العدد 2928 - السبت 11 سبتمبر 2010م الموافق 02 شوال 1431هـ

العنف ليس خيارنا

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

اليوم أقف أمامكم لا يائساً ولا قانطاً، ولكن مصارحاً ناصحاً، أمانةً للتاريخ، فليس هذا هو البرلمان الذي ناضل من أجله الشعب سنةً وشيعة وبجميع فعالياته ورموزه، وليس هذا هو الذي صوّتنا عليه جميعاً!

ولكن لا يعني هذا نهاية المطاف، ولا يُفكِّرنَّ أحدٌ منكم أن يتخلَّى عن أسلوب العمل السلمي الحضاري الذي عاهدنا أنفسنا عليه، وعَرَفَنا العالم من خلاله، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة، فهذه مرحلة سياسية لها أدواتها وآلياتها وقوانينها، وهناك جمعيات سياسية ستواصل الدرب بنفس النهج، معتمدةً في ذلك على حضوركم الفاعل السلمي بعيداً عن كلِّ أشكال العنف أو الفوضى، حتى يتحقَّق ما يطمح إليه كل مخلصٍ لوطنه ودينه فحذار حذار فهناك من يتربَّص بنا الدوائر، وقد يجد هؤلاء بعض المتحمسين البسطاء وسيلة لجر الساحة للعنف، فلنكن واعين ولنبقى كما بدأنا أصحاب حق وعدل ودعاة أمن وسلام.

سماحة المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري

مسجد الإمام الصادق(ع) - القفول - المنامة

22-2-2002م

إن أكثر ما كان المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري هو أن تتحقق مطالب الناس المشروعة في الحرية والكرامة والمساواة من دون أن تنحرف الحركة المطلبية عن سلميتها وعن مسارها الحضاري وعن الآليات التي تستقيم مع الشرع والعقل والبداهة الإنسانية والفطرة السليمة.

لقد كان سماحة الشيخ الجمري يراهن على وعي النخب ووعي الجماهير في حفظ الساحة من أي منزلق يقودها للمواجهة أو للخيار الأمني أو للعنف. وفي أوج الحماس الشعبي على الآليات والصلاحيات التي صدر بها الدستور المعدل كان الشيخ الجمري مدركاً على الدوام بأن الخيار السلمي العقلاني الذي يستقيم مع ما استقرت عليه الأعراف الدولية هو الخيار الصحيح والصائب في كل الأحوال.

اليوم ونحن نعيش في خضم ظروف أصعب من تلك التي عشناها في العام 2002؛ لأن اليوم لدينا نحو 200 معتقل، وهناك تراجعات على المستوى السياسي وعلى مستوى الحراك الحقوقي وهناك تقييد غير مسبوق للحريات، لذا نقول إن من الحكمة أن نعود الى النهج الذي اختطه الشيخ الجمري، وهو الخبير بشئون الساحة والضليع بقضاياها، فمن يزايد على الشيخ في تضحياته الكبيرة وفي نضالاته المستمرة وفي حرصه على تثبيت الاستقرار.

لنعترف بأن السنوات العشر الأخيرة قد شهدت اختلاطاً للأوراق من جميع الأطراف الرسمية والشعبية، ولكن المهم اليوم أن نتفق على أفق مشترك جديد. ولنعلنها بكل وضوح: فالعنف ليس خيارنا، لا عنف السلطة ولا عنف الشارع. فالعنف ليس الطريق الصحيح لمعالجة أي مشكلات تؤرق الساحة ومنها التمييز والتجنيس وصلاحيات المجلس المنتخب.

لا أجد سبباً يبرر العنف الذي جرى في الساحة، والمواجهات العبثية المتكررة؛ لأن الفاتورة الباهضة الثمن بدأ الجميع يدفع تكاليفها. وبصراحة الحركة المطلبية اليوم لا تحتاج إلى حرق إطارات ولا تعطيل الشوارع ولا إتلاف أعمدة الإنارة أو محطات الطاقة، بل تحتاج إلى حراك سلمي ضاغط وفاعل ومشاركة مؤثرة وتواصل مستمر مع أصحاب القرار ومواقع التأثير.

اليوم تتكرر هذه الدعوة من رموز وشخصيات مخلصة وصادقة ومن بينها العلامة السيد عبدالله الغريفي والشيخ ناصر العصفور وآخرون حكماء ممن ينبغي لكل الأطراف الإصغاء لهم والتجاوب مع دعواتهم.

ثمة مبدأ مهم يجب ألا نحيد عنه، نحن نريد الدولة القوية التي تحتضن جميع أبنائها على قدم المساواة بلا تمييز، نعم، نريد الدولة التي تكون لها هيبتها بالقانون ويكون للناس فيها كرامتهم وحقوقهم المشروعة. فالعنف ليس خيارنا، وكما قال الشيخ الراحل العزيز: «فلنكن واعين ولنبقَ كما بدأنا أصحاب حق وعدل ودعاة أمن وسلام»

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2928 - السبت 11 سبتمبر 2010م الموافق 02 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 5:01 م

      انها الوفاق ولا ريب

      وهناك جمعيات سياسية ستواصل الدرب بنفس النهج، معتمدةً في ذلك على حضوركم الفاعل السلمي بعيداً عن كلِّ أشكال العنف أو الفوضى، حتى يتحقَّق ما يطمح إليه كل مخلصٍ لوطنه ودينه

    • زائر 44 | 12:57 م

      احسن يا أستاذ حيدر

      يا ليت يقومي يعون `ذلك

    • زائر 38 | 10:45 ص

      التأثير بقوة

      العنف وحرق الإطارات جر علينا وبالا نحن الطائفة الشيعية ، ونحن من هذه العمليات أشد الخاسرين .
      العنف هو سلاح الضعفاء ، هناك طرق أكثر إيجابية و أشد تأثيرا ، وأنفع جدوى ، يمكننا بالإعتصام والمطالبات السلمية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة ان نؤثر ونؤثر بقوة أكبر

    • زائر 37 | 10:40 ص

      عين العقل والحكمة

      سلمت يا أخ حيدر أكرر نفس القول العنف ليس خيارنا، كلام يثلج الصدر ، هو صوت العقل والحكمة، نتمنى لو يقرأ هذا القول من يقوم بحرق الإطارات

    • زائر 34 | 8:50 ص

      الدرع الحصين

      هُمُ الدِرْعُ الحَصِينْ
      والسَدُّ المَنِيعْ
      هُمُ السَّـادَةَ
      والقَــادَةْ
      الذِينَ إِنْ تَمَسّكْنا بِهِمْ تَمَسّكْنا بِحَبْلِ الله وَنَجَونا
      ( مَعَكُمْ مَعَكُمْ يَا عُلَماءْ )

    • زائر 31 | 8:16 ص

      اثبت في كل بقاع العالم

      ان الاخرار و المفكرين و اصحاب الضمير هم من يقود و يتصدي للظلم و الدفاع عن خريه الانسان و استقلاله عن العبوديه اما الجهل و اصحاب العاهات فيرضون بعيشه الدل

    • زائر 30 | 8:12 ص

      بعيدا عن الجدال

      نحن اصحاب حق ونريد الحريه و العدل و سننالهم ومن يعجبه الوضع هو وشانه ومكانته من الانسانيه و نحن لنا حقوق كاصحاب ارض ولا فضل لاحد علينا

    • زائر 29 | 7:33 ص

      انك تقول شططا

      اخي لقد ولت تلك الايام ،احنا في الوقت الحاضر ، البرلمان هو البرلمان المثالي الذي ينشده كل شخص و كل صاحب ضمير ، لكن تصرفاتكم هي المشينة ...

    • زائر 27 | 7:12 ص

      لقد بح صوتنا!!

      شكراً أستاذ حيدر على هذا التذكير الذي بح صوتنا ونحن ننادي ولا من مجيب!! الأستاذين العزيزين اللذين لانشكك في نواياهم الخيرة يتحملان الجزء الأكبر من عنف الشارع الذي يقوده أطفال دون الخامسة عشر والذين يلقون الإستحسان والإطراء من الأستاذين ، وأنا كنت متوقع أن تصل الأمور إلى أبعد من ذلك كأن تسقط ضحية من هؤلاء الأطفال-لاسمح الله- ولكن الحمد لله أن الله سلمهم.
      إذا كان كبار القوم لايسمع لأصواتهم فكيف ستسير الأمور ياأستاذ؟! قطعاً ماحصل يتناسب مع تلك المقدمة لأن النتائج تتبع المقدمات

    • زائر 26 | 7:03 ص

      كلام منطقي وسليم

      كل التحية والتقدير للكاتب المحترم لوضعه النقاط فوق الحروق وليكن الثقة هي السمة الموجودة بين طرفي الحوار إن وجد مجال من طرف السلطة!والله المعين على ما تصفون!!!.

    • زائر 25 | 6:12 ص

      النضال السلمي يجب أن يتواصل

      لم يتحقق لنا مما كنا نصبوا إلىه إلا القليل وفي الجانب الآخر هناك أمور خطيرة أحدثتها السلطة في مقابل برلمان عليل كالتجنيس لذلك لا يجب أن تتوقف المطالبة بالحقوق ولكن بصور حضارية وسلمية متطورة يجب إعمال الفكر وابتكار طرق جديدة سلمية تعبر عن عدم الرضا بما حصل
      نحن في زمن وعالم متحضر ونحن شعب مسالم
      فلا يجرّن تعامل الحكومة بأي صورة من الأشكال إلى الخروج عن طبيعتنا المعروفة عنا من أطيب شعوب العالم فإن تخلينا عن ميراثنا من العادات الحسنة لهو أسوأ من الظلم الذي نعيش فيه
      وسنصل في يوم ما

    • زائر 24 | 6:11 ص

      إلى الزائر رقم واحد

      يا حبيبي ,, الجمري رحمه الله يقول ليس هذا هو البرلمان الذي سقطت من أجله الدماء ليس هذا البرلمان المقيد المطلوب ,, والوفاق متمسكة بالمناصب ولو كانت جادة لقاطعة هذه المهزلة !

    • زائر 23 | 5:17 ص

      صح لسانك .

      مقالك منطقي ويرد الروح واصيل

    • زائر 22 | 4:23 ص

      ثبت ثم انقش

      من أوردت كلامه لم يعد موجوداً ، ولم يعد عندنا مثله. ولم نعد نرغب فيه . أتعرف لماذا؟ لأنه شريف وصادق وشجاع لا تأخذه لومة لائم أتظن لو كان معنا الان لصرنا الى ما نحن فيه انه القائد الذي يحبه الجميع لماذا؟ لأنه لا يفرق بين ذاك وهذا؟ لأنه ديمقراطي هات مثله ثم أورد تعليقك من أسفله اخي الكريم

    • زائر 18 | 4:01 ص

      رحم الله الشيخ الجمري

      كم اتمنى أن ينظر الجميع الآن إلى كلمات شيخ عبد الأمير الجمري ويقومون بتطبيقها خصوصا بعد الأزمة الحادة التي أصبحنا نعاني منها اليوم وهذا الاحتقان غير العادي بين مختلف الأطراف ولا يوجد حل سوى الحوار

    • زائر 17 | 3:47 ص

      موفق

      تحليل جيد يا حيدر ولكن إلى متى تبقون تختبئون خلف الأماني والرغبات وتغضون النظر عن الحقائق والأرقام؟

    • زائر 11 | 2:02 ص

      بعد النظر ...كان سمة من سمات الشيخ المرحوم

      ليتك كنت حاضرا يا شيخي الجليل...ولكن مهما طال الزمن سوف تكون نبراس الى هذا الشعب بكل اطيافه.....فشعلتك ما زالت تضىء في هذه العتمه و التي اتمنى ان تكون مزمنه...وليس من حقي ان اتنازل ان حقي الذي خلقت به وهبة الله الى الجميع " الحرية و الكرامة"
      واتمنى منك يا حيدر ان تستمر في مثل هذه الكتابات المضيئه

    • زائر 9 | 1:30 ص

      يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض

      (فليس هذا هو البرلمان الذي ناضل من أجله الشعب) عبارة الشيخ الجمري هذه تكاد تجدها في كل قرية لكنك لن تجد الاستدراك الذي تبعها والذي يؤكد على التزام المطالبة السلمية ، وكذلك من نصبوا أنفسهم زعماء للشارع اليوم يبررون لعمليات الحرق في الشوارع واستغلال الجهلة والمراهقين والأطفال الذين لا يتورعون عن شتم العقلاء وحرق حتى البيوت والسيارات ومع ذلك يدعون التزامهم السلم في مطالباتهم ومثل ما يقول العراقي ايقشمرون اعقولنا .

    • زائر 8 | 12:43 ص

      أبن المصلي

      أحسنت ووفقت الى درب الخير بهذا الطرح الجميل لقد اصبت كبد الحقيقة بهذا الطرح المحتوي على معاني الخير وكثر الله من امثالك الناصحين ذكرتنا بشيخنا رحمة الله تعالى عليه هذا الرجل الذي تفانى في حب وطنه ومجتمعه واخلص لله فكان مسعاه الخير لكل الناس بدون أن يستثني احد
      أراد بذلك الأصلاح لاغير وكان يدعوا دائما وابد الى التهدئة وعدم الأضرار بالوطن وكان ديدنه المطالبة بالحقوق المشروعة بلغة حضاريه سلمية بوعي ونفاد بصيرة حتى احترمها العدو قبل الصديق فالفطرة السليمة تحتم على الجميع نبذ العنف أيا كان مصدره

    • زائر 7 | 11:34 م

      عاشق الوطن

      شكراً اخي العزيز حيدر محمد على هذا المقال القيم ياريت الناس تستوعب هذا الكلام وتنسى جراحاتها وتذهب لتنتخب حتى نثبت للعالم إننا أصحاب حق وأمن وسلام ونصيحة للأخوة أن لاينفعلوا لتعليقات من يريدون الفتنة والطائفية للبلد ولايردو عليهم أو من يتهموننا بعدم الولاء لهذه الأرض الطيبة فسد الأدان عنهم وعدم التعليق على كتاباتهم أقوى رد عليهم وعليكم إخوتي بالدعاء فهو أقوى سهم على كل من يريد الشر لهذا البلد وكم لله من لطفً خفي يدق خفاه عن فهم الذكي وكم أمراً تساء به صباحاً فتأتيك المسرة بالعشي وحسبنا الله وكفى

    • زائر 6 | 10:57 م

      دعاء العيد الكاتب: قاسم حسين

      وأن يحلّ محلها العدل والتسامح والمساواة وتكافؤ الفرص لكي تستقيم الأمور وتنتهي المظالم. وأن يؤمنوا قولاً وفعلاً بذلك المبدأ الخالد الذي وضعه لهم رسولهم محمد بن عبدالله (ص): «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
      أدعيةٌ لا تصدر إلا من نفوسٍ شامخةٍ تعلّقت بالملكوت الأعلى، ولا تطرب لها إلا القلوب التي تحتفي بالإنسان أينما كان، وتحتضنه بدفئها في الأعماق.

    • زائر 4 | 10:54 م

      دعاء العيد الكاتب: قاسم حسين

      في بلادٍ أخرى... تلهج الألسن بالدعاء لصلاح أمور المسلمين، حكاماً ومحكومين، وأن تقوم علاقاتهم على الثقة والصدق، وليس الشكوك وسوء الظن. وأن تنعم الشعوب بالحرية كما تنعم الشعوب المتحضّرة، وأن يتخلّصوا من أمراض التمييز والطائفية والقبلية والمحاباة والفساد المالي والإداري، وأن يرعوي كتّاب الفتن والمعتاشون على الأزمات.

    • زائر 3 | 10:11 م

      نعم لجمع الشمل

      أنا أعتقد بأن رأي الشيخ ناصر رأي سديد ولا يوجد حل لهده الدوامة الا بتوحيد الصف ومخاطبة الدولة بوضوح بالمطالب ولكن لمادا لم يطرح الشيخ رأيه على أصحاب الشأن ولمادا طرحه علناً في الصحافة

    • زائر 1 | 9:21 م

      مواطن

      الوفاق هي خيارنا وهذا ما هو مكتوب اعلاه في توصية الشيخ عبدالامير الجمري واللي بقول غير ذلك يعني مو عايش في البحرين

اقرأ ايضاً