العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ

رب ضارة نافعة

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

لم تمض أيام على مصرع النائب الأول للرئيس السوداني السابق جون قرنق حتى تولى نائبه سلفا كير المنصب ورئاسة الحركة الشعبية لتحرير السودان طبعا بأسلوب سلس وديمقراطي. وموت قرنق المفجع باعتباره صار رمزا للسلام يشكل خسارة كبيرة للحركة ولشعب السودان قاطبة، ولكنه في الجانب الآخر فتح أبوابا كانت ستظل مغلقة لعدة سنوات مقبلة إذ عرف عنه تفرده وتمسكه القوي بالسلطة.

رحيل قرنق ليس مناسبة للفرح أو الشماته، لكن الخطوات الجريئة التي اتخذها سلفه كير كنائب أول للرئيس السوداني من جهة ورئيس للحركة الشعبية من جهة أخرى تجبرنا على تسجيل الإعجاب بها وإبداء الاستغراب في الوقت نفسه.

اتخذ كير عقب مراسم تنصيبه خطوة كبيرة نحو توحيد القوى الجنوبية التي كانت تتصارع بين بعضها بعضا وأجرى لقاء مصالحة مع خصم قرنق اللدود قائد قوات دفاع جنوب السودان الموالية لحكومة الخرطوم اللواء فاولينو ماتيب. وقال الأخير إن خلافه مع قرنق كان شخصيا ولذلك تم تجاوز الأمر بكل سهولة. وبالأمس قرر سلفا كير تعيين رياك مشار وهو من قبيلة النوير التي ينتمي لها ماتيب أيضا نائبا له في الحركة الشعبية. والمعروف أن مشار عاد لحركة قرنق العام 2000 عقب اختلافه مع الحكومة السودانية التي وقع معها اتفاق الخرطوم للسلام العام 1997 عقب انشقاقه عن الحركة الشعبية.

ووصف المراقبون خطوة تعيين مشار نائبا لكلير بأنها تصب في خانة تعزيز فرص التحالفات التي يعكف الأول على إقامتها لتعزيز سلطته في الجنوب. وكان كير أحرج حكومة الخرطوم عندما اقترح قبل أيام التنازل عن بعض نصيب الحركة من المناصب التي ستتقلدها في الحكومة المركزية لصالح المعارضة الشمالية إذا أقدم المؤتمر الوطني الحاكم على الخطوة نفسها. فهل يا ترى كنا سنشهد مثل هذه الخطوات والمبادرات إذا لم يغب قرنق؟

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1080 - السبت 20 أغسطس 2005م الموافق 15 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً