العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ

النجاتي: الدولة ستضطر لتلبية مطالب المقاطعين

في حال دخولهم الانتخابات بآليات ضغط جديدة

قال عالم الدين الشيخ حسين النجاتي: "إن السلطة التنفيذية ستضطر إلى القبول بجزء كبير ومهم من مطالب المقاطعين، إذا ما شاركت الجمعيات المقاطعة في الحياة النيابية، وفق أطروحات جديدة وآليات ضغط مقترحة في حال اتخاذ قرار بالمشاركة"، ولم يفصح النجاتي عن الأطروحات الجديدة، موضحا أنه "لا داعي للحديث عنها الآن".

وانتقد النجاتي مجلسي الشورى والنواب، قائلا: "السلطة التشريعية، لم تتمكن من أن تثبت أنها مستقلة عن السلطة التنفيذية، وهي فشلت في التشريع والرقابة بنسبة ثمانين في المئة، ونجحت بنسبة عشرين في المئة فقط". وعما إذا كانت خطاباته الأخيرة التي انتقد فيها الدولة، تعبر عن تقدمه لملء فراغ قيادي يشعر بوجوده، أجاب النجاتي بـ: "نعم". وعن العلاقة بينه وبين جمعية الوفاق، قال النجاتي: "الوفاق تتواصل معي، لكن لا يمكنني أن أقول إن هناك تنسيقا" بيني وبينهم.

ورفض النجاتي أن يفسر موقفه المعارض للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أنه يأتي على خلفية خلافه مع المجلس العلمائي الذي يرأسه الشيخ عيسى قاسم، الذي توافق على القانون الجديد للمجلس المذكور.


أكد أن المجلسين لم يثبتا استقلاليتهما عن الحكومة وفشلا بنسبة 80%

النجاتي: "الوفاق" لا تنسق معي... وتقدمي لملء الفراغ القيادي

المحرق - حسين خلف

لماذا بدا الشيخ حسين النجاتي مندفعا في انتقاد السلطة في الأسابيع القليلة الماضية، هل تقدمه لملء فراغ قيادي يشعر بوجوده؟ النجاتي أجاب بـ "نعم" على هذا السؤال، لكن هل لتصريح رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، الذي قال إن الشيخ عيسى قاسم هو قائد التيار الوفاقي، علاقة بتقدم النجاتي للأمام؟ وهل تخلى النجاتي عن الدبلوماسية والخطاب الهادئ، وتبنى الخطابات المباشرة أو الحادة، النجاتي يقول بصراحة "لا يكفي أن يعطي العالم إرشادات"، ويقول: "ان ما تقره الجمعيات السياسية فنحن نؤيده. هذا الطرح لا أوافق عليه، عالم الدين يجب عليه أن يلامس الجزئيات ويضع النقاط على الحروف". النجاتي أيضا قال ان الوفاق لا تنسق معه، وصب انتقاداته على مجلسي الشورى والنواب قائلا: "السلطة التشريعية، لم تتمكن من أن تثبت أنها مستقلة عن السلطة التنفيذية، وهي فشلت في التشريع والرقابة بنسبة ثمانين في المئة".

جاءت هذه التصريحات والمواقف خلال حوار أجرته "الوسط" مع الشيخ النجاتي في مكتبه بالمحرق، وفيما يأتي نص اللقاء:

في فترات ماضية بدا خطاب الشيخ النجاتي ميالا إلى الدبلوماسية أكثر وللعمل بشكل ينظر للأمام ويتغاضى كثيرا، لكن في الفترة الأخيرة تغير هذا الخطاب، إذ مال إلى التفاعل مع القضايا الآنية، هل هناك حوادث أو تطورات معينة فرضت تغيير خطاب الشيخ النجاتي؟

- لا، لا أعتقد أن هذا تغيير أساسي في نوعية الخطاب، لكن أحيانا تطرأ بعض القضايا الآنية المهمة، وهنا يكون التغيير في لحن الخطاب أداة لتوصيل مدى أهمية هذه القضايا عندنا، وربما إذا استخدمنا خطابا آخر لا نستطيع إيصال مدى أهمية الموضوع بالنسبة إلينا، أنا مازلت على نمط التفكير السابق، من أن الأمور يجب أن تعالج بنفس طويل، لكن بعض القضايا المهمة الآنية مثل قانون الجمعيات السياسية، الذي هو قانون مهم جدا، فهو القانون الذي يدير العملية السياسية الأهلية وليس قانونا بسيطا، ثم إننا لا ننظر لهذا القانون بمفرده، بل ننظر إليه بأنه حلقة في سلسلة قوانين، وهذا القانون إذا مشى بهذا الشكل السهل من دون أن يلقى مقاومة قوية، ستصدر قوانين أخرى أيضا.

بعيدا عن قانون الجمعيات الذي سنعود للحديث عنه، لكن ربما يتفهم المراقبون موقف وخطاب الشيخ النجاتي من قانون الجمعيات السياسية، بيد أن كثيرين لا يتفهمون موقفه أو خطابه بالنسبة الى قضية الرسم الكاريكاتيري الذي رسمه رسام بحريني عن نتائج الانتخابات الإيرانية، أو بالنسبة الى إزالة اللوحات الدينية من الشوارع، دعنا نتفق أن الرسم الكاريكاتيري أو إزالة اللوحات شيء خاطئ، لكن ألا تعتقد أن معالجتها يجب ألا تكون بهذه الطريقة، ويقول البعض انه كان يجب ألا تثيرك هاتان القضيتان بالذات بهذه الصورة؟

- إذا أتينا لقضية الكاريكاتير، فيجب ألا ننظر إليها لوحدها، فهناك إهانات أصبحت تتكرر في الصحف، على الأقل سأتحدث عن ثلاث من هذه الإهانات، مثلا كان هناك مقال لأحد كتاب الأعمدة، في الصحيفة نفسها التي نشرت الكاريكاتير، إذ شبه المرجع السيستاني ببعض الرموز الأفغانية التي لا أريد ذكر أسمائها، وحينها قمنا بالاعتراض على الموضوع بشكل هادئ، وقلنا للصحيفة ان هذا ليس أمرا صحيحا، ثم لاحظنا أن هذا الموضوع يتكرر في صحيفة محلية أخرى، واعترضنا بشكل هادئ جدا، وقلنا انه ليس صحيحا أن يكون هناك استخفاف بمراجع الدين الكبار الذين يعتبرون في قمة الهرم الديني لدى المسلمين الشيعة، كما انه قبل سنتين من قضية الكاريكاتير كانت هناك إهانة، وقمت بالتحدث مع رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت الكاريكاتير، وقال إن هناك اشتباها حدث، لكننا لاحظنا بعد ذلك أن مسلسل الإهانات مستمر، فلحد الآن أخبرتك على الأقل بأربع من حلقات الإهانات، وأن القضية مستمرة، وأن ما يحدث بقطع النظر عمن هو المرجع الديني الذي تم استهدافه، لكن رمزية المقام مهمة بالنسبة إلينا، وإذا لم نرسل رسالة قوية فإن مسلسل الإهانات سيستمر، وواضح أن مواقفنا السابقة في هذا الموضوع كانت هادئة جدا، لكن رأينا أن هذا الأسلوب لم يؤثر، فمجرد إصدار بيان احتجاج لم يغير شيئا، وإن كان موقفي مختلفا عن الآخرين في القضية الأخيرة.

تقصد قضية الكاريكاتير؟

- نعم، موقفي كان مختلفا عن الآخرين فقد أصدرت بيانا، ولم أطلب القيام بأشياء عملية بالنسبة الى الصحيفة. ولكن بما أن مسلسل الإهانات مستمر، فقد قمنا بإيصال رسائل قوية بأن الوضع غير قابل للتحمل، إذا كانوا يقولون إنهم يتحدثون من باب حرية الرأي وحرية العمل الفني والصحافة، فما معنى أن ينزل فأس هذه الحرية على رؤوس مراجعنا فقط، ولم نلاحظ انتقاد أية رموز دينية أخرى، يمكن أن تكون هناك عملية مقصودة وأنا لا أجزم، لكن أن تحدث كل هذه الأمور من جهة صحافية واحدة فهذه أمور مثيرة للسؤال، فهل نقول إن كل ذلك هو مجرد صدفة؟

وموقفكم بالنسبة إلى إزالة اللوحات الدينية؟

- بالنسبة إلى إزالة اللوحات الدينية، فقد لاحظنا أن هناك حديثا عن وجود الطائفية في البلد، وعندما نتحدث مع مسئولين ينكرون وجودها بشدة، بل ويتهمون من يشتكون من الطائفية بأنهم طائفيون، وقضية إزالة اللوحات الدينية كانت واضحة جدا، فقبل عدة سنوات قامت جمعيات إسلامية معينة بوضع لوحات دينية في شوارع البحرين، وبمجرد أن جئنا بعد ذلك ونصبنا لوحات أخرى، لم يكن مكتوبا فيها أي شيء لا يتفق عليه المسلمون، حدث استنفار بسبب اللوحات التي نصبناها، ولما لم يكن ممكنا لهم إزالة لوحاتنا فقط أزالوا جميع اللوحات الدينية من الشوارع.

ربما الدولة هنا، تريد أن تخفف مما أسماه بعض الكتاب التنافس الطائفي، والدعوة إلى أسلمة البلد والذي كانت اللوحات أحد مظاهره، فالدولة باعتبارها دولة مسئولة اجتماعيا، فإنها أرادت تخفيف التنافس الطائفي من خلال إبعاد اللوحات عن أعين المواطنين، والتي تذكرهم بهذا التنافس، فهذه لوحة سنية وتلك شيعية... إلخ؟

- أنا أسأل كيف حدث هذا التحسس من اللوحات، فقط بعدما نصبنا نحن لوحاتنا الدينية، لماذا لم يحدث هذا التحسس سابقا، فجمعيات إسلامية معروفة وضعت لوحاتها في الشوارع منذ سنين، ولم يتحسس أحد بمن فيهم نحن بل على العكس، إذا كان موضوع اللوحات لم يثر حساسية سابقا فلماذا أثارها الآن، وهذا هو ما يجعلنا نقول إن نزع اللوحات كان عملية طائفية.

ألا تعتقد أن قضية الكاريكاتير أضرت كثيرا بالتيار الشيعي، وأنها أظهرت الاتهامات التي تقول إن أفراد هذا التيار في البحرين إيرانيو الهوى، وكأنها اتهامات صحيحة، فهم يناصرون دولة معينة، ويناصرون قائدها الأعلى، بينما هؤلاء الأفراد يجرحون في مواقع الإنترنت بكل رمز سياسي رسمي أو معارض ديني أو غير ديني. الهتافات التي رفعت بقرب مقر الصحيفة التي نشر فيها الكاريكاتير وغير ذلك؟

- لا يخفى عليكم بأنني لست في مقام الدفاع عن كل ما حصل، بسبب الهتك الذي حدث للمرجعية، أنا بينت أنني أعارض التخوين والتهديد، ولكن من حقنا أن نقول إن العمل الذي حدث أهان رمزا كبيرا من رموزنا مع قطع النظر عن جنسيته، المرجعية الدينية شيء والجنسية شيء آخر، المرجعية الدينية محترمة بالنسبة إلينا أيا كانت جنسيتها، والسيدالخامنئي صحيح أنه قائد دولة، ولكنه مرجع ديني كبير لقطاع كبير من المسلمين، وكونه إيرانيا فهذا لا يعني أنه لا يجوز لنا أن نبدي اعتراضنا على إهانة مقام المرجعية، بالأمس السيدالسيستاني أهين وأيضا اعترضنا، والسيدالشهيد محمدباقر الحكيم رحمه الله تمت إهانته مرارا من قبل بعض كتاب الأعمدة عندنا، وأنا تحدثت عدة مرات بأن هذا ليس مقبولا عندنا، فهل السيدمحمدباقر الحكيم إيراني أيضا؟ فإذن المسألة ليست مسألة جنسية، نحن لا نرضى بإهانة أي مرجع من مراجعنا، إذا كانت هناك إهانات تكتب في الإنترنت ضد قادة سياسيين، أو رموز فهذا شيء أرفضه تماما، لا نقبل بإهانة القيادة السياسية للبلد، كما لا نقبل بإهانة الرموز، وأنا أعارض الكتابات في الإنترنت التي تهدد أي شخص وتتوعده أو تقول إن فلانا يستحق القتل وما إلى ذلك.

خطابك بدا فيه اندفاع للأمام، هل هذا راجع إلى كونك تشعر أن هناك فراغا قياديا يجب أن يسده رمز ديني، وخصوصا مع تصريح بعض رؤساء الجمعيات السياسية بالحاجة إلى قيادة دينية تحسم القرارات؟

- أعتقد أن دور عالم الدين لا يكفي فيه أن يبين الإرشادات العامة، سواء من خلال خطب الجمعة أو غير ذلك، بل من الضروري أن يواكب عالم الدين حدث الساحة بشكل مستمر ومتواصل، وقد يضطر إلى وضع النقاط على الحروف، أما أن يقدم نصائح وتوجيهات عامة، فإن ذلك لم يعد كافيا، كأن يأتي عالم الدين ويقول: إن ما تقره الجمعيات السياسية فنحن نؤيده. لا هذا الطرح لا أوافق عليه، ولا أعتقد أن عالم الدين ينحصر واجبه في هذا المقدار، بل هو دور أكبر، والمواقع التي يستشعر العالم منها الخطر، يجب عليه أن يلامس الجزئيات ويضع النقاط فوق الحروف، وأن يبين الموقف بخصوص المسألة ولا يكتفي بالعموميات.

البعض يطرح أن رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان تحدث عن الشيخ عيسى قاسم وقال إنه القائد، وذلك في قبال تقدم الشيخ حسين النجاتي للأمام؟

- أيهما قبل الآخر، حديثي أنا، أم كلام الشيخ علي...

الشيخ علي سلمان تحدث عن قيادة الشيخ عيسى قاسم، بعد أن دخلت أنت على خط معارضة قانون الجمعيات السياسية، وتحدثت في تفاصيل المسائل السياسية، بعدها تحدث سلمان عن قيادة أخرى فماذا تقول؟

- ليس لدي إطلاع دقيق على دوافع الشيخ علي، ولا يمكنني البناء على شيء وأقول إن هذا هو الدافع، انه بعد أن تقدم فلان تم الرد عليه بهذا الشكل، أنا لا يمكنني أن أثبت هذا الشيء، وبناء عليه لا يمكنني الربط بين الموقف الذي صدر من الشيخ علي، وبين ما صدر عني من مواقف، لا يمكنني الربط بين الموقفين.

لكني فهمت من كلامك فعلا أنك دخلت فعلا لملء الفراغ القيادي، هل فهمي صحيح؟

- نعم.

هل اخترت قانون الجمعيات السياسية، كمحطة أولى لبدء خطابك الجديد، ودخولك على الخط السياسي بتفصيلاته؟

- لا أعتقد أن هذه هي المحطة الأولى.

لكن خطابك السياسي فارق الآن؟

- كانت لي مواقف صريحة، في قضية اللوحات الدينية، وكذلك موقف المجلس الإسلامي الأعلى كان لنا موقف واضح جدا، وأنا في أي موقف أرى أن هناك خطأ يوجب التوضيح بشكل دقيق فأعتبر ذلك واجبا دينيا ووطنيا.

يبدو أنك عازم على الاستمرار في التصدي لمشروع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟

- أعتبر هذا المجلس بصيغته الجديدة التي أقر بها يشكل خطرا.

البعض يعتبر اعتراضك على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية دلالة على التنافس بينك وبين المجلس العلمائي، الذي وافقت أطرافه على القانون الجديد للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟

- ينبغي ألا يخفى أن الاعتراض على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صدر منا، قبل أن يعلنوا هم موافقتهم، وبإمكانكم مراجعة ذلك، ففي اليوم الذي نشر فيه نص القانون في الصحف، أعلنا موقفنا المعارض في الصحف، وهم "المجلس العلمائي" أعلنوا موافقتهم عليه في وقت متأخر، وبالتالي يجب ألا تفسر هذه المعارضة بأنها كانت ردا على موقف المجلس العلمائي.

هل المعارضة تتواصل معك، خصوصا جمعية الوفاق؟

- التواصل موجود، لكن وجود التواصل شيء والتنسيق شيء آخر، ولا يمكنني أن أقول إن هناك تنسيقا.

هل هذا راجع لأن "الوفاق" تنسق مع الآخرين أكثر؟

- ربما هكذا.

لماذا، هل هناك قناعات معينة لدى جمعية الوفاق، بمعنى هل هناك تيار معين يحكمها؟

- أعتقد بأن تصريحات جمعية الوفاق ومسئوليها تجيب على سؤالكم، الإخوة لديهم قناعات معينة ونحن نحترمها، أنا لا أعرف الخلفيات ولهذا لا يمكنني قول شيء في هذا المجال، التواصل موجود لكن التنسيق ليس موجودا إلا بشكل جزئي.

لو ذهبنا إلى محور آخر، ألا تعتقد بضرورة غض النظر عن بعض الأخطاء التي تصدر من الجهات الرسمية، والعمل باستراتيجية بعيدة المدى، وخصوصا أن انتقاداتكم بدأت تكثر؟

- مازلت معتقدا بضرورة العمل بسياسة النفس الطويل، وغض النظر عن الأخطاء غير المهمة، أما بالنسبة الى القضايا المهمة والمصيرية فنحن من منطلق واجبنا الديني والوطني لابد أن نبين فيها موقفنا بشكل واضح.

هل الدولة تفتح أبوابها لكم لتبيين آرائكم لها؟

- لا أعتقد أن أبواب الدولة مغلقة، بمعنى أنه إذا طلبنا لقاء فإنه لا يرفض، لكن هناك شيء وهو أن الدولة تفعل ما تريد، من دون أن تستشير.

متى زرت آخر مرة مثلا وزارة الشئون الإسلامية وأبلغت وزيرها بشكل مباشر، عن رأيك بشأن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أو وزير التربية وحدثته عن تدريس المذهب الجعفري في مناهج التربية الدينية، لماذا لا تطلبون لقاءات لشرح وجهات نظركم للجهات الرسمية؟

- عندما يكون إيصال الرؤى بحاجة إلى لقاء، فلا يوجد لدينا مانع من اللقاء والحديث عن تلك الرؤى مع الجهات المختصة، لكن هناك ملفات واضحة لا تحتاج إلى لقاءات، فهل تدريس المذهب الجعفري يحتاج إلى لقاء، هذا أمر واضح ولا ينكره إلا مكابر.

لكن التواصل واللقاء يقرب كثيرا؟

- من تجربتنا من اللقاءات الماضية، نرى أن هناك كثيرا من الوعود لكن لا يحدث شيء عمليا، وهناك أمثلة لكن لا أريد التطرق إليها الآن.

الآن وبعد ثلاث سنوات أقر مجلس النواب قانونا واحدا مقترحا من إحدى كتله، وهو قانون الجمعيات السياسية، كيف يبدو لك المجلس الوطني بأدائه وتركيبة أعضائه، بمجلس الشورى؟

- بالنسبة الى الأداء بغض النظر عن المسألة الدستورية، فإني أرى أن الأداء فاشل بنسبة ثمانين في المئة، وناجح بنسبة عشرين في المئة، سواء في التشريع أو الرقابة.

ألا تعتقد أن نسبة الفشل والنجاح التي تراها في المجلس ليست عائدة إلى الأدوات الدستورية؟

- أنا أقصد أن نسبة النجاح والفشل عائدة إلى الأداء.

لكن ألا تعتقد أن المجلس الوطني ساهم في تأجيج الكثير من القضايا، إذ أدان الكثير من تحركات المعارضة، وتحرك العاطلين، وتدريس المذهب الجعفري وغير ذلك؟

- أعتقد أن السلطة التشريعية، لم تتمكن من أن تثبت أنها مستقلة عن السلطة التنفيذية.

هل لديك ما تقوله لأعضاء المجلس الوطني؟

- مع التحفظات الموجودة بالنسبة الى المسألة الدستورية، أرى أنه كان بإمكان أعضاء المجلسين أن يقدموا أداء آخر، يثبتوا من خلاله أنه يمكنهم لعب دور السلطة التشريعية المستقلة عن السلطة التنفيذية، كان هذا ممكنا لكن للأسف لم يحصل، وارى أنه يمكنهم الإثبات فيما تبقى إذا ما شاءوا ذلك.

الآن لم يتبق شيء عن الانتخابات النيابية المقبلة، التيار المعارض جرب المقاطعة وتم حصره في الزاوية، وضرب على رأسه بمطارق كثيرة كان آخرها مطرقة قانون الجمعيات السياسية، كيف ترون مسألة المشاركة في الانتخابات المقبلة، في ضوء الرؤية التي يقدمها السؤال؟

- أعتقد بالنسبة الى الانتخابات المقبلة، يجب ألا يكون هناك تصور بأنه إذا حصلت مشاركة، فسيكون ذلك لصالح السلطة الرسمية بشكل كامل، إذ توجد بعض الأطروحات لقضية المشاركة، وإذا ما حصلت المشاركة بناء عليها، فإن السلطة التنفيذية حينئذ ستضطر إلى القبول بجزء كبير ومهم من مطالب المقاطعين، بما في ذلك المسألة الدستورية، هناك بعض الأطروحات التي لا أريد الآن الدخول في تفاصيلها، يمكن إعمال آليات ضغط على الحكومة من خلالها على السلطة التنفيذية، إلى الحد الذي ستشعر معه الحكومة بضرورة الاستجابة لكثير من المطالب.

ما هي هذه الأطروحات؟

- لا داعي للحديث عنها الآن

العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً