العدد 1110 - الإثنين 19 سبتمبر 2005م الموافق 15 شعبان 1426هـ

مافيا الشركات في البحرين

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

لابد أن يعرف القارئ الكريم بأن جميع الصحف الصادرة في مملكة البحرين هي شركات ربحية بالدرجة الأولى وأن أية مجلة أو صحيفة لا تحقق أرباحاً سنوية جيدة أو على الأقل يكون مدخولها المالي السنوي يساوي مصروفاتها السنوية فإنها محكوم عليها بالفشل والإفلاس وتسريح جميع الموظفين فيها، وهذا طبعاً ما لا يريده ولا يرتضيه الملاك وحملة الأسهم والمسئولون التنفيذيون في جميع الصحف والمجلات البحرينية... وبسبب محدودية عدد السكان في مملكة البحرين الذين يشكل الفقراء وذوو الدخل المحدود الغالبية العظمى منهم فإن مبيعات الصحف اليومية قليلة جداً (ما تمضمض) والمردود المادي لهذه المبيعات لا يغطي المصاريف ولا حتى نصفها... لذلك تلجأ الصحف إلى تغطية باقي كلف الإصدار من الإعلانات... وغالبية الإعلانات هي طبعاً من الشركات الكبيرة والضخمة المسيطرة على سوق العمل في مملكة البحرين... وهذه الشركات تعرف حاجة الصحف لها لذلك نجدها تمارس شتى أنواع الضغوطات على المسئولين في الصحافة حتى تكتب ما يرضيها ولا تكتب مالا يرضيها، والصحف البحرينية جميعها ملزمة وبحكم سياسة لي الذراع ومرحباً عمي بأن تستجيب لهذه الشركات وإلا ضاعت عليها المداخيل المالية الكبيرة التي تأتيها من الإعلانات... وتضيع على القارئ لهذه الصحف الكثير من الحقائق المخفية المهمة والتي من المفروض أن يعرفها...

في الدول المتقدمة دائماً ما تكون الصحافة سلطة رابعة وغير مسيطر عليها من الشركات الكبيرة أو الصغيرة ولا يمكن لأية صحيفة هناك بأن تقع تحت سيطرة الإعلانات، وذلك لوجود سببين رئيسيين.. السبب الأول هو الكثافة السكانية والتي تتيح لأية جريدة بأن تغطي كلف إصدارها من خلال المبيعات اليومية للجريدة، وخصوصاً الجرائد الصادقة مع قرائها والتي يوجد بها أعمدة للرأي تبين معاناة الفرد والمجتمع من دون أي تجريح خارج عن القانون أو اتهامات لا يوجد لها أساس من الصحة...

والسبب الآخر المهم هو قانون الضرائب المفروض علي الشركات، فالضرائب المفروضة على الشركات الكبيرة تصل نسبتها إلى أكثر من 40 في المئة في بعض الحالات وأحياناً من الممكن أن تكون النسبة أكثر من ذلك... ولكن ومن ضمن قانون الضرائب المفروض على الشركات يوجد بند يسمح بموجبه لهذه الشركات أن تستخدم نسبة كبيرة من الأموال المخصصة للضرائب في الإعلان... يعني إذا كان مدخول الشركة السنوي مئة مليون دولار فيجب عليها أن تدفع لمصلحة الضرائب أربعين مليون دولار ولكن من حقها أن تستخدم خمسة عشر مليون للدعايات والباقي خمسة وعشرون مليون تدفعها للمصلحة... لذلك تستغل الشركات هذه الميزة الممنوحة لها وتصرف جميع المبالغ المتاحة لها في الترويج لمنتجاتها بشتى الوسائل... في الصحف والمجلات، في الرياضة والملاعب، في التلفزيون وفي الشوارع... تستغلها في جميع وكل السبل المتاحة لها للإعلان بدلاً من دفعها من دون أية فائدة لمصلحة الضرائب وعلى هذا الأساس تكون الشركات هي المحتاجة لعرض إعلاناتها في الصحف بلا منة أو سياسة لي الذراع والتهديد بعدم الإعلان في الصحيفة إذا تطرقتم إلى فضح نواقص وتجاوزات شركتنا... الشركات الكبيرة هناك هي التي تجري خلف الأندية واللاعبين وأصحاب الشهرة للتعاقد معها على الإعلان عن منتجاتها وتقدم لهم جزيل الشكر إذا وافقوا ووقعوا العقود معها، أما عندنا فإن الجميع يجري ويلهث خلف الشركات ويستجديها من أجل الإعلان... الشركات هناك يعتبرون رئيسها والمديرين التنفيذيين ومسئولي العلاقات العامة فيها فقط موظفين ولا يوجد لهم أية سيطرة على الرأي العام بسبب الإعلان... أما هنا فهم سيدي وسيد ساداتي

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1110 - الإثنين 19 سبتمبر 2005م الموافق 15 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً