العدد 1117 - الإثنين 26 سبتمبر 2005م الموافق 22 شعبان 1426هـ

عين ما صلت على النبي (ص)

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

كنا مجموعة من الرجال من أصحاب القلوب البيضاء... نجتمع يومياً (ما عدا الجمعة) في قهوة يملكها شخص طيب وتقع في شارع المعارض... كان رئيس الجلسة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان بن دعيج بن حمد آل خليفة (بوبدر) ونائب الرئيس كان الشيخ عيسى بن محمد بن عيسى آل خليفة (بومحمد) الله يعطيه الصحة والعافية وطول العمر والنائب الثاني للرئيس كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمد بن دعيج بن حمد آل خليفة (بودعيج) والباقي كلهم اخوان أعزاء وطيبون ومحترمون... كانت جلستنا اليومية قصيرة في مدتها ولا تتعدى الساعة والثلث ولكن مضمونها الثقافي والاجتماعي كان كبيراً والود والمحبة التي كانت بيننا جميعاً أكبر... أخبار وقصص ونكات وقفشات ومرح كانت تدور بيننا والقلوب البيضاء والصافية هي التي كانت تجمعنا... في بعض الأيام يكون ضيوفنا من كبار الشيوخ وفي بعض الأيام يكونون من كبار التجار وفي أيام أخرى من كبار موظفي الدولة... كنا مستمتعين بجمعتنا في مجلسنا اليومي، وكان (بوبدر) الله يرحمه لا يبخل علينا بعطفه وكرمه وطيبة قلبه وإذا حصل وغاب في يوم فإن زمام الرئاسة ينتقل إلى (بومحمد) فتكون معظم الأحاديث عن مباريات كرة القدم والفرق الرياضية... كنا مجموعة متماسكة لا نسبب الضرر لأحد (حاشى لله) ولكن العيون لا ترحم... العيون التي لا تصلي على النبي محمد (ص) لا تترك الناس في سبحانيتهم... إنها ترى وتسمع ثم تشهق وتحسد بدون أن تذكر الله وتهلل أو تقول ما شاء الله... ونحن على نياتنا نكتب ونتكلم عن نوايانا المستقبلية وعن كل ما يجري لنا وحولنا من دون أن ندرك أن العيون التي ذكرت في القرآن الكريم مازالت موجودة حتى في زماننا... تعيش معنا ومن حولنا...

فجأة وبلا مقدمات توفي (بوبدر) الشيخ سلمان بن دعيج رحمه الله في الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الذي كنت انتظر زيارته لي في بريمن (معقلي) في ألمانيا ولم أتمكن من تقديم العزاء لأبنائه وإخوته الكرام بسبب وجودي خارج البحرين لعلاج ابنتي آنذاك، وعندما رجعت فوجئت بوفاة أخيه (بودعيج) الشيخ حمد بن دعيج رحمه الله بعد أخيه بأيام معدودة فقط... وسبحان الله أصبح الاجتماع بالأصدقاء في القهوة بعد رحيل رئيسنا وأخيه ضرباً من ضروب المستحيل... فالكل حزين... والكل ينظر إلى الكراسي الفارغة بعيون دامعة باكية... إنها العين إللي ما صلت على النبي محمد (ص) هي التي أصابتنا وأنهت جمعتنا اليومية إلى ما شاء الله...

تكلمت في مقال سابق عن ابنتي عائشة وتخرجها من المدرسة... تكلمت عن حبي لها وعن حب والدتي (رحمها الله) لها وعن الشبه الكبير في الملامح والطباع بينهما... تكلمت عن الحب والمدة المتبادلة بينها وبين صديقاتها، وتكلمت عن حبي لجميع صديقاتها واعتبارهن جميعاً بناتي... فماذا حصل؟... بعد مقالي المشهور عن ابنتي تلقيت الكثير من الاتصالات والرسائل الإلكترونية التي تعاطفت معي وأعجبت بالمقال، ولكن في المقابل اشتغلت العين إللي ما صلت على النبي محمد (ص) وتعرضت ابنتي (عائشة) لحادث مروري خطير وأصيبت فيه بإصابات بليغة جداً والأمر والأقسى من ذلك هو وفاة صديقتها (ابنتي شيخة) وابنة صديقي وأخي صلاح السعد (الله يرحمها ويتغمد روحها الجنة ويصبر والديها وأخاها وجميع أهلها)...

العيون التي ما تصلي على النبي (ص) موجودة حولنا دائماً وتعيش معنا باستمرار وقد تكون عيون أي واحد فينا (أحياناً كثيرة من دون قصد) يسمع شيئاً ما ويتعجب منه من دون أن يذكر الله عز وجل ويصلي على نبيه محمد(ص) فيحصل ما يحصل ويجري ما يجري وحينها لا ينفع الندم... لذلك على المؤمن أن يكثر من ذكر الله ويصلي على نبيه. كلما سمع شيئاً وإلا فإن العيون تدور وتدور وتصيب ثم ترجع على صاحبها...

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1117 - الإثنين 26 سبتمبر 2005م الموافق 22 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً