أعلن الهلال الأحمر السوداني أمس أن ما لا يقل عن 130 قتلوا وجرح نحو 350 على مدى ثلاثة أيام من العنف أعقبت إعلان مقتل النائب الأول للرئيس جون قرنق. وقال مدير إدارة الكوارث إن عدد القتلى في الخرطوم بلغ 111 قتيلا بالإضافة إلى ستة قتلوا في ملكال و13 في بلدة جوبا الجنوبية حيث يدفن قرنق غدا "السبت".

ولتهدئة العنف، قرر المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في اجتماع طارئ برئاسة عمر البشير، "التحرك لسد أية ثغرة سواء في الأداء التنفيذي أو السياسي لمجابهة الشغب". وقال نائب رئيس الحزب للشئون التنظيمية نافع علي نافع إن المكتب دعا إلى تكوين غرفة عمليات لرصد الحوادث علاوة على التحرك السريع من الأحزاب السياسية لإصدار بيان إدانة.

وأكد أن في الحوادث التي شهدتها الخرطوم كانت هناك شواهد تدل على أنها مدبرة إذ قامت فئه بالاعتداء على منازل انتقائية لم تكن في مسرح الحدث.

كما أصدر الرئيس السوداني مرسوما جمهوريا باعتماد تعيين الفريق سلفاكير ميارديت رئيسا للحركة الشعبية لتحرير السودان وقائدا عاما للجيش الشعبي ونائبا أول لرئيس الجمهورية ورئيسا لحكومة جنوب السودان. وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن السبت سيكون عطلة رسمية.

وقال محافظ الخرطوم إن أكثر من 500 شخص اعتقلوا، وأعلن المدعي العام صلاح الدين أبوزيد أنه تمت محاكمة ما يزيد على 500 متهم وإصدار عقوبات ضدهم بالجلد أو بالسجن في بلاغات تتعلق بالشغب والتجمهر. فيما قرر والي الخرطوم تعديل موعد فرض حظر التجوال ليبدأ الساعة الحادية عشرة ليلا حتى الساعة السادسة صباحا.

أما أميركا فقد دعت الحكومة إلى مضاعفة الجهود من اجل وضع حد لموجة العنف. وقال المتحدث باسم الخارجية توم كايسي إن واشنطن "قلقة جدا" من المصادمات. وأوضح "لا نملك أي مؤشر عن أن احد الطرفين أو مسئولين يحرضون على العنف".

كما استبعد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان برونك ضلوع الحكومة في حادث تحطم طائرة قرنق. وأكد أن التحقيقات توضح أن الحادث طبيعي نجم من السرعة الكبيرة للطائرة وسط سحب منخفضة أدت إلى اصطدامها بالجبال.

وعلى صعيد سير التحقيق، صرح وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل بأن لجنة التحقيق التي سيتم تشكلها ستبدأ عملها عقب مراسم تشييع الأخير. وأرجأت أوغندا مراسم حداد وطنية لقرنق.

من جانب آخر شهد جنوب السودان جولة رمزية أخيرة لجثمان قرنق تشمل أهم المدن التي ترمز إلى نضال حركته. وسيرافق سلفاكير الجثمان في هذه الجولة التي تنتهي اليوم "الجمعة" في جوبا إذ ستجرى مراسم تشييعه