العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ

المدن الموعودة والأمن الاجتماعي للناس

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

يتعين التفكير ملياً في مسألة انقياد بعض الشباب نحو خيار العنف والتطرف الذي نرفضه رفضاً قاطعاً، غير أنه من المهم تحليل ما يجري على نحو أكثر عمقاً لمعرفة الدوافع النفسية والاجتماعية لهؤلاء الشباب.

حدثني بعض من أثق بنقله بأن عدداً من المعتقلين وخصوصاً الشباب يعيشون في أوضاع اجتماعية صعبة ومنازل آيلة للسقوط، وبالطبع ذلك ليس مبرراً للجنوح نحو أساليب غير سلمية. وإذا تحدثنا عن الواجبات الحتمية لهؤلاء الشباب في الانقياد للدولة والاعتراف بالمؤسسات والقانون فإن ذلك يعني في المقابل أيضاً أن نذكر الدولة بمسئوليتها تجاههم.

الأمن الاجتماعي والاقتصادي للناس طريق مهم لإبعاد الشباب عن دائرة العنف، فلا بد أن تقوم الدولة بتقديم الخدمات الكاملة من دون منة كما كان ذلك بشكل جارح في التلفزيون الرسمي. لأن الخدمات العامة حق دستوري أصيل وجزء من حقوق المواطنة التي لا يمكن تجزئتها.

لقد أصدر جلالة الملك أمره الكريم قبل أكثر من ثماني سنوات بإنشاء أربع مدن إسكانية تستوعب 50 ألف مواطن، ولكن هذا الحلم لم يتحقق حتى الآن. فلنقف وقفة مصارحة اليوم لنتساءل عن المعوقات التي حالت دون تنفيذ هذه المشروعات الاستراتيجية.

فحين تفضل سمو ولي العهد بوضع حجر الأساس في المدينة الشمالية في أكتوبر/ تشرين الأول 2002، استبشر الناس خيراً، لأن هذه المدينة ستقضي على آلاف الطلبات المتراكمة في أدراج وزارة الإسكان، وحسب ما أعلن كبار المسئولين حينها في احتفال وضع حجر الأساس فإن المدينة الشمالية ستقام على مساحة تقارب 1500 هكتار من المساحات البحرية المتاخمة للمحافظة الشمالية، وستستوعب أكثر من 20 ألف وحدة سكنية.

وكانت زيارة سمو ولي العهد مهمة وتاريخية ولها دلالاتها المحفوظة في الوجدان، ومن أجمل ما قاله سموه بعد لقائه الشيخ عيسى قاسم: «إن الكل له جهد، بغض النظر عن انتمائه السياسي، في إعادة بناء هذه المناطق، وكل مناطق البحرين، وإذا استطعنا أن نجتمع على ذلك فنحن بخير، لأن المصلحة العامة والمصلحة الفردية في هذا الوقت لتأمين الحياة الكريمة المستقرة ضرورة ملحة، ونأمل من الله أن يوفقنا».

ولكن مع كل أسف، فإن مشروع المدينة الشمالية تعثر وأصبح في طي النسيان وأتمنى من صميم قلبي ألا يكون هذا المشروع التنموي الخدمي الاستراتيجي في عداد المفقودين. فأنا شخصياً رصدت 12 موعداً مختلفاً لبدء العمل في المدينة الشمالية، هذا ما استطعت حصره على لسان المسئولين. وكلما يقترب استحقاق انتخابي يخرج المسئولون بتصريح جديد عن المدينة، وكأنها ورقة سياسية أكثر من كونها مشروعاً تنموياً ملحاً لتثبيت دعائم الاستقرار.

لا أتحدث اليوم من واقع التعليق المجرد ولا حتى البكاء على اللبن المسكوب، وإنما من موقع الأمانة في إيصال الحقيقة للقيادة والمسئولين. وهذا جزء لا يتجزأ من واجبات الصحافة ومسئولياتها أن تكون حاملة لتطلعات الناس على الدوام.

اليوم حين أزور الموقع المفترض للبناء بعد ثماني سنوات من وضع حجر الأساس أكتشف أن لا وجود لأي مؤشر على مشروع إسكاني فيه، ولم يستقر حجر على حجر. ليست المدينة الشمالية وحدها، بل الحال ينطبق على زميلاتها الثلاث الأخريات وعن وعود سابقة ولاحقة.

إذاً لتبيان الحقيقة، لا بد من عقد ورشة عمل وطنية لنعرف أسباب عدم تنفيذ الدولة للتوجيهات الملكية الكريمة ببناء أربع مدن إسكانية في مختلف محافظات المملكة رغم مرور قرابة عشرة أعوام على صدور هذه التوجيهات. لأن تنفيذ هذه المشروعات التنموية الاستراتيجية سيقضي على أية منابع للتطرف وسيسحب من تحت أقدامها بساط المبررات

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 10:15 ص

      حققوا احلامهم

      حققوا احلامهم في وطن ينعم بخيراته الجميع ويسعد فيه الجميع هل يسر صاحب القصر ان يجاوره كوخ او بيت متهالك ايل للسقوط واهله ينظرون الى قصره بحسرة والم وحسد تملأ قلوبهم وترفع اكفهم للسماء داعية ؟

    • زائر 23 | 10:02 ص

      14نور::هي بضعة أبيات يا أخي ومنعتها

      س: لم المنع ؟
      أهي الحقيقة ولذلك يراها الناس مرعبة؟
      هل أبطالها أحياء أم إنها من نسج الخيال؟
      هل لي الحق بالمطالبة بإنزالها أم لا ؟
      هل لكم الحق بإبطالها أم لا ؟
      هل أنا مخطئ ؟
      هل أنتم محاسبون على ذلك بما إنها أمانه؟
      ج: أنزلها رحم الله والديك وحشرهم مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    • زائر 21 | 9:28 ص

      سرقة

      لعل المسؤلين المعنين يقرأؤن هذه الحقائق ، وتتحرك ضمائرهم قليلا . الى اي مدى سيزلق هذا الوطن كلما سرقنا المال العام

    • زائر 18 | 6:01 ص

      حسن النوايا

      نقول إن مجرد حسن النوايا لم تؤدي بهذا الوطن إلا إلى المزيد من التهميش والإقصاء والفساد .. وهذه حقيقة قائمة على أرض الواقع نلمسها جميعا . ولا داعي للمكابرة بشأن نقيضها . فالوطن يأن تحت وطأت فساد كبير والجميع يعلم بأن "الوطن والمواطن" هو الغائب الأكبر ...

    • زائر 16 | 5:27 ص

      الخوف من كم ألف مجنس

      بصراحة صرنا نخاف من المشاريع الكبيرة لأن في طياتها تكمن أمور أخطر منها

    • زائر 15 | 4:47 ص

      بس باالكلام

      الكلام كثير وسهل صايره البلد مسلسل طويل الحلقات .الله يعين المواطن ويحفظ كاتب المقال المبدع .

    • زائر 13 | 4:19 ص

      14نور::تابع:: موضوع مهم وله من الأبعاد ما يجب التطلع إليه بجدية

      كريمة لا يحتاج فيها الشاب إلى أحد ولكنها تحولة بقدرة القادر إلى وضع لا يستطيع فيه الشاب الحلم حتى لأنه سيصطدم بالواقع فإذا كانوا الشباب موضوع بين المطرقة والسندان فياترى يا أستاذ حيدر ما الوسيلة للشاب هنا غير التجمهر والتضاهر ليوصل صوته للسلطات وعلى هذا وذلك يكون الشاب هو المخطئ وبدل محاسبة السارق يحاسب المسروق والسلام على من عقل الكلام.

    • زائر 12 | 4:12 ص

      14نور::تابع:: موضوع مهم وله من الأبعاد ما يجب التطلع إليه بجدية

      ولذلك يجب علينا أن نفتح هذه الأبواب لتلافي مثل هذا العنف الذي وسيكون أول الحاضرين وآخر المغادرين بعد خراب التله ومن عليها.
      الواقع:: والواقع مؤلم وأعطيكم على ذلك مثال, الوضع في بلد معين ولا أعني به بلداً معيناً بل هو مثال, هذا البلد يعاني أصلاً من كثافة سكانية ووضع إقتصادي مهترئ نظراً للعصابات التي هي جزء من منظومة الحكم فيه وأذيالها وطرق السلب و النهب وغيرها من الهموم التي لا يحتملها الجبل الشامخ وعلى ذلك سياسة تجنيس ولعبة سياسية كبيرة وتمييز ضد فئة من الشباب وغلق الأبواب أمامهم للمضي في حياة

    • زائر 9 | 4:06 ص

      أبن المصلي

      قال مولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ع أذا دخل الفقر بلد قال له الكفر خذني معك 0 وقال عليه السلام أيضا لو تمثل لي الفقر رجلا لقاتلته من مضمون الحديثين أن الفقر والتضييق على الناس في ارزاقهم ومعائشهم يخلق وضعا متوترا مشوشا على العقول وكما ذكرت أن هؤلاء الشباب قد سلبت منهم العقول حتى صاروا لايميزون الضار من النافع بسبب أوضاعهم المادية المتردية من ناحية ومن ناحية اخرى القهر الساكن في نفوسهم بسبب وحش التمييز والطائفية والمحسوبيه ألذي بسييه تأزم الوطن ومازال يعاني منه المجتمع البحريني

    • زائر 8 | 4:03 ص

      14نور:: موضوع مهم وله من الأبعاد ما يجب التطلع إليه بجدية

      الشباب:: مجموعة كبيرة من الدم الجديد وهي العنصر البشري الأكبر في كل المجتمعات تقريباً و زيادةً على ذلك هم العنصر الحيوي للإزدهار والتطوير.
      لماذا العنف:: العنف عادةً ما يكون جراء عنف آخر يتعرض له الشباب وهو السبب الرئيسي للعنف المتبادل الذي يصيب الشباب في كافة المجتمعات.
      الحل:: الحل هو التعاطي مع الشباب بالطريقة الصحيحة فلكل شاب أحلام وردية وآخر زرقاء وغيره خضراء حتى تنتهي الألوان فإذا قوبل الشباب بأبواب مغلقة يا أستاذ حيرد فالبطبع أول ما سيكون من ردت فعل هو العنف ولذلك علينا أن نفتح هذه

    • زائر 5 | 12:08 ص

      لفتة كريمة

      شكراُ لللفتة الكريمة والجليلة من قبل الكاتب المبدع
      في طرحه الاجتماعي المؤلم...

    • زائر 4 | 12:04 ص

      ومن أجمل ما قاله سموه في هذا الوقت تأمين الحياة الكريمة المستقرة ضرورة ملحة، ونأمل من الله أن يوفقنا

      فحين تفضل سمو ولي العهد بوضع حجر الأساس في المدينة الشمالية في أكتوبر/ تشرين الأول 2002، استبشر الناس خيراً، وكانت زيارة سمو ولي العهد مهمة وتاريخية ولها دلالاتها المحفوظة في الوجدان، ومن أجمل ما قاله سموه بعد لقائه الشيخ عيسى قاسم: «إن الكل له جهد، بغض النظر عن انتمائه السياسي، في إعادة بناء هذه المناطق، وكل مناطق البحرين، وإذا استطعنا أن نجتمع على ذلك فنحن بخير، لأن المصلحة العامة والمصلحة الفردية في هذا الوقت لتأمين الحياة الكريمة المستقرة ضرورة ملحة، ونأمل من الله أن يوفقنا».

    • زائر 2 | 11:47 م

      50 الف مجنس

      من قال خوك ما بنوا بنوا وعطوا ووزعوا ولكن على المجنسين المواطنين الجدد ما يبغي لهم بيوت عيل وين بتسكنهم فى الشوارع ما هو صرنا مليون ونصف موب داري خوك

    • زائر 1 | 11:01 م

      لبوا حوائجهم وأوفوا بعهودكم ؟؟؟؟

      هل يفهم من ذلك ان هذا عقاب جماعي كما عوقب من سحبت منه الوحدة السكنية بعد طول انتظار وحرمت منها صغار وكبار عائلته ..ز؟؟؟؟

اقرأ ايضاً