العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ

إمبراطوريات الأغذية وراء أزمة مليار جائع (1 - 2)

فرانك مولدر -وكالة إنتر بريس سيرفس 

21 أكتوبر 2010

على رغم خطورتهما، «انسى المضاربات وانسى المحروقات الزراعية. السبب الحقيقي وراء الأزمة الغذائية والزراعية العالمية الدائمة هو النظام الغذائي الإمبراطوري» المهمين على حياة البشر.

بهذه الكلمات تناول أستاذ علوم الاجتماع الريفي بجامعة فاغينينغين الهولندية، يان دوي فون دير بلويغ، قضايا الأزمة الغذائية في العالم وأسبابها، في حديث مع وكالة إنتر بريس سيرفس.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة إلى الأمم المتحدة قد دعت الشهر الماضي عدداً من الخبراء لمناقشة قضية ارتفاع أسعار القمح. فخلصوا إلى أن هناك في الظاهر توازناً بين الطلب العالمي على الحبوب وبين إنتاجها، وأنه لا توجد مؤشرات على قرب وقوع أزمة غذاء عالمية.

وعلق العالم الهولندي على هذا الخلاصة قائلاً، إنها «تفكير خامل. فهناك ما يقرب من مليار شخص يعانون من الجوع، وثمة مليار آخر من البشر يقاسون من سوء التغذية المزمن، في حين أن هناك مليار فرد يعانون من السمنة المفرطة. أليست هذه أزمة غذائية؟».

وأضاف أن «الجوع كان موجوداً دائماً، لكن ظاهرته قد أصبحت عالمية ودائمة على مدى الخمسين سنة الأخيرة».

وأكد أن هناك أزمة زراعية حادة وراء أزمة الغذاء، «فيضطر المزارعون إلى بذل المزيد من النضال الشاق يوماً بعد يوم من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب الأسعار المنخفضة والأسواق المضطربة. وهنا يكمن التناقض: الأسعار مرتفعة بالنسبة إلى المستهلكين ومنخفضة للغاية بالنسبة إلى المزارعين؛ بل وبدرجة تحول دون استردادهم حتى ما أنفقوه» «أين يذهب الفرق؟ إلى إمبراطوريات الغذاء».

وشرح العالم فون دير بلويغ أن»الأسواق تقع أكثر فأكثر تحت هيمنة التكتلات التجارية الصناعية، مثل أهولد، نستله، كارغيل والكثير من غيرها التي تتحكم في إنتاج الأغذية وتصنيعها واستهلاكها».

«هذه الإمبراطوريات قادرة على التلاعب بالأسواق واستنزاف الثروة الزراعية. وفي ظل هذا النظام السائد، يتسبب أدنى اختلال في الأسواق في تقلبات كبيرة في الأسعار».

وذّكر بأن الإمبراطوريات عادة ما لا تملك موارد ذاتية وإنما تتحكم في الشبكات. «المزارعون والمستهلكون يعتمدون على نقاط الدخول ونقاط الخروج» التي تسيطر عليها هذه الإمبراطوريات «التي في مقدورها تحديد المعايير والأسعار».

وأضاف، أن الحكومات مطالبة بعدم تشويه الأسواق وبتحرير التجارة، لكن هذه الإمبراطوريات هي نفسها التي تشوه الأسواق. «فإذا كان في مصلحتها المالية زراعة الهليون والفاصوليا الخضراء والزهور أو تربية الدجاج في البلدان الفقيرة لبيعها إلى الدول الغنية، فهي تفعل ذلك حتى ولو كان السكان يتضورون جوعاً».

العدد 2968 - الخميس 21 أكتوبر 2010م الموافق 13 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً