العدد 2956 - السبت 09 أكتوبر 2010م الموافق 01 ذي القعدة 1431هـ

البرلمان وأدواته لتوليد فرص عمل للعاطلين

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

ما هي أدوات البرلمان لتوليد فرص عمل جديدة للعاطلين؟ وكيف يمكن للنواب تنظيم القطاعات الاقتصادية لخلق مزيد من الوظائف؟ وكيف نقيس توجهات سوق العمل؟

البرلمان هو جهة تشريعية ورقابية، والتشريعات والقوانين أداة لتنظيم القطاعات الاقتصادية وخلق أسواق جديدة تولد فرص عمل جديدة للعاطلين.

كيف يمكن للتشريعات خلق وظائف عمل؟

إذا صدر تشريع ينظم قطاعاً اقتصادياً معيناً على سبيل المثال صناعة البتروكيماويات، وهذا التشريع يفرض على المصانع البتروكيماوية وجود مهندسين كيميائيين وفيزيائيين وميكانيكيين، كما يفرض وجود قسم للأمن والسلامة، فمن خلال هذا التشريع خلقت فرص عمل للعاطلين الذين تخصصهم كيمياء وفيزياء وميكانيكا، وكذلك العاطلين المتخصصين في الأمن والسلامة.

لنفترض أن لدينا عاطلين تخصص محاسبة وتدقيق مالي، فإنه يمكن إصدار تشريع يفرض على الشركات المتوسطة والكبيرة أن توفر محاسباً مالياً بهدف تقوية الشركة وضبط إيراداتها ومصروفاتها، وتقديم بيانات صحيحة عن أوضاعها.

المهم، أن يكون التشريع مدروساً ويصب في مصلحة الشركة و في مصلحة المواطنين الذين سيحصلون على وظائف.

فإذا ما تم إصدار تشريعات تلزم الشركات بتوظيف العاطلين بدون دراسة، ولا تراعي مصلحة الشركات، فإن الشركات والمستثمرين سيهربون من البحرين، وبالتالي يخسر الاقتصاد مئات الوظائف وتزداد البطالة، وهذا يضر بالاقتصاد الوطني.

من الضروري أن يكون التشريع في مصلحة الشركة، فإذا ما فرض تشريع على شركة صناعية كبيرة بالالتزام بالمعايير البيئية، فهذا في صالحها، ويحافظ على سمعتها، ويحقق لها النجاح. فإذا قامت بتصدير منتجاتها إلى الدول الأوروبية فإنه سيسمح لها بالمرور لأنها ملتزمة بالبيئة، وإذا لم تلتزم بالبيئة فلن تجد لها أسواقاً في أوروبا.

كما أن تنظيم القطاعات الاقتصادية وفق إجراءات مدروسة، سيعزز من سمعة البحرين على المستوى العالمي، وستكون هناك صورة إيجابية عن «الشركات البحرينية».

فما الذي يجعل الإنسان ينظر إلى المنتج الياباني على أنه صناعة محترمة أو فاخرة؟ التنظيم للقطاعات الاقتصادية، وعدم السماح للشركات بالتهاون حتى في أتفه الأمور.

في البحرين، بعض مقاولي البناء يعملون بدون مهندسين، مجرد صف طابوق وأسمنت، وبعد 3 سنوات تجد في المبنى تشققات. من الخاسر؟ المواطن الذي تعاقد مع المقاول، وكذلك المقاول نفسه سيخسر سمعته، لكن لو فرض تشريع بضرورة وجود مهندس، فإن الكل رابح، وستولد فرص عمل جديدة للمهندسين المدنيين العاطلين.

كثير من أرباب العمل همهم الربح، ولا يهتمون بالجودة وصحة العمل، ولهذا تجد المقاول يعمل بدون مهندس. وتركهم من دون ضوابط يؤدي إلى نتائج كارثية، ولابد من تشريعات لحمايتهم وحماية سمعة الوطن، وفي نفس الوقت توليد فرص عمل جديدة.

ويمكن من خلال التشريعات تنشيط أسواق، فمثلاً إذا صدر قرار بضرورة توفير حقيبة طبية للإسعافات الأولية في مواقع العمل لشركات المقاولين أو الصناعة، فإن الصيدليات ستنتعش فهناك آلاف السجلات التي تعمل في هذا النشاط. وانتعاش الصيدليات هو توفير فرص عمل للصيدلانيين العاطلين.

جميع التخصصات والمهن لها سوق، لكن توظيفها يحتاج إلى تنظيم القطاعات الاقتصادية عبر التشريعات والاشتراطات بما ينشط الأسواق ويولد فرص عمل جديدة، وتمكن من معرفة توجهات سوق العمل.

ومن خلال النظر في عدد السجلات والتشريعات المنظمة للقطاعات الاقتصادية، يمكننا معرفة وقياس متطلبات سوق العمل وتوجهاته، وهو ما يسهل على الطلبة اختيار المسار الصحيح في الدراسة، لبناء مستقبلهم.

الإشكالية التي تطرح نفسها، هي: أن النواب غير متخصصين في تنظيم القطاعات الاقتصادية، وإذا ما شرعوا فيما لا يعرفون فإنهم سيضرون الاقتصاد، وبدل أن تخلق التشريعات وظائف جديدة، ستقضي على الوظائف بهروب المستثمرين ورؤوس الأموال.

الإجابة على هذه الإشكالية، ليس من الضروري أن يكون النائب متخصصاً، ولكن من الضروري أن يستشير المختصين ويأخذ برؤيتهم، كبيوت الخبرة والاستشارات، وكذلك غرفة تجارة وصناعة البحرين.

على سبيل المثال، غرفة التجارة تهمها مصلحة القطاع التجاري، فمن المستحيل أن تقول بعدم ضرورة وجود مهندس في شركة لديها رخصة مقاولات من الدرجة الأولى. فإذا قالت الغرفة إن المصلحة تتطلب وجود مهندس، يرفع ذلك للبرلمان لإقراره.

وبذلك تضمن أن القرارات التي تصدر، تكون في مصلحة القطاع التجاري، ولا تؤثر على البيئة الاستثمارية، وفي نفس الوقت توفر فرص عمل للعاطلين

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 2956 - السبت 09 أكتوبر 2010م الموافق 01 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • فيلسوف | 5:58 ص

      استغربت يا استاذ وهل هذا برلمان لكي نضع فيه الجامعيين

      استغربت يا استاذ عندما رأيت زميلة لي في الدراسة الجامعية تعمل في سوبر ماركت مشهور في محافظة الوسطى وهنا فكرت وقلت هذا حال اللي يسهر ويتعب وهو محروم من ابسط حقوقه اين العدل والقانون؟ اما بالنسبة للبرلمان اللذي تتحدث عنه لا يسمى برلمان لانه برلمان معوق برلمان يثير الفتنة والطائفية ولايصلح للاجيال القادمة الجامعيين والجامعيات لكي لا تحدث هناك فتنة طائفية بينهم فلنبعدهم عن هذا المجلس ولا قاعده اقتصادية ولا تجارية واخذ منهم فقط قاعده الطائفية والفتنة

    • زائر 3 | 3:59 ص

      ................ز

      يوجد فرص عمل و لكن كل ما يعيق توظيف الجامعيين هي العمالة الاجنبية و استقدام المدرسين من الخارج
      اني خريجة جامعية سنتين من غير عمل رغم اجتيازي لأمتحانات التربية و المقابلة ليتم بعد ذلك وضعني على قائم الانتظار و جلب مدرسين من الخارج .
      و الآن يتم وضع مشاريع فاشلة من دورات لاجل تقطيع الوقت وعدم توفير فرص عمل بحجه اعادة التأهيل و الجميع على علم بأننا جميعا خريجون جامعيون و مأهلون
      الله فوق كل ظالم .. وكل الي يوقفون أمام توظيفنا مسائلين أمام الله يوم القيامة.

    • زائر 2 | 12:54 ص

      عشم ابليس في الجنة

      لا يمكن بصورة ما لا إلا النواب ولا للمجلس المجهض أن يتبنى أو يأسس لمثل ما تقول ... لا يمكن توطيد الاصلاح ما لم تجز بؤر الفساد والتمييز والطائفية

    • زائر 1 | 11:11 م

      بهلول

      لا أعتقد ان هناك حاجة ملحة لتوليد فرص عمل، و الأمر واضح وضوح الشمس فبينما هناك المئات ممن يتمنون الحصول على وظائف في التدريس يتم جلب مئات المدرسين من هنا و هناك و بينما هناك المئات ممن يتمنون شرف الدفاع عن الوطن يتم جلب الآلاف ممن لا إنتماء ولا ولاء عندهم للوطن لنيل هذا الشرف.

اقرأ ايضاً