العدد 2924 - الثلثاء 07 سبتمبر 2010م الموافق 28 رمضان 1431هـ

إغلاق المواقع... إلى أين؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل، تسنّى لي حضور (غبقتين)، إحداهما لجمعية خيرية والأخرى سياسية، وكان الحديث عن الحدث الأمني هو الأبرز على أغلب الطاولات.

في ليلةٍ قبلها حضرت بعض مجالس الجيران الرمضانية، وكانت الأحاديث متشابهة. وللحقيقة لا يشعر المرء بوجود رعبٍ بمقدار ما هي صدمةٌ وعدمُ تصديقٍ لما حدث في رمضان هذا العام. وكان الهاجس المشترك عمّا ستئول إليه الأمور مع كل هذا التحريض والتأجيج.

وزير العدل صرّح أمس أن الانتخابات ستجرى في موعدها، ومن الواضح أنها رسالة تطمين، ولكنها في مثل هذه الأوضاع المتشنجة لن تطمّئن أحداً. فالمخاوف اليوم لا تتعلق بالانتخابات، بل بمآلات هذا الهامش من «حرية التعبير» الذي ظللنا نتفاخر به في البحرين منذ عشرة أعوام. فالإجراءات الأخيرة لم تنحصر في إغلاق بعض المواقع غير المسجّلة، بل تعداها إلى التضييق على الجمعيات السياسية، بدءًا بمواقعها الإلكترونية وانتهاءً بنشراتها الإعلامية التي تُوزّع على نطاقٍ ضيق، ونادراً ما تتعدى الأعضاء الحزبيين لتصل إلى عامة الجمهور. فإذا ضاق صدرنا بسماع أيّ صوتٍ مختلفٍ عن صوتنا، فتلك كارثةٌ لا تبشّر بخير.

إن سلسلة التراجعات تبدأ صغيرةً حتى يتسع الفتق على الخارق، ففي البداية تم إغلاق الكثير من المواقع المنتقاة بعنايةٍ، إمّا بحجة الطائفية أو الإباحية، وكلتاهما بضاعة ممقوتة لا تغري أحداً بالدفاع عنها. لكننا انتهينا بالتضييق على محرك البحث العالمي (غوغل)، بحيث أصبحت الكثير من الكلمات تخضع للحظر وبصورة كاريكاتيرية أحياناً. بعض طلاب الجامعة اتصلوا العام الماضي يشكون من صعوبة الدخول على بعض مواقع البحث العلمي، وبعضهم شكا من منع مواقع للترجمة، وهو ما حدث لي ذات مرة في بحثي عن كلمةٍ أجنبية. وفي مرةٍ أخرى، كنت أبحث عن تصريحٍ سابقٍ لرئيس مجلس النواب فاصطدمت بالحظر، واضطررت إلى اللجوء إلى أرشيف قسم المحليات للحصول على التصريح.

لا تذهبوا بعيداً... فقبل أسبوعٍ اصطدمت بالحظر أثناء البحث عن بعض خطب «نهج البلاغة» لسرعة الوصول إليها، ما اضطرني للعودة إلى النسخ الثلاث التي بحوزتي وما يعنيه ذلك من إضاعة ثلاثة أضعاف الوقت في تقليب الصفحات. ألا تحتاج آليات الحظر الآلي إلى تصحيح إذا كان يطال كتاباً دينياً قديماً يباع في الأسواق؟

اليوم تجاوزنا المواقع التي يديرها الشباب الهواة غالباً، إلى ملاحقة مواقع الجمعيات السياسية التي تعمل تحت سقف القانون، وحتى الآن تم استدعاء القائمين على ثلاثة من منابرها الإعلامية («الوفاق» و« «المنبر التقدمي» و»أمل»... و»وعد» في الطريق حتماً)! فالقضية تتجاوز إجراءات حفظ الأمن إلى تهديد حرية التعبير، في ظلّ مخاوف حقيقية من استنساخ تجربة «الحرب على الإرهاب»، التي اكتوى بنارها العالم كله طوال سبع سنوات عجاف.

إننا مجتمعٌ تعدّدي، فيه قوى وتيارات متنوعة، متضاربة المصالح والأهواء والمشارب الفكرية، ومن غير المنطقي أن نتعامل بطريقة «إما معي أو ضدي»، لعدم وجود إجماعٍ على تشخيص مشاكلنا أو طرق حلها من الأساس. وليس من الصحيح أن نحدّد هدفاً غير متفق عليه، حتى لو قاد إلى مزيد من الاحتقان، والفرز الطائفي وزيادة تشطير المجتمع وتفتيته.

أخيراً... ليس هناك من يفكّر كثيراً في الانتخابات بقدر ما يخشى من العودة إلى تكميم الأفواه، وفرض الرأي الواحد، وشطب ما تبقى من هامش حرية التعبير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2924 - الثلثاء 07 سبتمبر 2010م الموافق 28 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 5:37 م

      إلى متى الحظر العشوائي

      في مواقع انجلينزيه انا احتاجها كثير ومن خلال خدمة غوغل لترجمة المواقع الانجلينزيه انا استفدت كثير .. لكن للأسف وزارة الإعلام ابت إلا ان تحرمنا من هالخدمة وللأسف الحين ما نقدر

    • زائر 19 | 1:03 م

      أغلقوا المواقع

      كل موقع شريف يغلق ينفتح في مقابله رأي مواجه لمن أغلقه وتزداد المعارضة بين الشعب , أغلقوا واكثروا من معارضيكم , فإن كان عدد المعارضين الان 100 ألف فغدا مليون وهكذا , لكن كل المعرضين يحبون البحرين لأنها بلادهم غصبا عن كل من يسول لفسه أظهار المعارض أنه ضد بلاده بل المعارض ضد قوانين جائرة وضد الفتنة .
      وأكثر من يحبون أوطانهم هم المعارضون .

    • زائر 18 | 1:03 م

      الحمد لله والشكر

      واحد يكتب بالانجليزي والظاهر انه لم يفهم ما يجري ولا ما يكتب هنا. قاسم حسين يتكلم عن مشكلة تواجه الناس وآلاف الشباب ومستخدمي الانترنت ويضرب عدة املة حدثت له وتحدث لغيره كثيراً، وهو يتكلم عن السعودية وايران. كل شيء دخلتوا فيه الدول الثانية. عقدة تربيتم عليها.

    • زائر 17 | 9:18 ص

      تعامل طائفي

      الكاتب العزيز قاسم حسين
      هناك تعامل طائفي بغيض في غلق المواقع فما معنى غلق مواقع أسلامية ليس لها صلة بالسياسة لا عن قريب ولا بعيد ليس سواء إنهاء مواقع شيعية، فيما يبقى أحد المنتديات المعروف عنه بالطائفية الذي يشتم أعضاءها طائفة ليلاً ونهاراً ويتعدى على رموزها وعلماءها ؟؟
      وبخصوص المواقع الأخرى وتحديداً المواقع السياسية هو كما تفضلت تراجع في الحرية وتراجع من الجهات الرسمية ورفض لسماع الرأي الآخر.

    • زائر 16 | 7:47 ص

      اللون الواحد

      بسبب الرأي واللون الواحد هجر الناس التلفزيون واصبح يكلم نفسه ولحقته الصحافه والاعلام.بدل الاغلاق والانغلاق تعلموا احسن .

    • زائر 15 | 6:32 ص

      أنا أضيف !!

      ها هي إدراة مكتب حقوق الإنسان قد جمّدت أيضا
      والبقية تأتي والأمور تتطور إلى التأزم وإلى مزيد من التأزم أيها الحكماء إلى وين راحيني بهالوطن.

    • زائر 14 | 5:13 ص

      البحث عن موقع السيارات

      انامالي غرض بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد انا هاوي سيارات اتابعها في النت رحت اتصفح المواقع ولهي محظورة ومغلقة فشفت اليوم السيد كاتب عن الموضوع فكتبت افتحوا مواقع السيارات يا ناس يا عالم يا هو ، هذه هوايتي ارجوكم ما اقدر استغني عنها والا بتحر وانتم المسؤلين يوم القيامة اللهم قد بلغت اللهم فأشهد وحسبنا الله ونعم الوكيل . انا ما اقدر اشتري سيارات خلوني احلم بالمشاهدة هوايتي هوايتي هوايتي هوايتي هوايتي هوايتي السيارات ...

    • زائر 13 | 4:34 ص

      مشكلة ؟ لا أعتقد

      هل يحسبون أنهم بإستطاعتهم وقف التكنلوجيا ؟ إلى القراء الأعزاء لا تحزنوا من غلق المواقع فقط حملو برنامجا صغيرا يفتح لكم كل باب طائفي مقفول أمامكم

    • زائر 11 | 3:53 ص

      غلق المواقع وتكميم الأفواه لا ينفع

      إن وضعنا الحالي لا يسمع بمثل هذه الأمور ولا بد أن تعرف السلطة آراء الناس وما يدور في خلدهم
      وإذا سدت هذه الأبواب فسوف يضطرون للتعبير بطرق غير شرعية وسوف تخلق مشكلة جديدة.
      لذلك على السلطة فسح المجال للتعبير بحرية
      دون الإساءة إلى أحد. لكي توصل الكلمة إلى أصحاب الشأن وعلينا نحن أيضا أن نهذب من طرحنا
      وأسلوبنا صحيح لنا مطالب ولنا حقوق ولكن هناك أساليب مهذبة ومؤدبة في إيصال وجهات النظر المعاكسة فلنتعلم كيف نتخلف مع الآخر دون التجريح القول اللين يعطي مفعول أفضل احيانا

    • زائر 10 | 2:37 ص

      الراي الواحد يهدم ولا يبني ...ز

      راي الجماعة لا تشقى البلاد به*** وراي الفرد يشقيها ...

    • زائر 8 | 1:28 ص

      Thank you King Hamad

      Bahrain is the country of law. Freedom has limit when you affect others. Read today news properly. When those press release violated the Bahraini law (I beleive you have voted for the Bahraini law) the government and as per law allowed the press release. This is the Beauty of Bahrain law and Freedom that is being miss used and miss interpreted by some of people. Thanks God to be in Bahrain and not in Saudi or Iran. Thank you Bu Salaman.

    • زائر 7 | 12:47 ص

      عنترية وزارة

      عزيزي قاسم حسين.. طالعتنا اليوم هيئة شئون الاعلام بتصريح بانها تطالب جميع المواقع المحظورة بتصحيح اوضاعها والعودة إلى رشدها..هذا التصريح مثال للإعجاب ..فهل لهذا الهيئة تريد بأن لاتسمع الا صوت واحد؟ لكي ترضى عنها وتعطي هذه المواقع صكوك الغفران؟
      اذا كانت تظن الهيئة باستمرارها على هذا النهج بأنها تحقق النصر على منافسيها فهي واهمة.. لانه من الصعب ان يستمروا في ذلك.

    • زائر 6 | 12:18 ص

      نعم يا سيد

      نعم يا سيد هذه بداية ولا نعلم ما هي النهاية
      الله يستر على هذا الشعب المحروم المتآمر ضده من اصحاب الاقلام المأجورة والصحف الصفراء والمنافقون الذين يطبلون ويزمرون خلف كل ناعق

    • زائر 4 | 11:12 م

      الله الله في الوطن

      يجماعه الوضع لا ايسر عدو و لا صديق. فا الله الله في هذا الوطن الصغيير في مساحته الكبيير با اهله و قيادته

    • زائر 3 | 10:51 م

      آن الأوان لرفع الحظر عن المواقـــــــــــــــــــع الالكترونيـــــــــــــة العادية لا نجد سبب لاغلاقها لا نريد أن نرجع للعصـــــــــر الحجـــــــــــري .............. ام محمود

      هذا المقال كنت أنتظره من زمان يا سيد قاسم لقد مللنا وسأمنا وضجرنا وارتفع الضغط عندنا من كمية المواقع الالكترونية المحظورة .. مواقع عادية بها أدعية دينية ومناجات وخطب للأئمة عليهم السلام لماذا تغلق ؟ واخرى خاصة بالبحث العلمي وتساعدنا في ايجاد المعلومات المطلوبة بسرعة كما تفضلت .. لا أرى اي بلد يحظر الكنز العالمي وهو الأنترنت مثل مملكتي العزيزة .. نرجو من القائمين رفع الحظر عن المواقع العادية التي ما فيها شيء .. وشكراً للجميع ونتمنى زوال الأزمة لأنها تسببت لنا بصدمة قوية ودهشـــة مثل ما قلت سيد

    • زائر 2 | 10:41 م

      اكنسلون النت احسن

      الله المستعان وثانيا يابو هاشم القرائه من الكتاب افيد من ادورها من الانترنت يبونكم تصورون مثقفين اكثر المواقع الاكترونيه والانترنت يعلمكم الكسل

    • زائر 1 | 10:37 م

      وما خفي اعظم

      الكثير من المواقع الدينية الشيعية أغلقت في الفترة الاخيرة ... كانت المواقع الدينية الشيعية المشهورة مغلقة في السابق والان اضيف اليها الكثير وقد يأتي يوم نرى جميع المواقع الشيعية مغلقة ولا تمييز ولا طائفية في البلد !

اقرأ ايضاً