العدد 2961 - الخميس 14 أكتوبر 2010م الموافق 06 ذي القعدة 1431هـ

الغريفي: المشهد السياسي الراهن يتطلب الانفتاح على قناعات القوى الفاعلة ونرفض الاتهامات العائمة

السيد عبدالله الغريفي
السيد عبدالله الغريفي

قال السيد عبدالله الغريفي في خطبته بجامع الصادق بالقفول مساء أمس: «إن الساحة السياسية تشهد مخاضات صعبة، أنتجت مآزق أمنية شديدة... السلطة تريد لهذا المشهد السياسي أن يكون وفق مقاساتها، والقوى الناشطة تريد لهذا المشهد السياسي أن يكون وفق قناعاتها، والشارع له همومه ومطالبه، وليس بالضرورة أن تتوافق دائماً مقاساتُ السلطة وقناعاتُ القوى الناشطة، وهموم الشارع... ربما توافقت، وكثيراً ما تقاطعت. وحينما تصرّ السلطة -في حالات التقاطع- على أن تفرض مقاساتها، تبدأ الأزمات السياسية. إن أمكن إدارة هذه الأزمات، وإلاّ تحوّلت إلى مآزق أمنية، وقد تتحول إلى كوارث أمنية مدمّرة».

وأضاف أن «المخرج من الأزمات، وحتى لا تتحول إلى مآزق، وبالتالي إلى كوارث، أن تنفتح على قناعاتِ القوى الفاعلة في الساحة، وعلى هموم ومطالب الشعب، وأن تعيد النظر في مقاساتها، وأن لا تصرّ عليها وإن كانت خاطئة وتقود البلد إلى الأزماتِ والمآزق والكوارث... إن مزيداً من انفتاح السلطة، يمنح القوى الناشطة قناعة أكبر بصدقية العملية السياسية ويمنح الشعب اطمئناناً أكبر بواقعية النظام... إن مشاركة الكثير من القوى الناشطة في العملية السياسية وإن استجابة الكثير من أبناء هذا الشعب للتعاطي مع الانتخابات رغم كل إحباطاتهم، يمثل الفرصة لأن تعيد السلطة كلّ الحسابات من أجل إنتاج واقع سياسي جديد ينقذ هذا البلد من أزماته ومآزقه، ويؤسّس لتقارب حقيقي، وانفتاح صادق. إنّ السلطة قادرة أن تصوغ المشهد السياسي بطريقة تمنحه الصدقية، والشفافية، والجاذبية».

وقال: «إذا كنا نطالب القوى الناشطة بمزيدٍ من المرونة، ومزيدٍ من الانفتاح على العملية السياسية، وإذا كنا نطالب الشعب بمزيدٍ من التجاوب ومزيدٍ من المشاركة، فإنّنا نطالب السلطة قبل ذلك بمزيد من الواقعية، وبمزيدٍ من الجدّية في إصلاح الوضع السياسي. إنّ الوضع السياسي في حاجة إلى إعادة إنتاج من جديد، وليس إلى ترميمات، وترقيعات، وإذا كنا نحمّل السلطة المسئولية الأولى، فهذا لا يعني أن لا تتحمل القوى السياسية مسئوليتها، وأن لا يتحمل الشارع مسئوليته... يجب أن تتكامل المسئوليات، ولا تتكامل المسئوليات إلاّ إذا اقتنع الجمهور بوجود شراكة حقيقية، وما لم تتوفر هذه القناعة فستبقى الأدوار متصادمة. يجب العمل الجاد من أجل إنتاج هذه القناعة، ليس من خلال الشعارات، والخطابات، وإنّما من خلال الأعمال والممارسات».

واعتبر أن «المنطلق لإنتاج هذه القناعة أن تكون هناك مصالحة حقيقية مع القوى الناشطة، ومع الشعب، الأمر ليس عسيراً، إنّه يحتاج إلى نوايا صادقة، وإرادات قوية، ولقاءات جادّة... صحيح أنّ هناك من يعمل على إجهاض أيّ مشروع حقيقي للحوار، وربّما بعناوين الولاء للنظام، والغيرة على الوطن، والشك في النوايا، إلاّ أنّ في هذا البلد الطيب غيارى مخلصين يحملون همّ هذا الوطن، ويريدون أن تتحرك الجهود الصادقة لخلق مصالحة حقيقية تعطي للقوى الناشطة حضورها الفاعل، وتعطي للشعب استحقاقاته المنصفة».

وبشأن البيان الصادر عن وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن على آل خليفة الذي جاء رداً على دعواتٍ طالبت باستقلالية المؤسسات الدينية -المساجد/الحسينيات/الحوزات- وباستقلالية الخطاب الديني، قال الغريفي: إن بيان الوزير يطرح مصطلحات يدور حولها «جدل مذهبي حاد، فنتمنى أن لا يُقحم، فربّما أوجد قلقاً خشية أن يُفرض وفق رؤية مذهبية معينة.

لكن الغريفي قال إنه يتفق مع ما جاء في بيان الوزير بشأن ثوابت الخطاب الديني، «أن يكون معتدلاً، متسامحاً، مرناً، شفافاً، وأن يكون واعياً بصيراً، وأن يكون نظيفاً، مهذباً، وأن يكون ملتزماً بكل ضوابط الشرع والدين، وأن يكون حاضراً في قضايا الإسلام والمسلمين، وأن لا يكون مساوماً ومداهناً، وأن لا يمارس تأجيجاً طائفياً ومذهبياً، وأن لا يوتّر أمناً واستقراراً، وأن يحمل هموم الوطن والمواطنين».

وتطرق إلى بعض الإشارات والاتهامات العائمة التي قد يفهم منها اتهام المال الديني بدعم العنف والإرهاب، وقال: «أتحدّث هنا عن المال المتمثّل في الخمس، وفي البحرين»، وأن هذا «تجنٍّ كبير وخطير على الطائفة وعلى علماء الطائفة أن يتهم المال الديني الشيعي بدعم العنف والإرهاب»، متسائلاً: «متى ثبت في تاريخ هذه الطائفة أنّ علماءها وهم الحريصون على أمن هذا الوطن قد دعموا عنفاً أو إرهاباً؟». وقال: «إنّ العلماء الكبار في هذا البلد المتصدّين لتسلّم أموالِ الخمس من المكلفين ليس لديهم أسرار في التعاطي مع هذه الأموال، فالأمور واضحة كلّ الوضوح، فهم يوظفوّن الأموال في مصالح أبناء هذا الشعب، وفي صالح هذا الوطن، ثم إنّ هؤلاء من المعروفين بالصلاح والتقوى، فلا فساد في إدارة أموال الخمس، كما تتحدّث بعض الكلمات المسكونة بالكثير من العقد تجاه الدين وعلماء الدين، وهناك إشرافٌ دقيق، هناك لجان، هناك تقارير، نعم نطمح إلى مزيد من التنظيم، ونطمح إلى توفّر الإمكانات للانطلاق بأموال الخمس في مشروعات تخدم الوطن والمواطنين».

وبشأن الانتخابات، قال: «رغم كلّ تعقيدات المشهد السياسي، وإشكالاته وإخفاقاته، ورغم كلّ الاحتناقات والتأزمات التي تحاصر هذه المرحلة، ورغم كلّ الإحباطات، والآلام، والمعاناة، رغم كلّ هذا، فإنّنا نتجّه بكلّ قناعةٍ وإصرارٍ إلى المشاركة في الانتخابات، من أجل أن تبقى الكلمة حاضرة في موقع القرار، من أجلِ أن تبقى الكلمة صارخة، مدافعة، مقاومة، مصححة، لا نريد لهذه الكلمة أن تهرب، أن تتوارى، أن تغيب، أن تُقبَر، ليكون مكانها الكلمة المتسلّقة، الكلمة المساومة، الكلمة المُداهنة، الكلمة المأسورة».

العدد 2961 - الخميس 14 أكتوبر 2010م الموافق 06 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 3:30 م

      وعي المرحلة

      رغم كلّ تعقيدات المشهد السياسي، وإشكالاته وإخفاقاته، ورغم كلّ الاحتناقات والتأزمات التي تحاصر هذه المرحلة، ورغم كلّ الإحباطات، والآلام، والمعاناة، رغم كلّ هذا، فإنّنا نتجّه بكلّ قناعةٍ وإصرارٍ إلى المشاركة في الانتخابات، من أجل أن تبقى الكلمة حاضرة في موقع القرار، من أجلِ أن تبقى الكلمة صارخة، مدافعة، مقاومة، مصححة، لا نريد لهذه الكلمة أن تهرب، أن تتوارى، أن تغيب، أن تُقبَر، ليكون مكانها الكلمة المتسلّقة، الكلمة المساومة، الكلمة المُداهنة، الكلمة المأسورة

    • زائر 35 | 3:07 م

      علماء الدين وحملة القرآن رحمة

      علماء الدين رحمة وإذا كانوا في مستوى الزمن وتحدياته فهم رحمة بحق..

    • زائر 34 | 7:49 ص

      ؟؟

      الله يحفظك يا سيد

    • زائر 33 | 6:55 ص

      علينا ان لا نمنح الفرصة في انتاج الازمات

      ان المراقبين الواعيين يدركون ان بكل هذه التحركات تريد ان تأخذنا الى غير المكان الذي نريد و علينا أن نكون واعيين جيدا ونكون صف واحد نكون خدام للشعب بكل اطيافه و نفوت الفرصة التي لديها اجنده مسبقة تريد دفع الناس اليها و ترجع بنا الى الوراء و السيد لا يشك يدرك ذلك و الحقائق سوف تثبت صحة كلام السيد الفاضل " فصبر جميل و تصرف بحكمة "

    • زائر 30 | 6:06 ص

      سمعا وطاعة شيخنا الجليل

      غم كلّ تعقيدات المشهد السياسي، وإشكالاته وإخفاقاته، ورغم كلّ الاحتناقات والتأزمات التي تحاصر هذه المرحلة، ورغم كلّ الإحباطات، والآلام، والمعاناة، رغم كلّ هذا، فإنّنا نتجّه بكلّ قناعةٍ وإصرارٍ إلى المشاركة في الانتخابات، من أجل أن تبقى الكلمة حاضرة في موقع القرار، من أجلِ أن تبقى الكلمة صارخة، مدافعة، مقاومة، مصححة، لا نريد لهذه الكلمة أن تهرب، أن تتوارى، أن تغيب، أن تُقبَر، ليكون مكانها الكلمة المتسلّقة، الكلمة المساومة، الكلمة المُداهنة، الكلمة المأسورة».
      معكم يالوفاق معكم سائرون

    • زائر 29 | 5:39 ص

      زائر 16

      انا لم اسب ولم أشتم ولم أسئ لقد اتخذت موقف وقبله انتقدت فهل في الانتقاد تطاول فرق بين التطاول والانتقاد يا .....

    • زائر 26 | 3:50 ص

      زائر (14)

      محد جبرك ان تصوت ولا تتطاوال على اسيادك السادة الكرام ...

    • زائر 22 | 2:41 ص

      تحياتي للسيد الغريفي

      صباح الخير للجميع
      رساله للسيد الغريفي وهي قد تكون هذه فرصة لاستثمار الاموال المرسلة للعراق وغيرها وتدويرها في البلد عبر انشاء وحدات سكنية ومحلات تجارية وباسعار معقولة واعطاء قروض حسنة لتخفيف المنتظرين و المترجين لسنوات طويلة ولكن يجب ان يكون هناك محاسبه ومراقبة فالزمن قد تغير والمحتاجين هم نحن وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم مع تحياتي

    • زائر 21 | 2:40 ص

      على الرغم الا اننا نقول

      لن أسقط في فخ الخطابات مرتين
      فأنا لست أمعة ،
      انا لست شاة تساق الى المذبح مرتين
      انا لست من الرعاع
      انا عقل افكر وارى وبعدها اقرر
      لا العمامة ولا البشت ولا العقال ولا الطاقيه
      انا ارى المواقف
      اتبع المواقف
      استظل بظل المواقف
      وغير المواقف فلن اوافق
      انت تعرف ان هذا الطريق لن يوصلك الى شئ وقد يوصلك الى الهلكة ولكن ستأخذ به
      ما هذا المنطق
      أليس المنطق يقول عليك ان ترفض هذا الطرق؟
      اللهم اني اتقرب اليك بماقطعة هذه الانتخابات العقيمة ، واسئلك العافية من هذا الشارع المنكوب

    • زائر 20 | 2:28 ص

      ارجوا نشر كلمة السيد كاملة والتي استمرت ساعة ونصف

      جاء في كلام السيد الكثير الكثير فلا يمكن اختصارها في بضع اسطر واختزالها بهذه الطريقة ..
      ارجو الرجوع الى كلمته الاصلية ففيها من الاضاءات ما فيها ..

    • زائر 19 | 2:23 ص

      قرار تنظيمي جديد يتعلق بمنع استخدام مكبرات الصوت.

      قرار تنظيمي جديد يتعلق بمنع استخدام مكبرات الصوت.يا سيدنا ادركوا الامر بسرعة قبل يستفحل مثل الاحوال الشخصية والدور الكبير الذي قمت به مع بقية الاخوان رسالة خاصة .
      الرجاء من الاخوة المراقبين عدم الحذف مثل الكثير من المشاركات السابقة اكرر عدم الحذف

    • زائر 18 | 1:24 ص

      الغريفي

      نعم هذا هو صوت الحق الذي يجب ان يصغى اليه فاصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام المستحبين جمع الله الجميع على حب وطننا الغالي بلد اجدادنا وابائننا ولا فرق الله بين اهل البحرين الطيبين اصحاب الضمائر الحيه الذين لايرضون بالظلم والهوان اصحاب الغيره والحميه

    • زائر 17 | 1:04 ص

      سواد الليل

      كلام جميل يا سيد,يجب على السلطه ان تنفتح على القوى الفاعله فى الساحه والشارع,وانا ضد التصويت الانتخابات فلبرمان عقيم لا يغنى ولا يسمن من جوع!

    • زائر 14 | 12:18 ص

      غياب متابعة وتوجيه النواب من قبل العلماء .

      العلماء يحثون الناس على المشاركة ونقول على العلماء أن يتابعوا أداء النواب لا أن تترك الأمور هكذا ، أقصد متابعة مستمرة ودقيقة ويطلبونهم برفع الصوت وشدة المطالبة ، أما هكذا فلا فائدة تستحق كل هذا الحراك .

    • زائر 13 | 12:16 ص

      ياكنترول يرحم والديك

      رجال الدين ليس معصومين

    • زائر 10 | 12:03 ص

      نريد تلك الحالة التي جعلت ابن الخطاب يستلقي تحت شجرة مطمئنا

      بخصوص ما تطرق اليه السيد الغريفي من فرض رؤية مذهبية معينة و الغاء الرؤية الاخر و عدم الاعتراف بها كان ما يفهم من كلام سعادة وزير العدل . نحن في هذه المرحلة الدقيقة نحتاج الى خطاب عقلاني وليس انفعالي يغلب عليه التشنج و التباهي بالقوة لفرض الامر. الشعب بالوانه المذهبية و العرقية ينبغي ان يشعر ان حكومته تحبه بنفس القدر و تحميه بنفس القدر و تتعامل مع المتجاوز بنفس القدر انها العدالة التي تنشد التي جعلت عمر رضي الله عنه ينام تحت شجرة مطمئنا.

    • زائر 7 | 11:21 م

      صوت المواطن

      حفظ الله لنا سماحة السيد الغريفي

    • زائر 6 | 11:12 م

      رجال لهم مقامهم

      نعم فالسيد الجليل الغريفي يعرف كيف يحمي كل مقومات البلد سواء موضع الحكومة او موقع الشعب ، فهو يتكلم بما فيه المصلحة العامة المشتركة ، فلا الحكومة تنفرد بقرارات لا تمرر علي الشعب وان مررت فهي تمرر بقوة وبدون وعي الشعب بها ،ولا الشارع يحكم نفسه بنفسة

    • زائر 4 | 10:39 م

      صح لسانك سيدنا

      صح لسانك وكلامك في الصميم
      وشكر الله سعيكم وحفظكم الله لنا لتكونوا صماما لديننا وعقيدتنا

    • زائر 2 | 9:53 م

      كلمات تنم عن حب الوطن .....

      هكذا تكون الكلمات النابعة من قلب محب للوطن حمل همومه وهموم اهله لا كلمات النفاق والفتنة والمكاسب الشخصية فهل من قارئ لها وهل من مستوعب لها انها النصيحة من اجل الوطن من اجل ابنائه ....

    • زائر 1 | 9:49 م

      الله يحفظكم ويرعاكم بحق محمد وال محمد

      الله يحفظكم ويرعاكم سيدنا

اقرأ ايضاً