العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ

دعوات لحماية الحريات العامة وأخرى لإغاثة الشعب الباكستاني

تأكيد على عظمة العشر الأواخر من شهر رمضان واستغلالها في العبادة... في خطب الجمعة أمس

الوسط - محرر الشئون المحلية 

03 سبتمبر 2010

تنوّعت الموضوعات التي تناولها أئمة وخطباء الجمعة يوم أمس، فبعضها تحدث عن الشئون المحلية، وأخرى عن الفيضانات التي تعرضت لها باكستان مؤخراً، بينما ركز عدد من الخطباء على فضل العشر الأواخر من شهر رمضان.

وفي الجانب السياسي من خطب الجمعة، تحدث إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ علي سلمان عن التطورات والوضع الأمني في البحرين، مشدداً على ضرورة إحترام المواثيق الدولية ودستور مملكة البحرين فيما يتعلق بحقوق الإناسن والحريات العامة.

وفي موضوع متصل، أكد سلمان أن «أوضاعنا الاقتصادية ومؤشراتنا الاقتصادية الرئيسية الدولية تأثرت سلباً بخيار الاتجاه بالبعد الأمني، ومعالجة الأمور على إيقاع امني، وهو أمر عملنا على تحصيله سنواتٍ كثيرة فيما يتعلق بالاقتصاد أو فيما يتعلق بصورة البحريني الإيجابية عن احترام الرأي الآخر وحرية الرأي وحقوق الإنسان».

وذكر سلمان أن «رئيس جهاز الأمن الوطني رفض مقابلة عدد من النواب، كانوا يريدون تقديم وجهة نظرهم واعتراضهم على بعض الإجراءات التي يقوم فيها الجهاز ويجدون أنها مخالفة لقوانيننا المحلية قبل القوانين والاتفاقيات الدولية».

وفي سياق سياسي آخر، وصف سلمان الحريات العامة في البحرين بأنها «تعيش حالة من التضييق، وكما نبهت في حديثٍ سابق مبكراً بأن الخيار الأمني له عيوب، وأحد عيوبه أنه يستدرجك إلى خيار أمني أوسع».

واعتبر أن ما تمارسه بعض الصحف المحلية «فوق حدود الصحافة والأدب والأخلاق والمصلحة الوطنية». وأردف سلمان «تحاول هيئة شئون الإعلام أن تكمم وتضيق أفواه الجمعيات السياسية، من خلال منعها إصدار نشرات هذه الجمعيات وصحفها الشهرية، إلى جانب أنها قامت مساء أمس الأول (الخميس)، بإغلاق مواقع عدد من الجمعيات».


يوم القدس العالمي

وفي موضوع يوم القدس العالمي، بيّن إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد «كادت القضية الفلسطينية أن تموت وصارت في لحظات الاحتضار، وكادت أن تنسى، وصارت في لحظات التغافل عنها، وكادت قضية القدس أن تمحى من خارطة التاريخ، وأوشكت على الانتهاء،وصارت في آخر لحظات المصادرة».

وأكد عيد أن نداء يوم القدس العالمي «أخرج القضية الفلسطينية من بوتقة القومية،لتصبح قضية عالمية يجب أن يتحرك أحرار العالم لتحريرها من أيدي الصهاينة»، وقال إن «توقيت النداء وإعلانه جعل آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس لم يكن صدفة أو رغبة غير مدروسة،بل هو اختيار واع يربط القضية بشهر رمضان المبارك».

وأشار إلى أن النداء «جعل القضية الفلسطينية حاضرة كل عام في أذهان العالم بأسره وحاضرة كل وقت في المحافل السياسية، وعلى أجندة كل أصحاب الضمائر المتحررة الذين يعملون لتحرير فلسطين،من خلال الاستجابة العالمية لهذا النداء، فها هي ملايين الناس في أنحاء العالم تخرج ملبية النداء الرباني».

من جهته انتقد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، الشيخ علي سلمان منع خروج مسيرة يوم القدس العالمي، معتبراً أن «هذا جزء مما يحذر وينبه منه الإنسان، هذا المسار يتجه إلى نوع من التضييق على الحريات الطبيعية للتعبير عن إرادة الناس ورغباتهم ومواقفهم. وكما سبق في أيامٍ سابقة رفض التصريح لاعتصام تضامني مع المعتقلين».


أواخر شهر رمضان

وفي خطبته بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، قال الشيخ عدنان القطان إن الله سبحانه وتعالى فتح طرق الخيرات أمام المسلمين، وجعل مواسم للعبادات تكون بمثابة سوق يغدو فيها الناس ويروحون، ويجمعون الأجر والثواب.

واعتبر القطان أن شهر رمضان يعد من أفضل الطرق والمواسم للعبادة والتقرب إلى الله، وخصوصاً أن فيه ليلة تعد بألف شهر، وهي ليلة القدر، مؤكداً ضرورة استغلال العشر الأواخر من شهر رمضان، وعدم نزع حلاوة المناجاة من القلب، التي تعتبر نوعاً من أنواع الحرمان.

وبيّن أن «باب السماء مفتوح، وتجتمع في هذه الأيام أوقات فاضلة، فينبغي على المسلم أن يدعو ربه ويسأله، ولا يستبطئ إجابة الدعاء، وعليه الإكثار من الصلوات والدعاء والاعتكاف».

ودعا إلى توديع شهر رمضان بالأعمال الصالحة، وبأزكى تحية وأوفر سلام، مشيراً إلى أنه «لقد شرع الله أعمال الاستغفار والتوبة، وقد شرع زكاة الفطرة، وهي طُهر إلى الصائم، وتحريك لمشاعر الأخوة بين المسلمين». وأوضح أن «زكاة الفطرة هذا العام مقدراها دينار واحد، وذلك بحسب ما بين العلماء ورجال الدين».

وأضاف «لابد أن يكون عيد المسلم مقروناً بتفريج كربة وهم، وعدم المجاهرة بالآثام والمعاصي».

وفي السياق نفسه، وفي حديثه عن شهر رمضان والعشر الأواخر منه، ذكر إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر أن «إحصاء فضل وبركة ليلة القدر خارج عن علم ودراية وإدراك البشر، وبلوغها نعمة عظمى وفرصة كبرى، فهي ميدان للتنافس والمسارعة والمسابقة إلى كل أنواع العبادة والخير.

وقال «لقد هلت علينا العشر الأخيرة من شهر رمضان بخيراتها وبركاتها ورحماتها، إنها فرصة العمر، فيها ليلة مباركة هي خير من ألف شهر»، مبيناً أنه «كان النبي (ص)، يسارع في هذه العشر إلى الطاعة والعبادة، ويعتكف ويجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها، ويشدَّ مئزره ويحيي ليله ويوقظ أهله، وكان يخلطُ العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمَّر وشدَّ المئزر».

وتابع مطر «كل ذلك تحريا لليلة القدر المباركة، ذات المكانة والقدر والشرف، طمعاً في رحمة الله ومرضاته وعفوه ومغفرته سبحانه، فليلة القدر ليلة عظيمة شريفة مباركة من مطلعها إلى دخول الفجر فهي سلام وطمأنينة يكثر فيها تنزل الملائكة حتى يفوق عددهم عدد حصى الأرض».

وأكد أن «قيام ليلة القدر فرصة لاستدراك ما فات من أعمارنا، وذلك بتحويل دقائق وساعات من العبادة إلى عشرات بل مئات السنين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».

وفي الموضوع نفسه، أكد إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور على أهمية إحياء ليالي شهر رمضان، وخصوصاً العشر الأواخر من الشهر. وقال إن «إدراك ليلة القدر والتوفيق للحصول عليها، لا يقتصر على إحياء ليلة بالصلاة والدعاء، بل إن إدراكها أعمق وأوسع من ذلك، والنصوص الشرعية تدل على ذلك، من خلال التأكيد على الالتزام وتطهير الإنسان ونقاء السريرة».


الفيضانات في باكستان

وتحت عنوان الفيضانات في باكستان، دعا إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر، إلى إغاثة المنكوبين والمتضررين من الفيضانات، مشيراً إلى أن ما يعيشه الشعب الباكستاني يعتبر محنة كبرى «بسبب الفيضانات المدمرة، فهناك أكثر من 20 مليون متضرر، وأكثر من 5 ملايين إنسان دون مأوى، وأكثر من مليوني هكتار زراعي للأرز والقمح قد دمرت، وهناك الملايين من المنازل الطينية والخشبية قد أزيلت عن وجه الأرض».

وأضاف الجودر «لم تعد هناك بيوت، ولا زراعة، ولا دواب أو ماشية، ولا ماء صالح للشرب، فأسباب الحياة قد انعدمت للملايين من البشر، بعد أن غمرت الفيضانات أكثر من 20 في المئة من مساحة باكستان».

واستطرد الجودر «معاناة إخوتنا في باكستان تبدأ مع انحسار ماء الفيضانات ورحلة العودة إلى المدن والقرى، فلا مأوى أو سكن، ولا ماء نقي، ولا زراعة أو دواب، ونقص في الأدوية، الأمر الذي سيدفع إلى ظهور أمراض وأوبئة فتاكة تحصد الآلاف من البشر»، مشددا على «الواجب على كل فرد منا أن يقوم بواجب المسئولية الإنسانية بمد يد العون والمساعدة، ودعم المنظمات الدولية والإنسانية والإغاثة لرفع المعاناة عن الشعب الباكستاني».

وبيّن الجودر أن «هذه الكوارث والحوادث تظهر لنا عظمة المولى وقدرته وسلطانه، فهي سبب لإيقاظ تلك القلوب الغافلة، والنفوس النائمة، فيتذكر الإنسان أن الله الذي خلقه بيده ملكوت كل شيء، وأن أمره بين الكاف والنون، وما يرسل الله هذه الآيات إلا ليتعظ الإنسان بها ويخاف الله تعالى».

وفي موضوع الفيضانات أيضاً، أكد إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر، جواز إخراج زكاة الفطر وصرفها للشعب الباكستاني، نظراً لحاجتهم الشديدة.

وقال مطر «لا يخفى ما ألمّ بإخواننا في باكستان وما حولها نتيجة الفيضانات التي ضربت أغلب الأقاليم وتسببت في تشريد ملايين البشر، وتضرر مئات الآلاف من المساكن والمزارع وغيرها».

وذكر «إخواننا هناك يعانون من التشرد والجوع، فهم في حاجة شديدة للاحتياجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن، فوجب علينا مد يد العون والمساعدة لهم، ونحن لانزال في شهر الخير والصدقة والإحسان».


المشكلات النفسية

وتحت عنوان المشكلات النفسية والأزمات، قال إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور إن «من أهم المشكلات والأزمات التي يعيشها إنسان اليوم، هي أزمة الهوية وضياع الذات، وعدم إدراك الإنسان بذاته، وعدم معرفته بنفسه». وأوضح العصفور أن «الملايين في العالم اليوم يعانون من القلق والكآبة والاضطرابات النفسية، جراء العقد النفسية التي تتراكم نتيجة انتشار أمراض النفس، كالحسد والأنانية والكذب وسوء الظن والعصبية، ولذلك تجد بعض الأفراد لا يهنأ لهم بال، ولا يرتاح إلا إذا خلق فتنة أو أحدث مشكلة، أو أشعل معركة هنا أو هناك، فهو يعمل على إذكاء الفتن، أينما كان وفي أي موقع، سواءً أكان مع أهله أو أولاده، أو حتى علاقاته الاجتماعية».

وأشار في خطبته إلى أن «سوء الظن داء يسبب الكثير من المشكلات التي نراها اليوم على مستوى العلاقات الأسرية أو المجتمعية».

العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً