العدد 2930 - الإثنين 13 سبتمبر 2010م الموافق 04 شوال 1431هـ

مستشفى نفسي ألماني يعالج مرضاه بإشراكهم في تجديد المنازل

ثمة حالات صعبة في عنبر علاج الأمراض النفسية والعقلية ومدمني الخمور والمخدرات، ويرفض الكثير من أصحاب هذه الحالات العلاج المعتاد في المستشفى، ولم تتغير حياة المرضى وبدأوا في تكوين قدر من مشاعر احترام الذات إلا عندما بدأوا في العمل في مشروع لتجديد أحد المباني.

ويعد إيكارت واحداً من أكثر المرضى شديدي المراس، وكان يقوم بأعمال الغسيل وأحياناً كان يقوم بمهمة التخلص من القمامة، وعندما كان لا يقوم بهذه الأعمال كان يخلد للنوم كثيراً أو يقضي وقته في حل الألغاز، وكان إيكارت الذي يبلغ من العمر 66 عاماً مدمناً للكحوليات وظل يتلقى العلاج داخل عنبر الأمراض النفسية لمدة 36 عاماً.

ومع ذلك فمنذ يناير/ كانون الثاني الماضي ارتفعت روح إيكارت المعنوية حيث انغمس فيما يطلق عليه «منزل العمل»، ويعد واحداً من بين 45 مريضاً عقلياً ومدمناً للمخدرات والخمور الذين انضموا إلى مشروع للعمل والتجديد داخل مبنى مكون من طابقين ببلدة سيهندي بالقرب من هانوفر. ويقول إيكارت إن هذا المشروع موجه للأشخاص الذين لديهم شيء من العقل، ويثبت هو وغيره من نزلاء مستشفى واهريندورف كل يوم حقيقة هذا القول عن طريق ما ينجزونه من خلال المشروع.

وتوضح منسقة المشروع - الذي تقول إنه الوحيد من نوعه في ألمانيا - سوزان فاجنر أن المشاركين في المشروع يستغلون مهاراتهم في استخدام جميع الخطط المدرجة بالمشروع والتصويت عليها، والهدف هو مساعدة هذه الحالات التي كانت تعاني من المشكلات على أن تصبح معتمدة على نفسها عن طريق وضع نظام يومي لها.

ويستخدم المرضى الأدوات الثقيلة لتكسير الجدران وبناء جدران جديدة وخفض الأسقف ووضع ورق الحائط والقيام بأعمال الطلاء وتبليط الأرضيات. ويقول فرانك (41 عاماً) وهو حداد إنه يشعر بكثير من المرح، وقد أمضى فرانك ثلاثة أعوام ونصف العام في العنبر ولم يكن يبعد عنه سوى ساعة أو ساعتين يومياً، وقد حاول دائماً أن يخرج من المكان للحصول على أقراص منومة كما يقول ديتر هيجر أحد مقدمي خدمة الرعاية الصحية بالمستشفى، والآن يقوم فرانك بنحت اشكال مزركشة للعبة الضامة بغرفته.

ويؤكد مدير مستشفى واهريندورف ألفريد جيسكه إن إدارة المستشفى لا يمكن أن تقبل ألا يستطيع الأطباء العاملون لديها الوصول إلى جميع مرضاها بالعديد من العلاجات التي تتبناها، ويوجد بالمستشفى 960 مريضاً ما يجعله أكبر مستشفى خاص للأمراض النفسية في أوروبا، وعندما اقترح العاملون بالمستشفى استخدام المنزل السابق للمشرف على المستشفى في العلاج أيّد المدير الفكرة في الحال، وبدأ مشروع التجديد مع مطلع هذا العام، ويأخذ المرضى الأدوية اللازمة ويذهبون للعمل بكل حماس.

وفي غضون ستة أشهر نجح المرضى في تحويل المبنى المهجور إلى جوهرة، وتم من خلال جهودهم وبالأثاث الذي تم التبرع به تجديد المطبخ والحمام وغرفة الكمبيوتر وحجرة الموسيقى وغرفة المعيشة، وكانت فترة العمل تمتد من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة والنصف عصراً، وتقول تانيا سيفرس وهي إخصائية نفسية واجتماعية إن الأفراد كلهم بذلوا أقصى ما في وسعهم وعملوا أطول ساعات عمل ممكنة.

وتمت زراعة الورود والطماطم بحديقة تقع خلف المبنى أنشأها المرضى، ويحب هانز وهو أحد المرضى العمل بزراعة ورعاية النباتات، ويقوم بتسميد نبات الدراق وريّه

العدد 2930 - الإثنين 13 سبتمبر 2010م الموافق 04 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً