العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ

الصحراء الغربية... الفوسفات أهم من البشر

تيتو دراغو - وكالة إنتر بريس سيرفس 

14 سبتمبر 2010

أكد ناشطون حقوقيون إسبان من أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، تعلق أهمية أكبر كثيراً على الفوسفات الذي تستغله في أراضي الصحراء الغربية، من حق الشعب الصحرواي في العيش في دولة مستقلة وديموقراطية.

وأكدوا أن المصالح التجارية للدول الغربية تسببت في استمرار الصراع المسلح المندلع منذ بضعة عقود، بين الجبهة الشعبية لتحرير الصحراء الغربية المعروفة باسم «جبهة البوليساريو» التي تطالب باستقلال الإقليم، وبين المملكة المغربية.

وصرحت النائبة الاشتراكية الإسبانية في البرلمان الأوروبي، فرانسيسكا ساوكييو، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أنه «يتحتم تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، يكون قادراً على تحقيق السلام، وهو المطلب الأساسي للتنمية والاستقلال والديموقراطية»، وخاصة في ضوء قرب المغرب والصحراء الغربية من أوروبا.

يذكر أن الفوسفات يستخدم على نطاق واسع في إنتاج الأسمدة ويعتبر مادة أساسية في تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. كما أن فوسفات إقليم الصحراء الغربية يعد ضمن أكثر أنواع الفوسفات تركيزاً في العالم.

هذا وقد حقق تصدير المغرب لفوسفات إقليم الصحراء الغربية إيرادات قدرها 1,200 مليار دولار في العام 2007 وحده وفقاً لبيانات منظمة التجارة العالمية. وصدرت المغرب الفوسفات الصحراوي أساساً لدول الإتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا وفرنسا، والبقية إلى الولايات المتحدة.

وتعتبر هذه الصادرات غير مشروعة وخاصة على ضوء قرار أمانة الشئون القانونية بمنظمة الأمم المتحدة في العام 2002، باعتبار عمليات استخراج الفوسفات من أراضي الصحراء الغربية ممارسات غير قانونية.

هذا، وتفسر هذه المصالح التجارية ردود الفعل الفاترة من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة بل والأمم المتحدة نفسها، على الهجوم الذي شنته الشرطة المغربية ضد 14 ناشطاً أبحروا إلى مدينة العيون التي تقع في الصحراء الغربية قبالة ساحل المحيط الأطلسي، والمظاهرات السلمية الذي تنظم لدعم المطالب الصحراوية.

والمعروف أن إسبانيا احتلت إقليم الصحراء الغربية منذ العام 1509 حتى أواخر العام 1975؛ أي بعد مرور سنتين على إنشاء جبهة البوليساريو. في ذلك الحين، وقعت المغرب وموريتانيا وإسبانيا اتفاقية تعهدت فيها إسبانيا بالانسحاب من إقليم الصحراء الكبرى، وهو ما فعلته يوم 28 فبراير/ شباط 1976.

وفي يناير/ كانون الثاني 1977 احتلت موريتانيا والمغرب مدن الصحراء الغربية. وبعد ذلك بثماني سنوات روجت الأمم المتحدة لمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهو ما قوبل بتعثرات متوالية أخفقت في تحقيقه.

ثم قامت المغرب في أواخر الثمانينيات ببناء جدار طوله 2720 كيلومتراً وحقول ألغام وتحصينات في إقليم الصحراء الغربية، وقسمت أراضيه إلى قسمين، تاركة للمملكة المغربية مناجم الفوسفات والشريط الساحلي ومناطق واسعة من مصايد الأسماك الغنية.

العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً