العدد 2958 - الإثنين 11 أكتوبر 2010م الموافق 03 ذي القعدة 1431هـ

حماية مكتسباتنا الوطنية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في الفترة السابقة للعام 2001، كان كثير من الناس يخشون الحديث العلني في الشئون السياسية، إذ كان «الحديث في السياسة» يجرُّ على المرء الويلات، ولذا فقد كان البعض يكره السياسة، والبعض الآخر يتجنبها، والأخبار غير الرسمية لم تكن تتوافر بسهولة، والناس كانوا يقرأون الأخبار الحساسة بين السطور من خلال متابعة عمود رأي هنا أو هناك، وكانت كلمة «السياسة» مرادفة لتعبيرات مختلفة لدى معظم الناس العاديين. فهي كانت مرادفة لدخول السجن، ولسحب الجواز، وللمنع من السفر، وللفصل من العمل، وللحرمان من بعثة، إلى آخره. ووصلت الشدة السياسية ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي، وانفجرت الأوضاع في التسعينيات، ودخلت البحرين مرحلة صعبة جداًً، ولم تخرج منها إلا بعد الإفراج عن المعتقلين والسماح للمبعدين بالعودة والتصويت على ميثاق العمل الوطني، والسماح للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بالتسجيل، لتدشن بذلك عهداً جديداً من العمل الوطني الذي انفتح على جميع الفئات، وشعر الناس بأنهم ودّعوا فترة كان الناس يخافون فيها من النطق بكلمة «سياسة».

حالياً، وبعد مرور شهرين على اعتماد استراتيجية أمنية جديدة، وبعد مصادرة مجلس الإدارة المنتخب لأول جمعية تم إطلاقها في عهد الإصلاح (الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان)، فإن الناس العاديين بدأوا يراجعون أنفسهم، إذ إن «السياسة» قد تعود لتصبح مرادفة لأمور شتى لا يودُّ الكثيرون الدخول فيها.

إن من المفارقات التي سيذكرها التاريخ، وربما يحتار في تفسيرها المؤرخون بعد سنوات من الآن، هي أننا نمرُّ حالياً في أجواء انتخابية، وفي الوقت ذاته فإن الخطاب الأمني الرسمي هو السائد، بل أصبحت جهات وجمعيات وفعاليات وشخصيات شاركت في إنجاح المشروع الإصلاحي عبر الدخول في العملية السياسية «ممنوعة» من ممارسة عدد غير قليل من نشاطاتها (ومشتومة أيضاً)، رغم أنها لم ترتكب أية مخالفة قانونية، وليست لها أية علاقة بأعمال عنف أو تحريض.

إن المشاركة في العملية السياسية، سواء عبر الانتخابات، أو عبر الجمعيات الأهلية والمؤسسات المرخصة، يجب أن تكون مفخرة للجهات الرسمية، ونتمنى من الذين يتخذون القرارات المختلفة حالياً أن ينظروا إلى المدى البعيد؛ لأن إخماد المجتمع المدني المستقل، وإعادة نشر الخوف من «السياسة» بين الناس (حتى لو كان عن غير قصد)، إنما سيكرر لنا تجارب مريرة لم تأتِ بفائدة للوطن. إننا يجب أن نتكاتف جميعاً من أجل حفظ أمننا وسيادة بلادنا وحقوق مجتمعنا، وحرياتنا العامة، وأن نقبل بالرأي والرأي الآخر، وأن نحافظ على كل ذلك من دون تفريط بأي جانب... فجميعنا مسئولون عن حماية مكتسباتنا الوطنية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2958 - الإثنين 11 أكتوبر 2010م الموافق 03 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 12:59 م

      هي ديمقراطيه لي الدراع

      وشخصيات شاركت في إنجاح المشروع الإصلاحي عبر الدخول في العملية السياسية «ممنوعة» من ممارسة عدد غير قليل من نشاطاتها (ومشتومة أيضاً)، رغم أنها لم ترتكب أية مخالفة قانونية، وليست لها أية علاقة بأعمال عنف أو تحريض.

    • زائر 23 | 12:44 م

      الى متى؟؟

      دكتور الله يحفظك الى متى المجامله اي مكتسبات .نفس الشي بس الاسلوب يختلف وفي النهايه الاسلوب الجديد ما قاوم من كثرة الظغط اي ثقلت الملفات .

    • زائر 21 | 9:12 ص

      توضيح الى الاخ الصالحي

      المقود ليست الصلاة والصوم الواجب ، انما عامة الصلاة والصوم المستحب من النوافل وغيرها وشكرا لكم جميعا .

    • زائر 18 | 5:38 ص

      ابو ياسين للتوضيح فقط

      اولا حبيت اوضح لك ان هذا قول الامام علي سلام الله عليه وثانيا مافيه فايده انك اتصلي واتصوم وانت قلبك فيه حقد لاحد او ظالم انسان بريئ لاحول له ولا قوه من هنا يجب اولا ان تطهر قلبك بعدئذ تتوجه للصلاة والصيام الم تقرء الايه الكريمه انما يتقبل الله من المتقن وشكرا

    • زائر 15 | 2:38 ص

      في الصميم

      شكرا دكتور منصور ، نعم هذا ما هو حاصل فعلا ... تنبيذ الناس من التفكير و المشاركة بالفعل او القول في العمليات السياسية ...

    • زائر 14 | 2:29 ص

      هناك فرق!!

      أسعد الله أوقاتك بكل الخير دكتور ..
      هناك فرق شاسع بين المكتسبات الوطنية .. والمكتسبات الشخصية!! فلا بد من الفصل بيهما قبل كل شيء, ومن ثم إعطاء كل ذي حق حقه.

    • زائر 12 | 2:24 ص

      سعة الصدر تبعث على الإستمرار

      من أهم أدوات الإصلاح سعة الصدر للنقد والتعبير بالصور السلمية لأنه بدون سعة الصدر لن يبرز النقد وطرق التعبير السلمي وبدون هاتين الطريقيتين لن تصل الصورة الحقيقية لمن في سدة القيادة.
      لذلك مسألة حرية التعبير هي المؤشر لمن يريد الإصلاح لكي يعطيه مدى التقدم الحاصل والتطور في العملية الإصلاحية ومصادرة الفكر والآراء هو قتل ووأد لأي عمل إصلاحي كما أن أسلوب النقد له دوره فهناك الأساليب البناءة المقبولة وهناك
      الأساليب المقززة وعلى ذي الرأي الحصيف أن
      يتخذ الأسلوب الأمثل

    • زائر 11 | 1:48 ص

      الصالحي

      الي زائر رقم 6 أبو ياسين
      ما في شي الأسلام افضل من الصلاة والصوم لو شنهو تكون - الله يهديك بس ويهدينا

    • زائر 9 | 12:33 ص

      ابو ياسين

      اصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام

    • زائر 6 | 11:14 م

      من قصسدة أنتِ الهـــــــــــــوى ............ سيظل الوطـــــــــــــن هو العشــق الأول والأخير ........... ام محمود

      مَنْ لاَمَنِي فِـي هَوَى البَحْرَيْنِ قُلْتُ لَهُ فَــإِنَّـهَا لِـــي أُمٌّ بَـــرَّةٌ وَأَبُ
      قَدَّمْتُ رُوحِــي قُـــرْبَــانًا لِتُرْبَتِهَا فَهَلْ تُـرَى نَحْوَهَا قَـدَّمْتُ مَـا يَجِبُ؟
      خيالها يطبيني دائمًا ولها عرش بقلبي حماه الجفن والهدب
      أوال أنت الهوى والحب في كبدي وأنت إن مت يا معبودتي السبب
      على ترابك تروي كل رابية دماؤنا؛ فتراب الأرض مختضب
      هانت لك الروح في يوم النزال وما عنك الجدود ونت أو صابها النصب

    • زائر 5 | 10:46 م

      حتى لا نعود الى المربع الأول علينا أن نحافظ على الحريات التي حصلنا عليها بحمايتها من السفهاء من جانب و بممارستها و عدم التراجع عنها طرفة عين من جانب آخر

    • زائر 4 | 10:45 م

      حتى لو كان عن غير قصد!!!!!!!

      تفول:( حتى لو كان عن غير قصد) ما نراة عكس ذلك. بل ومخطط لة بدقة متناهية ليتها كانت مستخدمة لدعم المشاركة في العملية السياسية، ولكن يبقى هذا المواطن متشبث بالامل وكما قيل :ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

    • زائر 2 | 10:05 م

      اذا كان حب الوطن هو الجامع .............

      اذا كان حب الوطن هو جامعنا فلا خوف على الوطن لاننا سنتسابق في خدمته وبسط الامن والامان في ربوعه وتوفير العيش الكريم لا هله والنصح بيننا والاستماع لبعضنا والعمل لكل ما من شأنه خدمة الوطن واهله فلا تحلو الحياة للجميع الا اذا أعطيت الحقوق للمواطن وقام بواجباته تجاه وطنه ...

    • زائر 1 | 8:09 م

      موفق يا دكتور

      مقال رائع ندعو جميع المسؤلين الاطلاع عليه

اقرأ ايضاً