ابدي لا ينفك كلما ذكرتك احسست بشعلة نار تلسع نياط قلبي، ورأس سكينة حاده توخز أعماق قلبي، فكل غائب يا بني يرجع وكل مسافر يعود وانت مسهد في لحدك بعيداً عن احبتك واهلك قد اتخذت لك إحباباً غير احبابك، وسكنت مسكناً غير مسكنك، سكنت مساكن الموتى الذين هم جيران لا يتآنسون واحباء لا يتزاورون، قد ازعجك الموت عن وطنك واخذك من مأمنك محمولاً على أعواد المنايا، تتعاطى بك الرجال حملاً على المناكب وإمساكاً بالأنامل. خطفك هادم اللذات ومنغص الشهوات وقاطع الامنيات لقد كنت طريد الموت الذي لا ينجو منه هارب ولايفوته طالب اذ لاغائب اقرب من الموت، لن ينجو منه غني بماله ولا فقير لإقلاله كما قال امير المؤمنين (ع): «ولكل ذي رمق قوت وانت قوت الموت ومن مشى على ارض يصير في بطنها يا بني صرت في بطنها قبلي فبدل ان تبكيني ابكيك وقبل ان ترثني ارثك وبدل ان تجلس على قبري اجلس على قبرك كل صباح أقرأ الفاتحة، ارشه بقطرات ماء أسقي زهرات زرعتها بطرف قبرك أذرف دموعاً حارة نابعة من قلب اب احرقة الم الفراق المبكر بكاء بعيداً عن عين احبتك كيلا يروي دموعي فيهيج بهم الحزن والأسى، كم كنت أتمنى أن أكون انا المغيب تحت الثرى وانت فوقه، فهانذا يا بني افتش عن أي أثر يذكرني بك. ابحث عن صورك التي تذكرني بك فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان. كم انا مشتاق لسماع صوتك، ابحث عنك في كل مكان حتى في المنام وفي اي مكان كان ولو تسنى لي إمكانية اللقاء بك وخيروني ان اخوض بحاراً واقطع اودية واعبر انهاراً من اجل لقاءك لفعلت ولو أكلتني سباع البر وحيتان البحر. الليلة التي خطفك الموت فيها ورحلت فيها الى لقاء ربك ها هي تعود ذكراها، انها ليلة احدى ليالي شهر رمضان المبارك شهر الله رحلت فيها صائمأ خاوي البطن عطشانا استضافك خالقك اكرم الاكرمين وارحم الراحمين. سقاك جدك شربة ماء وأطعمتك جدتك الزهراء. فهنيئاً ونم قريراً واعلم ان لا فرح ولا عيد وانت عن عيني مغيب بعيد.

السيد أحمد السيد رضي الكامل


قصة تقدير «جيد»

 

احد الإخوة يشتكي الظلم الذي أصابه جراء التقدير العام لأدائه الوظيفي للعام الماضي، حيث حصل على تقدير جيد مع انه كان يتوقع ان يحصل على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف للأداء فوق العادة وذلك لأسباب منها: همته ونشاطه وعدم غيابه وعدم اخذ إجازته السنوية ولكنه انصدم إثر حصوله على هذا التقدير الذي لا يتناسب مع ما قدمه من تضحيات على حساب أسرته و صحته.

بعد البحث والتقصي اكتشف أن السبب لحصوله على هذا التقدير المجحف هو لسانه، حيث إنه خلال العام الماضي ذكر مديره بكلمة تتعلق حول أداء المدير وطريقة إدارته للعمل، وهذا الكلام وصل للمدير عبر الحساد والحاقدين عليه، ومن هنا حمل المدير في قلبه على الموظف «الغلبان» وانتهز الفرصة للانتقام حتى حانت الساعة من خلال تقيم الأداء السنوي. وكثير من العمال والموظفين يتعرضون لمثل هذه المعاملة في أكثر الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة. لهؤلاء الإخوة المسئولين انقل لهم قصة حقيقية من اجل أن يستفيدوا منها و القصة حصلت في شركة خليجية وتحديداً في «مطعم»، اذ حدثت مشادة كلامية بين موظف خليجي وأحد رؤسائه الأجانب، تحولت إلى اشتباك بالأيدي انتهت بتدخل بعض الحضور من الموظفين الخليجين والأجانب وكل واحد راح لحال سبيله ولكن بقي الحقد دفين في قلب كلا الطرفين والكل يتحين الفرصة لإخراج ما في صدره، وتحين

الفرصة للمسئول الأجنبي لتصفية الحسابات على الطريقة العربية. وذلك لان التقرير السنوي للموظف بين يديه وبالتالي يستطيع أن ينتقم منه خلال إعطاءه تقديراً غير مرضٍ أو جيد أو مقبول، ولكن يخرج التقرير للموظف - الذي كان يخاف من الطرد من الوظيفة - وهو «ممتاز»وليس ممتاز فقط بل «ممتاز فوق العادة». الصدمة كانت عامة لجميع للموظفين وأولهم الموظف الخليجي نفسه. سارع بعض الموظفين بتوجيه سؤال للمدير هل زال الخلاف بينكما هل ركع أمامك وقدم فروض الولاء و الطاعة واعتذر لك! وإذا بجواب الأجنبي: كلا ولكن الخلاف بيننا شخصي وأنا اكرهه ولكنه في العمل ممتاز بمعنى الكلمة!

مجدي النشيط

العدد 2919 - الخميس 02 سبتمبر 2010م الموافق 23 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • صفات | 5:14 م

      صح لسانك يا غفران

      الانبياء والاوصياء واهل البيت واتباعهم مظلومين في كل مكان وزمان لان حب الدينا ليست في قلوبهم وانما الاخرة هي القرار

    • زائر 2 | 7:13 ص

      الحمدلله

      لا يكره علي إلا كافر او منافق

    • سكينة صادق مهدي | 6:46 ص

      ما احد ينصف في التقدير

      والله هالمديرات صدق ما يرحمون. أني مدرسة جديدة وحصلت على تقدير جيدجدا. ويوم ناقشتها بالتقدير قالت ليي أي انتين توش موظفة جديدة ولازم انحط ليش هالتقدير علشان كل سنة ترتفعين شوي بتقديرش.عالرغم بأني مدرسة مجتهدة عمري ما غبت ولا تأخرت ولا استأذنت ولا أذمر اذا عطوني حصص احتياط. وكلشي يطلبونه مني الادارة اسوي ليهم وهذا الي اسوي ليهم مو من اختصاصي واسوي ليهم. لكن شوفوا في الاخير ويش سوا لي عطوني هالدرجه وما اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل.

    • زائر 1 | 5:43 ص

      قصة تقدير جيد

      وأنا اقرأ المقال تذكرت بعض مدارسنا المبجلة وبعض مديراتنا العزيزات اللي فعلا يطبقون ما قام به هذا المدي بكل حذافيره فلا يعطي المعلم او المعلمة حقه في عمله بل تتدخل الكثير من الامور العاطفية ليجد المعلم أو المعلمة نفسه وقد حصل على جيد اذا مو أقل وهو اللي يكرف ويشتغل وياخذ فترات تفوق فترات الدوام الرسمي لمجرد انه يكرهه ( وياريته كان اجنبي )

اقرأ ايضاً