العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ

الرسالة... وسيلة اتصال أم عبث وانحراف؟!

من منا لا يعرف ما تعنيه هذه العبارة "الرسالة"؟ الكل يعرف معناها ويدرك ما تحمله من كلمات وعبارات تجمع الشمل وتقرب المسافات وتوصل المشاعر والعبارات عبر الدول. لكن ما ظهر لنا اليوم من تطور بارز على هذه الوسيلة المهمة التي تقرب الأفراد، أنها ظهرت بحلة جديدة وسريعة لا تستغرق سوى ثوان قليلة لتصل وبما فيها إلى من تريد... إنها رسائل الجوال.

نعم، هذه الرسائل ظهرت وانتشرت بشكل كبير هذه الأيام، ولكن ما أخذ الجميع على قوله إنها انتشرت بصورة أكبر بين فئة الشباب من دون الكبار! ولكن انتشار هذه الوسيلة الحديثة للتواصل بين الناس يستوجب التذكير بأمور معينة وجب أخذها في الحسبان.

الهاتف النقال وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة التي أوجدها العقل البشري المبدع المفكر، وهي طريقة للتحدث إلى الآخرين، ولكن زادت من متعة هذا الجهاز أنه أمكن من خلاله إرسال الرسائل المتعددة التي تحمل بين طياتها أروع العبارات وأحلى الجمل لمن نريد وفي ثوان معدودات، مع إمكان إرفاقها بصور جميلة تعبر عن المناسبة أو الحدث، إلا أن الإنسان بطبيعته ميال نحو الخطأ في مجالات عدة... فالبعض - وللأسف الشديد - اتخذ من هذا الجهاز لعبة تتناقل بين اليد وذلك بإزعاج الآخرين ومضايقتهم في أوقات مختلفة، وآخرون لم يحسنوا الاستفادة من خدمة الرسائل القصيرة التي يمكن إرسالها فاتخذوها ميدانا للشتم والسب والكلام البذيء غير المرغوب فيه، والبعض الآخر اتخذه مجالا للتخاطب مع الجنس الآخر بالكلام المعسول الذي يقود إلى الهلاك في نهاية المطاف.

لقد استغل البعض هذه الرسائل في غير موضعها السليم، استغلوها في الأمور السيئة، التي لا ترضي الله ولا رسوله، وتزعج الكثيرين.

سؤالي: لماذا لا نحول هذه الرسائل إلى رسائل نشر وتوعية بين الناس تحث على الخير وتنهى عن المنكر، لنبتعد عن الكلام السيئ ولنبتعد عن المحرمات؟

الأمر الثاني، إن هذه الرسائل من الممكن إرفاقها بصورة مصورة وعدم الاقتصار على النص، فما أجمل الصور التي تعبر عن الحدث المراد الكلام عنه، وما أكثر الصور الجميلة.

ولكن يأتي الجانب السيئ الذي يسعى إليه البعض، وهو البحث عن الصور غير الأخلاقية التي لا تجر من وراءها نفعا، يرسلونها إلى بعضهم ويتفاخرون بذلك، فلماذا يا ترى؟ ألهذه الدرجة أصبحت قلوبهم مريضة وعقولهم خربة لا يعرفون الصواب من الخطأ؟ لماذا لا نستغل الأمور التي نخترعها أو نقتنيها بالأسلوب الأمثل والسليم؟

أعتقد أن السبب يكمن في عدة جوانب:

1- انعدام الرقابة الذاتية للفرد والتي تجره إلى القيام بهذه الأعمال السيئة.

2- انعدام الرقابة الأسرية لأبنائهم والثقة العمياء التي يولونها إياهم والتي تعكس أثرا سلبيا وموقفا مغايرا عند الأبناء، يجعلهم يفعلون كل ما يريدون من دون خوف أو مبالاة.

3- انتشار الهاتف النقال بين الكثير من صغار السن من طلبة المدارس كنوع من التباهي والتفاخر، وهذه ظاهرة لها أثرها الكبير في ظهور المشكلات وتفشي الخطر هنا وهناك.

4- الرفقة السيئة وما تقود إلى سوء الخلق والأعمال.

5- سهولة اقتناء الهواتف النقالة لصغار السن من دون موافقة أولياء الأمور.

6- انتشار محلات الهواتف التي توفر خدمات الحصول على الرسائل المصورة المختلفة من دون الرقابة عليها وعلى ما تقدم.

هذه - للأسف الشديد - بعض الأمور التي تقود إلى مشكلات جسيمة ومعضلات كبيرة جراء سوء استخدام هذه الأجهزة والخدمات.

أمل عبدالله الشيخ

العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً