العدد 2945 - الثلثاء 28 سبتمبر 2010م الموافق 19 شوال 1431هـ

عبدربه يحمل نتنياهو مسئولية انهيار المفاوضات وليبرمان يؤكد أنها ستستغرق عقوداً

البحرية الإسرائيلية تعترض مركب متضامنين يهود ... و«الجهاد» تدعو لانتفاضة جديدة في ذكرى «الثانية»

البحرية الإسرائيلية تقتاد زورق النشطاء إلى ميناء أشدود بعد اعتراضه         (رويترز)
البحرية الإسرائيلية تقتاد زورق النشطاء إلى ميناء أشدود بعد اعتراضه (رويترز)

باريس، الأراضي المحتلة - أ ف ب، د ب أ 

28 سبتمبر 2010

اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبدربه أمس (الثلثاء) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يتحمل مسئولية انهيار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وذلك على خلفية استئناف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال عبدربه في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «نحن نعتبر أن نتنياهو يتحمل المسئولية عن انهيار عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية»، موضحاً أن «السبب هو إصرار حكومة إسرائيل على مواصلة النشاطات الاستيطانية وقيامها برعاية هجوم المستوطنين وتوفير الحماية وكل الدعم والإسناد لهم». وشدد على أن «الموقف الفلسطيني يلقى التفهم والدعم الدولي الشامل والدعم العربي أيضاً».

وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن) هدد، بشكل غير مباشر، بوقف مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي حال تواصلت أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية. وقال عباس في مقابلة مع محطة «أوروبا 1» الإذاعية الفرنسية: «لا نريد وقف المفاوضات ولكن إذا استمر بناء المستوطنات سنضطر لذلك». وطالب عباس بوقف بناء المستوطنات طالما أن مفاوضات السلام دائرة. وكان عباس قد قال أمس الأول (الاثنين) في باريس إنه لن يتم اتخاذ قرار بشأن استمرار محادثات السلام في الشرق الأوسط قبل الرابع من الشهر المقبل. من جانبه أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان الثلثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين قد يستغرق عقوداً ويستدعي أولاً معالجة الخلاف مع إيران.

وقال ليبرمان في خطاب ألقاه أمام الجمعية «علينا أن نركز على اتفاق انتقالي بعيد الأمد (مع الفلسطينيين)، وهو أمر قد يستغرق بضعة عقود». وأضاف «في إطار السعي إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين، علينا أن نتعامل مع الجذور الفعلية للنزاع التي ستبقى لأعوام عدة». وتابع ليبرمان «ينبغي أن نفهم أنه يجب أولاً حل القضية الإيرانية».

جاء ذلك فيما يتوقع أن يصل الموفد الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل في وقت لاحق إلى المنطقة في محاولة لإنقاذ مفاوضات السلام المباشرة. وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينه أعلن أمس الأول أن عباس «تلقى اتصالاً هاتفياً من المبعوث الأميركي... بحثا فيه تطورات العملية السلمية عشية بداية جولة الأخير الجديدة في منطقة الشرق الأوسط».

في سياق آخر، اعترضت البحرية الإسرائيلية أمس مركباً يقل ناشطي سلام يهود في طريقه إلى قطاع غزة وأجبرته على التوجه إلى ميناء أشدود الإسرائيلي.

وأعلن منسق الحملة الدولية لمواجهة الحصار الإسرائيلي على غزة، أمجد الشوا «أجبرت 10 زوارق حربية إسرائيلية مركب المتضامنين التي تحمل اسم (إيرين) على التوجه إلى ميناء أشدود بعدما حاصروا المركب وقاموا بتهديده». وأضاف «فعلاً المركب الآن في طريقه إلى ميناء أشدود كما أبلغنا المتضامنون الشجعان»، معبراً عن أسفه «لهذه القرصنة» الإسرائيلية.

في هذه الأثناء، اختلفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن مهمة التحقيق التي كلف بها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وخلصت إلى «انتهاك خطير لحقوق الإنسان» ارتكبته البحرية الإسرائيلية في مايو/ أيار الماضي بحق أسطول مساعدات إنسانية كان متوجهاً إلى قطاع غزة وأسفر عن سقوط تسعة قتلى. وأعربت المتحدثة الأميركية، إيلين تشامبرلاين دوناهو أمام الأعضاء الـ 47 في المجلس عن «القلق من اللجهة، والعبارات ونتائج التقرير». وخلص التقرير بعثة التحقيق الذي نشر يوم الجمعة الماضي إلى وجود «أدلة تدعم ملاحقات» ضد إسرائيل.

ورفعت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس الأول مشروع قرار إلى مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة طلبت فيه «الموافقة على نتائج» تقرير المحققين و «توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة بأخذ ذلك التقرير في الاعتبار». ورفضت المندوبة الأميركية تلك الاقتراحات داعية إلى «عدم استخدام ذلك التقرير من أجل القيام بتحركات قد تعطل المفاوضات الجارية حالياً» بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إلا أن الاتحاد الأوروبي اقترح على مجلس حقوق الإنسان أن «يرفع التقرير إلى لجنة» الخبراء التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في نيويورك.

في إطار آخر، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية في كلمة له بمناسبة مرور عشر أعوام على الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أن الانتفاضة جعلت الفلسطينيين «أقرب للنصر والتحرير». وقال هنية في كلمته التي استهل بها جلسة خاصة لحكومته في غزة لمناسبة ذكرى الانتفاضة، أن «الانتفاضة أعادت الكرامة للشعب الفلسطيني وجعلته أقرب إلى النصر والتحرير». واعتبر هنية أن الانتفاضة رسمت «مشهداً بطولياً جسدته إرادة أطفال الحجارة... تعبد لنا الطريق نحو الحرية والقدس والأقصى» وتابع «لا مستقبل لمستعمر أو محتل على هذه الأرض».

ودعت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أمس إلى العودة «لخيار الانتفاضة» من أجل إنجاز المشروع الوطني. وقالت «سرايا القدس» في بيان لها إن «العودة لخيار الانتفاضة تضمن إنجاز مشروع الوحدة والمصالحة والتحرير... نهج الانتفاضة والمواجهة مستمر وهو الحالة الطبيعية والتعبير الحقيقي لشعبنا في مواجهة المحتل الغاصب». وأوضح البيان أن «654 شهيداً من قادتة ومجاهدي» سرايا القدس سقطوا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/ أيلول 2000.

من جهة ثانية، قال القيادي في حركة «فتح» والمحكوم مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي أنه من المبكر الحديث عن انتفاضة فلسطينية جديدة في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي. وأكد البرغوثي في حديث شامل له من سجنه وزع أمس «إني أعتقد أن من المبكر الحديث عن انتفاضة جديدة، وخصوصاً في ظل حال الانقسام السائدة في الحالة الفلسطينية».

ويعتبر البرغوثي، أحد أبرز القياديين الذين قادوا الانتفاضة الفلسطينية المسلحة التي اندلعت عقب فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في كامب ديفيد في العام 2000، حيث اعتقلته إسرائيل في العام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات وأربعين عاماً.

العدد 2945 - الثلثاء 28 سبتمبر 2010م الموافق 19 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:00 م

      مرحلة مقبلة فيها مفاجأت

      إن الرئيس الفلسطينى فى صراعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلى فى محاولة المعالجة الفعالة والايجابية للعضلات الوضع الراهن فى الصراع العربى الاسرائيلى التى تقف امامه عقبة كؤد هى المستوطنات، وان الرئيس الفلسطينى يخير اسرائيل بين السلام والاستيطان، ورغم الضغوط الامريكية على اسرائيل فإنها لم تستطيع بان تردع او تمنع اسرائيل فى تجميد الاستيطان

اقرأ ايضاً