العدد 1113 - الخميس 22 سبتمبر 2005م الموافق 18 شعبان 1426هـ

صلاة بالبطاقة الإلكترونية المقدسة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تحدثت صحيفة عربية مغاربية عن المشروع الذي أعلنه وزير الداخلية الجديد في تلك "الجمهورية" العربية السعيدة في مؤتمر صحافي، بعنوان: "بطاقة مغناطيسية لكل مصل"، بخصوص تنظيم الصلوات في المساجد، إذ نقلت الصحيفة عنه قوله: "عملا بالسياسة القومية التي ينتهجها صانع التغيير، "الرئيس طبعا"، وسعيا لترشيد ارتياد المساجد "سبحان الله" ودفعا للفوضى "ما شاء الله"، فإن وزارة الداخلية ستقوم بتسليم كل من يتقدم بطلبها بطاقة تمكنه من ارتياد أقرب مسجد من محل سكناه أو من مقر عمله"! ومن الآن فصاعدا، يتعين على كل مواطن في تلك "الجمهورية" الحصول على بطاقة مصل، وأن يودعها عند أقرب قسم شرطة، وستحمل البطاقة صورة المصلي وعنوانه واسم المسجد الذي ينوي ارتياده! وبحسب السياسة الجديدة يجب على المصلي اختيار أقرب مسجد لمكان إقامته أو لمركز عمله، حرصا على راحته القصوى! أما إذا لم يكن المسجد الذي اختاره جامعا "أي لا تقام فيه صلاة الجمعة"، فمن الواجب عليه احتياطا التقدم بطلب بطاقة "خاصة" للمشاركة في صلاة الجمعة! ومن أجل التأكد من سلامة الإجراءات "القانونية" للصلاة، ومن أجل ضمان قبولها في السماء، يجب على أئمة المساجد التأكد من أن جميع المصلين يحملون بطاقاتهم الإلكترونية "المقدسة"! و"على كل إمام طرد أي مصل لا يحمل بطاقته"، باعتباره متهاونا في الالتزام بأركان الدين الجديد! الصحيفة ذكرت القراء بأن هذه البطاقة شخصية، ولا يجوز التنازل عنها للغير، أما إذا قرر صاحب البطاقة الانقطاع عن الصلاة فعليه تسليم بطاقته المقدسة إلى أقرب مركز شرطة، تحرزا من وقوعها في يد غير أمينة فتستخدمها للدخول إلى المسجد وأداء الصلاة بطريقة غير شرعية بما يهدد الأمن القومي! سعادة الوزير حفظه الله ورعاه أكد في مؤتمره الصحافي، أن لكل مصل الحق في ارتياد مسجد واحد فقط لأداء صلواته الخمس، ما عدا الرخص الخاصة في الحالات الاستثنائية، التي يتفضل بمنحها السيد الوالي "أدام الله ظله"! المشروع الثوري لم ينس أن يمد مظلته الشرعية على السياح المسلمين الذين سيأخذهم حظهم إلى تلك الجمهورية السعيدة، فعلى هؤلاء أيضا أن يطلبوا "بطاقة مقدسة" عند نقاط شرطة الحدود، وبطاقة "السائح المصلي" هذه تكون صالحة لكل مساجد الجمهورية، ويكون ثواب الصلاة باستخدامها أكبر عند الله، وقبول الصلاة أسرع، فليس بين هذه الصلاة وبين السماء السابعة حاجز أو مانع، ولهذا السبب على السائح إرجاعها إلى شرطة الحدود قبل المغادرة، حفاظا على الروحانية التي يعيشها السياح في تلك البلاد! ولابد من تنوير القارئ الكريم بأن كل المساجد هناك سيتم تزويدها بآلات مغناطيسية لتسجيل الحضور، إذ يتعين على كل مصل تسجيل حضوره عند دخول المسجد وعند الخروج كما يفعل موظفو الحكومة أدامها الله. ويقوم الإمام بجمع أوراق تسجيل الحضور وتقديمها شهريا إلى الدائرة الحكومية التي يتبعها المسجد، تمهيدا لجمع كامل الحسنات التي فاز بها المصلون. الخبر ليس فيه فذلكة ولا هو نسج خيال، بل هو ما يجري في إحدى "إقطاعيات" هذا الوطن العربي التعيس، أوقعها حظها العاثر في أسر العسكر الذي حول المساجد إلى معسكرات اعتقال!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1113 - الخميس 22 سبتمبر 2005م الموافق 18 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً