العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ

ملف المطاردين والمبعدين في قطاع غزة سيغلق مع انتهاء الانسحاب

قراءة في يوميات الخروج من غزة

محمد بوفياض comments [at] alwasatnews.com

قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان على الفلسطينيين ألا يسارعوا إلى الاحتفال مع بدء اخلاء المستوطنات في قطاع غزة في اطار خطة فك الارتباط التي أخذت قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية في تنفيذها.

وأضاف موفاز في مؤتمر ميداني في أعقاب لقاء مع قادة الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة انه سيكون هناك فارق زمني بين المرحلة التي يغادر فيها المستوطنون قطاع غزة وبين انسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع وان الفارق الزمني سيمتد إلى ما بين أربعة أسابيع وشهر.

وقال إنه خلال هذه الفترة لن نسمح للفلسطينيين الدخول إلى منطقة المستوطنات وقد قلنا هذا للفلسطينيين في جميع لقاءات التنسيق وانه برأيي فان هذا الأمر لم يتغلغل إلى وعيهم وثمة أهمية لقول ذلك الآن في ضوء الحوادث في الجانب الفلسطيني.

وتطرق موفاز إلى تسلل قرابة 5000 مستوطن وناشط يميني متطرف إلى مستوطنات قطاع غزة في محاولة لمنع تنفيذ إجلاء المستوطنين. وقال: "إن هناك معارضين لفك الارتباط موجودين في القطاع بصورة غير قانونية وقد نجحوا في التسلل إلى القطاع من خلال رغبتنا خلال الشهر الأخير في عدم تشويش سير حياة المستوطنين في القطاع وهؤلاء "المتسللون" يستغلون ذلك من أجل عرقلة العملية المنظمة لخروج العائلات التي تنوي مغادرة المستوطنات خلال الـ 48 ساعة الأولى لبدء تنفيذ فك الارتباط ضمن الخطة العسكرية التي أطلق عليها اسم "اليد الممدودة إلى الأشقاء".

يشار إلى أن القوات الاسرائيلية أمهلت عائلات المستوطنين في قطاع غزة لإجلاء نفسها طواعية خلال 48 ساعة انتهت الاربعاء الماضي وبعدها اخذت باجلاء المستوطنين بالقوة.

واضاف موفاز محذرا الرافضين للاخلاء "لن نسمح لكل من يخرق القانون بعرقلة عملية فك الارتباط" مؤكدا أن الجيش والشرطة الاسرائيليين سيبذلان كل جهد لبسط سلطة القانون أثناء تنفيذ عملية فك الارتباط وكل من يعمل ضد القانون سيعاقب بموجب القانون.

وقال: "إن قرار تنفيذ فك الارتباط اتخذ بشكل ديمقراطي وحتى لو اعتبر جزء من المواطنين ان هذه عملية قاسية، وهي قاسية بالنسبة إلينا ايضا، فإن جميع النشاطات يجب ان تنفذ في اطار القانون وسنحرص على ان تسير الأمور على هذا النحو".

وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية افادت انها تتوقع الانتهاء من اخلاء مستوطنات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية خلال 10 أيام.

وقال ضابط رفيع انه يتوقع الانتهاء من اخلاء المستوطنات يوم الخميس المقبل، إذا لم تحدث أية تطورات في الخطة الأخيرة وان الفترة التي سيستغرقها اخلاء المستوطنات تتوقف على عدد العائلات التي ستغادر طوعا.

وقدرت سلطات الجيش الاسرائيلي مغادرة ما لا يقل عن 50 في المئة من مستوطني القطاع قبل بدء قوات الجيش والشرطة في اخلاء المستوطنين بالقوة. وبحسب تقديرات الجيش غادرت 700 عائلة من المستوطنين قطاع غزة، في وقت قررت فيه عدة مستوطنات مقاومة الإخلاء بالقوة ورفض الانصياع إلى أوامر الاخلاء.

وبحسب ما بثته الاذاعة الاسرائيلية، فقد تم اخلاء 18 مستوطنة بشكل كامل بينها خمس مستوطنات باتت شبه خالية، وسبع مستوطنات اخرى قام سكانها بحزم ممتلكاتهم وشحنها داخل الحاويات التي وفرها الجيش، بينما قرر مستوطنون في ثلاث مستوطنات مقاومة الاخلاء بالقوة.

وقد اطلقت الشرطة الاسرائيلية سراح ثلاثة من قادة المستوطنين كانت اعتقلتهم أثناء محاولتهم التسلل إلى الكتلة الاستيطانية "غوش قطيف" في قطاع غزة.

وأفادت مصادر عبرية ان الشرطة ضبطت كلا من رئيس مجلس المستوطنات في الضفة والقطاع بن تسيون ليبرمان ورئيس المجلس الاستيطاني الاقليمي بنيامين بنحاس فالرشطاين ومدير عام منظمة امناة الاستيطانية زئيف حيفر يحاولون التسلل إلى غوش قطيف وحققت الشرطة مع الثلاثة عند حاجز كيسوفيم المؤدي إلى غوش قطيف ومن ثم نقلتهم للتحقيق في الوحدة المركزية للتحقيقات في مركز الشرطة في مدينة بئر السبع.

وأطلقت الشرطة سراح الثلاثة بعدما فرضت عليهم شروطا تقيد حركتهم وتمنعهم بصفة شخصية من تكرار محاولة التسلل إلى القطاع.

من جهة أخرى افادت الاذاعة الاسرائيلية العامة بأن الزعيم الروحي لحزب شاس الديني المتشدد الحاخام عوفاديا يوسف أمر رئيس الحزب ايلي يشاي إصدار تعليمات لجميع اعضاء الكنيست من شاس "11 نائبا" بالتوجه إلى غوش قطيف اثناء تنفيذ فك الارتباط.

وفي سياق متصل اقتحمت قوة الشرطة الاسرائيلية بوابة مستوطنة نافيه دكاليم لتمكين عائلات المستوطنين الذين ينوون إجلاء انفسهم من مغادرة المستوطنة وبعد ان اقتحمت قوات الشرطة بوابة مستوطنة نافيه دكاليم طالبت معارضي فك الارتباط بافساح المجال امام العائلات التي ترغب في اجلاء نفسها لمغادرة المستوطنة.

وقال القائد العسكري الاسرائيلي في منطقة الجنوب اللواء دان هرئيل: "ان المهمة الاساسية امام القوات الاسرائيلية تتركز في تمكين المستوطنين في انحاء القطاع الذين ينوون اجلاء انفسهم من القيام بذلك من دون ان يمنعهم معارضوا فك الارتباط".

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن هرئيل قوله إن القوات الاسرائيلية لن تكون متسامحة.

وأفادت مصادر إسرائيلية أن قوات الجيش والشرطة الاسرائيليين استكملت إخلاء مستوطنتي غنيم وكديم الواقعتين في شمال الضفة الغربية وأن قوات الأمن الاسرائيلية سلمت أوامر الإخلاء لتسع عائلات بقيت في المستوطنتين، وقد وافقت هذه العائلات على الإخلاء وأن ثماني عائلات كانت أخلت المستوطنين. ومن المتوقع أن تغادر العائلة الأخيرة في الساعات المقبلة. وأن المستوطنين في مستوطنة كديم أجروا مراسم وداع تعهدوا فيها بالعودة إلى المستوطنة وتقوم قوات الجيش بالسيطرة على البيوت في المستوطنتين ليتم هدمها في الأسبوع المقبل بعد تصويت الحكومة على الهدم.

وقال جيش الاحتلال ايضا إن معظم سكان المستوطنات في شمال غزة تشمل "دوغيت" و"ايلي سيناي" و"نتسانيت" غادروا منازلهم طواعية وبصورة هادئة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في الجيش قولها إن نحو نصف المستوطنين في مجمع مستوطنات "غوش قطيف" جنوب القطاع سيغادرن منازلهم طواعية قبل أن تبدأ عملية الابعاد القسري.

وفي سياق آخر طلب النائب الأول لرئيس الحكومة الاسرائيلي، شمعون بيريز، من الإدارة الأميركية تقديم مساعدة مالية خاصة بقيمة 120 مليون دولار لتحسين المعابر الحدودية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية. واجتمع بيريز لهذا الغرض مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأوسط ديفيد وولش، ومع السفير الأميركي لدى تل ابيب دان كيرتشر، وأطلعهما على المخططات الاسرائيلية التي يقول انها تهدف إلى تمكين الفلسطينيين من تصدير بضائعهم والاتصال مع العالم الخارجي.

وبحسب ادعاء بيريز فقد صرفت "إسرائيل" حتى الآن، ما لا يقل عن ملياري شيكل لهذا الغرض، وليس بمقدورها صرف المزيد، وهي بحاجة إلى 120 مليون دولار أخرى لاستكمال المشروع.

وفلسطينيا أكد مسئول المطاردين والمبعدين عبدالفتاح حمايل أن ملف المطاردين في قطاع غزة سيغلق تماما مع انتهاء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.

وقال حمايل في تصريحات له: "ان الجانب الاسرائيلي سلم الجانب الفلسطيني خلال المباحثات التي كانت بشأن هذا الموضوع قائمة باسماء 22 مطلوبا من قطاع غزة، اضافة إلى قائمة باسماء 490 مطلوبا من الضفة الغربية مشيرا إلى أن أوضاع المطلوبين الـ 22 من القطاع ستسوى بشكل تام".

من جهة أخرى أكدت وزارة الأسرى والمحررين ان السلطة الفلسطينية طالبت الجانب الاسرائيلي رسميا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لديها من قطاع غزة ويبلغ عددهم نحو 650 أسيرا بعد إكمال انسحابها من القطاع.

وقال وزير شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين سفيان أبوزايدة "ان المطالبة الفلسطينية هذه ليست لها علاقة بالمطالبة الدائمة بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال". مشيرا إلى انه بانتهاء الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة يجب ان تطلق "إسرائيل" سراح جميع المعتقلين لديها من القطاع، وهذا ما ينص عليه القانون الدولي.

وكان رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أكد وجوب احترام "إسرائيل" تعهدات "خريطة الطريق"، ووقف النشاطات الاستعمارية وجدار الفصل العنصري، واستئناف المفاوضات النهائية. مشيرا إلى رفض السلطة الفلسطينية فرض الحكومة الإسرائيلية الحقائق على الأرض

العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً