العدد 1050 - الخميس 21 يوليو 2005م الموافق 14 جمادى الآخرة 1426هـ

في يوم الجمعة الحزين... البلاد القديم ودعت فقيدها "عباس الشجار"

لم تعد صبيحة يوم الجمعة الماضي كمثيلاتها من أيام، فقد عم الحزن الأهالي ولبست بلاد القديم ثوب الحداد على فقيدها الغالي المأسوف على شبابه عباس علي الشجار. يوم حزين ومنظر الجنازة وهي تطوف طرقات وممرات ذلك الحي كان مؤلما جدا، فلم تعد الحياة طبيعية كما كانت بل خيم السكون على بيوتها وشوارعها وباتت المنطقة شبه خالية من المارة، وما أن أعلن نبأ وفاته حتى علا البكاء أرجاء المنطقة وأخذ الناس يهرولون مسرعين نحو ذلك المسجد الذي أقيمت فيه الصلاة على روح الفقيد. جمع غفير، حشود مؤلفة من مختلف الأعمار جاءت لتقول للفقيد وداعا عباس، يوم حار مشبع بالرطوبة العالية الكل يلهث عطشا ملابسهم تقطر ماء، وجوههم مكسوة بالحزن عيونهم باكية قلوبهم متألمة تخرج من أفواههم صرخات هستيرية، وما ان انطلقت المسيرة حتى علت صيحات التكبير والإجلال لرب العالمين وسارت الجنازة تتلقفها الأيادي وكأني بها تطير من على أكتاف المشيعين. منظر محزن ومبك للغاية الكل يودعه بلوعة وحسرة ويطلب إليه الرحمة والمغفرة من الله وأن يدخله فسيح جناته. دعاء وتكبير صراخ وعويل من القلب ومن كل صوب ومكان إلى أن وصل جثمانه إلى مثواه الأخير بقراءة الفاتحة. بالأمس القريب فقدنا إنسانا عزيزا على قلوبنا ألا وهو الشاب سلمان الوادي رحمه الله واليوم أنت أيها الأخ والصديق "عديلي في النسب" حزن بعد آخر معادلة صعبة وكلمات مغروسة في الأحشاء تتدفق من مآقي العيون بأسى وحرقة ألم على فراقك، جرح لم يندمل بعد جاثم في القلب المحروق. عباس لم يمهلك المرض دقيقة واحدة لتعبر عما يجيش بخاطرك ولم تتكلم لمن هم أقرب الناس إليك على رغم أنك بين أحضانهم وزوجتك المحزونة عليك، وسادتك وحنانك، جسدك ممدد أمامهم يبكونك طوال الليل ينادونك ويرجونك النظر والتحدث إليهم ولكنك غارق في آلامك وعلى رغم ذلك ظلوا بقربك حتى الصباح وفي لحظة نقلك إلى المستشفى ودعوك على أمل اللقاء ولكن شاءت الأقدار وحكم أمر الله برحيلك عن الدنيا إلى الآخرة. بالأمس كان معنا واليوم قد رحل، ولكن لن نقول وداعا فهو بيننا وفي قلوبنا وأنفاسنا... هو عطر نقي من قطرات الندى برائحة الياسمين. فإلى جنة النعيم يا أبا علي.

علي الوادي

العدد 1050 - الخميس 21 يوليو 2005م الموافق 14 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً