العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ

يمكن للفلسطينيين تولّي زمام المبادرة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تشكّل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة عالية المستوى أخباراً مرحّباً بها، إلا أن النجاح كله سوف يعتمد على عمل الفريق الثالث، الولايات المتحدة، والأسلوب الذي تتوجه فيه نحو المشاكل المتشابكة في المنطقة.

يبرز زالمان شوفال، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة والقريب من دوائر السلطة في القدس الفروقات في التوجه بين القدس وواشنطن. «شعرت إدارة الرئيس أوباما أن التقدم في عملية السلام سوف يعّد المسرح لحلف إقليمي فاعل ضد طهران. كان التوجه الإسرائيلي عكس ذلك تماماً، حيث أكّد على أنه إذا تم تحييد برنامج إيران النووي فإن ذلك سوف يعد المسرح لعملية سلام حقيقية، حيث إنه سيضعف العناصر الأكثر أصولية في العالم العربي والتي سعت وتسعى لإفشال أية احتمالات للسلام، وخاصة حماس وحزب الله وسوريا».

نحن إسرائيليين وفلسطينيين، نؤمن بأن هناك سبيل للخروج من هذه الورطة. مع تنامي المخاطر، تتنامى كذلك فوائد التفكير الشجاع. نحن ندرّس طلابنا في جامعة ميريلاند: «لقد حُكِم على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعيشوا معاً». في هذا الصيف، أضفنا قائلين: «... أو أن يموتوا معاً». تتطلب هذه الحالة تحولاً صارخاً في النموذج تستطيع فيه جميع الأطراف، الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين والإيرانيين أن تفوز.

ينطوي التفكير الشجاع على أن يتخذ الفلسطينيون زمام القيادة، وأن يساعدهم الإسرائيليون على ذلك. بوجود اتفاقية سلام، يستطيع الرئيس الفلسطيني وقتها أن يخاطب نظيره الإيراني ويقول بشكل محدد: «السيد أحمدي نجاد، لا تقم بتطوير سلاح نووي نيابة عنا، لتقف في مواجهة إسرائيل مع الشعب الفلسطيني». ثم يستطيع أن يضيف: «أنا رئيس الفلسطينيين، وأقول لك اليوم، كلا. شكراً. لقد عقدنا السلام مع جيراننا ونحتاج لأن ننتقل إلى مرحلة بناءة أكثر».

يفهم المجتمع الدولي أن إيران توفر أسلحة متطورة ودعماً مالياً لمنظمات غير حكومية مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وقد أفشلت احتمالات التقدم نحو سلام إقليمي. إذا استطاع السيد عباس توفير بديل له مصداقيته، فلعل ذلك يدحض جاذبية الرافضين.

لقد تفاقمت المخاوف اليهودية التاريخية من محرقة أخرى نتيجة لطروحات الحكومة الإيرانية والشعور بتهديد نووي متزايد وسنوات من التفجيرات الانتحارية والصواريخ الجديدة بعيدة المدى التي تنقل الجبهة من الحدود إلى المنازل في وسط المدن الإسرائيلية. تجعل هذه الوقائع من كلفة تبادل الحدود مقابل مستقبل يسوده السلام هدفاً مازال العديد من اليهود في إسرائيل يعتبرون أنه يستحق الجهد والتضحية.

في الوقت نفسه، أصبح الفلسطينيون يفهمون أن ثورة مسلّحة لا يمكن أن تضمن استقلالهم أو تضع حداً لتجربة الاحتلال المريرة التي يعانون منها.

لقد دعمت السلطة الفلسطينية، ببطء ولكن بشكل متنامٍ مفهوم العمل اللاعنفي وممارسته.

لا يدعم حل الدولتين الدول الاثنتين والعشرين الأعضاء في جامعة الدول العربية والتي وافقت على مبادرة السلام العربية للعام 2002 فحسب وإنما جميع الدول المسلمة السبعة والخمسين التي وافقت على الخطة. ومن المثير للانتباه أن إيران هي واحدة من هذه الدول.

سوف يسمح توقيع اتفاقية سلام إقليمي مع إسرائيل، في أضيق الحدود باحتمالات بعيدة المدى بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية بما فيها إسرائيل. ونحن نؤمن أن هذا التوجه يتواءم مع توجه الرئيس باراك أوباما. كما وضعه عند تسلمه جائزة نوبل للسلام، وباستطاعته أن يؤتي ثماره. ربما نستطيع وقتها أن نخترع عبارة جديدة لطلابنا: «الإسرائيليون والفلسطينيون مباركون لكونهم جيراناً».

عمل في السابق بإدارة معهد ترومان لبحوث السلام في الجامعة العبرية في القدس. - الرئيس السابق لجامعة بيت لحم وحالياً سفير لفلسطين في المملكة المتحدة.

والاثنان يدرّسان بجامعة ميريلاند وهما زميلان رئيسيان في البحوث في مركز التنمية الدولية وإدارة النزاع التابع للجامعة.

والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً