العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ

استسلام اثنين من قادة التاميل للجيش السريلانكي

وزارة الدفاع تعلن نزوح 82 ألف مدني من مناطق القتال

استسلم إثنان من قادة المتمردين التاميل أمس (الأربعاء) للجيش السريلانكي الذي يواصل هجومه النهائي على شمال شرق البلاد وسط نزوح عشوائي لعشرات الآلاف من المدنيين يثير قلق المجتمع الدولي. وأعرب الجيش عن ارتياحه لأن المتحدث الرئيسي باسم نمور تحرير إيلام تاميل فيلايودام ديانيدي الملقب «دايا ماستر» وقيادي آخر يدعى «جورج» استسلما لقوات كولومبو في مدخل الشريط الضيق البالغة مساحته 13 كلم مربع وما زال يسيطر عليه المتمردون.

وعلى طول النهار ظهرت في صور التقطها الجيش قوافل من النساء والأطفال والرجال والمسنين المنهكين المحملين بالأمتعة يغادرون راجلين أو سباحة آخر منطقة يسيطر عليها نمور تاميل ويلجأون إلى الأراضي الحكومية.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الجنرال اودايا ننايكارا إن أكثر من مئة ألف مدني فروا منذ الاثنين الماضي من منطقة نمور التاميل. وأضاف نظيره في وزارة الدفاع كهيليا رامبوكويلا أن «العمليات التي نقوم بها لإغاثة المدنيين متواصلة. الأولوية بالنسبة لنا هي إخراجهم من منطقة المعارك»، مكررا أن نمور التاميل على وشك أن «يهزموا».

وذكرت وزارة الدفاع أن نزوح آلاف المدنيين مستمر أمس (الأربعاء) في شمال شرق الجزيرة. وقال رامبوكويلا إن «عدد المدنيين الذين فروا من مناطق المتمردين منذ الاثنين بلغ 81 ألفا و420 شخصا».

وأكدت كولومبو أنه لم يبق أي من السكان التاميل في منطقة الحرب بما أن الحكومة كانت تقدر عددهم بنحو سبعين ألفا، بينما قالت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف ما زالوا هناك يستخدمهم نمور التاميل «دروعا بشرية».

وروى المدنيون الناجون من تلك المنطقة معاناتهم لتلفزيون الدولة.

وصرح رجل يحيط به جنود أن نمور التاميل «أطلقوا علينا الرصاص لمنعنا من الرحيل»، وأضافت فتاة في أحد مراكز الاحتجاز في فافونيا بشمال البلاد «أطلقوا علينا الرصاص ومنعونا من الخروج».

وفي تلك المنطقة أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها للوضع «الفوضوي» في المستشفى «المكتظ» بالجرحى. ويستحيل التأكد من تلك المعلومات في شمال شرق البلاد المعزول عن العالم والذي لا تدخله سوى منظمة الصليب الأحمر.

ووصفت المنظمة الوضع الإنساني بأنه «كارثي» وحذّرت من «زيادة كبيرة» في عدد القتلى المدنيين. وأعلنت منظمات غير حكومية أنها تخشى وقوع «مجزرة» في آخر ضربة سيوجهها الجيش للانفصاليين.

وقال غوردن فايس الناطق باسم الأمم المتحدة في كولومبو إن القتلى والجرحى «يعدون بالآلاف (...) خلال الأشهر الأخيرة».

واتهم نمور التاميل العسكريين بأنهم قتلوا الاثنين أكثر من ألف مدني في عمليات قصف لكن الجيش نفى ذلك.

إلا أن وزارة الخارجية الأميركية حثت سريلانكا على الكف عن «القصف العشوائي» ودعت جبهة نمور تحرير إيلام تاميل التي تعتبرها منظمة «إرهابية»، إلى إفساح المجال أمام نزوح المدنيين.

أما فرنسا فأعربت عن رغبتها في القيام بالاشتراك مع بريطانيا، القوة المستعمرة سابقا، بعملية لمساعدة السكان على الفرار وفق وزير الخارجية برنار كوشنير.

لكن سريلانكا - الحريصة جدا على سيادتها - ترفض كل النداءات الدولية وكذلك دعوات نمور التاميل إلى هدنة وتصر على تجاهل تظاهرات جالية التاميل في الدول الغربية.

وكولومبو مقتنعة أنه بعد نزاع دام 37 عاما تلفظ حركة التاميل أنفاسها الأخيرة بعدما كانت تسيطر حتى 2007 على نحو 18 ألف كلم مربع في شمال شرق البلاد حيث كانت تتطلع إلى إقامة دولتها المستقلة.

العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً