العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ

تأملات على طريق مكة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أول ما يستقبلك هذا العام في زيارتك إلى مكّة المكرمة، برج الساعة الضخم الذي افتتح قبل أسابيع، ويضم أكبر ساعةٍ في العالم، تطلّ على الحرم المكي الشريف.

المدينة المقدّسة تشهد حركةً عمرانيةً ضخمة... فهناك أسواقٌ كاملةٌ تم إزالتها فاختفت من الوجود. وهناك فنادق حديثة بعضها لم يمض عليه أكثر من بضع سنوات تم إزالتها أيضاً، مقابل تعويضات سخية. الإزالة قلصت أعداد المطاعم وأماكن الخدمات، وإذا كنت تبحث عن مكتبةٍ مثلاً لشراء الجريدة فربما لن تجدها إلا لدى بقالةٍ هنا أو هناك. ومكّة المكرمة التي عرفناها خلال العقدين الأخيرين ستختلف هيئتها كثيراً خلال بضع سنوات.

تقلص عدد الفنادق مع استمرار ازدياد أعداد المعتمرين رفع أسعار الفنادق بمعدل 25 في المئة، وزاد إنفاق المعتمرين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (رجب وشعبان ورمضان) إلى 30 مليار ريال (وهو ما يعادل ميزانية البحرين لمدة عامين). فتدفق المعتمرين أصبح مستمراً، وأغلبهم من الدول الإسلامية القريبة ذات الكثافة السكانية مثل مصر وتركيا وإيران، ما يجعل نسبة الخليجيين قليلةً باستثناء السعوديين.

المدينة المنورة تشهد حركةً عمرانيةً شبيهةً، وإن كانت وتائرها أقل مقارنةً بمكة، وخصوصاً بعدما انتشرت الفنادق الفخمة حول الحرم المدني وطوّقته من ثلاث جهات. البناء الفخم لا توازيه خدماتٌ متقدّمة في بعض الأحيان، فعندما يشكو الزائر من انقطاع الماء أو تعطّل مكيف الهواء في مثل هذه الأجواء الحارة، يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ وإلحاحٍ حتى تحل مشكلته، وربما يغادر الفندق دون أن تُحل. لعل هذه من النواقص الأزلية في المدن الإسلامية المقدّسة في مختلف البلدان، فهذه الفنادق التي يديرها عادةً القطاع الخاص هي الوحيدة التي لا تكترث كثيراً بالزوار، على خلاف بقية الفنادق في العالم!

الأرقام المنشورة عن أعداد المعتمرين البحرينيين، تشير إلى 8 آلاف، يشكّل الشباب والفتيان النسبة الأكبر منهم، وخصوصاً في «عمرة العيد»، التي سبقت عودة الطلاب للمدارس هذا العام. فهي تجمع بين الزيارة الدينية والسياحة والترفيه، وبعض هذه الرحلات رتبته مؤسسات وهيئات دينية.

في العمرة تجد موضوعاً مسيطراً على الجو كل عام، فبعد الانتهاء من مناسك العمرة التي لا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات في المتوسط، يكون هناك الكثير من الوقت للنقاشات، حتى لو لم تتعد زيارتك ثلاثة أيام. وفي هذا العام كان الحدث الأمني والاعتقالات هو الأبرز، وبدرجةٍ أقل بكثير... الانتخابات المقبلة بعد أسابيع معدودة. بل إن الحدث الأمني كان مداراً للسؤال عمّا يجري في بلادنا من قبل جيراننا السعوديين، فقد سمعت السؤال نفسه يتكرّر على ألسنة نساء ورجال لهم بعض المتابعة: ماذا يجري لديكم؟ ولماذا عودة الاعتقالات وبهذه الصورة المفاجئة؟ ولم يكن لدى المسئول إجابةٌ أكثر مما لدى السائلين.

من أجمل المشاعر التي تغمر قلبك بالراحة، وأنت في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، حين يقف إلى جانبك مسلمٌ إفريقي أو آسيوي، تؤدون الصلاة لرب واحد، لا يفرقكم لونٌ ولا لغة، ويقف العربي والأعجمي صفاً واحداً تجاه قبلةٍ واحدة، دون فوارق مذهبية أو قبلية. لحظاتٌ تنسيك كل اللوثات السياسية التي تعصف بالمسلمين في مستهل القرن الجديد، وتبيح ممارسة العنصرية في دول المؤسسات والقانون

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 10:18 ص

      أرأيت أستاذي الكريم

      عندما تكتب عن مشاعرك وأنت تقابل ربك تأخذ بعض القراء ذكريات الروحانية التي يعيشونها عندما يقابلون الرب الكريم ولكنني عندما قرأت الردود استعجبت من بعض القراء الذي استطاعوا بموهبة تنازعهم أن يقلبوا موضوعك للجدل المحتد إذا أمكنني قول ذلك أنا حقا مستغربة!!
      ربما يمكنني أن أفهم ما يحدث فكل يرى الأمر من وجهة نظره

    • زائر 17 | 7:33 ص

      أبن المصلي

      تقبل الله منك صالح الأعمال سيدنا والحمد لله على سلامة الوصول 0 المتداخل رقم 3 طرح سؤال يدين علمائه الذي يقتدي بهم والذين يعتبرون الشيعة أخطر من اليهود على الأسلام ومنهم معتوه البحرين ذو الفكر التكفيري نسيت يا متداخل رقم 3 أن علمائنا يجوزون الصلاة خلف ائمة صلاة الجماعة من الطائفة السنية المعتدلين وليسوا التكفيرين

    • زائر 16 | 6:23 ص

      راحة كم يوم

      فعلاً يا سيد قاسم الواحد لما يروح ينسى هموم الدنيا وينسى الكتابات التحريضية على شعب البحرين والتقسيم الطائفي البغيض واللعب بالولاءات وغيرها من الأالعاب السياسية. على الأقل أرحت اعصابك كم يوم، والله ينجيك وينجينا من هذه الهموم السياسية التي لا تنتهي.

    • زائر 15 | 6:03 ص

      افهموها ياجماعة

      مع احترامي لكل االمشاركين لم تفهموا مغزى المقال! فلب المقال كله في ثلاثة أسطر فقط.

    • زائر 14 | 5:41 ص

      تقبل الله سيدنا

      الله يتقبل طاعتك سيدنا والله يوصلنا لبيت الله ونشوف الكعبة ونصلي هناك
      والله لك وحشة انت ومقالاتك ونتمنى لك موفور الصحة والعافية

    • زائر 13 | 5:30 ص

      قيم المسجد الطيب

      دخل سعوديون الى المسجد فلما رأو تربة الامام الحسين (ع) أرادو أن يخرجو من المسجد فذهب لهم قيم المسجد وقال وهو كبير السن ياأولادي ليش أتريدون تطلعون أحد منعكم؟ أحد ضايقكم ؟فقالو لا فقال هي صلاة صلو فهدا المسجد بيت الله ولا أحد له الحق أن يقول لكم شيئ فأخدو جانباً وقامو يصلون

    • زائر 12 | 4:24 ص

      مساجد الشيعة مفتوحة للجميع

      انا اسكن في قرية شيعية مئة بالمئة ، ومنذ صغري ارى بعض السنة من الهنود والباكستانيين والبنقاليين وغيرهم وبعض البحرينيين السنة احيانا ايضاً،ولم ارى احد منهم يصلي جماعة معنا ولم ارى في كل حياتي تعرض لهم احد من الشيعة حتى بالنظر ، فهم يصلون بطريقتهم ويخرجون من المسجد دون ان يكلمهم احد الا ان يلقي عليهم تحية الإسلام او يدعوا لهم بالقبول ( تقبل الله ).

    • زائر 11 | 2:44 ص

      دليل واضح

      أكبر دليل ما فعله الشيخ علي سلمان في البرلمان من الصلاة خلف شخص كان يدعو على الشيعة بالابادة في صلاة الجمعة.ومازال يكفرهم ويحرض عليهم في تصريحاته. فهل تريد احد يحترم نفسه ان يصلي وراءه بعد ذلك؟

    • زائر 10 | 2:06 ص

      الى زائر رقم 3 مع التحيه

      الشيعه في كل مكان تصلي خلف اهل السنه والجماعه فنحن ليس عندنا مانع ولكن للأسف اهل السنه والجماعه هم الذين لاياتمون بالشيعه وكاهي مساجد الشيعه مفتوحه تعال وصل معاهم لكن اشلون تصلي والامام اللي تصلي وراه يرى بعدم صحة الصلاة خلف الشيعي!عجبي الله يهديك بس

    • زائر 9 | 2:04 ص

      نعمة عظيمة......

      الله....ذكرتني بذلك المكان الذي تنسى فيه الدنيا وما فيها،انه فعلا نعمة عظيمة من رب العالمين، الحمد لله على سلامتك ياكاتبنا العزيز وهنيئا لك وصولك ذلك البيت العتيق (على الأقل تناسيت همومك السياسية والاقتصادية.......) والله يكون في عونك وعوننا في هذه الأيام.......تحياتي

    • زائر 8 | 1:36 ص

      هنيئاً لك يا سيد

      تقبل الله منك و اعادك إلى هذه الاماكن المقدسة

    • زائر 7 | 1:34 ص

      تقبل الله أعمالكم سيدنا

      الحمدلله على السلامة سيدنا وتقبل الله أعمالكم
      زيارة مقبولة

    • زائر 5 | 12:47 ص

      افهمها الله هداك

      السيد شخص يهمه سمعة وطنه مو مثل بعض المطبلين. عندما سالوه تغافل عن السبب، لأن القصة طويلة وحزينة. ماذا تريد منه يا رقم 3 يقول لهم؟ عن التجنيس واستبدال شعب بشعوب اخرى غير عربية؟ أم عن التمييز الطائفي والعرقي؟ السكوت من ذهب... عاد اقفهمها الله هداك.

    • زائر 4 | 12:41 ص

      الحمد لله

      السلام عليكم سيدنا، تقبل الله أعمالكم والحمد لله على السلامة

    • زائر 3 | 11:39 م

      و ليش ما تصلون مع السنة في مساجدهم

      الله يهداك سيد ليش ما قلتهم سبب الأعتقالات في مناطق محددة . الله يهداك انت تصلي و جنبك افريقي و اسيوي و من منعك ان تصلي مع اقرانك و كما تسمونهم الطائفة الكريمة . ألأ تعلم بان الصلاة مع اخوك المسلم السني تعادل سبعين صلاة مع جدك صلى الله علية و سلم . طبعاً نرى بعض اخواننا الشيعة في مساجدنا و منهم من يصلي جماعة و منهم من يصلى single انشاء الل نراك تصلي في مساجد الرفاع قريباً .

    • زائر 2 | 11:12 م

      موضة جديدة دخيلة

      من متى فى حياتنا من الخمسينات القرن الماضى وين رايح رايح للزيارة ابو الايمة او رايح أحج او العمرة اما الموضة الان وين رايح قال لك السياحة الدينية بالله شنو هالمسخرة واعلانات مايستحون اصحاب الحملات يوزعونها بالانترنت السفر للسياحة الدينية لموسم صيف 2010 وغيرها من الاعلانات دون حياء بالله من متى صارت الاماكن المقدسة هى سياحة واستجمام صحيح الا اختشوا ماتوا والله يرحم الاولين لين قالوا هاي زمان الردي

    • زائر 1 | 10:39 م

      تقبل الله منك صالح الأعمال والحمد لله على السلامة .... ام محمود

      لقد افتقدنا مقالاتك الاسبوع الماضي يا سيد وها أنت تنور الجريدة بكلماتك النابضة بالحياة .. العالم يتغير بسرعة مذهلة بما في ذلك الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والانسان اذا ذهب هناك يحس براحة نفسية وصفاء ذهني بعيدا عن الهموم والأوجاع التي في الدنيا ..

اقرأ ايضاً