العدد 1112 - الأربعاء 21 سبتمبر 2005م الموافق 17 شعبان 1426هـ

"أوبك" تسعى لاستعادة تأثيرها على أسعار النفط بالاستثمار في التكرير

ازاء ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية وعجز منظمة الدول المصدرة للنفط على الحد من هذا التوجه، تعتزم أوبك الاستثمار بشكل مكثف في التكرير سعيا لاستعادة سيطرتها على الأسواق على المدى البعيد. وارتفع سعر برميل النفط بضع دولارات خلال الأيام الماضية بسبب الإعصار ريتا الذي يهدد الانتاج النفطي في خليج المكسيك بعد أقل من شهر على الاعصار كاترينا الذي خلف اضرارا وخسائر فادحة. وتجاوز سعر برميل النفط 67 دولارا صباح أمس الاربعاء في نيويورك ومن المتوقع ان يحطم قريبا الرقم القياسي الذي سجله في 30 اغسطس/ آب وقدره 70,85 دولارا. واعتقدت أوبك ان في وسعها إحلال الاستقرار في السوق باعلانها يوم الثلثاء في ختام اجتماعها في فيينا انها قررت وضع مليوني برميل إضافية في اليوم في تصرف السوق في حال الضرورة ابتداء من الأول من اكتوبر/ تشرين الأول ولمدة ثلاثة أشهر مع ابقاء حصص الانتاج بمستوى 28 مليون برميل في اليوم. غير ان السوق تجاهلت هذا الاعلان الأمر الذي اظهر عجز أوبك ازاء الحوادث الحالية وادرك وزراء الدول الاعضاء انه لا يسعهم بذل اي جهود اضافية في ظل الظروف الراهنة. وتأمل المنظمة على المدى البعيد في استعادة سيطرتها على أسعار النفط من خلال زيادة قدراتها الانتاجية وكذلك من خلال بدء تصدير النفط المكرر. وقال المحلل في مكتب الاستشارات "دي اتش ايه" جون هول "لم يعد في وسع دول أوبك بيع نفطها ومن المنطقي بالتالي ان تباشر تكريره"، معتبرا ان "ذلك سيسمح لها بالاحتفاظ بنفوذها". وكشفت الدول الأعضاء بهذا الصدد في فيينا عن مشروع يقضي بالاستثمار بشكل مكثف في بناء مصاف جديدة سواء على أراضيها أو في الخارج ولا سيما في الصين. وقال رئيس أوبك الشيخ أحمد الفهد الصباح ان "جميع الدول الأعضاء تقوم ببناء مصاف جديدة. اننا نبذل مساع كثيرة في قطاع التكرير ".." تفوق بكثير مجرد واجبنا المتعلق بالانتاج". وأوضح ان "الأسعار لم تعد مرتبطة بالانتاج علما ان الانتاج واف بل انها تتأثر بعوامل أخرى هي الاعاصير والتوتر الجيوسياسي وأزمة المصافي التي تمثل بنظرنا المشكلة الرئيسية". وتعتزم أوبك التي تؤمن 40 في المئة من العرض العالمي على النفط زيادة طاقاتها في مجال التكرير بمقدار يفوق مليوني برميل في اليوم في غضون خمس أو ست سنوات. وتعمل الكويت على بناء مصفاتي نفط احداهما في الصين والأخرى في الولايات المتحدة بهدف تكرير 200 إلى 250 ألف برميل من النفط الإضافي في اليوم مقابل 970 ألف برميل حاليا. كما تعتزم ليبيا زيادة قدرتها على التكرير الى 800 ألف برميل في اليوم مقابل 380 ألف برميل حاليا فيما تسعى قطر لمضاعفة طاقاتها الحالية البالغة 140 الف برميل في اليوم. السعودية من جهتها ستبني مصفاتين في الصين، ويبلغ الانتاج النفطي للدول اعضاء أوبك حاليا اقصى قدراتها فيما النفط المتبقي لها هو من النوع الثقيل غير المطلوب في السوق نظرا لصعوبة تكريره. وذكرت أوبك الدول المستهلكة وكذلك شركات النفط الدولية بإنه يتحتم عليها هي أيضا ان تلعب دورا في تطوير قدرات التكرير العالمية. وقال الصباح "اننا نود الاستثمار في التكرير الا ان هذه هي مسئولية مشتركة" للمنتجين والمستهلكين. وحذر من ان "مشكلة التكرير لا يمكن حلها في يوم وعلينا ان نعايشها الى ان نتمكن من تطوير قدراتنا على التكرير وبناء مصاف جديدة"، وهو أمر قد يستغرق سنوات

العدد 1112 - الأربعاء 21 سبتمبر 2005م الموافق 17 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً