العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ

بين الملك الشجاع... والمخاوف على السودان

سجلت مختلف الصحف المصرية حدث رحيل العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز في الرياض، فنعت خادم الحرمين الشريفين مذكرين بأعماله وصفاته الحميدة طوال حياته. وقد أعلنت مختلف العواصم العربية الحداد الرسمي لثلاثة أيام وصدرت بيانات تنوه بمزايا الملك الراحل، واستدعى رحيل العاهل الكبير إرجاء القمة العربية الطارئة التي كانت مقررة الأربعاء لأيام عدة. وقد لاحظ الجميع أن الأسس والمفاهيم التي وضعها فهد لم تهتز حتى برحيله. فتكررت عبارة «خير خلف لخير سلف» وقد راهن كثيرون على أن يعزز تسلم العاهل السعودي الجديد الملك عبدالله بن عبدالعزيز من فرص إعادة الحياة لمبادرة السلام التي عرفت باسمه وأطلقت من قمة بيروت. وسلط الجميع الأضواء على مسيرة العاهل الراحل الغنية بالمحطات التاريخية ووصفوه بالملك الشجاع. وشددت الصحف الكويتية على وقفته إلى جانب الكويت إبان الاجتياح العراقي لبلادهم، فأشارت جميعها إلى «فزعته» التاريخية لتحرير الكويت من الغزو العراقي، يوم راهن كثيرون على قيود قد تحد من قراره فلم يتردد ولم يتأخر. واستذكرت الصحف اللبنانية وقفاته إلى جانب لبنان والتي كان من أبرزها رعايته اجتماعات النواب اللبنانيين في مدينة الطائف التي أثمرت «وثيقة الوفاق الوطني» المعروفة بـ «اتفاق الطائف». وأبرز كثيرون أيضاً برقية العزاء التي وجهها الزعيم الليبي معمر القذافي بالملك فهد، مذكرة بأن العلاقات بين طرابلس والرياض كانت قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2003، بعد أنباء نفتها طرابلس عن مخطط ليبي لاغتيال الأمير عبدالله. وكان من تداعيات إعلان وفاة الملك فهد إعلان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إرجاء القمة العربية الطارئة.

في حين نقلت «السفير اللبنانية» عن مصادر دبلوماسية عربية أن القمة ألغيت. وعلى ما يبدو امتداداً للسجال بين الجزائر ومصر بشأن القمة قبل تأجيلها، لفتت «الأهرام» المصرية في المانشيت إلى أن «لا تغيير في جدول أعمالها...» وأن «الموعد الجديد يحدده الرئيس مبارك بالتشاور مع القادة العرب»... لكنها لم تشر في متن الخبر إلا إلى تصريح نسبته إلى أمين عام الجامعة عمرو موسى قال فيه: إن «تحديد الموعد الجديد للقمة متروك للرئيس مبارك على ضوء اتصالاته مع القادة العرب». وخصوصاً أن إعلان مبارك الأول عن موعد ومكان القمة كان وراء الأزمة التي نشبت مع الحكومة الجزائرية التي تعتبر أن رئيسها هو المفترض أن يعلن القمة.


مصرع قرنق يهز السودان

من جهة أخرى، شغل الصحف العربية حادث مقتل الزعيم السوداني الجنوبي النائب الأول للرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق الذي قاد المتمردين على مدى عقدين حتى وقع اتفاق سلام وانضم إلى الحكومة التي حاربها... ولفتت إلى أعمال الشغب في الخرطوم، فيما رأى كثير من المراقبين أن وفاة النائب الأول قد تطيح باتفاق السلام الهش. وعلى رغم تعهد كل من «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والرئيس عمر البشير، المحافظة على اتفاق السلام، أبدت الصحف مخاوف على مصير السلام، إذ طالب مسئولون في الحركة فتح تحقيق بشأن ملابسات مصرع قائدهم، بينما سرت تكهنات بشأن إمكان أن يكون مقاتلو «جيش الرب» الأوغندي المتمرد أسقطوا الطائرة. وعبرت إحدى الافتتاحيات عن تلك المخاوف بالقول: إن «زلزال قرنق يهزم السودان». بينما أعطت الصحف المصرية بشكل لافت أولوية لحادث مقتل الزعيم السوداني. وتساءلت جميع افتتاحياتها عن مصير السلام في السودان مؤكدة ضرورة تجاوز المحنة.


«القدس العربي»: قرنق تجاهل تعيين خليفته

واعتبرت افتتاحية «القدس العربي» الفلسطينية، أن أكبر أخطاء قرنق، أنه لم يترك نائباً قوياً يواصل سياساته. مضافاً إلى ذلك أن هناك حركات انفصالية في الجنوب كانت تشعر بالغيرة تجاه نجاحه، والحصول على ما حصل عليه من مكاسب، فلم تستبعد أن تبدأ هذه الحركات حرباً جديدة في الجنوب. وذكرت أن أميركا استثمرت الكثير من الجهد والمال والسلاح لدعم قرنق، ونجحت في إجبار حكومة الإنقاذ على تقديم تنازلات ضخمة، ولكن يبدو أن كل ذلك مهدد بعد أن لعب القدر الدور الذي لم تستطع الحكومات السودانية المتعاقبة لعبه، أي إبعاد قرنق من الحياة السياسية السودانية.


«الجمهورية»: مصر واستقرار السودان

وأكدت «الجمهورية» المصرية أن مصر التي يهمها أمن واستقرار السودان والتي شاركت في جهود المصالحة بين مختلف الأطراف تأمل ألا يؤدي هذا الحادث المفجع إلى انفراط عقد الوحدة الوطنية، وأن يتنبه الشركاء إلى محاولات إثارة الفتنة وإيقاظ النعرات الطائفية على النحو الذي جرى في الخرطوم وبعض مدن الجنوب. كذلك أكدت «الأخبار» المصرية العمل من أجل أن تظل هذه الخسارة في حدها الأدنى وألا تتجاوز حدود فقدان زعيم وطني كبير بحيث لا تؤثر على مستقبل شعب السودان. وقالت افتتاحية «الأهرام» يكفي السودان خسارة قرنق

العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً