خلت شوارع نيواورليانز أمس سوى من جثث الموتي ورائحة الدمار بعد أن قام الجيش الأميركي بفرض الأمن في المدينة التي غرق معظمها تحت المياه وتسارعت عمليات إجلاء الناجين من إعصار "كاترينا" المدمر.
وفيما تدفقت أعداد إضافية من الجنود على المدينة المدمرة، بدأت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش حملة علاقات عامة لمواجهة الانتقادات التي وجهت إليها بسبب تأخرها في معالجة أثار الإعصار الذي يخشى أن يكون خلف آلاف القتلى.
وبدأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد زيارة المناطق المنكوبة قبيل جولة جديدة يبدأها بوش لتلك المناطق اليوم. أما وزير الأمن الداخلي مايكل تشيرتوف فيقوم من جانبه بإجراء الكثير من المقابلات التلفزيونية.
وتسارعت جهود الإغاثة والإنقاذ خلال اليومين الماضيين إذ تم إخلاء ملجأين كبيرين في نيواورليانز السبت ونقل عشرات آلاف الناجين بعد أسبوع من الاحتجاز في ظروف انعدام الأمن والخوف والحرمان من المواد الأساسية. وأعلن الجيش انه قام بإجلاء 42 ألف شخص من نيواورليانز.
من جهته، هنأ أبومصعب الزرقاوي في بيان على الانترنت زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري والملا عمر زعيم "طالبان" على "بوادر انهيار" الولايات المتحدة عقب إعصار "كاترينا". وجاء في البيان "بالأمس القريب تضرب أميركا من تشاء وتقتل من تشاء وتجوع من تشاء واليوم تستجدي النفط والغذاء. فقد حلت غارة الله على أميركا وأجيبت دعوة المظلومين".
وفي إطار ردود الفعل أعربت الجامعة العربية عن مواساتها أميركا في ضحايا "كاترينا" وناشدت الدول والمؤسسات مد يد العون لها، ووجه الرئيس السوري بشار الأسد برقية "مواساة وتعاطف" إلى بوش اثر "الكارثة".
ومن جانبها، أعلنت الامارات عن تقديم "مساعدات إغاثة عاجلة" لضحايا الإعصار، كما عرضت إيران المساعدة في التخفيف من أثار الكارثة. وقالت أفغانستان إنها ستقدم 100 ألف دولار للضحايا. فيما جهز الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي وبابا الفاتيكان مساعدات عاجلة.
وفي تطور متصل تدرس الإدارة الأميركية إلغاء المساعدة المالية لـ "إسرائيل" بسبب الإعصار.
العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ
